لجريدة عمان:
2024-11-08@06:50:17 GMT

«الحروز» التي تشوه الحقيقة!

تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT

الاشتغال الجاد بأمور تعود بالنفع على البلاد لا ينفصلُ أبدا عن أهمية الاعتناء بالطرق التي تُروى بها القصّة.. قصّة التجربة الأكثر ثراءً في تحسين الحياة على كافة الأصعدة. فالصمت عن التفوه بشيء أو روايته بطريقة مُعقدة من شأنه أن يُحدث ضررا أكثر مما قد يعود بالجدوى، لا سيما في المسائل التي ترسمُ ملامح الثقة والرسوخ، كتلك التي تتقاطع مع هموم الناس المعيشية ومداخيلهم الشهرية.

على سبيل المثال لا الحصر: صندوق الحماية الاجتماعية -بعمره القصير- في العهد الجديد، برنامجٌ من أهم البرامج التي تُعنى وتُسهم في إحداث تغيير جذري في حياة الناس، إلا أنّ -وقد تكرر الأمر لأكثر من مرّة- القرارات المُبهجة، والتي تحملُ في طياتها منفعة للناس، تُروى قصّتها -للأسف- بذلك التعقيد المُقلق والمُبهم فيسلبها بريقها!

تنتهجُ بعض المؤسسات الصمت، ظنا منها بأنّها تنأى بنفسها عن الرد على الأسئلة التي تصلها، مُتوخية بذلك النجاة الآمنة، إلا أنّها غالبا ما تُؤجج بصمتها الجراح المُلتهبة، فتخرجُ من دائرة الثقة المنشودة. وكذلك هو الأمر فيما يتعلقُ بالتبرير المجاني أو رواية القصّة بصورة مشوهة ومبتورة، فتغدو أشبه ما تكون بحروز أو طلاسم، الأمر الذي يُحدثُ ثقبا يمرُّ عبره الزعيق المرتفع، في وقت لم تعد فيه المقابلات الإعلامية تذهبُ طي النسيان، بل تستعاد وتحلل من جديد للبرهنة على أمر ما أو لنفيه.. إذ يمكن لشريحة كبيرة ممن فاتها الحوار أن تشاهده لمرّات لا نهائية وأن تصدر أحكامها عليه.

إن الشق الأهم من المسألة يتعلقُ بمن يتم تصديره لإيصال المعلومة للمجتمع، فثمّة خصائص ينبغي أن يتمتع بها المتحدث أقلها أن يكون مؤمنا بما يقول من جهة، وقادرا على الإقناع بالفكرة من جهة أخرى، لا أن يُصيبه التعثر مع أول سؤال يُطرح عليه! فمن المهم أن يعي المتحدث أثناء تمثيله لمؤسسته الموضوع الذي يتحدث عنه وفخاخ الأسئلة التي سيعبر أنهارها، ومن هنا تأتي أهمية أن يكون هنالك من هو مُتدرب على الحديث، فيكون على صلة بالرأي العام، مُدركا لظاهر الأمور والموارب والحساس منها.

فمهمته -أي المتحدث- تكمن في أن يرفع الغشاوة وأن يزيل أي سوء فهم حول أي قرار يُتخذ من قبل مؤسسته، فالتأثير بالكلمات ولغة الجسد مسائل تكتسب مع الدأب والعمل المستمر عليها، فعندما يحدث خطأ ما بين المرسل والمرسل إليه، يُتاح المجال للمزيد من سوء الفهم!

ولذا فتمكين المتحدثين في «دوائر الإعلام» بالتدريب الجيد، ليس بالدفاع عن المؤسسة وتبرير قراراتها، وإنّما عبر إيصال المعلومة بدقة بحيث تذهبُ لأفهام متباينة من الناس، دون أن تتشوه المقاصد، هي اللبنة الأولى لإعادة الثقة بين المؤسسات والمواطن.

إذ نلحظ هذا القصور لدى عدد غير قليل من الجهات، تلك التي لا تستطيع أن تُعبر عن نفسها أو تسرد قصّتها. فالإخبار بصيغ السبعينات وبأبعاد تنموية انتهى وولى، وبات الإعلام الجديد يفرضُ ممراته ودروبه التي يعبرها الفطن، ذلك الذي يستطيع أن يسحرك وهو يروي سرديته بطريقة مغايرة وجاذبة. وليس بالضرورة أن يغدو المتحدث هو «الموثر» الذي يُقاس تأثيره بعدد متابعيه، فقد يجرُ ذلك وبالا على المؤسسة الرسمية، لا سيما في وقت نُبرهن فيه على رسم الصورة الذهنية التي ترفع من سوية الوعي العام.

لكن وقبل أن تُروى القصّة، ينبغي أن يكون هنالك «قصّة» أولا، هنالك حدثٌ ينمو في اتجاهين، يتجذرُ عميقا في التربة من جهة، ويشقُ ساقه القوي الأرض، لينظر ناحية الضوء المنبثق من السماء، فيورقُ ويزهر، ويغدو جديرا بأن يُحكى.

هدى حمد كاتبة عمانية ومديرة تحرير مجلة نزوى

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذی ی التی ت

إقرأ أيضاً:

ذعر بعد انتشار رائحة غاز في شوارع تلا بالمنوفية.. ومجلس المدينة يوضح الحقيقة|صور

سادت حالة من الذعر بين أبناء مدينة تلا في محافظة المنوفية عقب انتشار رائحة تسريب الغاز في المدينة، حيث تم إبلاغ مركز ومدينة تلا ببلاغات متكررة.


وعلي الفور انتقل المهندس وفيق حسن رئيس مركز ومدينة تلا ومسئولى غرفة العمليات الي شوارع تلا واستدعى مسئولى شركة الغاز والدفاع المدني واطمئن على المواطنين  ولا يوجد أى حالات اختناق  كما اثير.

مصرع شخص أسفل عجلات القطار في المنوفية رئيس مياه المنوفية يتفقد بعض محطات الصرف للاطمئنان على سير العمل خدمات ومصادر معلومات بنك المعرفة المصري للباحثين..ورشة عمل بجامعة المنوفية


وقال رئيس المدينة إنه تم التواصل مع الشركة وتم المرور مع مسئولي الشركة على كافة الأماكن  محل البلاغات ولا يوجد  أى تسريبات للغاز فى أى منطقة
الرائحة المنتشرة قلت فى كافة المناطق وكانت بسبب أعمال صيانة بالشركة ذاتها بمدخل زاوية بمم وانتشرت الرائحة من الشركة لأجزاء من المدينة ولا تسبب أى خطورة أو اختناقات.

وأكد مسئول شركة الغاز عن وجود مادة فعالة توضع على الغاز الطبيعى فى المحطة الرئيسية للغاز كى يسيل وأثناء وضع الماده نتج عنها ريحه قوية مما أثير المواطنين بالرائحه ولا يوجد أي خطورة من هذا لأمر حسب ما افاد  مسئول الغاز والوضع  أمن جدا ولا توجد أى تسريبات بأى من خطوط الغاز بالمدينة.

 

مقالات مشابهة

  • تعليقات ساخرة| معلمون يهربون من فوق سور إحدى المدارس.. اعرف الحقيقة
  • خطاؤون.. لكنّا لسنا مُكابرين .. محاكم السرديات .. مشانق الحقيقة
  • ذعر بعد انتشار رائحة غاز في شوارع تلا بالمنوفية.. ومجلس المدينة يوضح الحقيقة|صور
  • الفحل: لو كان هنالك مجتمع دولي وقانون دولي بحق وحقيقه لما استمرت انتهاكات المليشيات
  • المتحول ”الرديني ” يصل الى عدن وسط حراسات ومرافقين..إليك الحقيقة
  • انضمام محمد صلاح للهلال السعودي.. ما الحقيقة؟
  • «جاء وقت الحقيقة».. نتفليكس تروج لـ مسلسل «موعد مع الماضي» بطولة آسر ياسين
  • وقوع زلزال صباح اليوم في مصر .. البحوث الفلكية تكشف الحقيقة
  • ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المنزلي.. وزارة البترول تكشف الحقيقة
  • خبر قصف منزل جوليا بطرس يجتاح مواقع التواصل.. الحقيقة الكاملة