ريادة الأعمال.. طريق الشباب للنجاح والابتكار
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
سهام بنت أحمد الحارثية
harthisa@icloud.com
في عصر التحولات الاقتصادية العالمية السريعة، يبرز العمل الحر وريادة الأعمال كخيارات جاذبة للشباب العُماني. العديد من هؤلاء الشباب يختارون تأسيس مشاريع خاصة تعكس شغفهم وابتكارهم، عوضًا عن الانتظار لوظائف تقليدية. هذا الاتجاه يتماشى مع أهداف رؤية عُمان 2040 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وتوفير فرص عمل مستدامة.
العمل الحر ليس مجرد وسيلة لكسب المال إنه يمنح الشباب فرصة للاستقلال المالي وتنمية مهاراتهم القيادية ويعزز مقدرتهم على التطوير والإبداع وفقًا لتقرير Global Entrepreneurship Monitor لعام 2023، أظهر حوالي 18% من البالغين حول العالم رغبتهم في إطلاق مشاريعهم الخاصة، وبالأخص في الفئة العمرية بين 25 إلى 34 عامًا. في دول الخليج، أظهرت الإحصائيات ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة الشباب الراغبين في ريادة الأعمال، حيث تتجاوز النسبة 30%، مما يعكس اهتمامًا كبيرًا بالاستقلال المالي وخلق فرص جديدة.
ومن مشاهدتي في عدة ملتقيات أرى أنَّ الحكومة تقوم بدورها في دعم الشباب ورواد الأعمال عبر منصات مختلفة مثل بنك التنمية وصندوق عُمان المستقبل. وفقًا لتقرير بنك التنمية لعام 2023، تم توفير تمويلات بحوالي 150 مليون ريال عماني للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، حيث تم تخصيص نحو 40% من هذه الأموال لدعم مشاريع يملكها شباب تتراوح أعمارهم بين 20 و35 عاماً. في ذات السياق، خصص صندوق عُمان المستقبل تمويلاً يزيد عن 50 مليون ريال عماني لدعم رواد الأعمال الشباب، مما أسهم في زيادة عدد الشركات الناشئة بنسبة 25% خلال العامين الماضيين.
ويمكن للشباب العُماني أن يستلهموا من تجارب حول العالم، فعلى سبيل المثال، وادي السيليكون في الولايات المتحدة يُعتبر نموذجًا مثيرًا للابتكار، حيث ولدت فيه شركات كبرى مثل "جوجل" و”فيسبوك”. ومن جهة أخرى، يُظهر برنامج Startup India في الهند نجاحًا ملحوظًا؛ حيث خصصت الحكومة حوالي 5 مليارات دولار لدعم الشركات الناشئة، مما أسهم في زيادة الشركات الناشئة بنسبة 20% سنويًا. أما في كينيا، فإنَّ ريادة الأعمال الاجتماعية تتصدر المشهد، حيث يركز الشباب على إيجاد حلول مبتكرة للتحديات الاجتماعية مثل الطاقة والمياه.
ولكي ينجح الشباب في مشاريعهم، ينبغي على الراغبين في دخول هذا المجال الاهتمام بالتدريب واكتساب المهارات اللازمة؛ حيث تعد المهارات التقنية والإدارية أساسية، ويمكن الحصول عليها من خلال البرامج التدريبية التي تقدمها الجامعات أو المنصات التعليمية. كما يجب إعداد خطة عمل مرنة تتضمن الأهداف والاستراتيجيات؛ مما يتيح للمشروع التكيف مع تغيرات السوق. إضافة إلى ذلك، يمكن البحث عن التمويل عبر البرامج المتاحة مثل قروض بنك التنمية وصندوق عُمان المستقبل ولا يمكن إغفال أهمية استمرارية الابتكار والتركيز على تقديم حلول مبتكرة، مما يعزز من فرص النجاح والاستدامة.
ومن جانب آخر، يجب على الجهات الحكومية والخاصة المنظمة لهذه المشاريع مراعاة تسهيل الإجراءات الإدارية والقانونية لمساعدة الشباب على إطلاق مشاريعهم بسلاسة وسرعة دون تعقيدات وقد شهدت دول الخليج عمومًا ارتفاعًا بنسبة 30% في عدد الشركات الناشئة بفضل هذه المُبادرات.
أؤمن أن ريادة الأعمال والعمل الحر باتا خيارين واعدين أمام الشباب العُماني الذين يسعون لبناء مستقبلهم والمساهمة في تعزيز الاقتصاد الوطني وذلك بدعم من الحكومة الرشيدة والاسترشاد بتجارب عالمية ملهمة في ريادة الأعمال ليكون مجتمعنا منتجا ومتعددا اقتصاديًا.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الشباب والابتكار في صدارة أجندة المؤتمر الدولي لسوق العمل بالرياض
تستعد الرياض لاستضافة النسخة الثانية من المؤتمر الدولي لسوق العمل اعتبارا من غد الأربعاء 29 يناير/كانون الثاني الجاري بهدف مواجهة التحديات الملحة التي تعصف بأسواق العمل العالمية في ظل التحولات الاقتصادية والتكنولوجية المتسارعة.
ويعد هذا الحدث العالمي المرتقب منصة بارزة تجمع أكثر من 45 وزيرا للعمل، إلى جانب نخبة من صناع القرار والخبراء من دول مجموعة العشرين ومن أوروبا وآسيا والشرق الأوسط وأفريقيا والأميركتين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 25 إستراتيجيات رئيسية لنمو قطاع إدارة الثروات في 2025list 2 of 2تحويل القلق من فقدان الوظيفة إلى فرصة للنمو المهنيend of listويتمحور المؤتمر حول الابتكار وتمكين الشباب، مع التركيز على تقديم حلول شاملة تعزز من قدرة الاقتصادات على التكيف مع المتغيرات.
ويهدف إلى مناقشة التحديات العالمية في أسواق العمل، وتسليط الضوء على السياسات والمبادرات التي تسهم في تمكين الشباب ودعم الاقتصاد العالمي.
ويشكل المؤتمر منصة إستراتيجية لتبادل الخبرات وبناء توافق دولي بشأن كيفية الاستجابة للتحولات الاقتصادية والتكنولوجية السريعة التي تعيد تشكيل أسواق العمل.
وسيشهد هذا المؤتمر الدولي جلسات نقاشية حول قضايا ملحة مثل تطوير المهارات، وتوظيف الشباب، والابتكار التكنولوجي، وتعزيز الاقتصادات الخضراء.
ومن أبرز المواضيع التي ستتم مناقشتها في المؤتمر هو التحول الرقمي وأثره على إعادة هيكلة سوق العمل، حيث يتطلب هذا التحول نهجًا استباقيا لتأهيل القوى العاملة الشابة وتزويدها بالمهارات المناسبة.
تمكين الشباب في الاقتصاد العالميكما سيتم التركيز على إستراتيجيات لدمج القوى العاملة المتنقلة، وتشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة على تبني الابتكار أداة رئيسية للنمو.
إعلانويتصدر موضوع تمكين الشباب جدول أعمال المؤتمر، مع مبادرات تهدف إلى تعزيز دورهم في الاقتصاد العالمي. وخلال المؤتمر سيتم إطلاق برامج تدريبية مشتركة بين الحكومات والقطاع الخاص لتأهيل الشباب وفق احتياجات السوق العالمية، مع التأكيد على تشجيع ريادة الأعمال وتوفير فرص تمويل للشركات الناشئة التي يقودها الشباب.
الدخيل يؤكد أن الشباب هم وقود الاقتصاد العالمي (الجزيرة)وفي هذا الصدد، يقول الخبير الاقتصادي السعودي حسام الدخيل إن المؤتمر يمثل فرصة فريدة لتمكين الشباب الذين يشكلون العمود الفقري لاقتصادات المستقبل، إذ إنه من خلال التقنيات الحديثة يمكن لهؤلاء الشباب تحقيق قفزات نوعية في مجالات الابتكار والإنتاجية، خاصة في ظل بيئة عمل داعمة.
ويضيف الدخيل، في حديث للجزيرة نت، أن الشباب هم أكثر الفئات تكيّفا مع التكنولوجيا الحديثة، ومن خلال إستراتيجيات تعليمية مستدامة، يمكنهم القيام بدور محوري في قيادة الاقتصاد الرقمي.
وأكد الخبير الاقتصادي أن النسخة الثانية من المؤتمر الدولي لسوق العمل تشهد حضورا غير مسبوق بمشاركة ممثلين من أكثر من 45 دولة، لافتا إلى أن المؤتمر يقام بشراكة علمية مع جهات دولية رفيعة المستوى، تشمل منظمة العمل الدولية والبنك الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومؤسسة مسك، مما يعزز مكانته على الصعيد العالمي ويجذب اهتمام الخبراء والمهتمين.
تعزيز سوق العملوأشار الدخيل إلى أن "الهدف الرئيسي لهذا المؤتمر الدولي هو دعم الأيدي العاملة والباحثين عن العمل، واستغلال التقنيات الحديثة والخبرات والتجارب الحكومية والقطاع الخاص للدول المشاركة، وذلك لتطوير طاقات وقدرات الشباب على الابتكار والإنتاج، ومعالجة ما يمكن أن يواجه أسواق العمل من معوقات وانكماش وأزمات مستقبلية".
وتوقع الخبير الاقتصادي السعودي أن يساعد هذا المؤتمر الدول المشاركة في وضع السياسات والتشريعات التي تؤدي إلى تعزيز سوق العمل وتقليل البطالة وتمكين وتحفيز العاملين في ظل بيئة عمل مشجّعة، مما ينعكس على ازدهار اقتصادي واجتماعي للمنطقة وللعالم.
الغامدي يرى أن المؤتمر يتيح الفرصة لتبادل الخبرات والرؤى بين صناع القرار في أسواق العمل (الجزيرة)من جهته، اعتبر الخبير الاقتصادي السعودي خالد الغامدي أن استضافة الرياض للنسخة الثانية من هذا الحدث العالمي تعد خطوة محورية في معالجة التحديات التي تواجه أسواق العمل في ظل التحولات الاقتصادية والتكنولوجية المتسارعة.
إعلانوأشار إلى أن المؤتمر يعكس التزام المملكة بدورها الريادي على الصعيد الدولي في صياغة السياسات الاقتصادية التي تركز على تمكين الشباب وتطوير قدراتهم بما يتماشى مع متطلبات العصر الرقمي.
وقال الغامدي، للجزيرة نت، إن التعاون مع مؤسسات دولية مثل البنك الدولي ومنظمة العمل الدولية يساهم في تقديم حلول مبتكرة للتحديات الاقتصادية، مضيفا أن التحول الرقمي فرصة لإعادة تشكيل بيئات العمل، لكنه يتطلب تأهيل الشباب بالمهارات اللازمة لضمان قدرتهم على التكيف.
وشدد الخبير الاقتصادي على أن هذا الحدث الدولي البارز يتيح الفرصة لتبادل الخبرات والرؤى بين صناع القرار في أسواق العمل، ويسلط الضوء على السياسات المستقبلية والمبادرات النوعية الهادفة إلى تعزيز مشاركة الشباب في الاقتصاد العالمي.
وبيّن أن المؤتمر يرتكز على 6 محاور أساسية تشمل:
تطوير المهارات وإعادة تأهيلها. دعم القوى العاملة المتنقلة. تمكين الشباب. تعزيز الابتكار التكنولوجي. دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة. تعزيز الاقتصاد الأخضر.