الأهم من دعم مؤتمر باريس للبنان
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
مع انطلاق مؤتمر باريس لدعم لبنان يوم الخميس الماضي الموافق 24 من أكتوبر الجاري، تمكنت فرنسا من إنجاح المؤتمر، وجعل الدول المانحة تقدم الكثير من الدعم المادي والإنساني لدولة لبنان، ويرجع ذلك إلى اهتمام فرنسا برئاسة "إيمانويل ماكرون" بمسألة دعم لبنان انطلاقاً من عمق العلاقات التاريخية والثقافية والاستراتيجية بين البلدين، وقد قدم المؤتمر الذي حضره أكثر من ممثل لسبعين دولة حول العالم، وأكثر من خمس عشرة جمعية حقوقية وإنسانية مليار دولار منها: 800 مليون دولار مساعدات إنسانية، و200 مليون دولار مساعدات للجيش اللبناني، وذلك بسبب العدوان الإسرائيلي غير المسبوق علي لبنان، وما سببه هذا العدوان من قتل واعتقال وخراب ودمار، والتسبب في هجرة أكثر من مليون لبناني، واستهداف الجيش الإسرائيلي للبنى التحتية اللبنانية، وإصرار نتنياهو وفق ذرائعه للقضاء علي حزب الله في لبنان علي غرار ذرائعه في عدوانه علي غزة بحجة القضاء علي حركة المقاومة الفلسطينية "حماس".
لقد عمل المؤتمر أيضا علي تفعيل الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في لبنان، وبخاصة مع حضور أمين عام الأمم المتحدة "أنطونيو غوتيرش"، وقد اتضح ذلك من خلال الكلمة الافتتاحية للرئيس الفرنسي ماكرون، الذي طالب الدول المشاركة ببذل الجهود لوقف العدوان الإسرائيلي علي لبنان، وتطبيق قرار الأمم المتحدة رقم ١٧٠١، ونشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان، والعمل علي دعمه من أجل ضمان عودة الاستقرار في جنوب لبنان وشمال إسرائيل، إضافة إلي تأكيد الرئيس ماكرون استمرار وجود القوات الدولية "اليونيفيل"، لضمان السلام بين لبنان وجيش الاحتلال الإسرائيلي، ودعوة إسرائيل إلي احترام القوات الدولية وعدم مهاجمتها، واعتبار الهجمات الإسرائيلية عليها غير مبررة ومخالفة للقوانين الدولية، كما جاءت كلمة حكومة تصريف الأعمال اللبنانية "نجيب ميقاتي" في نفس الاتجاه، مع دعوته المجتمع الدولي لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار من جانب إسرائيل.
ولكن هذا المؤتمر الذي تمكن من توفير جزء من الدعم الإنسانية والمساعدات الإنسانية إلى لبنان ـ الذي يعاني أصلا من أزمة اقتصادية كبرى منذ سنوات ـ لم يتمكن من تحقيق ما هو أهم من تلك المساعدات، وهو قدرة الدول المشاركة في المؤتمر علي الضغط علي بنيامين نتنياهو وإجباره علي وقف إطلاق النار، أو القدرة علي تفعيل القرارات الأممية والدولية على إسرائيل، أو التمكن من فتح باب الدبلوماسية مع إسرائيل في موضوع هجومها الوحشي علي غزة وعلي لبنان، ما يثبت عجز تلك الدول بما فيها الدول الغربية وأمريكا علي معاقبة إسرائيل على جرائمها الوحشية في لبنان وفلسطين. وعلي الجانب الآخر فإن تلك الدول تتغاضى عن جرائم إسرائيل، بل وتقدم لها الدعم المادي والعسكري لتمكينها من استكمال مخططاتها التوسعية في المنطقة، وفي المقابل فإن تلك الدول تشارك في تقديم المساعدات الإنسانية فقط إلي التي تعاني من ويلات الحروب مع إسرائيل في المنطقة، وهي تفعل ذلك وتضع رأسها في الرمال من أجل عدم إحراجها بين شعوب العالم، وخصوصا بأنهم يصورون أنفسهم للعالم على أنهم رعاة السلام وحماة حِمى الديموقراطية.
ويبقى الأهم من تقديم هذا الدعم الغربي الأمريكي، وهو العمل علي إحياء مفاوضات السلام بين إسرائيل وفلسطين، والعمل علي إقامة الدولة الفلسطينية، وتحقيق الأمن والاستقرار بين لبنان وإسرائيل والعمل علي ترسيم الحدود البرية بين البلدين، واسترداد لبنان لمزارع شبعا المحتلة، والعمل علي تمكين كل من لبنان وفلسطين من بسط سيادتهما علي مواردهما، وعندها سيتمكن شعبا البلدين من استرداد عافيتهما، وعودتهما بلدين فاعلين بين دول العالم، دون احتياجهما لتلك المساعدات.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: والعمل علی
إقرأ أيضاً:
الدول الأوروبية وحلف شمال الأطلسي يجتمع في باريس حول كييف
يجتمع قادة عسكريون وقادة من حلف شمال الأطلسي من 30 دولة في باريس اليوم الثلاثاء لمناقشة ضمانات أمنية لأوكرانيا في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار المأمول، وفق ما ذكرت شبكة فرانس 24.
يتماشى الاجتماع مع الجهود الرامية إلى تعزيز دفاعات أوروبا والحد من الاعتماد على الولايات المتحدة خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب.
من المقرر أن يجتمع في باريس يوم الثلاثاء القادة العسكريون من 30 دولة أوروبية وحلف شمال الأطلسي الراغبين في المساهمة في تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا بعد أي هدنة يتم التفاوض عليها مع روسيا .
بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على عملية روسيا لأوكرانيا، تعمل أوروبا جاهدة على تعزيز دفاعاتها والتحرر من الاعتماد على الولايات المتحدة.
وتأتي هذه الخطوات في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قلب التحالف عبر الأطلسي رأسا على عقب ويسعى إلى التقارب مع موسكو.
جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التواصل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتن وانتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ما أثار مخاوف في كييف وبين الحلفاء الأوروبيين من أن الزعيم الأمريكي قد يحاول إجبار أوكرانيا على قبول تسوية لصالح روسيا.