* لماذا استدعى السيسي أحداث ما بعد 67.. هل نحن أمام لحظة فارقة؟

* الصمود خيارنا، والمواجهة سلاحنا، والنصر مصيرنا.. ثلاثة معانٍ تكشف عن حقيقة الموقف

* احتفالية اتحاد القبائل والعائلات المصرية والأحزاب بانتصار أكتوبر وسط الحشود الضخمة: رسالة ذات معنى!!

* الرئيس تحدث عن فقه الأولويات، ليقول للمصريين: الخيار أمامكم، إما صمودًا.

. وإما انهيارًا

كان المشهد مهيبًا، نساء ورجال، زحفوا من كل أنحاء البلاد، جاءوا تلبية للدعوة التي أطلقها اتحاد القبائل العربية برئاسة الشيخ إبراهيم العرجاني بمشاركة حزبي مستقبل وطن وحماة وطن وغيرهما للاحتفال بالذكرى الحادية والخمسين لانتصارات حرب أكتوبر 1973.

الرئيس السيسي في احتفالية اتحاد القبائل العربية

عشرات الألوف احتشدوا في «استاد العاصمة الإدارية»، رفعوا الأعلام وصور الرئيس، كانت هتافاتهم مدوية، تحيا مصر، بدا الأمر وكأنه رسالة لكل من يحاول أن تسول له نفسه المساس بالوطن وأمنه واستقراره.

كانت لحُمة شعبية، تجلت في أسمى صورها، هؤلاء هم أبناء مصر، زحفوا من أسوان إلى مرسى مطروح، امتلأ «الاستاد» عن آخره وبقي الآلاف خارجه، وأصروا على البقاء احتفاءً واحتفالًا، فالمناسبة عزيزة، والتحديات خطيرة.

إبراهيم العرجاني رئيس اتحاد القبائل العربية

تحدث الرئيس، كانت كلماته رسائل لها معانيها ومراميها.. بعث بالكثير منها، لكنني أتوقف أمام الأخطر فيها، قال الرئيس: "اللي أنتو بتشفوه دلوقتي دي نفس الظروف اللي كنا بنعيشها بعد هزيمة 1967".

توقفت هنا أمام الكلمات والمعاني، الرئيس يبدو مهمومًا بوقائع ما يجري على الأرض، المنطقة كلها مهددة بالمخاطر، الحزام الناري يزحف، وحرب الإبادة لا تتوقف، والأمن القومي العربي بأسره عرضة للخطر، ولِمَ لا، وكل الأمور تؤدي إلى توسعة الحرب.

ارجعوا إلى كلمات الرئيس أمام القمة العربية- الإسلامية التي عقدت في المملكة العربية السعودية بعد أيام قليلة من عملية طوفان الأقصى.. لقد حذر من توسعة الحرب، حذر من تغيير المعادلة، حذر من ازدواجية المعايير، حذر من حرب الإبادة وحصار الشعب الفلسطيني، كانت الرسائل واضحة أيضًا، لكن الكل صمّ آذانه.

عندما يأتي الرئيس السيسي اليوم ووسط هذه الجماهير الهادرة، وتكون رسالته: يا مصريين أنتم تعيشون نفس الظروف ونفس التداعيات التي عاشتها مصر بعد 67، فتلك رسالة لا تخلو من معنى:

- هي أولًا: رسالة تؤكد أننا نواجه الخطر بالعزيمة والإصرار وتحدي الظروف.

- وهي ثانيًا: رسالة تؤكد أن المصريين الذين أصروا على الصمود حتى الانتصار لن يتوانوا في هذه اللحظة التاريخية الخطيرة عن استدعاء المشهد الذي عاشته البلاد في وقت سابق مرة أخرى.

- وهي ثالثًا: رسالة تقول إن معدن هذا الشعب وتاريخه يؤكد دومًا رفض الهزيمة وتحدي النفس والظروف، بل وتحدي التحدي نفسه.

- وهي رابعًا: رسالة تقول إن تحقيق الانتصار الخالد في 1973، لم يكن بسيطًا، فهو نصر وراءه إرادة، وهذه الإرادة حان وقت استدعائها مجددًا بنفس القوة ونفس الحماس.

أتوقف أمام كلمة الرئيس ومعانيها عندما قال: إن كل الظروف التي عاشتها مصر بعد هزيمة 1967، والتحديات والأوضاع التي كانت تجابهها الدولة المصرية، وكلام الخبراء والمهتمين بالأوضاع العسكرية، كانت تقول: مستحيل أن يتحقق النصر بعد الهزيمة، مستحيل إسقاط خط بارليف، هناك تفوق كبير، المقارنة لم تكن في صالحنا، لا توجد فرصة للنجاح، لكن الشعب المصري، يقول الرئيس: "رفض هذا الواقع وتحدى نفسه، وتحقق الانتصار".

كانت الهتافات تدوي في الاستاد الرياضي، وكانت الحشود تدرك معنى الكلمات.. قال الرئيس: نحن الآن نواجه تحديات جسامًا، توقف الرئيس لثوانٍ معدودة، وقال وكأنه يعلن تحديه للأوضاع والظروف الراهنة بإيمان وقوة وعزيمة وإصرار قال: بالضبط كما نجحنا في وقت سابق بنفس الروح والإرادة لابد أن تكونوا متأكدين أنه بفضل الله سبحانه وتعالى، وبفضل العمل والإصرار والمتابعة سنغير جميع التحديات التي تواجهنا، وسنحقق بفضل الله كل ما نتمناه سويًا.

لم يكن الرئيس يغالي في حديثه، نعم الظروف صعبة والأزمات الاقتصادية متفاقمة، لكنه وكأنه يستنهض المصريين مجددًا، ليس أمامكم من خيار إلا الصمود والعمل والمتابعة والإيمان، والإرادة، لقد أراد الرئيس في هذه الاحتفالية الضخمة أن يقول للمصريين من هذا المكان: لقد واجهتم الهزيمة في 1967، وأصررتم على الوقوف خلف قائدكم وخرجتم بمظاهرات عارمة تطالب الزعيم جمال عبد الناصر بسحب الاستقالة والاستمرار في منصبه، وحدث ذلك، وكان هذا يمثل وعيًا متقدمًا للمصريين الذين تناسوا أزماتهم وآثار الهزيمة النكراء، حيث فقدنا الأرض والمعدات والرجال، لكننا لم نفقد الإرادة.

كأن السيسي أراد أن يقول لنا: إن القادم أخطر وإن التهديدات تحيط بمصر على جميع اتجاهاتها الاستراتيجية لأول مرة في العصر الحديث، فإياكم والتهاون أمام ما يجري.

أراد السيسي أن يقول: رغم الهزيمة وتداعياتها الخطيرة في 67، لم نيأس ولم نحبط، ولم نفقد القدرة على الحلم بالانتصار العظيم في أكتوبر 73، هذا لم يأت من فراغ، بل الصمود والعمل والتحمل والإيمان.

أيها المصريون: هل تتذكرون معركة رأس العش؟ هل قرأتم عنها؟ جاءت بعد 25 يومًا من النكسة، في الأول من يوليو 67، حاولت مدرعات العدو احتلال مدينة بور فؤاد، لكن أفرادا قلائل من قوة الصاعقة المصرية، تصدت ونجحت وأجبرت العدو على التقهقر، وكان ذلك إيذانًا بحرب الاستنزاف، حرب الألف يوم، التي كانت تمهيدًا لانتصار أكتوبر 1973.

هل تتذكرون، أو هل قرأتم عن كيف استطاعت القوات البحرية المصرية إغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات بمن فيها في 21 أكتوبر 1967 بعد نحو أشهر معدودة من نكسة 1967. كانت حلقات المعجزة تتحقق كل يوم. بلد تعرضت لنكسة في جولة، لكنها لم تهزم، الهزيمة تعني الاستسلام، ومصر شعبًا وجيشًا ظلت صامدة شامخة ردت الصاع صاعين وقس على ذلك..

الأحداث متعددة، والملاحم لا تتوقف، وتحدي التحدي لا يزال يسكن عقولنا، فإياكم واليأس والإحباط، فتلك هي الهزيمة بعينها..

لقد أراد السيسي أن يقول: الأزمة عاتية والحرب الراهنة لها تداعياتها، جيشنا في حالة استنفار على الحدود من كل الاتجاهات، الأولوية للجيش في كثير من الإمكانيات، فعلينا أن ندرك مخاطر اللحظة الاستراتيجية.

المستشار عبد الوهاب عبد الرازق رئيس مجلس الشيوخ

لا تستمعوا إلى الأصوات التي تبث اليأس في النفوس، لا تتوقفوا أمام الشائعات التي ندرك أهدافها، كونوا كأبناء 67، 73، 2013 وقس على ذلك.. التاريخ يختزن الكثير من لحظات ظهر فيها المعدن الأصيل للمصري الذي حافظ على حدوده وعلى بلاده أكثر من 7 آلاف عام..

أرجوكم أن تتأملوا كلمات الرئيس، والهم الكبير الذي يحمله على عاتقه، لا تجعلوا الأزمة الراهنة تعبث بعقولكم، هي أزمة عابرة، لها أسبابها ولها عناوينها المختلفة. ترشيد الأخطاء يحدث في كل لحظة وحين، فقه الأولويات تحكمه التحديات.. اصطفاف وطني في هذه اللحظة هو فرض عين على كل مصري ومصرية.

دعكم من المبررات، دعكم من السوفسطائية التي يحاول البعض إغراقنا في براثنها.. نحن الآن أمام تحدٍ كبير كوطن وكأمة: إما نكون أو لا نكون، إما نعيش أحرارًا في أوطاننا، وإما نخضع لعبودية الموت والدمار وحروب الإبادة.

جلال هريدي

ما أسهل الزعيق، ورفع الشعارات، ما أسهل أن تتحول إلى «بطل شعبي»، ولكنه بطل من الورق، ما أسهل أن تبني لغة الإثارة والتحريض لتقف وسط العامة وتقول: أنا جدع، هذه ليست بطولة يا صديقي، لكنها الانتهازية السياسية واللعب على أوجاع الناس. صدقني لن تكون أكثر وطنية من هؤلاء الذين يقفون على خطوط النار المشتعلة بالقرب منهم، لن تكون مهمومًا كما هو الرئيس والمخلصون إلى جواره، كيف يدبرون لقمة العيش لشعب زاد في 13 عامًا أكثر من 26 مليونًا من البشر، 26 مليون فاهٍ جديد يطلب الغذاء والدواء والتعليم في وقت تتزايد فيه حدة الأزمة الدولية وتداعياتها المحلية.

أيها المصري، يا صاحب الحضارة والتاريخ، يا من تستشعر الخطر ومخاطره، يا من شربت كأس المرارة في زمن الفوضى الذي عاشته البلاد.. لحظة من فضلك، تأمل وتابع وراقب واستدع لحظات التاريخ المشرقة.. أنت الآن مستهدف أكثر من أي وقت مضى حافظ على أمنك وأمانك، فإذا ضاع الأمن والاستقرار لا تسألني عن الجوع والموت والدمار.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: العاصمة الإدارية السيسي الرئيس السيسي مصطفى بكري بكري الكاتب الصحفي مصطفى بكري بالعقل الشيخ إبراهيم العرجاني احتفالية نصر أكتوبر اتحاد القبائل العربية العرجاني اتحاد القبائل أن یقول حذر من

إقرأ أيضاً:

جينيفر لوبيز تحتفل باللحظة التي كانت تنتظرها طوال حياتها

(CNN)-- قالت نجمة البوب والممثلة الأمريكية جينفير لوبيز إنها كانت تنتظر "هذه اللحظة" طوال حياتها، بعد احتفاء الجمهور مؤخرًا، بالعرض الأول لفيلم "Kiss of the Spider Woman"، في مهرجان "صندانس" السينمائي، في بارك سيتي، بولاية يوتا.

وانضم إلى لوبيز مخرج الفيلم بيل كوندون وزميلها في البطولة توناتيو إليزاراراز في جلسة نقاش بعد العرض، وحظي الثلاثي بتصفيق حار لمرتين، وبدت النجمة الأمريكية عاطفية بشكل واضح، بحسب مقطع فيديو شاركته "The Hollywood Reporter" عبر حسابتها في مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت لوبيز في الجلسة: "الحقيقة هي أنه عندما تتحدث عن أهمية الأفلام الموسيقية، فإن السبب وراء رغبتي بالمشاركة في هذا العمل هو أن والدتي كانت تجلسني أمام التلفزيون عندما كان برنامج West Side Story يُعرض مرة واحدة في السنة، في عيد الشكر. لقد كنت منبهرة للغاية. وقلت هذا ما أريد القيام به. هذا ما أريد أن أفعله، كان هذا هدفي دائمًا، وهذه هي المرة الأولى التي أتمكن فيها من القيام بذلك بالفعل".

مقالات مشابهة

  • من كانت تقاتل إسرائيل في غزة؟
  • تيسير مطر يهاجم ازدواجية المعايير للمؤسسات الحقوقية مع الفلسطينيين.. ويوجه رسالة لـ«الرئيس السيسي»: 100 مليون وراك ومعاك
  • جروس: فوز اليوم على الجونة مهم بعد الهزيمة أمام مودرن
  • جينيفر لوبيز تحتفل باللحظة التي كانت تنتظرها طوال حياتها
  • اتحاد القبائل والعائلات المصرية يدين تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين
  • اتحاد القبائل والعائلات المصرية يدين موقف ترامب وتصريحاته حول تهجير الفلسطينيين
  • اتحاد القبائل العربية يرفض تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين
  • مصطفى محمد ينقذ نانت من الهزيمة أمام ليون
  • مافيش تصفية ولا تهجير.. ماذا قال الرئيس السيسي عن مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء؟
  • كانت قاب قوسين أو أدنى من الحرب في ليبيا وفي السودان وفي أثيوبيا.. نشأت الديهي يطالب بمنح الرئيس السيسي جائزة نوبل للسلام