لجريدة عمان:
2025-01-24@08:41:43 GMT

«الحروز» التي تشوه الحقيقة!

تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT

الاشتغال الجاد بأمور تعود بالنفع على البلاد لا ينفصلُ أبدا عن أهمية الاعتناء بالطرق التي تُروى بها القصّة.. قصّة التجربة الأكثر ثراءً في تحسين الحياة على كافة الأصعدة. فالصمت عن التفوه بشيء أو روايته بطريقة مُعقدة من شأنه أن يُحدث ضررا أكثر مما قد يعود بالجدوى، لا سيما في المسائل التي ترسمُ ملامح الثقة والرسوخ، كتلك التي تتقاطع مع هموم الناس المعيشية ومداخيلهم الشهرية.

على سبيل المثال لا الحصر: صندوق الحماية الاجتماعية -بعمره القصير- في العهد الجديد، برنامجٌ من أهم البرامج التي تُعنى وتُسهم في إحداث تغيير جذري في حياة الناس، إلا أنّ -وقد تكرر الأمر لأكثر من مرّة- القرارات المُبهجة، والتي تحملُ في طياتها منفعة للناس، تُروى قصّتها -للأسف- بذلك التعقيد المُقلق والمُبهم فيسلبها بريقها!

تنتهجُ بعض المؤسسات الصمت، ظنا منها بأنّها تنأى بنفسها عن الرد على الأسئلة التي تصلها، مُتوخية بذلك النجاة الآمنة، إلا أنّها غالبا ما تُؤجج بصمتها الجراح المُلتهبة، فتخرجُ من دائرة الثقة المنشودة. وكذلك هو الأمر فيما يتعلقُ بالتبرير المجاني أو رواية القصّة بصورة مشوهة ومبتورة، فتغدو أشبه ما تكون بحروز أو طلاسم، الأمر الذي يُحدثُ ثقبا يمرُّ عبره الزعيق المرتفع، في وقت لم تعد فيه المقابلات الإعلامية تذهبُ طي النسيان، بل تستعاد وتحلل من جديد للبرهنة على أمر ما أو لنفيه.. إذ يمكن لشريحة كبيرة ممن فاتها الحوار أن تشاهده لمرّات لا نهائية وأن تصدر أحكامها عليه.

إن الشق الأهم من المسألة يتعلقُ بمن يتم تصديره لإيصال المعلومة للمجتمع، فثمّة خصائص ينبغي أن يتمتع بها المتحدث أقلها أن يكون مؤمنا بما يقول من جهة، وقادرا على الإقناع بالفكرة من جهة أخرى، لا أن يُصيبه التعثر مع أول سؤال يُطرح عليه! فمن المهم أن يعي المتحدث أثناء تمثيله لمؤسسته الموضوع الذي يتحدث عنه وفخاخ الأسئلة التي سيعبر أنهارها، ومن هنا تأتي أهمية أن يكون هنالك من هو مُتدرب على الحديث، فيكون على صلة بالرأي العام، مُدركا لظاهر الأمور والموارب والحساس منها.

فمهمته -أي المتحدث- تكمن في أن يرفع الغشاوة وأن يزيل أي سوء فهم حول أي قرار يُتخذ من قبل مؤسسته، فالتأثير بالكلمات ولغة الجسد مسائل تكتسب مع الدأب والعمل المستمر عليها، فعندما يحدث خطأ ما بين المرسل والمرسل إليه، يُتاح المجال للمزيد من سوء الفهم!

ولذا فتمكين المتحدثين في «دوائر الإعلام» بالتدريب الجيد، ليس بالدفاع عن المؤسسة وتبرير قراراتها، وإنّما عبر إيصال المعلومة بدقة بحيث تذهبُ لأفهام متباينة من الناس، دون أن تتشوه المقاصد، هي اللبنة الأولى لإعادة الثقة بين المؤسسات والمواطن.

إذ نلحظ هذا القصور لدى عدد غير قليل من الجهات، تلك التي لا تستطيع أن تُعبر عن نفسها أو تسرد قصّتها. فالإخبار بصيغ السبعينات وبأبعاد تنموية انتهى وولى، وبات الإعلام الجديد يفرضُ ممراته ودروبه التي يعبرها الفطن، ذلك الذي يستطيع أن يسحرك وهو يروي سرديته بطريقة مغايرة وجاذبة. وليس بالضرورة أن يغدو المتحدث هو «الموثر» الذي يُقاس تأثيره بعدد متابعيه، فقد يجرُ ذلك وبالا على المؤسسة الرسمية، لا سيما في وقت نُبرهن فيه على رسم الصورة الذهنية التي ترفع من سوية الوعي العام.

لكن وقبل أن تُروى القصّة، ينبغي أن يكون هنالك «قصّة» أولا، هنالك حدثٌ ينمو في اتجاهين، يتجذرُ عميقا في التربة من جهة، ويشقُ ساقه القوي الأرض، لينظر ناحية الضوء المنبثق من السماء، فيورقُ ويزهر، ويغدو جديرا بأن يُحكى.

هدى حمد كاتبة عمانية ومديرة تحرير مجلة نزوى

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذی ی التی ت

إقرأ أيضاً:

انخفاض الثقة في الشؤون الدينية التركية بنسبة 11%

أنقرة (زمان التركية) – تراجعت الثقة في هيئة الشؤون التركية إلى 11% خلال استطلاع رأي حديث.

في استطلاع الرأي الذي أجرته مؤسسة بوبار للأبحاث، أجاب 83.3% من المشاركين في الاستطلاع بـ”لا أثق“ على سؤال ”هل تثق في هيئة الشؤون الدينية؟ وقال 11.1% إنهم يثقون بها، وبلغت نسبة الذين لم يعبروا عن رأيهم 5.6 في المائة.

وقال حسن أوزتركمان نائب حزب الشعب الجمهوري في غازي عنتاب: ”رئيس الشؤون الدينية الحالي علي أرباش أبعد الشعب عن الدين. لنسأل علي أرباش، رئيس الشؤون الدينية… ألا يخجل من نتائج هذا الاستطلاع؟ لقد نفر الأمة من الدين ومن الوزارة. علي أرباش، الذي جعل من الديانة أكثر مؤسسة لا يمكن الاعتماد عليها، يجب أن يستقيل أو يُقَال في أقرب وقت ممكن“.

يذكر أنه خلال فترة تولي علي بارداك أوغلو، أحد الرؤساء السابقين للشؤون الدينية التركية، تجاوزت الثقة في الشؤون الدينية 80 في المائة.

مديرية الشؤون التركية، تتلقى الانتقادات بسبب السيارات الفارهة والفلل والاجتماعات الفخمة في فنادق الـ 5 نجوم، وميزانيتها البالغة 130 ملياراً والرحلات بملايين اليورو إلى الخارج.

Tags: اسطنبولالشؤون الدينية التركيةتركيارئاسة الشؤون الدينية

مقالات مشابهة

  • المصريون أكثر شعوب العالم ثقة في العلم والعلماء
  • هل تم إجبار محمود سعد على ترك برامج التوك شو؟.. الإعلامي يكشف الحقيقة
  • طلاق الأمير هاري وميغان ماركل.. الحقيقة الكاملة وراء الشائعات
  • عراقيل امام التشكيل
  • انخفاض الثقة في الشؤون الدينية التركية بنسبة 11%
  • طالبة بالإعدادية تشوه وجه زميلتها بـ40 غرزة| تفاصيل صادمة
  • الجمعان: هنالك أخطاء سابقة في النصر ويتم الآن معالجتها
  • بالصور.. حادث الأقصر يروع مواقع التواصل ومصدر يكشف للوفد الحقيقة
  • سان جرمان يواجه لحظة الحقيقة أمام سيتي في دوري الأبطال
  • لماذا اختار الله شهر رجب الذي تصب فيه الرحمات لفرض الصلاة؟ علي جمعة يوضح