لجريدة عمان:
2025-02-23@17:56:46 GMT

«الحروز» التي تشوه الحقيقة!

تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT

الاشتغال الجاد بأمور تعود بالنفع على البلاد لا ينفصلُ أبدا عن أهمية الاعتناء بالطرق التي تُروى بها القصّة.. قصّة التجربة الأكثر ثراءً في تحسين الحياة على كافة الأصعدة. فالصمت عن التفوه بشيء أو روايته بطريقة مُعقدة من شأنه أن يُحدث ضررا أكثر مما قد يعود بالجدوى، لا سيما في المسائل التي ترسمُ ملامح الثقة والرسوخ، كتلك التي تتقاطع مع هموم الناس المعيشية ومداخيلهم الشهرية.

على سبيل المثال لا الحصر: صندوق الحماية الاجتماعية -بعمره القصير- في العهد الجديد، برنامجٌ من أهم البرامج التي تُعنى وتُسهم في إحداث تغيير جذري في حياة الناس، إلا أنّ -وقد تكرر الأمر لأكثر من مرّة- القرارات المُبهجة، والتي تحملُ في طياتها منفعة للناس، تُروى قصّتها -للأسف- بذلك التعقيد المُقلق والمُبهم فيسلبها بريقها!

تنتهجُ بعض المؤسسات الصمت، ظنا منها بأنّها تنأى بنفسها عن الرد على الأسئلة التي تصلها، مُتوخية بذلك النجاة الآمنة، إلا أنّها غالبا ما تُؤجج بصمتها الجراح المُلتهبة، فتخرجُ من دائرة الثقة المنشودة. وكذلك هو الأمر فيما يتعلقُ بالتبرير المجاني أو رواية القصّة بصورة مشوهة ومبتورة، فتغدو أشبه ما تكون بحروز أو طلاسم، الأمر الذي يُحدثُ ثقبا يمرُّ عبره الزعيق المرتفع، في وقت لم تعد فيه المقابلات الإعلامية تذهبُ طي النسيان، بل تستعاد وتحلل من جديد للبرهنة على أمر ما أو لنفيه.. إذ يمكن لشريحة كبيرة ممن فاتها الحوار أن تشاهده لمرّات لا نهائية وأن تصدر أحكامها عليه.

إن الشق الأهم من المسألة يتعلقُ بمن يتم تصديره لإيصال المعلومة للمجتمع، فثمّة خصائص ينبغي أن يتمتع بها المتحدث أقلها أن يكون مؤمنا بما يقول من جهة، وقادرا على الإقناع بالفكرة من جهة أخرى، لا أن يُصيبه التعثر مع أول سؤال يُطرح عليه! فمن المهم أن يعي المتحدث أثناء تمثيله لمؤسسته الموضوع الذي يتحدث عنه وفخاخ الأسئلة التي سيعبر أنهارها، ومن هنا تأتي أهمية أن يكون هنالك من هو مُتدرب على الحديث، فيكون على صلة بالرأي العام، مُدركا لظاهر الأمور والموارب والحساس منها.

فمهمته -أي المتحدث- تكمن في أن يرفع الغشاوة وأن يزيل أي سوء فهم حول أي قرار يُتخذ من قبل مؤسسته، فالتأثير بالكلمات ولغة الجسد مسائل تكتسب مع الدأب والعمل المستمر عليها، فعندما يحدث خطأ ما بين المرسل والمرسل إليه، يُتاح المجال للمزيد من سوء الفهم!

ولذا فتمكين المتحدثين في «دوائر الإعلام» بالتدريب الجيد، ليس بالدفاع عن المؤسسة وتبرير قراراتها، وإنّما عبر إيصال المعلومة بدقة بحيث تذهبُ لأفهام متباينة من الناس، دون أن تتشوه المقاصد، هي اللبنة الأولى لإعادة الثقة بين المؤسسات والمواطن.

إذ نلحظ هذا القصور لدى عدد غير قليل من الجهات، تلك التي لا تستطيع أن تُعبر عن نفسها أو تسرد قصّتها. فالإخبار بصيغ السبعينات وبأبعاد تنموية انتهى وولى، وبات الإعلام الجديد يفرضُ ممراته ودروبه التي يعبرها الفطن، ذلك الذي يستطيع أن يسحرك وهو يروي سرديته بطريقة مغايرة وجاذبة. وليس بالضرورة أن يغدو المتحدث هو «الموثر» الذي يُقاس تأثيره بعدد متابعيه، فقد يجرُ ذلك وبالا على المؤسسة الرسمية، لا سيما في وقت نُبرهن فيه على رسم الصورة الذهنية التي ترفع من سوية الوعي العام.

لكن وقبل أن تُروى القصّة، ينبغي أن يكون هنالك «قصّة» أولا، هنالك حدثٌ ينمو في اتجاهين، يتجذرُ عميقا في التربة من جهة، ويشقُ ساقه القوي الأرض، لينظر ناحية الضوء المنبثق من السماء، فيورقُ ويزهر، ويغدو جديرا بأن يُحكى.

هدى حمد كاتبة عمانية ومديرة تحرير مجلة نزوى

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذی ی التی ت

إقرأ أيضاً:

هل كتب رايان رينولدز نكتة “SNL 50” عن قضية زوجته بليك ليفلي.. ممثل البرنامج يوضح الحقيقة

أكد ممثل عن برنامج Saturday Night Live أن النجم رايان رينولدز لم يكن هو من اقترح النكتة التي أُطلقت خلال احتفالية SNL 50 بشأن القضية القانونية التي تواجهها زوجته، النجمة بليك ليفلي، مع زميلها في فيلم It Ends With Us، جاستن بالدوني.

وخلال ظهوره في الحلقة الخاصة التي بُثت يوم 16 فبراير، شارك رينولدز في فقرة أسئلة وأجوبة مع تينا فاي وإيمي بولر، حيث أطلق النجم رايان رينولدز تعليقًا ساخرًا يُعتقد أنه إشارة غير مباشرة إلى القضية القانونية التي تجمع زوجته بليك ليفلي بالممثل جاستن بالدوني.

وخلال فقرة تفاعلية مع الجمهور، عندما سألته تينا فاي وإيمي بولر عن حاله، ردّ رينولدز بحماس قائلاً: "رائع!"، قبل أن يضيف بنبرة مازحة وقلقة: "لماذا؟ ماذا سمعت؟". وقد لفتت ردّة فعل بليك ليفلي الأنظار، حيث نظرت إليه بحدة واختفت ابتسامتها للحظة، مما أثار التساؤلات حول ما إذا كان الأمر جزءًا من المشهد أم رسالة مبطنة.

وزاد الجدل عندما كشف والي فيرستين، أحد موظفي بطاقات التلميحات في البرنامج، خلال مقابلة إذاعية في أستراليا، أن رينولدز استخدم جملة مختلفة في التدريبات.

وقال فيرستين:
“نحن لا نقوم بأي شيء مثير للجدل ما لم يكن الشخص المعني على علم به. نعم، كانت فكرته، وكانت جملته.”

لكن مصدرًا مقربًا من رينولدز صرّح لموقع E! News يوم 20 فبراير بأن النكتة في البداية تم اقتراحها من قبل فريق SNL ولم يتم تغييرها، مؤكدًا أنه لم يكن وراءها كما

علاقتهما 

وقبل الحفل، ظهر رايان رينولدز وبليك ليفلي معًا على السجادة الحمراء، وسط تكهنات حول طبيعة علاقتهما بعد تصاعد الأزمة القانونية بين ليفلي وبالدوني. وكانت ليفلي قد رفعت دعوى مكوّنة من 80 صفحة ضد بالدوني تتّهمه فيها بالتحرّش الجنسي وشنّ حملة تشويه ضدها، في حين ردّ بالدوني بدعوى مضادّة بقيمة 400 مليون دولار ضد ليفلي ورينولدز بتهم الابتزاز والتشهير.


إلى جانب لحظات الجدل، شهد الحفل العديد من المواقف الطريفة بمشاركة نجوم كبار مثل تيم ميدوز، شير، كوينتا برونسون، كيث ريتشاردز، جون هام، زاك غاليفياناكيس، باد باني، جايسون موموا، بيتن مانينغ، وسيث مايرز.

كما قدم النجم المخضرم ستيف مارتن المونولوج الافتتاحي للحفل، تلاه أداء مميز جمع بين سابرينا كاربنتر وبول سايمون بأغنية "Homeward Bound".

يُذكر أن احتفال SNL بالذكرى الخمسين كان واحدًا من أبرز الفعاليات التي جمعت نخبة من نجوم الكوميديا والموسيقى، وسط تفاعل واسع من الجمهور والمشاهدين.

مقالات مشابهة

  • باحث: فشل الائتلاف الحاكم وضعف الثقة شكّلا ملامح الانتخابات الألمانية
  • المعلومات المضللة تلاحق «مفوضية الانتخابات».. وهذه الحقيقة كاملة!
  • نتنياهو يتلاعب بالأرقام ويزعم الإنجاز بعدد الأسرى الذين استعادهم.. هذه الحقيقة
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • فرنجيه: سنعطي الثقة للحكومة
  • آرثر شوبنهاور .. فيلسوف التشاؤم أم الحقيقة؟
  • هل راية داعش السوداء هي نفسها التي كان يرفعها النبي؟.. «مرصد الأزهر» يوضح الحقيقة «فيديو»
  • هل كتب رايان رينولدز نكتة “SNL 50” عن قضية زوجته بليك ليفلي.. ممثل البرنامج يوضح الحقيقة
  • هل تم تعديل مواعيد غلق المحلات والكافيهات والمطاعم في رمضان؟ مصدر يكشف الحقيقة
  • تونس تشهد العديد من «الهزّات الأرضية» خلال أيام.. هل هنالك إمكانية لحدوث «زلزال»؟