من يخلف البطة العرجاء في «الحظيرة الأمريكية»؟
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يطلق الأمريكيون على الرئيس في آخر فترة حكمه اسم «البطة العرجاء»، وهو مصطلح سياسي أُخذ من البورصة البريطانية ويشير إلى الإفلاس، حيث أن سكان البيت الأبيض في آخر فترات مأموريتهم المحددة بأربع سنوات، عادةً ما يفتقرون إلى الدعم السياسي المطلوب لتمرير مشاريع جديدة، أو اتخاذ قرارات حاسمة.
وهذا ما يعيشه العالم كله هذه الأيام، وليس مواطني الولايات المتحدة فحسب، حيث يرتبط مصير الكثير من الشعوب بالقرارات الأمريكية، أبرزها السياسات النقدية والأمور المصرفية باعتبار عملتها السائدة حتى الآن لجميع البشر.
أما قاطنو منطقة الشرق الأوسط المشتعل بالصراعات، يأخذون نصيب الأسد من تعرج البطة، في البيت الأبيض، نتيجة شلل أيدي الرئيس جو بايدن، في وقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على الأراضي المحتلة والجنوب اللبناني، والاعتداء على سيادة الدول «سوريا – العراق - اليمن».
كما أن الرئيس الحالي لا يستطيع حاليًا أن ينهي الصراع الإسرائيلي الإيراني الذي قد يقلب المنطقة رأسًا على عقب، وإنما يضع لكل منهما حدًا للهجوم المتبادل بينهما، وإن كان يراه البعض متفق عليه، إلا أنه يؤجج مشاعر الكثير من المواليين للنظام في طهران.
وفي نفس الحين لا تسطيع الولايات المتحدة أن تمارس ضغوطًا توقف من خلالها جرائم جيش الإحتلال، أو تمنع عنه احتياجاته العسكرية والمعلوماتية، أو الدعم المادي، حيث أن اللوبي اليهودي يسيطر بشكل كبير على صُناع القرار الأمريكي، إضافةً إلى تهديدهم المستمر بالانسحاب من الاقتصاد، حيث أنهم يمثلون أغلبية الأغنياء.
انطلاقًا من ذلك كله يخشى الرئيس الحالي أن يدفع بأي قرار يثير به غضب «اللوبي» أو الداعميين لإسرائيل، فتأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن، مما يؤثر على مرشحة حزبه «الديمقراطي» ونائبته في الحكم، كاميلا هاريس، وهذا يسري أيضًا على باقي البلدان، فيمكن أن يلامس أي قرار دولة يمثلها تيار أو فصيل في الداخل الأمريكي.
ويتنافس كلا المرشحين، على أيهما سيكون أكثر دعمًا للدول التي لها تمثيل من الناخبين، حتى وإن كانت شعارات إلا أنها ورقة رابحة في صناديق الاقتراع، حيث يبلغ عدد اليهود الأمريكيين 6.3 ملايين نسمة، ويملكون 36 من أعضاء الكونجرس منهم 9 أعضاء مجلس الشيوخ و27 نائبًا بمجلس النواب، وتشكل تلك الأصوات النيابية من اليهود خطرًا إذا ما عارضهم الرئيس.
بينما يبلغ عدد الأمريكيين من أصول عربية 3.7 مليون نسمة، وعلى الرغم من أن نسبتهم ضئيلة، إلا أنها يمكن أن تحدث الفارق في الانتخابات الرئاسية، وخاصة في بعض الولايات المتأرجحة.
وكما أشرنا في المقال السابق أن البعض في منطقة الشرق الأوسط يميل ناحية تكرار تجربة الديمقراطيين «الحزب الحاكم الحالي المُمثل في المرشحة كاميلا هاريس»، تحت زعم توازنها السياسي خصوصًا تجاه القضية الفلسطينية، والملف النووي الإيراني بعض الشيء وإن كانت تخفى تشبثها بالأجندة الأمريكية.
ويخشى الإيرانيون فوز مرشح الجمهوريين «دونالد ترامب»، لتهديداته المستمرة لشن حرب مباشرة عليهم وكبح جماح مشروعهم النووي، وفرض عقوبات أكثر قوة وصرامة على حكومتهم، بينما يرى الروس أن ترامب هو المناسب لإنهاء الصراع الدائر معهم في أوكرانيا، ووقف استنزاف المتورطين فيه حاليًا.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البطة العرجاء الولايات المتحدة البيت الأبيض
إقرأ أيضاً:
النووي الإيراني وذكريات ناجازاكي.. كيف تعيد القنبلة الشهيرة تحذيرات الحرب؟
في وقت تتصاعد فيه المخاوف حول التطور النووي والحروب الجارية حول العالم، وذلك بعد إعلان هيئة الرقابة النووية التابعة للأمم المتحدة أن إيران ستبدأ في تخصيب اليورانيوم بآلاف أجهزة الطرد المركزي في منشآتها، ما زاد من التوترات بشأن برنامج طهران الذي يخصب عند مستويات قريبة من درجة الأسلحة، بحسب «أسوشيتد برس»، يسترجع العالم أحداث الحرب العالمية الثانية، وخطر القنابل النووية بعد إلقاء قنبلة «الرجل البدين» على مدينة ناجازاكي، وإظهار القدرة التدميرية الهائلة للأسلحة النووية، فما القصة؟
القنبلة النووية «الرجل البدين»في صيف عام 1945، كانت الحرب العالمية الثانية تقترب من نهايتها، لكن ما لم يكن متوقعًا كان استخدام الأسلحة النووية فيها، ففي 6 أغسطس منذ نفس العام، ألقت الولايات المتحدة الأمريكية أول قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما اليابانية، وتعرف هذه القنبلة بـ«الولد الصغير».
ثم في 9 أغسطس، دمَّرت قنبلة ثانية مدينة ناجازاكي، وكانت القنبلة التي أسقطت عليها تعرف باسم «الرجل البدين»، وكانت واحدة من أشرس الأسلحة النووية التي استخدمت في التاريخ الحربي.
تم تسمية القنبلة بـ«الرجل البدين» بسبب تصميمها المستدير الضخم، حيث كانت من نوع البلوتونيوم ذات التصميم المسمى بـ«القنبلة الانفجارية الكروية»، وكان طولها 3.3 متر وعرضها 1.5 متر، ويصل وزنها إلى حوالي 4670 كيلوجراما، وكانت أكثر ضخامة مقارنةً بقنبلة «الولد الصغير» التي ألقيت على هيروشيما، وفقًا لمؤلف مشروع مانهاتن.
تم تطوير «الرجل البدين» ضمن مشروع مانهاتن الأمريكي الذي استهدف إنتاج الأسلحة النووية أثناء الحرب العالمية الثانية، وكانت هذه القنبلة هي النسخة الثانية من الأسلحة النووية التي استخدمها الجيش الأمريكي في الحرب، بعد قنبلة «الولد الصغير».
وتم اختبار أول نسخة منها في 16 يوليو 1945، في موقع ترينيتي في ولاية نيو مكسيكو الأمريكية، وأسفر الاختبار عن انفجار يعادل قوة تدميرية تقدر بحوالي 25 كيلو طن من مادة TNT، ما أظهر قدرة القنبلة التدميرية الهائلة.
الهجوم على ناجازاكيقررت الولايات المتحدة الأمريكية استهداف ناجازاكي بعد فشل الهجوم على الهدف الأول وهي مدينة كوكورا، بسبب سوء الأحوال الجوية، فانطلقت القاذفة «بوكسكار» التي كانت تحمل القنبلة من جزيرة تينيان في المحيط الهادئ.
وفي صباح 9 أغسطس، انفجرت «الرجل البدين» في ناجازاكي، مما أسفر عن تدمير المدينة ومقتل ما يصل إلى 40 ألف شخص على الفور، بينما وصلت تقديرات الوفيات النهائية إلى 80 ألف شخص بسبب الإصابات الناتجة عن التلوث الإشعاعي وأمراضه، الذي كان سببًا رئيسيًا في الوفيات اللاحقة، حيث تعرض العديد من الأشخاص للأمراض السرطانية وتشوهات خلقية.
الجدل الأخلاقي والسياسي حول استخدام الأسلحة النوويةلا يزال استخدام الأسلحة النووية على هيروشيما وناجازاكي موضع جدل واسع حتى اليوم، إذ يرى البعض أن الهجوم على المدينتين كان ضروريًا لإنهاء الحرب سريعًا ومنع خسائر أكبر، في حين يرى آخرون أن استخدام القنبلة كان غير مبرر أخلاقيًا، وكان له تأثيرات مدمرة على اليابانيين، في الوقت الذي كان فيه البعض يعتقد أن اليابان كانت في طريقها للاستسلام.
وإن الهجومين على هيروشيما وناجازاكي يُعتبران نقطة تحول في السياسة العسكرية الدولية، حيث أديا إلى تكوين معاهدات ونظم رقابة على الأسلحة النووية مثل معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية «NPT» التي تم توقيعها في عام 1968.