عربي21:
2025-03-01@04:29:53 GMT

في مواجهة الإبادة

تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT

الإبادة البشرية المستمرة بحق المدنيين لعام كامل، وما زالت تتصاعد في قطاع غزة، قد وصلت اليوم في المنطقة الشمالية منه إلى أن يقرن القصف والتقتيل الجماعي والتدمير المتفاقم، باستخدام سلاح الجوع والتعطيش، والحرمان من الغطاء والدواء والنوم، حدا يجعل الموت هو المصير الوحيد للمئات، الأمر الذي يعني أن ما مورس من إبادة راح يزيد، كمّا ونوعا، ويوما بعد يوم، وفي ظل تواطؤ أمريكي- غربي، وفي ظل ألوان من العجز والهوان، من قِبَل أغلب الوضع الرسمي العربي والإسلامي، وهو ما لم يحدث له شبيه من قبل، لا شكلا ولا موضوعا.



اما عشرات الملايين من الشعوب والناس العاديين، من فلسطينيين وعرب ومسلمين وعالم ثالثيين، ورأي عام عالمي، فتتمزق قلوبهم وهم يرون الإبادة تستفحل في قطاع غزة، وأكثر ضحاياها من الأطفال والمسنين، والجرحى والمرضى، وتدمير المشافي، وأجهزة الإنقاذ والتمريض، وقتل الأطباء ومساعديهم من المسعفين.

من الناحية الموضوعية، تجد الإبادة نفسها عاجزة عن تحقيق نصر في الحرب، فالشعب يظل أقوى، ومن يؤمن بالشهادة لا يُهزم
ومع ذلك، ومن الناحية الموضوعية، تجد الإبادة نفسها عاجزة عن تحقيق نصر في الحرب، فالشعب يظل أقوى، ومن يؤمن بالشهادة لا يُهزم.

أما المجرمون من مرتكبيها، ومن يغطيهم، فيأكلهم الفشل في تحقيق الانتصار، ومن ثم لا يملكون إلّا جعل القتل والتدمير والإبادة غاية بحد ذاتها. بل عليهم انتظار الهزيمة، لا محالة، ومن ثم دفع الثمن الغالي في دمار سمعتهم، وما يدّعون من حضارة غربية، أو حداثة "عقلانية"، فما يقترفونه اليوم لا يُمحى، ولن يُنسى أبدا.

والسؤال، إذا كانت الإبادة مفروضة بالقوّة من جانب الكيان الصهيوني والحكومات الغربية، وإذا لم يستطع الضمير العالمي والوعي والعقل، والقِيَم الإنسانية، والقوانين الدولية وقفها، وإذا لم يسمحوا للعالم أن يعيش في نظام عادل وأخلاقي، وراحوا يفرضون عليه أن يعيش في غابة وحوش، لم تعرف الكرة الأرضية غابة وحوش مثلها.. فما العمل؟ أو ما الموقف؟

الجواب يكمن فيما جرى ويجري حتى الآن، خلال عام كامل من الوحشية المطلقة. وهو الصمود اللامتناهي، والهجوم السياسي على المجرمين الذين يرتكبون جرائم الإبادة، وعلى الذين يسلحونهم، ويغطونهم سياسيا
الجواب يكمن فيما جرى ويجري حتى الآن، خلال عام كامل من الوحشية المطلقة. وهو الصمود اللامتناهي، والهجوم السياسي على المجرمين الذين يرتكبون جرائم الإبادة، وعلى الذين يسلحونهم، ويغطونهم سياسيا. وهذا يعني ألّا نسمح للتخاذل، أو الضعف في مواجهة هذا الواقع المفروض، أن يسيطرا علينا ويقوداننا.

 وقد قال الشاعر (المتنبي):

إذا لَمْ يَكُن مِنَ المَوتِ بُدِّ   فَمِنَ العَـارِ أَنْ تَمُـوتَ جَبَانَـا

ما دامت الإبادة مفروضة، ومن يفرضها الكيان الصهيوني، وتغطيها أمريكا، فالجواب هو الصمود، والانتقال إلى الهجوم السياسي والأخلاقي، والتمسك بالحق والعدالة، والمقاومة الميدانية الشجاعة والمؤهلة للانتصار، كما أثبتت المقاومتان في غزة ولبنان، ومحورهما، ومن يقف إلى جانب الحق والعدل والقِيَم الإنسانية العليا، والضمائر الحيّة في العالم.

إن القتل الجماعي (الإبادة) زهوق، مهما تمادى وعربد، وإن الصامدين في وجهه لمنتصر عليه، لا محالة، سياسة ومقاومة، وبإذن الله، إيمانا واحتسابا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة فلسطينيين الصمود لبنان فلسطين غزة المقاومة صمود مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة تفاعلي سياسة أفكار سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

"غزة أجمل في رمضان".. حملة فلسطينية لتجاوز حرب الإبادة

مع حلول شهر رمضان، تعمل بلديات قطاع غزة المنكوب بشكل مكثف لنفض غبار حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي تركت ندوبا عميقة في شوارعه وأحيائه السكنية على مدى 15 شهرا.

 

ويمر شهر رمضان، وهو الأول بعد الإبادة الجماعية، على الفلسطينيين في غزة وسط مشاعر مختلطة بين الفرح بحلوله والحزن على ما خلّفته آلة الحرب الإسرائيلية من دمار واسع وفقدان كبير.

 

ووسط الدمار الواسع الذي شمل نحو 88% من البنى التحتية بما فيها من منازل ومؤسسات حيوية وخدمية، تحاول بلديات القطاع عشية رمضان تنظيف وتزيين الشوارع وإضفاء لون جمالي عليها يعيد إليها رونقها وبعضا من الحياة المفقودة جراء الإبادة.

 

وفي 2 فبراير/شباط الجاري، أعلن رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سلامة معروف القطاع منطقة "منكوبة" جراء حرب الإبادة الإسرائيلية.

 

"غزة أجمل بأيدينا"

 

في محافظة غزة، أطلقت البلدية مبادرة تطوعية لتنظيف شارع عمر المختار الذي يضم أحد أبرز أسواق المدينة، وذلك بالتعاون مع وزارة الحكم المحلي وبمشاركة مجتمعية.

 

وقالت البلدية، في بيان، إن حملة "غزة أجمل بأيدينا" تم إطلاقها الجمعة استعدادا لـ"استقبال شهر رمضان ولتعزيز مشاركة المجتمع المحلي في التخفيف من الكارثة التي تعيشها المدينة بعد حرب الإبادة".

 

وقال رئيس البلدية يحيى السراج، بحسب البيان، "هذه المبادرة تؤكد أن غزة ستكون كما كانت دوما جميلة ونظيفة بأيدي أبنائها وأن الشعب الفلسطيني قادر على إعادة الإعمار والبناء وأنه شعب حي متمسك بأرضه وحبه لوطنه ومدينته".

 

وتابع "المدينة تستقبل شهر رمضان في ظل ظروف صعبة نتيجة العدوان وبرغم ذلك سنستمر في الوقوف إلى جانب شعبنا في توفير الخدمات الأساسية وتعزيز صمود أهلها وتمسكهم بمدينتهم العزيزة على قلوب أبنائها".

 

وأشار السراج إلى أن مشاركة المنظمات الأهلية في هذه المبادرة تمثل "رافعة وتعزز من مشاركة المجتمع المحلي في العمل التطوعي".

 

وتضمنت المبادرة، بحسب البيان، تنظيف الشوارع وجمع النفايات إلى جانب أعمال تبليط وإصلاح أرصفة.

 

وفي هذا الوقت من كل عام قبل اندلاع الإبادة، كان شارع عمر المختار يعج بمرتاديه من فلسطينيي غزة ويتزين بفوانيس وأَهِلّة مضيئة، إلا أن الإبادة فرضت ظلاما دامسا على القطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

 

"غزة أجمل في رمضان"

 

وفي خان يونس جنوب القطاع، أطلقت البلدية حملة لتنظيف وتزيين شوارع المحافظة في محاولة لتجميل مظهرها العام بعد الدمار الواسع الذي ألحقه الجيش الإسرائيلي بها على مدى أشهر الإبادة.

 

الحملة التي تحمل شعار "غزة أجمل في رمضان"، انطلقت بالشراكة مع وزارة الحكم المحلي ولجان مجتمعية، بحسب سلسلة منشورات للبلدية على فيسبوك.

 

وقالت البلدية، في منشوراتها، إن هذه الحملة تأتي "ابتهاجا بقدوم شهر رمضان" المرتقب غدا السبت.

 

وأوضحت أن الحملة تشمل "أعمال إزالة ورفع الركام" في شوارع خان يونس، فيما نشرت صورا تظهر الأعمال التي انطلقت في حي الأمل غرب المدينة.

 

وذكرت أن فرقا تطوعية ساهمت في أعمال طلاء جدران منازل نجت من الإبادة، لتجميل المظهر العام للمدينة التي طالها جانب واسع من الدمار.

 

كما زيّن بعض الشبان جدران منازل في محافظة خان يونس بشعار "غزة أجمل في رمضان"، التي رسموا بجانبها فانوسا.

 

في السياق، شرعت طواقم البلدية بجمع النفايات المتراكمة في شوارع المدينة في إطار هذه الحملة.

 

"من وسط الدمار يولد الأمل"

 

وضمن حملة "غزة أجمل في رمضان"، انطلقت بلدية رفح جنوب القطاع للعمل منذ صباح اليوم الجمعة لإعادة الرونق إلى المدينة التي ما زال الجيش الإسرائيلي يسيطر على 60% من أراضيها، وفق تصريح سابق لرئيس البلدية أحمد الصوفي، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منذ 19 يناير/كانون الثاني الماضي.

 

وعلى أحد الجدران الناجية من حرب الإبادة، خطت مجموعة من الشبان عبارة "من وسط الدمار يولد الأمل" و"غزة أجمل في رمضان"، إلى جانب رسمة رمزية لطفل مبتسم يحمل فانوس رمضان مضيئا وإلى جانبه هلال، وأسفله ركام واسع على يساره يظهر قبة مسجد ومئذنته.

 

وقالت بلدية رفح، في بيان، إنها تنفذ الحملة بالشراكة مع وزارة الحكم المحلي والمجتمع المحلي، لـ"تهيئة بيئة أكثر نظافة وجمالًا خلال الشهر الفضيل".

 

وأضافت أن هذه الجهود "تعكس روح العطاء والتكاتف بين أبناء المجتمع، حيث يشارك الجميع في إعادة رونق المدينة رغم التحديات".

 

وأشارت إلى أن "مشهد العمال وهم يزيلون آثار الدمار يُلهم الأمل ويؤكد أن غزة ستبقى جميلة بسواعد أبنائها".

 

وذكرت البلدية أن "دعم هذه الجهود مسؤولية الجميع"، مضيفة أن "الحفاظ على النظافة يعكس وعي المجتمع وإرادته في صنع مستقبل أجمل".

 

ولن يتمكن معظم الغزيين من التجهيز لاستقبال شهر الصيام بسبب انعدام السيولة المالية لديهم، إذ إن الإبادة الجماعية حولت جميع الفلسطينيين بالقطاع إلى فقراء، وفق بيانات البنك الدولي.

 

إلى جانب ذلك، فإن نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون نسمة في غزة يعانون مأساة التشرد القسري جراء الدمار الواسع.

 

ويقول فلسطينيون إن هذه المبادرات تأتي محاولة لزرع البهجة والطمأنينة في نفوس المواطنين الذين أرهقتهم الإبادة.

 

وبدعم أميركي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألفا بين شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.​

 

وبدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل يشمل 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.


مقالات مشابهة

  • "غزة أجمل في رمضان".. حملة فلسطينية لتجاوز حرب الإبادة
  • غزة أجمل في رمضان.. حملة فلسطينية لتجاوز حرب الإبادة
  • اليمنيون يستقبلون رمضان بإصرار على مواصلة الصمود ومواجهة العدوان والحصار
  • تفقد مشاريع برنامج “الصمود 3” في باجل
  • تضاعف عدد العراقييم الذين يمتلكون بطاقات بنكية
  • الرئيس عون هنأ الحكومة: أُثمّن ثقة النواب وأقدّر موقف الذين لم يمنحوها الثقة
  • عاجل. الطب الشرعي في إسرائيل يؤكد هوية جثامين الأسرى الأربعة الذين سلمتهم حماس
  • 60 شهيدًا فلسطينيًا بسجون الاحتلال
  • إجراء قرعة بطولة الصمود الوطني الرمضانية لكرة القدم بصنعاء
  • استعدادات إسرائيلية لتحديد هوية جثث الرهائن الذين ستتسلمهم