الأسبوع:
2025-02-16@15:27:56 GMT

هل ضربت إيران نفسها؟

تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT

هل ضربت إيران نفسها؟

يشهد عالمنا العربي حروبًا وأحداثًا بعد "طوفان الأقصى" يمكنها أن تذهب العقل، وتحولنا جميعًا إما لنزلاء في مستشفيات الأمراض العقلية، أو هائمين على وجوهنا في شوارع المحروسة لا ندري إلى أين نحن ذاهبون. ويبدو أن طوفان الأقصى كان السر الأعظم الذي حطم كل الحجب، وكأنه قبضة صوفي رباني جاء يكشف عن أبناء العرب مالم تكن عقولهم قادرة على الوصول إليه.

وكأن الله قد أراد أن يكون هذا الطوفان فزعة من فزعات يوم القيامة، فلو اجتمعت عقول كل هذه الدنيا على أن تخطط وتنظم وترتب لانتصار مجموعة من الشباب المحاصر الذي لا يملك قوت يومه على كل أباطرة العالم مجتمعين كأعظم عقول العالم وأكثرهم علمًا، وأكثرهم هيمنة على الأرض، وما تحتها، وما فوقها، وعلى الفضاء وما به من أقمار صناعية، وعلى أحدث تقنيات الكون، وبما فيها تلك الكائنات الاصطناعية الجديدة، التي يقتلون بها من مقار قيادة في أمريكا ولندن وعلى بعد آلاف الكيلو مترات، هل لو اجتمعت تلك العقول تستطيع أن تمكن هذه المجموعات الفقيرة من هزيمة كل هذه القدرات الأسطورية؟ أراد الله أن يعلمنا أنه صاحب الأمر بـ "كن"، وهو وحده الذي يملكه، فكان قبل طوفان الأقصى قد أذل كل علم العالم بفيروس لا يرى بالعين المجردة، وأدخل أكثر من 7 مليارات نسمة في بيوتهم معتقلين على أسرّتهم يخافون أن يصابوا بـ "كورونا"، ثم جاء طوفان الأقصى ليقول ايضًا إن كل طغيانكم وجبروتكم وملككم ستهزمه مجموعة من أفقر فقراء العالم، وبعدها توالى تفجير الحجب، ومن بينها نشاهد اليوم كيف أن حربًا تقوم بالاتفاق بين القاتل والمقتول، وممول العملية بالمال والسلاح، وكيف تم الاتفاق على ميعاد الهجمة، وعلى نوع الأسلحة، وعلى الأماكن المستهدفة، وتم الاتفاق أيضًا على البيانات التي ستخرج بعد العملية، حيث تعلن إيران أن الضربة قد فشلت لأن وسائل دفاعها الأسطورية! قد نجحت في إبعاد الطائرات الإسرائيلية التي قالت إنها لم تدخل الأراضي الإيرانية وإنها ضربت من الخارج. وفي المقابل تخرج إسرائيل لتقول إنها نجحت في تدمير منظومات الدفاع الجوي، ودمرت عشرين هدفًا في ثلاث مدن إيرانية تحتوي على مصانع لتصنيع الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وفي تنسيق محكم يخرج الطرف الثالث الولايات المتحدة الأمريكية الذي هندس وصمم الضربة مثل تطبيق من تطبيقات الإنترنت ليقول: إن إسرائيل ضربت إيران وحققت أهدافها ولكنها لم تقتل مدنيين، ولم تستهدف المفاعلات النووية أو محطات الغاز أو البترول وعليها أن تكتفي بتلك الضربة، وتعود إيران لتنقل وسائل إعلامها أن المدن الثلاث التي وقعت بها الضربة تعيش حالة طبيعية وأن الحياة كما هي في كل مطاراتها وطرقها وأسواقها.

قالت إسرائيل إنها أبلغت إيران بالضربة، وقالت أمريكا إنها أبلغتها بالمواقع المستهدفة، وقالت إيران إن الطائرات لم تدخل أراضيها، ولأن الحجب قد أزيلت فإننا نقول إنه لا توجد ضربة بالمرة، ولكن تم تفجير بأيدٍ إيرانية ومتفق عليه ثلاثيًا، ويبقى الفضل لبركات طوفان الأقصى الذي يضرب بيد صوفية ربانية تلك الحجب التي تعمي البصر والبصائر.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

الشيخ فائق شحادة حسن الأنصاري.. سادن الأقصى الذي أتقن حمل السلاح

شيخ وعالم ومقاوم فلسطيني ولد في جبل صهيون بالقدس عام 1985 وتوفي عام 1949. تولى منصب سادن المسجد الأقصى المبارك، كما عرف عنه مقاومته الشديدة للاستعمار البريطاني والعصابات الصهيونية.

الولادة والنشأة

وُلد الشيخ فائق شحادة حسن الأنصاري سنة 1895 في جبل صهيون قرب مقام النبي داود عليه السلام، جنوب غرب البلدة القديمة في مدينة القدس الشريف.

وظل في مسقط رأسه حتى ناهز 20 عاما من عمره، ثم انتقل إلى إحدى دور الأوقاف بالقرب من باب حطة في ناحية باب الأسباط، وهناك قضى مع أمه وأبيه وسائر إخوته نحو 9 أعوام.

بنى لنفسه منزلا في حي الشيخ جراح شمال باب العامود.

الشيخ فائق شحادة حسن الأنصاري جمع بين العلم والجهاد (صورة مصممة بالذكاء الاصطناعي) (الجزيرة/ميدجورني) الدراسة والتكوين

ابتدأ الشيخ فائق حياته العلمية بدراسة القرآن وتجويده في المسجد الأقصى، ثم التحق بالمدرسة الإسلامية الكائنة بظاهر سور المسجد من جهة باب الساهرة، والتي عُرفت باسم "كلية الروضة" بعد سيطرة الانتداب البريطاني على القدس، وظلت تابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية حتى ضمت المدينة -وغيرها مما تبقى من مدن وقرى فلسطين في أيدي العرب- إلى المملكة الأردنية الهاشمية تحت اسم الضفة الغربية.

وقد تلقّى الشيخ فائق في تلك المدرسة مختلف العلوم الدينية واللغوية، إضافة إلى اللغة التركية التي كان يفرضها العثمانيون على طلاب المدارس الإسلامية في مختلف بقاع الشام.

وكان يتردد بين الحين والآخر على مجالس الوعظ وحلقات الفقه ودروس الحديث في كل من الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك.

إعلان الوظائف والمسؤوليات

التحق الشيخ فائق بوظيفة إدارية في محكمة الاستئناف الشرعيّة بالقدس، ثم نُقل إلى إدارة الأوقاف، وأُسند إليه الإشراف على أوقاف التكارنة وتكية الأتراك.

وظل يباشر مهام منصبه ذاك حتى أصدر المجلس الإسلامي الأعلى سنة 1931 قرارا بترقيته إلى منصب شيخ سدنة المسجد الأقصى.

عمليات فدائية

وقد أتاح له هذا المنصب -الذي تتوارثه عائلة الأنصاري- فرصا للمشاركة السرية والعلنية في الأعمال الوطنية بعيدا عن أعين الإنجليز.

فقد كانت وظيفته تبعد عنه الشكوك والشبهات، ولم يكن يخطر للإنجليز أن شيخ سدنة المسجد الأقصى يجيد حمل البندقية ويحسن استعمال الأسلحة الأوتوماتيكية، بل إلقاء القنابل اليدوية وتفجير أصابع الديناميت.

وكان للشيخ فائق شحادة سهم وافر في محاربة الحركة الصهيونية ومقاومة الاستعمار البريطاني إبان الثورة الفلسطينية الكبرى سنة 1936.
وقد استهل جهاده في سبيل تحرير بلاده من حكم البريطانيين بالانتماء إلى جمعية "اليد السوداء"، التي كان يرأسها شكيب قطب، وكانت تنفذ أعمالا فدائية ضد العصابات الصهيونية المسلحة والجنود البريطانيين.
وكانت أول عملية فدائية أشرف عليها الشيخ فائق مع هذه المنظمة في أبريل/نيسان 1936، إذ دمرت سيارة عسكرية إنجليزية كانت تقف خارج باب الأسباط لاعتراض جماهير المسلمين الذين كانوا في طريقهم من المسجد الأقصى إلى حي رأس العمود ليستقلوا السيارات لزيارة مقام النبي موسى جريا على العادة المتبعة كل عام احتفالا بمولده عليه السلام.

ومن العمليات الفدائية التي نفذها أيضا أنه ألقى قنبلة يدوية من خلف سور المسجد الأقصى على جماعة من مسلحي العصابات الصهيونية أمام حائط البراق.
وفي الأول من مايو/أيار 1936، خرج الشيخ فائق ومعه 4 من الفدائيين الذين كانوا يسيرون خلفه دون أن يشعر أحد بأنهم في صحبته إلى جهة محطة القدس العمومية للسكك الحديدية لتنفيذ عملية نسف قطار يقل مئات الجنود الإنجليز إلى تل أبيب.

إعلان

وقد استطاع الشيخ فائق ورفقاؤه من أعضاء منظمة "اليد السوداء" أن ينسفوا ذلك القطار بعد خروجه من المحطة بدقيقتين فقط، إذ انفجرت فيه أصابع الديناميت التي وضعوها عند أول طريق بيت صفافا-القدس.

دُمّرت القاطرة، وتحطمت 3 عربات، وقُتل وجُرح عدد كبير من الإنجليز، كما أصيب نحو 50 من أفراد المنظمات الصهيونية.
وفي شهر أغسطس/آب من العام نفسه أوكلت قيادة "اليد السوداء" إلى الشيخ فائق أمر تفجير قنبلة يدوية في دبابة إنجليزية كانت تقف أمام باب الخليل قرب القشلاق، وقد بلغت دقة تنفيذه أن ألقى القنبلة في جوف الدبابة.

وروى شهود عيان أن الإنجليز لم يشكوا به، ولا ظنوا أنه هو الذي ألقى القنبلة، إذ أبدى الخوف والفزع وألقى بنفسه على الأرض متظاهرا بالإغماء.

وفي سنة 1948، كان الشيخ فائق يقضي الليالي وحده في غرفته بالمسجد الأقصى والأبواب مغلقة عليه، وقنابل اليهود تتساقط من حوله. وذهب في صبيحة ذلك اليوم على رأس وفد من أهالي القدس إلى الكتيبة الأردنية التي كانت تعسكر في جبل المكبر ليطالبها بالجد في المحافظة على المسجد الأقصى.

ومما رُوي عنه أنه قال لقائد الكتيبة "إذا كنتم لا تريدون المحافظة على المسجد الأقصى، فإن الجماهير من أهالي القدس مستعدّون للدفاع عنه والمحافظة عليه بأرواحهم، ولا نريد منكم سوى أن تعطونا هذه البنادق التي في أيديكم".

وفي أواخر أبريل/نيسان 1948، هجم اليهود على باب العامود فتصدى لهم الشيخ فائق على رأس فريق من الحرس الوطني، واستمرت المعركة نحو ساعتين، وانتهت بانتصار المسلمين، وأصيب على إثرها الشيخ فائق بشظايا قنابل.

الوفاة

أصيب الشيخ فائق في صدره بشظايا قنابل، وحُمل إلى مستشفى المطلع بالطور، وهناك أُجريت له عملية جراحية لاستخراج الشظايا، لكنه ظل متأثرا بهذه الجراح حتى توفي سنة 1949.

دفن في مقبرة باب الرحمة بمدينة القدس الشريف بعد حياة حافلة بأعمال البطولة والفداء.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الثلاثاء .. انطلاق المؤتمر العلمي الأول للجامعات اليمنية طوفان الأقصى
  • شاهد | نماذج من الأسرى الفلسطينيين المحررين في الصفقة السادسة
  • شاهد | تنفيذ الاتفاق يجري وفق سقف القسام.. وتهديدات ترامب سقطت
  • تفقد سير دورات “طوفان الأقصى” في جامعة الحديدة
  • كيف باعد طوفان الأقصى بين السعودية والتطبيع مع الاحتلال؟
  • أكثر من 48 ألف شهيد حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ طوفان الأقصى
  • الشيخ فائق شحادة حسن الأنصاري.. سادن الأقصى الذي أتقن حمل السلاح
  • الأعماس يتوج بدوري أبطال الحداء على كأس “طوفان الأقصى”
  • ضمن الدفعة السادسة لصفقة التبادل.. الإفراج غدًا عن 369 أسيرًا فلسطينيًا
  • ضمن الدفعة السادسة.. الإفراج غدًا عن 369 أسيرًا فلسطينيًا