هبوط حاد لأسهم شركة عقارات صينية عملاقة يثير مخاوف حيال القطاع
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
بكين,"أ .ف .ب": هبطت أسهم شركة العقارات العملاقة "كانتري غاردن" اليوم بعدما فاتتها مدفوعات سندات وتحدثت عن خسائر تقدر بمليارات الدولارات، ما يفاقم المخاوف حيال قطاع العقارات الصيني المثقل بالديون.
وتراجع سعر سهم الشركة الصينية بأكثر من 17 في المئة عند الثالثة ببعد الظهر (07,00 ت غ) في بورصة هونغ كونغ.
وأدرجت شركة العقارات العملاقة الخاصة على قائمة "فوربس" لأكبر 500 شركة في العالم. وكانت رئيستها يانغ هويان حتى وقت قريب واحدة من أغنى النساء في آسيا.
وقالت يانغ في بيان الجمعة "نواجه صعوبات تعد الأكبر منذ تأسيسنا"، مضيفة "نؤمن بشدة بأن قطاع العقارات سيعود في نهاية المطاف إلى مسار النمو الصحي والثابت بعد مروره في مرحلة التغييرات العميقة هذه".
خسرت يانغ (وهي في مطلع الأربيعات وأصبحت مليارديرة بعدما ورثت الحصص من والدها في 2005 بعد عقدين على تأسيسه الشركة) نحو 29 مليار دولار خلال عامين، وفق تصنيف بلومبرغ لأصحاب المليارات، وباتت ثروتها تقدر بنحو 5,3 مليار دولار.
وفي مسعى لدعمها، ضخت وعائلتها مبلغا في الشركة يعادل 4,9 مليار دولار من الأموال الشخصية، بحسب المجموعة.
لطالما اعتبرت الشركة قوية ماليا لكنها فشلت الاثنين الماضي في تسديد دفعتي سندات وبعد فترة سماح مدتها 30 يوما، تواجه الشركة خطر التخلف عن السداد في سبتمبر إذا بقيت غير قادرة على الدفع.
وأعلنت "كانتري غاردن" نهاية الأسبوع بأنها ستعلق تداول سنداتها الداخلية ، في قرار يرجح بأن يثير قلق الأسواق فيما تفيد الشركة بأن قيمة دينوها بلغت حوالى 1,15 تريليون يوان (159 مليار دولار) في أواخر 2022.
ورفعت التزاماتها الإضافية تقديرات أخرى لدينها الإجمالي إلى نحو 1,4 تريليون يوان (193 مليار دولار)، بحسب بلومبرغ.
ومن شأن أي انهيار لـ"كانتري غاردن" أن يحمل تداعيات كارثية على النظام المالي والاقتصاد الصيني، كما هي الحال بالنسبة لمنافستها المثقلة بالديون "إيفرغراند".
ضغط سيولة
تتفاقم الضغوط على الشركة نظرا إلى أنه يتوقع بأن تستحق سندات تابعة لها بقيمة 21 مليار يوان (2,47 مليار دولار) عام 2024، بحسب وكالة "موديز" للتصنيف الائتماني التي خفضت تصنيفها الخميس الماضي إلى "Caa2" الذي يعني "مخاطر ائتمانية عالية جدا".
أعلنت المجموعة مطلع الشهر الجاري أنها تتوقع أن تبلغ خسائرها في النصف الأول من العام ما بين 45 مليار و55 مليار يوان (حوالى 6,2 مليار إلى 7,65 مليار دولار).
وأكدت الشركة في إعلان نشرته بورصة هونغ كونغ "نظرا إلى تدهور المبيعات وبيئة إعادة التمويل مؤخرا، فإن الأموال المتاحة في خزائن الشركة تنخفض بشكل متواصل، ما يؤدي إلى ضغط سيولة على مراحل".
وأدت إصلاحات في قطاع السكن الصيني أواخر تسعينات القرن الماضي إلى ازدهار قطاع العقارات، وهو أمر ساهمت فيه التقاليد الاجتماعية التي تعتبر امتلاك عقار شرطا للزواج.
لكن بكين باتت في السنوات الأخيرة تعتبر الديون الضخمة المتراكمة على كبرى شركات القطاع مصدر خطر غير مقبول بالنسبة لنظام الدولة المالي وسلامتها الاقتصادية بالمجمل.
وفي مسعى لتخفيف مديونية القطاع، شددت السلطات منذ العام 2020 بشكل تدريجي شروط حصول المطورين على القروض، ما أدى إلى تجفيف مصادر تمويل الشركات المديونة أساسا.
أعقب ذلك إعلان عدة شركات، لا سيما "إيفرغراند"، تخلفها عن السداد، ما قوض ثقة المستثمرين وانعكس سلبا على القطاع.
ويأتي انهيار القطاع الذي كان مزدهرا في الماضي على وقع تباطؤ اقتصادي عام في الصين.
وتعد "كانتري غاردن" على وجه الخصوص عرضة للطلب الضعيف بسبب تركيزها على المشاريع منخفضة السعر في سوق العقارات إذ تطلق مشاريع طموحة في مدن ثانوية حيث تتدنى القدرة الشرائية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
النفط يتجه لارتفاع أسبوعي وسط مخاوف الإمدادات وتحسن توقعات الطلب
العمانية و"رويترز": بلغ سعر نفط عُمان الرسمي اليوم ، تسليم شهر أبريل القادم، 78 دولارًا أمريكيًّا و56 سنتًا، وشهد سعر نفط عُمان اليوم انخفاضًا بلغ 31 سنتًا مقارنة بسعر يوم أمس ، والبالغ 78 دولارًا أمريكيًّا و87 سنتًا.
تجدر الإشارة إلى أنَّ المعدل الشهري لسعر النفط الخام العُماني تسليم شهر فبراير الجاري بلغ 73 دولارًا أمريكيًّا و16 سنتًا للبرميل، مرتفعًا 70 سنتًا مقارنة بسعر تسليم شهر يناير الماضي.
وعلى الصعيد العالمي، انخفضت أسعار النفط اليومالجمعة، لكنها لا تزال تتجه لتسجيل ارتفاع أسبوعي بفضل المخاوف من اضطراب الإمدادات الروسية وتحسن التوقعات بالنسبة للطلب في الولايات المتحدة والصين.
وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 22 سنتًا، أي 0.27 بالمائة، إلى 76.27 دولار أمريكي للبرميل، ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 22 سنتًا، أي 0.3 بالمائة، إلى 72.26 دولار أمريكي للبرميل.
وارتفع الخامان بنحو 2 بالمائة هذا الأسبوع، ليسجلا أكبر زيادة أسبوعية منذ أوائل يناير، ويتجه برنت لتحقيق مكاسب للأسبوع الثاني بعد تراجعه لثلاثة أسابيع، فيما يتجه خام غرب تكساس الوسيط لأول أسبوع من المكاسب بعد تراجعه لأربعة أسابيع.
وقالت روسيا: إن تدفقات النفط عبر تحالف خط أنابيب بحر قزوين، وهو طريق رئيسي لتصدير الخام من قازاخستان، انخفضت بين 30 و40 بالمائة يوم الثلاثاء الماضي.
وذكرت مصادر من القطاع أمس ، أن قازاخستان ضخت كميات قياسية مرتفعة من النفط، رغم الأضرار التي لحقت بطريقها الرئيسي للتصدير عبر روسيا، وهو اتحاد خط أنابيب بحر قزوين، ولم يتضح بعد كيف استطاعت قازاخستان ضخ كميات قياسية من النفط.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أمس : إن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت، فيما انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير الأسبوع الماضي، بعدما أدت أعمال صيانة موسمية في المصافي إلى انخفاض عمليات التكرير.
من جانبه، أشار توشيتاكا تازاوا، المحلل لدى فوجيتومي للأوراق المالية إلى أن الانخفاضات في مخزونات البنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة، إلى جانب المخاوف بشأن نقص الإمدادات في روسيا، تدعم أسعار النفط.
وأضاف: "التوقعات باتفاق سلام محتمل بين روسيا وأوكرانيا، والذي قد يخفف العقوبات على موسكو، تلاشت إلى حد ما بسبب موقف أوكرانيا المتشدد، مما دفع بعض المستثمرين إلى إعادة الشراء في السوق".
وعلى صعيد الطلب، قال محللو جيه.بي مورجان في مذكرة يوم الجمعة: إن متوسط الطلب العالمي على النفط بلغ 103.4 مليون برميل يوميًا حتى 19 فبراير، بزيادة قدرها 1.4 مليون برميل يوميًا.
ويتوقع المحللون أن يسهم الطقس البارد في الولايات المتحدة وزيادة النشاط الصناعي في الصين، مع عودة الناس من الإجازات، في زيادة الطلب الأسبوع المقبل.