الأسبوع:
2025-04-11@03:11:36 GMT

الأهم من دعم مؤتمر باريس للبنان

تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT

الأهم من دعم مؤتمر باريس للبنان

مع انطلاق مؤتمر باريس لدعم لبنان يوم الخميس الماضي الموافق 24 من أكتوبر الجاري، تمكنت فرنسا من إنجاح المؤتمر، وجعل الدول المانحة تقدم الكثير من الدعم المادي والإنساني لدولة لبنان، ويرجع ذلك إلى اهتمام فرنسا برئاسة "إيمانويل ماكرون" بمسألة دعم لبنان انطلاقاً من عمق العلاقات التاريخية والثقافية والاستراتيجية بين البلدين، وقد قدم المؤتمر الذي حضره أكثر من ممثل لسبعين دولة حول العالم، وأكثر من خمس عشرة جمعية حقوقية وإنسانية مليار دولار منها: 800 مليون دولار مساعدات إنسانية، و200 مليون دولار مساعدات للجيش اللبناني، وذلك بسبب العدوان الإسرائيلي غير المسبوق علي لبنان، وما سببه هذا العدوان من قتل واعتقال وخراب ودمار، والتسبب في هجرة أكثر من مليون لبناني، واستهداف الجيش الإسرائيلي للبنى التحتية اللبنانية، وإصرار نتنياهو وفق ذرائعه للقضاء علي حزب الله في لبنان علي غرار ذرائعه في عدوانه علي غزة بحجة القضاء علي حركة المقاومة الفلسطينية "حماس".

لقد عمل المؤتمر أيضا علي تفعيل الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في لبنان، وبخاصة مع حضور أمين عام الأمم المتحدة "أنطونيو غوتيرش"، وقد اتضح ذلك من خلال الكلمة الافتتاحية للرئيس الفرنسي ماكرون، الذي طالب الدول المشاركة ببذل الجهود لوقف العدوان الإسرائيلي علي لبنان، وتطبيق قرار الأمم المتحدة رقم ١٧٠١، ونشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان، والعمل علي دعمه من أجل ضمان عودة الاستقرار في جنوب لبنان وشمال إسرائيل، إضافة إلي تأكيد الرئيس ماكرون استمرار وجود القوات الدولية "اليونيفيل"، لضمان السلام بين لبنان وجيش الاحتلال الإسرائيلي، ودعوة إسرائيل إلي احترام القوات الدولية وعدم مهاجمتها، واعتبار الهجمات الإسرائيلية عليها غير مبررة ومخالفة للقوانين الدولية، كما جاءت كلمة حكومة تصريف الأعمال اللبنانية "نجيب ميقاتي" في نفس الاتجاه، مع دعوته المجتمع الدولي لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار من جانب إسرائيل.

ولكن هذا المؤتمر الذي تمكن من توفير جزء من الدعم الإنسانية والمساعدات الإنسانية إلى لبنان ـ الذي يعاني أصلا من أزمة اقتصادية كبرى منذ سنوات ـ لم يتمكن من تحقيق ما هو أهم من تلك المساعدات، وهو قدرة الدول المشاركة في المؤتمر علي الضغط علي بنيامين نتنياهو وإجباره علي وقف إطلاق النار، أو القدرة علي تفعيل القرارات الأممية والدولية على إسرائيل، أو التمكن من فتح باب الدبلوماسية مع إسرائيل في موضوع هجومها الوحشي علي غزة وعلي لبنان، ما يثبت عجز تلك الدول بما فيها الدول الغربية وأمريكا علي معاقبة إسرائيل على جرائمها الوحشية في لبنان وفلسطين. وعلي الجانب الآخر فإن تلك الدول تتغاضى عن جرائم إسرائيل، بل وتقدم لها الدعم المادي والعسكري لتمكينها من استكمال مخططاتها التوسعية في المنطقة، وفي المقابل فإن تلك الدول تشارك في تقديم المساعدات الإنسانية فقط إلي التي تعاني من ويلات الحروب مع إسرائيل في المنطقة، وهي تفعل ذلك وتضع رأسها في الرمال من أجل عدم إحراجها بين شعوب العالم، وخصوصا بأنهم يصورون أنفسهم للعالم على أنهم رعاة السلام وحماة حِمى الديموقراطية.

ويبقى الأهم من تقديم هذا الدعم الغربي الأمريكي، وهو العمل علي إحياء مفاوضات السلام بين إسرائيل وفلسطين، والعمل علي إقامة الدولة الفلسطينية، وتحقيق الأمن والاستقرار بين لبنان وإسرائيل والعمل علي ترسيم الحدود البرية بين البلدين، واسترداد لبنان لمزارع شبعا المحتلة، والعمل علي تمكين كل من لبنان وفلسطين من بسط سيادتهما علي مواردهما، وعندها سيتمكن شعبا البلدين من استرداد عافيتهما، وعودتهما بلدين فاعلين بين دول العالم، دون احتياجهما لتلك المساعدات.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: والعمل علی

إقرأ أيضاً:

رأي.. تيم سباستيان ورنا الصباغ يكتبان عن سياسات ترامب: ما الذي حدث للتو؟

هذا المقال بقلم تيم سباستيان، صحفي بريطاني ومحاور تلفزيوني ومؤلف كتب، ورنا الصباع صحفية ومحررة استقصائية عربية. يتشارك الاثنان في منصة مستقلة على وسائل التواصل الاجتماعي تسلط الضوء على قضايا الساعة الإشكالية.

لم يستغرق الأمر أكثر من شهرين ليبان الحجم الكامل لطموحات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب.

تحول إلى قوة هدم في المشهد المحلي. أقال الآلاف، وضغط على المحاكم والجامعات، واختطف الناس من الشوارع، وطالب بتعهدات "ولاء شخصي" من موظفي الحكومة الفيدرالية.

لكي يحقق مسعاه، ملأ البيت الأبيض بمتُنفذين متغطرسين يُمطرون أمريكا – والآن العالم – بوابل من المحاضرات حول ما يجب عليهم فعله وكيف يفعلونه.

هؤلاء شخصيات لم تكن شيئا بالأمس – لم يُرفعوا أو يصلوا تلك المناصب بسبب علمهم أو حكمتهم – بل هم مجرد رجال ونساء تنفيذيين، متعطشون لممارسة السلطة الجديدة التي انتزعوها من النظام الديمقراطي، بعد تمزيق وتجاهل العديد من الضوابط والتوازنات التي كانت تحكم وتضبط البلاد.

يا له من إنجاز مذهل في سرعته وحجمه، ولكنه أيضًا مفعم بالحقد، وبممارسات تعظيم الذات على مستوى عالمي.

الولايات المتحدة لم تعد هي نفس البلد التي كانت عليها قبل شهرين.

في بعض النواحي، بالكاد يمكن التعرف عليها.

فرض الرسوم الجمركية هو حتى الآن أكثر أعمال ترامب جدية في ممارسة الإكراه السياسي الدولي – تأتي بمثابة صدمة ضخمة للاقتصاد العالمي وتحمل رسالة واحدة فوق كل اعتبار: أمريكا يمكنها أن تصنعك أو تدمرك – لذا إما أن تفعل الأمور على طريقتي أو تتحمل العواقب.

وهذه العواقب واضحة جدًا في الخسائر التريليونية التي تم ويتم تسجيلها في أسواق المال العالمية.

بعض الدول ستنحني وتسجد أمام ترامب مع أن من تتعامل معه، ليس شخصًا يمكنك الوثوق به.

هذا هو الرجل نفسه الذي أرسل يومًا ما صواريخ “جافلين” إلى أوكرانيا لمساعدتها في الدفاع عن نفسها ضد روسيا – وهو الآن يحاول ابتزاز كييف المُنهكة من الحرب، والمكافحة من أجل البقاء، لتتخلى عن معظم حقوقها السيادية في المعادن النادرة الموجودة على أراضيها.

ترامب هو الرجل نفسه الذي وصف غزو بوتين بـ”العبقري”، وفي نفس الوقت كان يفرض رسومًا عقابية على أقرب حلفائه – قام بهدوء برفع العقوبات عن زوجة الأوليغارش الروسي بوريس روتنبرغ، الذي يُصادف أنه صديق مقرب لبوتين.

ومن المثير للسخرية أن هذا لم يُذكر في بيان البيت الأبيض الرسمي الذي أعلن عن رفع العقوبات.

ففي صف من يقف ترامب حقًا؟

الجواب: لا أحد سوى نفسه.

ترامب مصمم على استخدام القوة الهائلة لمنصبه لتوسيع نفوذه الأيديولوجي، بإملاء قواعد العمل على الشركات والدول – وتهديدهم بفقدان رضاه وأعماله إن لم يطيعوه.

بالنسبة لترامب هذا ليس أقل من محاولة فريدة تحدث مرة في العمر لإعادة تشكيل أجزاء واسعة من العالم وفقًا لهواه، وضمان خضوعها لنفوذه.

وفي نفس الوقت الذي كانت فيه إعلانات التعرفة الجمركية تمزق توقعات الأسواق العالمية، كان وزير خارجيته مارك روبيو – رجلٌ كان قد تحداه سابقًا على ترشيح الحزب الجمهوري وسُخر منه بلا رحمة – يُطالب دول الناتو برفع إنفاقها الدفاعي إلى 5٪ من الناتج المحلي الإجمالي.. وكأن الامر ممكن أصلًا.

ربما كان ذلك ممكنًا.. لبعض الدول في الأسبوع الماضي.

لكن الشهر المقبل.. وبفضل الحرب التجارية الجديدة – فالأمر مستحيل.

إذاً – رسائل متضاربة تصدر عن ترامب.

أولاً الضربة المالية.

ثم عندما يتم إنهاك الضحية، يُعرض عليه اتفاق لم يكن ليوقعه قبل أن يتلقى الضربة.

بعض الدول ستتعامل مع ترامب وتقدم له تنازلات تجارية ومحفزات لأنها لا تملك خيارًا آخر.

لكن الضغط لن يتوقف.

وعلى عكس ما يدّعي ترامب بأن أمريكا باتت ضحية عالمية – لا تزال البلاد تملك أقوى اقتصاد في العالم.

ويريدك أن تتذكر ذلك.

لأنه يدرك أن أنتم، أي معظمكم، ببساطة لا تستطيعون تحمل عواقب إغضابه.

أمريكادونالد ترامبرأينشر الأربعاء، 09 ابريل / نيسان 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • عهد جديد للبنان أمام الفرصة الأخيرة
  • إذاعة فرنسا: اتهامات بالفساد تطال مؤسسة "القرض الحسن" التابعة لحزب الله كشفت إذاعة فرنسا الدولية عن فضائح مالية جديدة تطال حزب الله، في ظل الانهيار الاقتصادي الحاد الذي يشهده لبنان، لتضع مؤسسة "القرض
  • تصعيد مضاعف في الجنوب الأمامي فما الذي تريده إسرائيل مجدداً؟
  • صلاح حليمة: مؤتمر الخرطوم يؤسس لشراكة حقيقية بين القارات
  • رأي.. تيم سباستيان ورنا الصباغ يكتبان عن سياسات ترامب: ما الذي حدث للتو؟
  • وزير الدفاع بحث مع نظيره اليوناني في الأوضاع في المنطقة
  • رئيس المنظمة الدولية للتربية: ندعو الحكومات للاستثمار في التعليم ودعم حقوق المعلمين
  • المنظمة الدولية للتربية توجه التحية لمن يواجهون الموت بشجاعة في فلسطين
  • رئيس المنظمة الدولية للتربية يُشيد بصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان
  • اورتاغوس في زيارتها الثانية للبنان...لهجة جديدة