قال مزارعون في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، إن حدوث مجاعة في السودان بات ممكناً في ظل ممارسات المليشيا..

التغيير: وكالات

دق مزارعون في السودان ناقوس الخطر من حدوث مجاعة، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق زراعية واسعة في البلاد، ما دفع المزارعين لهجر أراضيهم، بينما تراجعت رقعة المساحات الآمنة التي تكفي بالكاد المناطق المحيطة بها.

ويعاني أكثر من نصف سكان السودان الذين يبلغ عددهم 48 مليون نسمة، من الجوع، في حين اضطر واحد من كل أربعة أشخاص لمغادرة منزله.

وقال مزارعون في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، إن حدوث مجاعة في السودان بات ممكناً في ظل ممارسات المليشيا.

وأكد المهندس الزراعي بالقسم الشمالي بمشروع الجزيرة كمال ساري، أن المواطن السوداني يعيش واقعاً مريراً مع صدور تقارير من منظمات عالمية أن المجاعة تشمل 25 مليون نسمة، فضلاً عن حديث المسؤولين بأن الزراعة في السودان هي الضامن الوحيد لأمنه الغذائي.

هجر الأراضي

وأضاف ساري على مجموعة تحرير الجزيرة على تطبيق واتساب، أن المشاريع الزراعية توقفت بعد اشتعال الحرب الجارية، وهجر المزارعون أرضهم وبات أهلها موعودين بمجاعة قادمة. وأكد ساري أن معظم المشاريع الزراعية في السودان خارج دائرة الإنتاج، وخاصة مشروع الجزيرة الذي تأثر تأثيراً مباشراً بهذه الحرب العبثية التي اجتاحت المشروع ما عدا منطقة صغيرة تم تأمينها وزراعتها.

واتهم ناشطون وأطباء سودانيون قوات “الدعم السريع”، أمس السبت، بقتل 124 مدنياً، السبت، جراء هجمات على قرية “السريحة” بولاية الجزيرة الزراعية وسط السودان. وقالت شبكة أطباء السودان (غير حكومية) في بيان، إن “قوة تتبع للدعم السريع ارتكبت مجزرة ضد المدنيين في قرية السريحة بولاية الجزيرة قتل على أثرها 124 شخصاً من أبناء المنطقة عقب هجوم مسلح استمر ساعات، فيما أصيب العشرات وهجر المئات من القرية”.

وتسيطر قوات “الدعم السريع” على أجزاء واسعة من الولاية، عدا مدينة المناقل والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولاية سنار جنوبها، وغرباً حتى حدود ولاية النيل الأبيض. وتعرض القطاع الزراعي في ولاية سنار لنهب ممنهج من قبل قوات الدعم السريع، مما فاقم أزمة الغذاء في المنطقة. وتشير التقارير إلى أن الدعم السريع نهب مئات الآليات الزراعية والتقاوي والأسمدة من المزارعين، ما أدى إلى توقف النشاط الزراعي بشكل كامل في العديد من المناطق.

وفي محلية الدندر، التابعة لولاية سنار، وحدها، أحصت غرفة الطوارئ نهب حوالي 200 جرار زراعي، بالإضافة إلى بذور زراعية وسماد ومبيدات من مخازن المزارعين. وأكد مزارع من المنطقة لـ”العربي الجديد”، فضل عدم الكشف عن هويته، أن عناصر الدعم السريع نهبوا آليات زراعية بأعداد كبيرة، متوقعاً أن يكون العدد أكبر من الذي أحصته غرفة الطوارئ. توقف النشاط الزراعي تماماً في كل أنحاء محلية الدندر، سواء الزراعة الاكتفائية في المساحات الصغيرة أو زراعة المشاريع الكبيرة وكذلك زراعة الخضر، بسبب انعدام الأمن ونهب الآليات والتقاوي والأسمدة. وينطبق الأمر ذاته على محليات الدالي والمزموم، وفقاً لشهادات ناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي.

وفى ولاية شمال دارفور، قال مزارعون لـ”العربي الجديد” إن السيول والفيضانات تسببت في تلف مساحات من الزراعة المطرية لهذا العام، بالإضافة إلى بعض المعدات الخاصة بالزراعة الشتوية المقبلة، وذكروا لـ”العربي الجديد” أن الخسائر الأولية كبيرة .

انتشار المسلحين

وفي ولاية جنوب كردفان التي تأثرت أيضاً بالحرب في السودان، قال مزارعون في محلية العباسية لـ”العربي الجديد” إن المساحات المزروعة في هذا الموسم لا تتعدى 5% من إجمالي المشاريع الزراعية في المنطقة، ونسبوا العجز إلى نقص الأمن في المناطق التي تُنفذ فيها المشاريع الزراعية، وقالوا إن معظم كبار المزارعين الذين يمتلكون مشاريع كبيرة لم يتمكنوا من زراعة أراضيهم بسبب انتشار المسلحين الذين يعتدون على العمال والمزارعين أثناء التحضيرات لزراعة المشاريع.

وفي المقابل، بشّر الناطق الرسمي باسم الغرفة الزراعية بولاية القضارف شرقي السودان، حسن زروق، بأن الموسم الزراعي الحالي حقق نجاحاً في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد. وأضاف زروق في تصريحات إعلامية مؤخراً، أن المزارعين بذلوا جهوداً كبيرة، كما اعتمدوا على التمويل الذاتي رغم الظروف. وأشار إلى أنه جرت زراعة عشرة ملايين فدان في القضارف.

ومنذ منتصف إبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حرباً خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد عن 11 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة، التي حذرت في تقارير عدة من حدوث مجاعة بالسودان بسبب الحرب. وحذّرت الأمم المتحدة، الجمعة، من التفاقم المستمر للأزمة الإنسانية في السودان جراء الحرب المستمرة للعام الثاني بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي تسببت بنزوح أكثر من 11 مليون شخص، لافتة إلى أنّ نحو 3.7 ملايين طفل تحت سن الخامسة معرضون للإصابة بسوء التغذية الحاد هذا العام.

وبحسب البيان، “يواجه ما يقدر بنحو 13 مليون شخص مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، وتتأرجح أربع عشرة منطقة في مختلف أنحاء البلاد على شفا المجاعة، فيما تأكدت بالفعل ظروف المجاعة في مخيم زمزم في شمال دارفور. وقال رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان محمد رفعت، في تصريحات سابقة، إن الجوع في السودان وصل إلى مستويات كارثية، حيث يعيش نحو 97% من النازحين في مناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي الحاد أو ما هو أسوأ، وتوقع أن يواجه نحو 25.6 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الشديد مع انتشار الصراع واستنفاد آليات التكيف.

نقلا عن العربي الجديد

الوسومالدعم السريع المجاعة في السودان المزارعون السودانيون

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الدعم السريع المجاعة في السودان المشاریع الزراعیة قوات الدعم السریع لـ العربی الجدید انعدام الأمن مزارعون فی حدوث مجاعة فی السودان مجاعة فی

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يقصف مواقع الدعم السريع في الخرطوم وشمالي الأبيّض

قالت مصادر محلية للجزيرة إن الجيش السوداني قصف -فجر اليوم- بالمدفعية الثقيلة مواقع قوات الدعم السريع في الخرطوم ومنطقة شرق النيل، وشمال مدينة الأبيّض، في أعقاب احتدام الاشتباكات في محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة.

وأفاد الجيش السوداني في بيان، بأن قوات المهام الخاصة والعمل الخاص بسلاح المدرعات التابع للجيش دمر عددا من مواقع قوات الدعم السريع بمحاور: شارع الصحافة زلط، ومحطة الغالي، ومستشفى الجودة، ومدرسة الخرطوم النموذجية جنوبي العاصمة.

وذكر الجيش السوداني، أن قواته قتلت خلال العملية عددا من "مليشيا الدعم السريع" واستولت على أسلحة، وذلك قبل أن يتحدث الجيش -في بيان لاحق- أنه تقدم على المحاور بمنطقة شرق النيل شرقي العاصمة الخرطوم، واستولى على منظومة تشويش كاملة بالمنطقة.

كما قال مصدر محلي مطلع للجزيرة إن الطيران الحربي وسلاح المدفعية التابعين للجيش السوداني قصفا -فجر اليوم السبت- مواقع لقوات الدعم السريع جنوب وغربي مدينة بارا الواقعة شمال مدينة الأبيض بنحو 60 كيلومترا.

وأضاف المصدر أن الطيران الحربي استهدف أيضا قوات من الدعم السريع غربي مدينة الأبيض كانت قد "تشتت" أمس عقب القصف الجوي على قافلة إمداد بشري للدعم السريع في منطقة أم كريدم متجهة نحو مدينة بارا.

إعلان

وكانت قوات الدعم السريع قالت -أمس- في بيان إنها "سحقت" قوات الجيش السوداني التي حاولت السيطرة على مدينة بارا.

وتعتبر مدينة بارا منطقة حيوية في الطريق الثاني الرابط بين ولايات دارفور غربا والعاصمة الخرطوم ومنها لميناء بورت سودان شرقا.

في هذه الأثناء، قال إعلام الفرقة الخامسة مشاة التابعة للجيش بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور إن ما سماها المليشيا استهدفت بالمسيّرات والمدافع عددا من المواقع بالمدينة، من بينها حيي أبوجَربون وباب الحارة "دون وقوع خسائر".

وأوضح إعلام الجيش أن قيام قوات الدعم السريع بقصف الفاشر يأتي بعد أن "منيت بخسائر" يوم أمس بمناطق ودَعه ودارالسلام جنوبي وغربي الفاشر، حسب البيان.

كما أضاف أن الجيش أوقع خسائر بشرية ومادية في صفوف قوات الدعم السريع القادمة من مدينتي نِيالا بولاية جنوب دارفور، والضِعين بولاية شرق دارفور القادمة "بغرض الهجوم على الفاشر".

وتسيطر قوات الدعم السريع على 4 ولايات في إقليم دارفور (غرب) من أصل 5 ولايات، في حين تخوض اشتباكات ضارية مع الجيش في مدينة الفاشر، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات الإقليم.

ويأتي ذلك بعد يوم من حديث مصدر عسكري سوداني أن اشتباكات تدور بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محيط القصر الرئاسي، وسط الخرطوم والتي تتجدد منذ أيام.

وقال المصدر للجزيرة، إن الجيش استعاد السيطرة على أجزاء واسعة من ضاحية "حلة كوكو"، بشرق النيل شرقي الخرطوم.

وحسب المصدر، فقد هاجم الجيش حلة كوكو من محاور عدة، من بينها محور كافوري ومحور سلاح الإشارة، في حين تداول ناشطون عبر فيسبوك، الخميس، مشاهد لانتشار جنود الجيش السوداني في منطقة "حلة كوكو".

عودة النازحين

وأمس الأول، قال مندوب السودان لدى الأمم المتحدة الحارث إدريس، إن عدد العائدين من اللاجئين والنازحين إلى مناطقهم بلغ نحو مليوني مواطن حتى نهاية فبراير/شباط المنصرم، وفق ما أوردته وكالة أنباء السودان.

إعلان

وأوضح السفير السوداني أن تلك العودة جاءت بعد استعادة الجيش السوداني والقوات المساندة له لولايتي الجزيرة وسنار ومعظم مناطق ولايتي الخرطوم والنيل الأبيض، مشيرا إلى توقعاتهم ارتفاع عدد العائدين إلى 5 ملايين مواطن في نهاية شهر يونيو/حزيران المقبل.

ويخوض الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

مقالات مشابهة

  • ثالث دولة عربية تعلن رفضها دعوات تشكيل حكومة موازية فى السودان للدعم السريع
  • لماذا تحتضن نيروبي مشروع حكومة الدعم السريع؟
  • الأردن يرفض المحاولات التي قد تهدد وحدة السودان عبر الدعوة لتشكيل حكومة موازية
  • شهادات ميدانية: الدعم السريع ترتكب أعمال قتل ونهب بالفاشر
  • ثاني دولة عربية تعلن رفضها تشكيل حكومة سودانية موازية بقيادة الدعم السريع
  • الجيش السوداني يقصف مواقع الدعم السريع في الخرطوم وشمالي الأبيّض
  • قوات الدعم السريع تسعى للحصول على الشرعية الدبلوماسية والأسلحة من خلال حكومة موازية
  • السعودية توجه ضربة موجعة لقوات الدعم السريع
  • طائرات مسيّرة للدعم السريع استهدفت مواقع مهمة بمدينة مروي شمال السودان
  • الجيش يقصف الدعم السريع قرب مطار الخرطوم واحتدام المعارك شرق الفاشر