الأسبوع:
2025-02-02@23:44:57 GMT

الأهم من دعم مؤتمر باريس للبنان

تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT

الأهم من دعم مؤتمر باريس للبنان

مع انطلاق مؤتمر باريس لدعم لبنان يوم الخميس الماضي الموافق 24 من أكتوبر الجاري، تمكنت فرنسا من إنجاح المؤتمر، وجعل الدول المانحة تقدم الكثير من الدعم المادي والإنساني لدولة لبنان، ويرجع ذلك إلى اهتمام فرنسا برئاسة "إيمانويل ماكرون" بمسألة دعم لبنان انطلاقاً من عمق العلاقات التاريخية والثقافية والاستراتيجية بين البلدين، وقد قدم المؤتمر الذي حضره أكثر من ممثل لسبعين دولة حول العالم، وأكثر من خمس عشرة جمعية حقوقية وإنسانية مليار دولار منها: 800 مليون دولار مساعدات إنسانية، و200 مليون دولار مساعدات للجيش اللبناني، وذلك بسبب العدوان الإسرائيلي غير المسبوق علي لبنان، وما سببه هذا العدوان من قتل واعتقال وخراب ودمار، والتسبب في هجرة أكثر من مليون لبناني، واستهداف الجيش الإسرائيلي للبنى التحتية اللبنانية، وإصرار نتنياهو وفق ذرائعه للقضاء علي حزب الله في لبنان علي غرار ذرائعه في عدوانه علي غزة بحجة القضاء علي حركة المقاومة الفلسطينية "حماس".

لقد عمل المؤتمر أيضا علي تفعيل الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في لبنان، وبخاصة مع حضور أمين عام الأمم المتحدة "أنطونيو غوتيرش"، وقد اتضح ذلك من خلال الكلمة الافتتاحية للرئيس الفرنسي ماكرون، الذي طالب الدول المشاركة ببذل الجهود لوقف العدوان الإسرائيلي علي لبنان، وتطبيق قرار الأمم المتحدة رقم ١٧٠١، ونشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان، والعمل علي دعمه من أجل ضمان عودة الاستقرار في جنوب لبنان وشمال إسرائيل، إضافة إلي تأكيد الرئيس ماكرون استمرار وجود القوات الدولية "اليونيفيل"، لضمان السلام بين لبنان وجيش الاحتلال الإسرائيلي، ودعوة إسرائيل إلي احترام القوات الدولية وعدم مهاجمتها، واعتبار الهجمات الإسرائيلية عليها غير مبررة ومخالفة للقوانين الدولية، كما جاءت كلمة حكومة تصريف الأعمال اللبنانية "نجيب ميقاتي" في نفس الاتجاه، مع دعوته المجتمع الدولي لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار من جانب إسرائيل.

ولكن هذا المؤتمر الذي تمكن من توفير جزء من الدعم الإنسانية والمساعدات الإنسانية إلى لبنان ـ الذي يعاني أصلا من أزمة اقتصادية كبرى منذ سنوات ـ لم يتمكن من تحقيق ما هو أهم من تلك المساعدات، وهو قدرة الدول المشاركة في المؤتمر علي الضغط علي بنيامين نتنياهو وإجباره علي وقف إطلاق النار، أو القدرة علي تفعيل القرارات الأممية والدولية على إسرائيل، أو التمكن من فتح باب الدبلوماسية مع إسرائيل في موضوع هجومها الوحشي علي غزة وعلي لبنان، ما يثبت عجز تلك الدول بما فيها الدول الغربية وأمريكا علي معاقبة إسرائيل على جرائمها الوحشية في لبنان وفلسطين. وعلي الجانب الآخر فإن تلك الدول تتغاضى عن جرائم إسرائيل، بل وتقدم لها الدعم المادي والعسكري لتمكينها من استكمال مخططاتها التوسعية في المنطقة، وفي المقابل فإن تلك الدول تشارك في تقديم المساعدات الإنسانية فقط إلي التي تعاني من ويلات الحروب مع إسرائيل في المنطقة، وهي تفعل ذلك وتضع رأسها في الرمال من أجل عدم إحراجها بين شعوب العالم، وخصوصا بأنهم يصورون أنفسهم للعالم على أنهم رعاة السلام وحماة حِمى الديموقراطية.

ويبقى الأهم من تقديم هذا الدعم الغربي الأمريكي، وهو العمل علي إحياء مفاوضات السلام بين إسرائيل وفلسطين، والعمل علي إقامة الدولة الفلسطينية، وتحقيق الأمن والاستقرار بين لبنان وإسرائيل والعمل علي ترسيم الحدود البرية بين البلدين، واسترداد لبنان لمزارع شبعا المحتلة، والعمل علي تمكين كل من لبنان وفلسطين من بسط سيادتهما علي مواردهما، وعندها سيتمكن شعبا البلدين من استرداد عافيتهما، وعودتهما بلدين فاعلين بين دول العالم، دون احتياجهما لتلك المساعدات.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: والعمل علی

إقرأ أيضاً:

أورتاغوس في زيارتها الأولى للبنان: ماذا في جعبتها من رسائل؟

كتبت دوللي بشعلاني في "الديار": تقول مصادر سياسية مطّلعة بأنّ زيارة الوسيطة الأميركية مورغان أورتاغوس، التي اختارها الرئيس دونالد ترامب، الى لبنان، بعد تولّيها منصبها الجديد تأتي في أعقاب الإتفاق للذي تمّ التوصّل اليه بين لبنان و"إسرائيل" والذي مدّدت الصيغة الجديدة له الموعد النهائيلانسحاب الجيش "الإسرائيلي" من القرى الحدودية في جنوب لبنان الى 18 شباط المقبل. وتهدف الزيارة الى التعارف أولاً على المسؤولين اللبنانيين الذين سيعتادون بعد ذلك على زياراتها المتكرّرة، على ما كان يفعل هوكشتاين. وثانياً الى متابعة اتفاق وقف النار. وكانت "إسرائيل" طالبت بتمديد مهلة انسحابها شهراً أو أكثر لاستكمال تحقيق بنك أهدافها جنوباً، في حين أعطى لبنان مدة أسبوع إضافي لإنجاز انسحابها الكامل. أمّا موافقته على الأسابيع الثلاثة بعد ذلك، فأتت مشروطة بإفراج "إسرائيل" عن الأسرى السبعة لحزب الله.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ماذا بعد 18 شباط، وهل سينسحب الجيش "الإسرائيلي" من جميع المواقع الحدودية التي يحتلّها خلال الفترة المحدّدة، أم سيبقى في المواقع الخمسة، على غرار ما فعل في انسحاب العام 2000، إذ بقي في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر والنخيلة لكي يُبقي النزاع قائماً مع لبنان؟!

وترى المصادر أنّ زيارة أورتاغوس تأتي لحمل رسائل أميركية عدّة بقفّازات نسائية أنثوية هي:

١- نقل حرص الإدارة الأميركية على تطبيق الصيغة الجديدة من اتفاق وقف النار على الأرض، وتعزيز الإلتزامات بالسلام الذي يطمح اليه ترامب في الشرق الأوسط، ومعالجة القضايا الملحة المحيطة بالانسحاب المخطط للجيش "الإسرائيلي" من القرى الحدودية قبل 18 شباط المقبل، على أن ينتشر الجيش اللبناني في المواقع التي سيُخليها.

٢- التشديد على منع وجود أي سلاح غير شرعي في المنطقة باستثناء سلاح القوّات اللبنانية المسلّحة التي نصّ عليها الإتفاق.

٣- مناقشة مسألة إعادة "إسرائيل" للأسرى السبعة من حزب الله، والتي قدّم الحزب لائحة بأسمائهم تضمّنت إسم القبطان عماد أمهز الذي جرى اختطافه من منزله في البترون. مع الإشارة الى أنّ المفاوضات بشأن إطلاق سراحهم لن تكون بالسهولة التي يعتقدها البعض. فالجميع يعلم كيف تُراوغ "إسرائيل" ولا تلتزم ببنود الاتفاقات والصفقات، بل تحاول الاستفادة منها قدر المستطاع. من هنا، تجد بأنّه لا يُمكن توقّع ما يُمكن أن تُطالب به إضافة الى الصيغة الجديدة من الاتفاق للإفراج عن هؤلاء الأسرى؟ فهل تُطالب بالبقاء في المواقع الحدودية بعد 18 شباط بحجة حماية أمن مستوطناتها الشمالية واستكمال تفكيك البنية التحتية لحزب الله؟ أم سيكون لديها مطالب جديدة مثل خلق منطقة عازلة داخل الأراضي اللبنانية؟

وبالطبع فإن الموفدة الاميركية ستتفهم "شروط إسرائيل"، على غرار إدارتها، وتجعل من كلّ ما يجترحه "الإسرائيلي " من ذرائع لبقاء قواته على الاراضي اللبنانية، أو غير ذلك، "إملاءات أميركية" تربطها بالمساعدات المالية لإعادة إعمار لبنان.

٤- العمل على تطبيق القرار 1701 الذي يختلف عن اتفاق وقف إطلاق النار. ويحتاج الأمر الى جولات مكوكية للوسطية اورتاغوس بين بيروت وتل أبيب لكي تتوصل الى تفاهمات على تنفيذ كامل بنوده ومندرجاته.

كذلك قد تُشارك أورتاغوس في اجتماع "آلية مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار" التي لم يصدر عنها حتى الآن أي كلام أو بيان رغم كلّ الخروقات التي قامت بها "إسرائيل" للإتفاق المذكور.

ومن المتوقع أن تحمل أورتاغوس، التي كانت نشطة في الديبلوماسية الأميركية في الشرق الأوسط، وفق المصادر، رسائل رئيسية من واشنطن،، تهدف إلى ضمان التزام الطرفين بشروط وقف إطلاق النار. وتوفير الصيغة الجديدة إطاراً للسلام في ظلّ الإتجاه الى حلّ النزاعات الإقليمية الطويلة الأمد التي ابتليت بها المنطقة.

ولن تركز زيارتها على الجدول الزمني للانسحاب الفوري فحسب، بل ستتناول أيضًا قضايا أوسع تتعلق باستقرار المنطقة. ومن المتوقع أن تتواصل مع المسؤولين اللبنانيين وأصحاب المصلحة الدوليين الرئيسيين وممثلي قوات الأمن في لبنان و"إسرائيل" التي تزورها قبل لبنان. علماً بأنّ زيارة أورتاغوس قد تتزامن مع تلبية رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو دعوة الرئيس ترامب إلى واشنطن في ٤ شباط المقبل، ولا بدّ له من مناقشة الوضع على الحدود في جنوب لبنان، وجولة موفديه الخاصين الى لبنان والمنطقة من ضمن العناوين التي سيتطرّق اليها مع الرئيس الأميركي.
 

مقالات مشابهة

  • مؤتمر عن “الابتكارات في رعاية الأطفال” بطب عين شمس
  • 12 فبراير| انطلاق مؤتمر قسم طب الأطفال بجامعة عين شمس
  • 40 خبيرًا يشاركون في انطلاق مؤتمر حفر الباطن الدولي للصحة الريفية
  • 35 مليون دولار للبنان بـخطوة واحدة.. ما هي؟
  • وزير الخارجية من بيروت: مصر مستعدة للمساهمة في إعادة إعمار لبنان
  • الرئيس عون تسلّم رسالة دعم ومساندة من مصر للبنان
  • سفير الهند: نؤكد دعمنا للبنان
  • خبراء يحذرون.. هذا ما قد يسببه احتلال إسرائيل للبنان وسوريا
  • أورتاغوس في زيارتها الأولى للبنان: ماذا في جعبتها من رسائل؟
  • متحف الحضارة يستضيف مؤتمر «سياحة الطعام في مصر» الثلاثاء المقبل