احتلال مطار مروي وهجوم الجنجويد على البرهان في بيته حتى أوشك ان يفقد حياته يرجح ان الجيش لم يبدأ الحرب
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
من الاساطير السياسية انه في عام 1972 سُئل رئيس الوزراء الصيني تشو إنلاي عن تأثير الثورة الفرنسية التي حدثت في 1789 أي قبل ما يقرب من 200 عام. أجاب: “من السابق لأوانه القول” أي انه لسة بدري لإطلاق الاحكام. وقيل ان تشو إنلاي كان يقصد ثورة عام 1968 التي حدثت قبل أربعة أعوام من تصريحه.
المهم, في السودان بعد ساعات من اندلاع الحرب السودانية في منتصف ابريل شرعت أقلام الجنجويد وشيعتهم في التأكيد على ان جيش الكيزان هو من بدأ الحرب بدون ان يقدموا أي دليل حاسم أو حتى معقول.
حتى الان لا يوجد دليل حاسم يحدد من بدأ الحرب, لكن توجه الجنجويد قبل أيام من اندلاعها لاحتلال مطار مروي وحقيقة ان البرهان فوجئ ببدء الحرب وهجم عليه الجنجويد في بيته حتى أوشك ان يفقد حياته مع من قتل من حرسه يرجح ان الجيش لم يبدأ الحرب. أما مراقة ان أشعلها طرف كيزاني ثالث بدون علم جيش البرهان فتلك قصة سخيفة لا يدعمها دليل حتى الآن.
استخدام الكيزان فزاعة بدون دليل نوع من الاتجار غير المشروع في كراهية الشعب لهم بهدف صرف الأنظار عن مخططات خبيثة يستحيل الدفاع عنها بمزاياها لذلك لا بد من تمريرها خلف دخان كثيف من الصراخ الهستيري ضد الكيزان. هذا لا يعني أي دفاع عن سجل الاخوان ولكنه فقط ضد استخدام فزاعة الاخوان لتمرير اجندة سرطانية عميلة تفتقد الوطنية والنزاهة.
معتصم أقرع
معتصم اقرعالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
“بيرييلو” ومآلات الحرب السودانية
لعل من غير المستغرب أن يهرول المبعوث الأمريكي “توم بيرييلو” إلى “بورتسودان”، التي رفض من قبل أن يزورها، بحجة القلق على حياته جراء اضطراب الأمن.
ولم يَمضِ وقت طويل قبل أن يجد نفسه في مأزق؛ يائساً، محروماً من أي فرص ، بعد فشله في تقديم الإفادات الصحيحة غير المنحازة حول الأزمة السودانية ، بل ظهر كوسيط منحاز تماماً للطرف الآخر من الصراع ، هو الآن محروماً من الأموال بعد الاستثمار في قضية مشبوهة وإنفاق مبلغ ضخم في محاولة “جنيف ” الفاشلة.
في موازاة ذلك وسَّعت مليشيات “ال دقلو” حربها التدميرية، هدفُها واضح، تدفيع السودانيين ثمناً رهيباً رداً على مساندتهم للجيش الوطني ، تريد المليشيات إغراق السودان في الركام وقلق النزوح وتوتراته، حتى يتسنى لرعاتها الدوليين استصدار قرار أممي باحتلال بلادنا عبر ما يسمى ب “قوات حماية المدنيين” ، ولكن المفاجأة .. الحليف القوي “روسيا” أحبطت المحاولة باستخدام حق النقض “الفيتو” .
في الجانب الآخر ، لا يعلم “بيرييلو” ان السودان ينتظر انتقالَ المقاليد في البيت الأبيض إلى يد “دونالد ترمب” بعد شهرين، عندها مصير مهمة المبعوث الأميركي لن تنفصل عن الحديث الدائر عما سيكون عليه وضع ملف السودان في عهد ترمب الثاني، وغالب ظني سيدفع “ترمب” بملف السودان الى وكلائه في الخليج ، وستعود نغمة “منبر جدة ” من جديد .
بغض النظر عن تحالفات السودان الجديدة مع القطب الشرقي ، والتي بدأت باستئناف الشراكة الاقتصادية مع الصين ، إستعادة العلاقات مع “إيران” ،وتفاهمات ناجحة مع روسيا ظهرت جلياً في موقفها امس، فإن مماطلة الامريكان كثيراً في إدانة واتخاذ موقف حاسم يساهم في إنهاء معاناة السودانيين ، جعلت حكومة السودان غير آبهة بزيارة المبعوث الأمريكي ولم توليها الاهتمام الكافي .
في ذات السياق ، حتى وإن استئنف “منبر جدة” مرة أخرى، من يفاوض السودان؟ ، هل يملك “حميدتي” أي سيطرة على عصابات النهب التي تحارب المدنيين في الجزيرة ، سنار ، دارفور ؟ ، بالطبع (لا) ،خرجت تلك العصابات عن إمرة قادة الدعم السريع ، ولن تنتهي إلا بالقتال، إذا ما الذي يجبر “البرهان” على الخضوع لإملاءات الغرب؟ .
الرئيس “البرهان” رجل ذكي ، نجح في إنقاذ السودان من الاحتلال الأجنبي، سوى كان عبر حرب الوكالة التي يخوضها “حميدتي” أو عبر مؤامرات الغرب وامريكا التي فشلت أمس بواسطة الموقف الروسي .
أنتصر “البرهان” على الغرب ، ومن حسن الحظ أن جروحَ السنوات الماضية لم تقتلع من نفوس السودانيين بقايا مشاعر التضامن الوطني والإنساني، لذلك يجد شعبه يسانده في كل المواقف التي يتخذها.
الفترة التي تفصلنا عن تسلم “ترمب” مهامه شديدة الخطورة، وحشية المليشيات بلا حدود أو روادع.
إذا رغبت “أمريكا” في الحفاظ على قدر متوازن من مصالحها في السودان عليها اتخاذ قرارات حاسمة بشأن “ال دقلو” وحربهم ضد المدنيين ، اتخاذ القرارات الحاسمة اليوم أفضل من اتخاذها بعد الانهيار الكامل للعلاقة بين السودان والولايات المتحدة .
حسم المليشيات عبر قرارات ومواقف دولية واضحة يساهم في عودة الدولة السودانية ، الدولة وحدها التي تملك الحق في المنح والرفض ، وايضاً وحدها تستطيع تضميد جروح السودانيين وتبديد مخاوفهم وليست القوات الأممية.
محبتي واحترامي
رشان اوشي
إنضم لقناة النيلين على واتساب