الأسبوع:
2025-03-18@01:25:23 GMT

هل ضربت إيران نفسها؟

تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT

هل ضربت إيران نفسها؟

يشهد عالمنا العربي حروبًا وأحداثًا بعد "طوفان الأقصى" يمكنها أن تذهب العقل، وتحولنا جميعًا إما لنزلاء في مستشفيات الأمراض العقلية، أو هائمين على وجوهنا في شوارع المحروسة لا ندري إلى أين نحن ذاهبون. ويبدو أن طوفان الأقصى كان السر الأعظم الذي حطم كل الحجب، وكأنه قبضة صوفي رباني جاء يكشف عن أبناء العرب مالم تكن عقولهم قادرة على الوصول إليه.

وكأن الله قد أراد أن يكون هذا الطوفان فزعة من فزعات يوم القيامة، فلو اجتمعت عقول كل هذه الدنيا على أن تخطط وتنظم وترتب لانتصار مجموعة من الشباب المحاصر الذي لا يملك قوت يومه على كل أباطرة العالم مجتمعين كأعظم عقول العالم وأكثرهم علمًا، وأكثرهم هيمنة على الأرض، وما تحتها، وما فوقها، وعلى الفضاء وما به من أقمار صناعية، وعلى أحدث تقنيات الكون، وبما فيها تلك الكائنات الاصطناعية الجديدة، التي يقتلون بها من مقار قيادة في أمريكا ولندن وعلى بعد آلاف الكيلو مترات، هل لو اجتمعت تلك العقول تستطيع أن تمكن هذه المجموعات الفقيرة من هزيمة كل هذه القدرات الأسطورية؟ أراد الله أن يعلمنا أنه صاحب الأمر بـ "كن"، وهو وحده الذي يملكه، فكان قبل طوفان الأقصى قد أذل كل علم العالم بفيروس لا يرى بالعين المجردة، وأدخل أكثر من 7 مليارات نسمة في بيوتهم معتقلين على أسرّتهم يخافون أن يصابوا بـ "كورونا"، ثم جاء طوفان الأقصى ليقول ايضًا إن كل طغيانكم وجبروتكم وملككم ستهزمه مجموعة من أفقر فقراء العالم، وبعدها توالى تفجير الحجب، ومن بينها نشاهد اليوم كيف أن حربًا تقوم بالاتفاق بين القاتل والمقتول، وممول العملية بالمال والسلاح، وكيف تم الاتفاق على ميعاد الهجمة، وعلى نوع الأسلحة، وعلى الأماكن المستهدفة، وتم الاتفاق أيضًا على البيانات التي ستخرج بعد العملية، حيث تعلن إيران أن الضربة قد فشلت لأن وسائل دفاعها الأسطورية! قد نجحت في إبعاد الطائرات الإسرائيلية التي قالت إنها لم تدخل الأراضي الإيرانية وإنها ضربت من الخارج. وفي المقابل تخرج إسرائيل لتقول إنها نجحت في تدمير منظومات الدفاع الجوي، ودمرت عشرين هدفًا في ثلاث مدن إيرانية تحتوي على مصانع لتصنيع الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، وفي تنسيق محكم يخرج الطرف الثالث الولايات المتحدة الأمريكية الذي هندس وصمم الضربة مثل تطبيق من تطبيقات الإنترنت ليقول: إن إسرائيل ضربت إيران وحققت أهدافها ولكنها لم تقتل مدنيين، ولم تستهدف المفاعلات النووية أو محطات الغاز أو البترول وعليها أن تكتفي بتلك الضربة، وتعود إيران لتنقل وسائل إعلامها أن المدن الثلاث التي وقعت بها الضربة تعيش حالة طبيعية وأن الحياة كما هي في كل مطاراتها وطرقها وأسواقها.

قالت إسرائيل إنها أبلغت إيران بالضربة، وقالت أمريكا إنها أبلغتها بالمواقع المستهدفة، وقالت إيران إن الطائرات لم تدخل أراضيها، ولأن الحجب قد أزيلت فإننا نقول إنه لا توجد ضربة بالمرة، ولكن تم تفجير بأيدٍ إيرانية ومتفق عليه ثلاثيًا، ويبقى الفضل لبركات طوفان الأقصى الذي يضرب بيد صوفية ربانية تلك الحجب التي تعمي البصر والبصائر.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

السؤال الذي يعرف الغرب الإجابة عنه مسبقا

لا يُمكن فصل السّيَاسات الدولية اليوم تجاه فلسطين أو تجاه كافة دول العالم الإسلامي عن الموقف من الإسلام في حد ذاته. تحكم السياساتِ الدولية بشكل عامّ مصالح وصراعاتٌ اقتصادية، ولكن عندما يتعلق الأمر بالعالم الإسلامي يُلاحَظ أن هناك عاملا خفيا يُغلِّف كل هذه السياسات له علاقة بكون هذه الدولة بها غالبية من المسلمين أم لا، بغضِّ النظر عن المذهب أو طبيعة نظام الحكم أو التاريخ أو الجغرافيا لتلك الدولة.

في آخر المطاف تجد اتفاقا بين الدول الغربية في أسلوب التعامل مع أي منها يقوم على فكرة مركزية مفادها ضرورة إذعان هذه الدولة للنظام العالمي الغربي والقَبول بهيمنة القواعد المتحكِّمة فيه وعدم الخروج عنها بأيِّ صفة كانت، وإلا فإنها ستُحارَب بكافة الوسائل والطرق. لا يهم إن كانت هذه الدولة فقيرة مثل الصومال أو غنيّة مثل السعودية أو تركيا أو إيران. جميعهم في نظر السياسات الغربية واحد، فقط هي أساليب التعامل مع كل منهم التي تختلف. بعضهم يحتاج إلى القوة وآخر إلى الحصار وثالث إلى التّهديد ورابع إلى تحريك الصراعات الداخلية إلى حد الاقتتال وسادس إلى إثارة خلافات حدودية مع جيرانه… الخ، أي أنها ينبغي جميعا أن تبقى في حالة توتر وخوف وقلق من المستقبل.

تكفي نظرة شاملة إلى المساحة الجغرافية التي ينتشر بها المسلمون عبر العالمتكفي نظرة شاملة إلى المساحة الجغرافية التي ينتشر بها المسلمون عبر العالم للتأكد من ذلك، فحيث لا يوجد إخضاع تام من خلال القواعد العسكرية المباشرة والقَبول كرها بخدمة المصالح الغربية، يوجد إخضاع غير مباشر من خلال الحروب الأهلية أو اصطناع الجماعات الإرهابية أو إثارة النّعرات القبلية والعرقية أو تحريك مشكلات الحدود الجغرافية.. نادرا ما تُترك فرصة لِدولة من دولنا لتتحرّك بعيدا عن هذه الضغوط. السيناريوهات فقط هي التي تتبدّل أما الغاية فباستمرار واحدة: ينبغي ألا تستقلّ دول العالم الإسلامي بقرارها، ومن الممنوعات الإستراتيجية أن تُعيد التفكير في مشروع وحدة على طريق جمال الدين الأفغاني في القرن التاسع عشر مثلا!

وهنا تبرز فلسطين كحلقة مركزية في هذا العالم الإسلامي، ويتحدد إقليم غزة بالتحديد كمكان يتكثف فيه الصراع.

ما يحدث في غزة اليوم ليس المستهدَف منه سكان فلسطين وحدهم، إنما كل كتلة العالم الإسلامي المفترض وجودها كذلك. أيّ إبادة لسكان هذا القطاع إنما تحمل في معناها العميق تهديد أي دولة من دول العالم الإسلامي تُريد الخروج عن هيمنة النظام العالمي الغربي المفروض  بالقوة اليوم على جميع الشعوب غير الغربية، وبالدرجة الأولى على الشعوب الإسلامية.. وكذلك الأمر بالنسبة للحصار والتجويع والقهر بجميع أنواعه. إنها ممارساتٌ تحمل رسائل مُوجَّهة لكافة المسلمين ولكافة دول الجنوب الفقير وليس فقط للفلسطينيين في قطاع غزة بمفردهم. محتوى هذه الرسائل واحد: الغرب بمختلف اتجاهاته يستخدم اليد الضاربة للصهيونية في قلب أمة الإسلام، ليس فقط لإخضاع غزة إنما إخضاع كل هذه المساحة الجيوستراتيجية الشاسعة لسيطرته الكاملة ثم إخضاع بقية العالم.
يُخطِئ من يحاول إقناع نفسه بأنه بمنأى عن هذا الخطر! أو أن الغرب هو ضد حماس فقط
وعليه، فإن السلوك المُشتَّت اليوم للمسلمين، وبقاء نظرتهم المُجزّأة للصراع، كل يسعى لإنقاذ نفسه، إنما هو في الواقع إنقاذٌ مؤقت إلى حين تتحول البوصلة نحو بلد آخر يُحاصَر أو يُقَسَّم أو تُثار به أنواع أخرى من الفتن… ويُخطِئ من يحاول إقناع نفسه بأنه بمنأى عن هذا الخطر! أو أن الغرب هو ضد حماس فقط أو ضد حركة الجهاد في فلسطين، ذلك أن كل الاتجاهات الإسلامية هي في نظر الاستراتيجي الغربي واحدة، تختلف فقط من حيث الشكل أو من حيث الحدة والأسلوب. لذلك فجميعها موضوعة على القائمة للتصفية يوما من الأيام، بما في ذلك تلك التي تعلن أنها مسلمة لائكية حداثية أو عصرية!.. لا خلاف سوى مرحليًّا بينها، لا فرق عند الغربيين بين المُعمَّم بالعمامة السوداء أو البيضاء أو صاحب ربطة العنق أو الدشداش أو الكوفية أو الشاش، ولا فرق عندهم بين جميع أشكال الحجاب أو الخمار أو ألوانها في كل بقعة من العالم الإسلامي، جميعها تدل على الأمر ذاته.

وفي هذه المسألة بالذات هم متّحدون، وإن أبدوا بعض الليونة المؤقتة تجاه هذا أو ذاك إلى حين.
فهل تصل الشعوب والحكومات في البلدان الإسلامية إلى مثل هذه القناعة وتتحرّك ككتلة واحدة تجاه الآخرين كما يفعل الغرب الذي يتصرّف بشكل موحد تجاه المسلمين وإنْ تنافس على النيل منهم؟

ذلك هو السؤال الذي تحكم طبيعة الإجابة عنه مصير غزة وفلسطين.. ومادام الغرب يعرف الإجابة اليوم، فإنه سيستمرّ في سياسته إلى حين يقضي الله تعالى أمرا كان مفعولا وتتبدَّل الموازين.

(نقلا عن صحيفة الشروق الجزائرية)

مقالات مشابهة

  • زلزال طوفان الأقصى يواصل الإطاحة بكبار قادة الاحتلال
  • مسافر يوثق ومضات البرق والأعاصير التي ضربت أمريكا‬⁩ من نافذة الطائرة .. فيديو
  • رئيس الشاباك يكشف أسباب إقالته وعلاقة طوفان الأقصى بالقرار
  • السلام والاستقرار في اليمن لا يصنعه جحيم الطائرات
  • هاليفي: حماس نجحت في خداع إسرائيل قبل عملية طوفان الأقصى
  • السؤال الذي يعرف الغرب الإجابة عنه مسبقا
  • ارتفاع عدد قتلى العاصفة القوية التي ضربت الولايات المتحدة إلى 28
  • محلل أمريكي: جماعة الحوثيين عرائس تحركها إيران
  • عاجل : أول تصريح من ترامب عقب الضربة الأميركية التي استهدفت العاصمة صنعاء  
  • فوكس: ما الذي يعنيه فعلا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها؟