هل استجابت نتفليكس للضغوط وحذفت المحتوى الداعم فلسطين.. كيف تدعم إسرائيل؟
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
في عام 2021، اتجهت منصة "نتفليكس" الترفيهية إلى إنشاء مجموعة أفلام جديدة لمشاهديها، تحت تعريف جاء فيه "نطلق مجموعة قصص فلسطينية، تعرض أفلاما من بعض أفضل صناع الأفلام في العالم العربي".
وتم تحديد 32 فيلما ليتم تضمينها، مع التخطيط لمزيد من الإضافات، وقالت المنصة حينها: "المجموعة هي تكريم لإبداع وشغف صناعة السينما العربية حيث تواصل نتفليكس الاستثمار في قصص من العالم العربي".
ومع ذلك، بعد حذف ما لا يقل عن 24 فيلمًا من مكتبة نتفليكس، تحتوي الصفحة الرئيسية للمجموعة على فيلم واحد فقط للبث في الولايات المتحدة وهو: الفيلم الوثائقي لينا العبد لعام 2019 "إبراهيم: مصير إلى أجل غير مسمى"، وهذا فقط إذا قمت بالوصول إليه من الولايات المتحدة.
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وعند الدخول إلى الصفحة من عنوان بروتوكول "IP" إسرائيلي، سيظهر أنه لم يتم حذف الأفلام الـ 24 فحسب، بل كل قسم "قصص فلسطينية، وبدلا من ذلك، ويؤدي رباط القسم حال كان موجود لدى المتصفح إلى صفحة "خطأ 404"، التي تفيد بأنه لا يمكن العثور على الموقع، بحسب ما أكد موقع "ذا إنترسبت".
ونبه المدافع عن حقوق الإنسان سانجيف بيري، إلى إختفاء الأفلام لأول مرة، وذلك بعد مرور عام على حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة ضد قطاع غزة وسكانه الفلسطينيين الذين سعت نتفليكس إلى الارتقاء بقصصهم في خلال هذه المجموعة المحذوفة.
وجاء في رسالة تدعو إلى إعادة عرض الأفلام من 30 منظمة مؤيدة للفلسطينيين، بما في ذلك منظمة فريدوم فوروورد حيث يشغل بيري، منصب المدير التنفيذي، أن "هذا المحو للأصوات الفلسطينية من قبل نتفليكس يتبع عقودا قبيحة من قمع وجهات النظر والروايات الفلسطينية من قبل شركات الأخبار والترفيه الغربية".
Why is @Netflix purging so many of its films and content regarding Palestinians and Palestine?
Look at all of the Palestinian stories that are "leaving soon."
Israel is already trying to erase the Palestinians of Gaza and the West Bank. Why is @Netflix erasing Palestinian… pic.twitter.com/rXEmcVqvJ8 — Sunjeev Bery (@Sunjeev_Bery) October 13, 2024
وقدم عملاق الترفيه تفاصيل ضئيلة عن سبب محو عشرين فيلمًا فلسطينيًا بالضبط في غضون أسابيع، وردًا على استفسار من موقع "ذا إنترسبت" قالت المتحدثة باسم المنصة راشيل راكوسين: "كجزء من صفقة الترخيص لهذه الأفلام، ستنتهي فترة الترخيص في تشرين الأول/ أكتوبر 2024، ولهذا السبب لن تكون هذه الأفلام متاحة على الخدمة بعد الآن".
وأضافت راكوسين: "هذه ممارسة قياسية في ترخيص المحتوى، وتشمل أيضا مسلسل فريندز الشهير الذي لم يعد متاحًا في الولايات المتحدة أو مسلسل Mr. Robot الذي لم يعد متاحًا في الدول العربية".
وفي صفحات المساعدة الخاصة بالمنصة، تقول نتفلكس إن "العروض والأفلام تُزال من المنصة بناءً على اتفاقيات الترخيص، عندما تنتهي صلاحية ترخيص فيلم معين نعمل على تقيم ما إذا كانت الحقوق لا تزال متاحة، ومدى شعبية الفيلم في المنطقة المعنية، والتكلفة المقابلة لتجديد الترخيص".
Protest genocide supporter Netflix. They removed all movies made by Palestinians @Netflix pic.twitter.com/NDz8jZP2T8 — Ali jita (@alijitaa) October 27, 2024
وفي الإعلان الأولي الذي أصدرته نتفليكس في 2021، قيل إن العناوين ستكون متاحة للبث عبر الإنترنت على مستوى العالم، وبعدها تم حجب عرضها في الولايات المتحدة، وفي "إسرائيل" ودول أخرى.
في كوريا، كما هو الحال في "إسرائيل"، لم تكن صفحة القصص الفلسطينية موجودة على الإطلاق، مما أدى إلى ظهور رسالة خطأ، وفي دول أخرى، مثل المملكة المتحدة وأوكرانيا، تتضمن الصفحة فيلم "إبراهيم: مصير مجهول"، وهو المتاح للمشاهدين في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى فيلم ثانٍ يسحمل اسم "200 متر" لأمين نايفة.
"رضوغ للضغط؟"
وتعرضت منصة نتفلكس مع إعلان عام 2021 لحمة ضغط إسرائيلية واسعة كان أبرزها ما جاء من منظمة "أم ترتسو - Im Tirtzu"، وهي جماعة صهيونية عنصرية، وقالت "أمر مخز أن تعرض نتفلكس أفلامًا دعائية من إخراج أنصار BDS (حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها).
واعتبرت المنظمة أن هدف حركة المقاطعة الوحيد هو "التشهير ونزع الشرعية عن الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط"، بحسب ما نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم".
وأضافت "لن تقوم نتنفلكس بإصدار سلسلة من الأفلام حول الفظائع التي تحدث في سوريا، حيث مات ما يقرب من مليون شخص خلال السنوات العشر الماضية، أو حول الجرائم في الصين.. إسرائيل هي المجرم الكبير الوحيد، ونعتزم لدعوة الجمهور الإسرائيلي والجمهور الداعم لإسرائيل في جميع أنحاء العالم إلى مقاطعة الشركة، لن نتجاهل ما يحدث، ومن يؤذينا سيؤذيه".
وتعرضت نتلفكس لهجوم إسرائيلي آخر كان في كانون الأول/ ديسمبر 2022، عندما قررت عرض فيلم "فرحة" الذي يوثق جانبًا من النكبة الفلسطينية عام 1948، ويحكي قصة فتاة تبلغ من العمر 14 عامًا، تشاهد من خزانة مؤن مغلقة الكارثة تلتهم عائلتها ومنزلها، وهو من إخراج دارين سلّام، وإنتاج ديمة عازر وآية جردانه.
وواجه الفيلم حملة تشويه إسرائيلية بعد قرار منصة نتفليكس عرضه، وذلك بحجة أنه "يقدم رواية باطلة" عن النكبة"، وتهجير 700 ألف فلسطيني من قبل الاحتلال.
وحينها اعتبر كبار المسؤولين الإسرائيليين أنه "من الجنون أن تقرر نتفليكس بث فيلم كل غايته تقديم ادعاء باطل والتحريض ضد الجنود الإسرائيليين".
Israeli officials didn't want depictions of the true story of what happened to Palestinians in 1948 to be shown on Netflix. But Netflix stood firm & released 'Farha' today. Watch it!pic.twitter.com/FyJv13up5a — Omar Baddar عمر بدّار (@OmarBaddar) December 1, 2022
وعملت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية على أصدار تقييمات سلبية للفيلم بهدف إفشاله، ووصفت صحيفة "معاريف" في مراجعتها للفيلم بأنه "رديء وأقل شأنا من فيلم طلابي وممل وبميزانية منخفضة".
واعتبرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن مشهد إعدام عائلة فلسطينية خلال الفيلم يتخطى حتى تلك "الصورة العنيفة لقوات الأمن الإسرائيلية في الأفلام الأخرى التي أنتجتها دول عربية وصنعها فلسطينيون".
أمّا صحيفة هآرتس، فقد قالت إن "فرحة" ليس فيلما ممتعا أو مهما أو ناجحا، ولا يقدم حتى بعض القصص الثورية والغامضة التي لم تُروى أبدًا، مضيفة أنه "من الجيد عرضه على نتفلكس حتى يتسنى للجميع مشاهدة هذه الفضحية".
دعم "إسرائيل"
يعد مسلسل "فوضى - Fauda" مسلسل تلفزيوني من إنتاج إسرائيلي بدأ بثّه أول مرة في سنة 2015، وسرعان ما اختارته شركة "نتفلكس" للبثّ التلفزيوني، وامتد على طوال خمسة مواسم، واعتبرته صحيفة "نيويورك تايمز" المسلسل أحد "أفضل المسلسلات" العالمية في وقت من الأوقات، ولا شك في أنه أحد أكثر الإنتاجات الثقافية الإسرائيلية مشاهدة خلال عقود، حتى إنه قد يكون أكثر الأعمال الفنية المتعلقة بـ"إسرائيل" انتشارا.
ويركّز المسلسل على وحدة من القوات الخاصة في جيش الاحتلال، تُسمَّى باللغة العبرية "مستعرفيم"، أي "مستعربين"، وتتكوّن من أفراد عسكريين يتخفّون كفلسطينيين عرب للتغلغل في المجتمع الفلسطيني كمدنيين، وتوكَل إليهم مهمة جمع المعلومات، وخطف أو قتل الفلسطينيين الذين يرزحون تحت الاحتلال، بحسب ما ذكرت مؤسسة الدراسات الفلسطينية.
وفي هذا المسلسل، كما في الخطاب الإسرائيلي الرسمي، فإن هدف "المستعربين" هو مكافحة ما يسمى "الإرهاب"، لكن المسلسل لا يذكر أبدا أن مجرّد وجود "المستعربين" هو مخالف للمبادئ الأخلاقية والقانون الدولي. فالقانون الإنساني الدولي يمنع القوات العسكرية من انتحال شخصية مدنية لارتكاب القتل أو الجرح أو الاعتقال، ويعتبر أن انتهاك هذا المبدأ يشكّل جريمة حرب تعرف بالقانون الدولي بـ"الغدر".
Fauda 2nd season may 24 on Netflix @issacharoff so excited!! #netflix @FaudaOfficial pic.twitter.com/weINMVibHb — Lior Raz (@lioraz) May 21, 2018
ومع ذلك، لا يبدو أن المسلسل يعترف بهذه المخالفة الأخلاقية والقانونية التي تكمن خلف غايات وأهداف هذه الوحدة وتحدّد جوهرها.
وعلى الرغم من أنه يمكن رؤية الحواجز بشكل متكرّر في بعض المشاهد، فإن الاحتلال العسكري بالكاد يُذكر في "فوضى"، كما أنه بكل بساطة لا يظهر جدار الفصل العنصري والمستعمرات.
وعلاوة على ذلك، يظهر "الإرهابيون" الفلسطينيون وهم يعبرون بكل حرية إلى داخل "إسرائيل"، حيث ينفذون عملياتهم، ويقودون سياراتهم عائدين إلى الأراضي المحتلة، كأنهم ليسوا من الشعوب الخاضعة لأشد أنواع المراقبة والسيطرة في العالم.
أنتجت نتفلكس أيضا "مسلسل " الجاسوس - The Spy"، الذي يوثّق قصة الجاسوس الإسرائيلي في دمشق إيلي كوهين "كامل أمين ثابت"، ويركز بحسب المنظور الإسرائيلي على جوانب معينة من الشخصية سواء بخلقها أو تلفيقها.
وأظهر المسلسل شخصية كوهين كمواطن إسرائيلي صالح، هدفه العيش بسلام داخل "وطنه".
واختار المسلسل أن يُرجِع سبب كشف غطاء الجاسوس الإسرائيلي إلى "حرصه الشديد" على إيصال معلومات حساسة وعاجلة للقيادة الإسرائيلية، رغم معرفته أن البث اللاسلكي الذي يستخدمه بات مراقبا وأن معرفة مكان المرسل الدقيق أصبح مسألة وقت فقط.
Såg precis The Spy för andra gången. En miniserie baserad på den Israeliska spionen Eli Cohens liv. Både aktuell och bra. Rekommenderas. pic.twitter.com/jszq87clMd — Börne (@svennbenn) October 27, 2024
ويذكر أن الرواية الإسرائيلية الرسمية نفسها، التي وردت على لسان قادة الموساد في ذلك الوقت تؤكد أن كشف أمر كوهين كان بسبب استهتاره وعدم اهتمامه لأبسط احتياطات الأمان المُوصى بها، ظنا منه أنه فوق كل الشبهات.
وتعرض المنصة أيضا منذ سنوات فيلم "الملاك - The Angel"، الذي يتناول قصة العميل المصريّ أشرف مروان، المثيرة للجدل، متبنيًا الرواية الإسرائيلية حولها.
ويعرض الفيلم شخصية مروان كأنه البطل القوميّ الذي أنقذ "إسرائيل"، من خلال إعلام المخابرات الإسرائيلية بموعد القصف السوريّ المصريّ المشترك، وأن كل هدفه من ذلك ليس إنقاذ "إسرائيل" بالتحديد، إنما "السلام والاستقرار العالمي".
في تشرين الأول/ أكتوبر أيضا لكن من عام 2019، جرى الكشف أن منصة نتفليكس استخدمت مقطع فيديو يظهر تدمير الاحتلال لبرج "الظافر 4" في غزة، وذلك في أحد مشاهد مسلسل الجريمة "ناركوس - Narcos"، الذي يحكي قصة بارون المخدرات الكولومبي بابلو إسكوبار.
وجرى تدمير برج "الظافر 4" خلال عدوان عام 2014 الذي استمر لـ 51 يوما على قطاع غزة، وتسبب باستشهاد أكثر من 2000 شخص، جلهم من المدنيين والنساء والأطفال.
وتم استخدام المشهد على أنه من أحداث الشغب التي ارتكبها إسكوبار في خضم صراعه مع الحكومة الكولومبية ووكالة مكافحة المخدرات الأمريكية.
ولم تضع الشبكة الأمريكية أي إشارة أو تنويه إلى أنّ هذا المقطع من مسلسلها هو لتدمير عمارة سكنية حقيقية، ولم تذكر أي مصدر يشير إلى شركة "عين ميدا" المحلية صاحبة المقطع، أو حتى المصور الشهيد ياسر مرتجى الذي التقط المشهد.
Netflix has falsely used the scene of Israel's bombing of a 12-story residential tower in Gaza in its TV show "Narcos" pic.twitter.com/Rgp2iiUyqh — Quds News Network (@QudsNen) October 19, 2019
يذكر أن مرتجى قضى خلال تغطيته لمسيرة على العودة على الحدود الشرقية لمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، بعدما أصيب برصاص متفجر في المعدة على الرغم من أنه كان يرتدي سترة مصفحة تحمل عبارة "صحافة".
وخلال حرب الإبادة الحالية ضد قطاع غزة، استشهد المصور الصحافي رشدي السراج بقصف إسرائيلي على منزله الواقع في حي تل الهوى غربي مدينة غزة، وهو مدير شركة "عين ميديا" التي تم سرقة المحتوى الخاص بها من قبل المنصة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية فلسطينية إسرائيلي غزة نتفلكس الاحتلال إسرائيل فلسطين غزة الاحتلال نتفلكس المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الولایات المتحدة pic twitter com قطاع غزة من قبل
إقرأ أيضاً:
جوبا ترضخ للضغوط الأميركية وتستقبل كونغوليا أبعدته أميركا
في تحول جديد في مواقفها، وافقت حكومة جنوب السودان على قبول ترحيل مواطن كونغولي كانت السلطات الأميركية قد أبعدته عن أراضيها بعد احتجازه لفترة طويلة.
يأتي هذا القرار على خلفية الأزمة الدبلوماسية المتصاعدة بين جوبا وواشنطن، والتي شهدت فرض عقوبات على عدد من المسؤولين الحكوميين في جنوب السودان بسبب عدم تعاونها في قبول المُبعدين.
الضغوط الأميركية والقرار المفاجئفرضت الولايات المتحدة حظرا على منح التأشيرات لمواطنين ومسؤولين من حكومة جنوب السودان بعد اتهامات بعدم التعاون في قضية ترحيل شخص وصل إلى الأراضي الأميركية كجزء من سياسة ترحيل المهاجرين غير الشرعيين.
واتضح أن الشخص المعني، الذي كانت جوبا ترفض استعادته، يحمل جنسية الكونغو الديمقراطية، وليس من جنوب السودان كما كان مفترضا.
وفقا لتقارير صحفية، جاء هذا القرار المفاجئ بعد ضغوط دبلوماسية قوية من واشنطن، مما دفع حكومة جنوب السودان إلى المضي قدما في قبول الشخص المبعد، وذلك بعد سلسلة من المفاوضات مع السفارة الأميركية في جوبا.
في وقت تسعى فيه الحكومة الأميركية إلى التأكيد على التزام جوبا بالقوانين الدولية، لم تخلُ هذه القضية من الجدل داخل دوائر الحكم في جنوب السودان. حيث صرح بعض المسؤولين المحليين بأن القرار يُعد تنازلا كبيرا أمام الضغوط الأميركية، بينما رأى آخرون فيه خطوة نحو تعزيز التعاون الثنائي في المستقبل.
إعلانويأتي هذا التحول في المواقف بوقت حساس، حيث يواجه جنوب السودان تحديات سياسية كبيرة على الساحة الداخلية، مثل النزاعات المستمرة في بعض المناطق والتحديات الاقتصادية.
وقد اعتبر البعض أن هذا القرار قد يشكل سابقة في كيفية تعامل الحكومة مع الضغوط الأجنبية.
شروط أميركا للعلاقات المستقبليةوفي رد فعل أميركي، نقلت شبكة "سي إن إن" -عن مسؤولين في الخارجية الأميركية- أن واشنطن ترى هذا التحول في سياسة جوبا بمثابة "اختبار" للعلاقات المستقبلية بين البلدين.
وأكد المسؤولون أن سياسة حظر التأشيرات ستظل سارية حتى تظهر حكومة جنوب السودان التزاما جديا في التعامل مع قضايا مشابهة في المستقبل.
وفيما يتعلق بمسألة ترحيل المواطنين من جنسيات أخرى، أشار المسؤولون الأميركيون إلى أن أي تقاعس من حكومة جنوب السودان قد يؤدي إلى فرض مزيد من القيود على العلاقات الثنائية.
العلاقات الإفريقية الأميركيةلا تقتصر هذه الحادثة على جنوب السودان فقط، بل تمثل جزءا من التوترات الأكبر بين الولايات المتحدة وبعض الدول الأفريقية، خاصة في ما يتعلق بالسياسات المتصلة بالهجرة واللجوء.
يرى العديد من المراقبين أن الضغوط الأميركية على الدول الأفريقية قد تُعقّد العلاقات الدبلوماسية، خاصة في ظل التحولات السياسية والاقتصادية التي تشهدها القارة.
وبينما تزداد الشكوك بشأن الطريقة التي تتعامل بها واشنطن مع هذه القضايا، يتساءل البعض عن مدى تأثير هذه السياسات على العلاقات الاقتصادية والتنموية بين الولايات المتحدة والدول الأفريقية.