أكثر ما يميز الانتخابات الأمريكية عام 2024 عن مثيلاتها هو جنس مرشّحيها، فالأول جمهوري سبق له أن دخل البيت الأبيض، وينافس حالياً سيدة تترشح لثاني مرة عن الحزب الديمقراطي، بعد هيلاري كلينتنون، لكسب مقعد الرئاسة، والفوز بلقب "الرئيسة" لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة.

وبينما يتمتع الجمهوري ترامب بتقدم كبير بين أنصاره الرجال، تتطلع النساء في الولايات المتحدة إلى فوز كامالا هاريس، بتأكيد من استطلاعات الرأي ونتائجها، التي تعكس هامشاً كبيراً بين الندين، يظهر مدى عمق الفجوة السياسية بين الرجال والنساء في الولايات المتحدة، ويكشف حقيقة الاضطرابات الاجتماعية في بلد ديمقراطي، ما قد يؤثر كثيراً في تحديد مصير الانتخابات والفائز فيها.

  

وتقول مراسلة "بي بي سي" للشأن الأمريكي "كاتي كي" في تحليل، اليوم الأحد، إنه بالنسبة لأول امرأة ملونة تحصل على ترشيح رئاسي، وثاني امرأة فقط تقترب من هذا الحد، تبذل كامالا هاريس قصارى جهدها لعدم الحديث عن هويتها. 

Katty Kay: What’s really behind America’s men vs. women election https://t.co/FFgTxapgtI

— Randy Kemp (@randylewiskemp) October 27, 2024 تمييز عرقي وجنسي

وسبق لهاريس، أن قالت في مقابلة سابقة مع شبكة "سي إن إن" الشهر الماضي، "أنا أترشح لأنني أعتقد أنني أفضل شخص للقيام بهذه الوظيفة في هذه اللحظة لجميع الأمريكيين، بغض النظر عن العرق والجنس". ومع ذلك، وعلى الرغم من كل جهودها لتحييد موضوع الجنس من النقاش الانتخابي، لكنه يظل محوره، والقضية المُحددة ليوم الحسم، الموافق 5 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
ولقب "سيدتي الرئيسة" سيؤسس لعهد جديد في أمريكا إن فازت هاريس، وبافتراض وجود كثيرين من الناخبين الذين يحبون اللقب ويفضلونه، يجده آخرون مزعج بعض الشيء. 
وتؤكد المراسلة، أن هاريس تتلافى الحديث عن وجود تمييز جنسي ضدها من قبل خصمها ترامب، لكن حملتها ترفض التصريح علانية بالأمر. وتنقل كاتي عن مسؤول مطلع على شؤون حملة المرشحة الديمقراطية قوله،  هناك حالة من الإقرار بوجود "تمييز جنسي خفي" ضد هاريس، من شأنه أن يردع كثيراً من الناخبين عن التصويت لها.

وتضيف المراسلة، ورغم الحداثة، والعيش في عام 2024، إلا أن كثيرين لا يريدون أن يكونوا الأحمق التالي الذي يخبر مستطلعي الرأي بصراحة تامة عن عدم تفضيلهم لتولي امرأة منصب رئيس الولايات المتحدة.

نبذ

ويرى خبير استراتيجي، أن الناخبين الأمريكيين عندما يقولون لمستطلعي الرأي أن هاريس ليست مستعدة، أو لا تملك الشخصية المناسبة للمنصب، فإن ما يقصدونه حقاً، هو أن العلة في كونها امرأة لا أكثر.

من جهتها، تقول حملة ترامب، إن الجنس لا علاقة له بالأمر. وأكدت هذا الأسبوع، أن "كامالا ضعيفة وغير شريفة وليبرالية بشكل خطير، ولهذا السبب سيرفضها الشعب الأمريكي في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل".

ذكورية صريحة 

وعلى الرغم من إنكار حملة ترامب وجود تمييز جنسي في السباق الرئاسي، إلا أن برايان لانزا، أحد كبار مستشاري حملة المرشح الجمهوري، أرسل لمراسلة بي بي سي رسالة نصية يقول فيها، إنه "واثق من فوز ترامب لأن الفجوة بين الجنسين تمنحنا (نحن الذكور) الأفضلية". 

وفي المرة الأخيرة التي ترشحت فيها امرأة لرئاسة الولايات المتحدة، كانت المواقف تجاه جنسها سلبية أيضاً، فقبل 8 سنوات، روجت هيلاري كلينتون لكونها أول مرشحة أنثى من حزب كبير، وكان شعار حملتها "أنا معها"، ومع ذلك خسرت، أمام ترامب.
وتتذكر عضو الكونغرس عن ولاية بنسلفانيا مادلين دين مناقشة ترشيح كلينتون مع الناخبين، وتقول لبي بي سي، إنه في عام 2016 كان الناس يقولون لي، "هناك شيء ما عنها".
وتضيف مادلين، إنها (هيلاري) سرعان ما أدركت أن "الأمر يتعلق بجنسها". 
وبينما تعتقد دين أن هذا التمييز أقل انتشاراً اليوم، إلا أنها تعترف بأنه حتى الآن، "هناك أشخاص معينون يفكرون بضعف المرأة".

ترامب ساخراً من هاريس: الرئيس الصيني سيتعامل معها "كطفلة"https://t.co/l1EqpoXbo3

— 24.ae (@20fourMedia) October 25, 2024

ومنذ عام 2016، تغير الكثير بالنسبة للنساء بفضل حركة "مي توو" التي زادت الوعي بالتمييز الخفي، وغير الخفي، الذي تواجهه النساء في العمل. وبفضل جهود الحملة، تغيرت الطريقة التي باتت تتحدث بها النساء عن أنفسهن كمحترفات، وربما سهلت الحركة على مرشحة مثل هاريس الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي بعد انسحاب جو بايدن في يوليو (تموز) الماضي.
وفسر البعض تلك الخطوات الكبيرة إلى الأمام بشأن قضايا التنوع والمساواة والإدماج على أنها خطوة إلى الوراء، وخاصة بالنسبة للشباب الذين شعروا أنهم تخلفوا عن الركب، أو كانت التغييرات ببساطة خطوة أبعد مما ينبغي بالنسبة للأمريكيين المحافظين الذين يفضلون الأدوار الجنسانية التقليدية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الولايات المتحدة هاريس ترامب الانتخابات الأمريكية ترامب كامالا هاريس الولايات المتحدة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تستعد لاحتجاجات حاشدة ضد سياسات ترامب

أبريل 5, 2025آخر تحديث: أبريل 5, 2025

المستقلة/- من المتوقع أن ينزل أكثر من نصف مليون أمريكي إلى الشوارع في موجة احتجاجات مناهضة لدونالد ترامب، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي عن “ثورة اقتصادية”.

تتجمع الحشود في حوالي 1200 احتجاج “ارفعوا أيديكم!” في جميع أنحاء الولايات المتحدة، فيما يُتوقع أن يكون أكبر تظاهرة في يوم واحد ضد الإدارة منذ تولي ترامب منصبه.

“يوم التعبئة الجماهيرية” هو احتجاج على أجندة ترامب الاقتصادية والتخفيضات الحكومية الصارمة التي يقودها حليفه الملياردير إيلون ماسك.

يأتي ذلك بعد أيام من إعلان ترامب عن رسوم جمركية “متبادلة” بمئات المليارات من الدولارات على شركاء أمريكا التجاريين يوم الأربعاء، مما تسبب في انهيار سوق الأسهم.

خسرت الأسهم الأمريكية 5.4 تريليون دولار في يومين فقط، في أسوأ أسبوع لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 منذ بداية جائحة كوفيد في مارس 2020.

يتوقع جي بي مورغان، أكبر بنك استثماري في أمريكا، ركودًا اقتصاديًا في الولايات المتحدة هذا العام، حيث خفض توقعاته للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي من 1.3% إلى انكماش بنسبة 0.3%.

 

كتب على موقع “تروث سوشيال” يوم السبت: “هذه ثورة اقتصادية، وسننتصر. صمدوا، لن يكون الأمر سهلاً، لكن النتيجة النهائية ستكون تاريخية.”

“سنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى!!!”

قال الموقع الإلكتروني للاحتجاج: “يوم التعبئة الجماهيرية هذا هو رسالتنا للعالم بأننا لا نوافق على تدمير حكومتنا واقتصادنا لصالح ترامب وحلفائه من أصحاب المليارات.”

“نسير ونحتشد ونحتج للمطالبة بوقف الفوضى وبناء حركة معارضة ضد نهب بلدنا”.

من المتوقع أن تُقام أكبر فعالية في واشنطن العاصمة، حيث من المقرر أن يلقي أعضاء الكونغرس الديمقراطيون كلمات أمام الحشود.

 

مقالات مشابهة

  • احتجاجات واسعة ضد سياسات ترامب في الولايات المتحدة ومدن أوروبية
  • إيران ترفع حالة التأهب وتهدّد الولايات المتحدة وإسرائيل
  • رسالة خاطئة من إدارة ترامب تثير الذعر بين اللاجئين الأوكرانيين في الولايات المتحدة
  • آلاف الأمريكيين يتظاهرون ضد ترامب وماسك في أنحاء الولايات المتحدة
  • جنوب أفريقيا: لا نخطط للرد على التعريفات التي فرضها ترامب
  • الولايات المتحدة تستعد لاحتجاجات حاشدة ضد سياسات ترامب
  • من بينها مصر والسعودية.. الولايات المتحدة تبدأ تحصيل رسوم ترامب الجديدة على واردات من دول عدة
  • لأول مرة.. انتقادات علنية من أوباما و كامالا هاريس ضد سياسات ترامب
  • 4 رسوم بيانية لفهم نطاق التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب حتى الآن
  • وزارة الزراعة أطلقت حملة توعية على التمييز بين مشتقات الحليب حمايةً للمستهلك