الإبادة البشرية المستمرة بحق المدنيين لعام كامل، وما زالت تتصاعد في قطاع غزة، قد وصلت اليوم في المنطقة الشمالية منه إلى أن يقرن القصف والتقتيل الجماعي والتدمير المتفاقم، باستخدام سلاح الجوع والتعطيش، والحرمان من الغطاء والدواء والنوم، حدا يجعل الموت هو المصير الوحيد للمئات، الأمر الذي يعني أن ما مورس من إبادة راح يزيد، كمّا ونوعا، ويوما بعد يوم، وفي ظل تواطؤ أمريكي- غربي، وفي ظل ألوان من العجز والهوان، من قِبَل أغلب الوضع الرسمي العربي والإسلامي، وهو ما لم يحدث له شبيه من قبل، لا شكلا ولا موضوعا.
اما عشرات الملايين من الشعوب والناس العاديين، من فلسطينيين وعرب ومسلمين وعالم ثالثيين، ورأي عام عالمي، فتتمزق قلوبهم وهم يرون الإبادة تستفحل في قطاع غزة، وأكثر ضحاياها من الأطفال والمسنين، والجرحى والمرضى، وتدمير المشافي، وأجهزة الإنقاذ والتمريض، وقتل الأطباء ومساعديهم من المسعفين.
من الناحية الموضوعية، تجد الإبادة نفسها عاجزة عن تحقيق نصر في الحرب، فالشعب يظل أقوى، ومن يؤمن بالشهادة لا يُهزم
ومع ذلك، ومن الناحية الموضوعية، تجد الإبادة نفسها عاجزة عن تحقيق نصر في الحرب، فالشعب يظل أقوى، ومن يؤمن بالشهادة لا يُهزم.
أما المجرمون من مرتكبيها، ومن يغطيهم، فيأكلهم الفشل في تحقيق الانتصار، ومن ثم لا يملكون إلّا جعل القتل والتدمير والإبادة غاية بحد ذاتها. بل عليهم انتظار الهزيمة، لا محالة، ومن ثم دفع الثمن الغالي في دمار سمعتهم، وما يدّعون من حضارة غربية، أو حداثة "عقلانية"، فما يقترفونه اليوم لا يُمحى، ولن يُنسى أبدا.
والسؤال، إذا كانت الإبادة مفروضة بالقوّة من جانب الكيان الصهيوني والحكومات الغربية، وإذا لم يستطع الضمير العالمي والوعي والعقل، والقِيَم الإنسانية، والقوانين الدولية وقفها، وإذا لم يسمحوا للعالم أن يعيش في نظام عادل وأخلاقي، وراحوا يفرضون عليه أن يعيش في غابة وحوش، لم تعرف الكرة الأرضية غابة وحوش مثلها.. فما العمل؟ أو ما الموقف؟
الجواب يكمن فيما جرى ويجري حتى الآن، خلال عام كامل من الوحشية المطلقة. وهو الصمود اللامتناهي، والهجوم السياسي على المجرمين الذين يرتكبون جرائم الإبادة، وعلى الذين يسلحونهم، ويغطونهم سياسيا
الجواب يكمن فيما جرى ويجري حتى الآن، خلال عام كامل من الوحشية المطلقة. وهو الصمود اللامتناهي، والهجوم السياسي على المجرمين الذين يرتكبون جرائم الإبادة، وعلى الذين يسلحونهم، ويغطونهم سياسيا. وهذا يعني ألّا نسمح للتخاذل، أو الضعف في مواجهة هذا الواقع المفروض، أن يسيطرا علينا ويقوداننا.
وقد قال الشاعر (المتنبي):
إذا لَمْ يَكُن مِنَ المَوتِ بُدِّ فَمِنَ العَـارِ أَنْ تَمُـوتَ جَبَانَـا
ما دامت الإبادة مفروضة، ومن يفرضها الكيان الصهيوني، وتغطيها أمريكا، فالجواب هو الصمود، والانتقال إلى الهجوم السياسي والأخلاقي، والتمسك بالحق والعدالة، والمقاومة الميدانية الشجاعة والمؤهلة للانتصار، كما أثبتت المقاومتان في غزة ولبنان، ومحورهما، ومن يقف إلى جانب الحق والعدل والقِيَم الإنسانية العليا، والضمائر الحيّة في العالم.
إن القتل الجماعي (الإبادة) زهوق، مهما تمادى وعربد، وإن الصامدين في وجهه لمنتصر عليه، لا محالة، سياسة ومقاومة، وبإذن الله، إيمانا واحتسابا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة فلسطينيين الصمود لبنان فلسطين غزة المقاومة صمود مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة تفاعلي سياسة أفكار سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
تعليمة صارمة للمتعاملين في مجال الاستيراد الذين يحوزون على مخازن خارج ولايتهم
أصدرت وزارة التجارة وترقية الصادرات تعليمة تحذر فيها المتعاملين الاقتصاديين الناشطين في مجال الاستيراد للبيع على الحالة الذين يحوزون على مخازن خارج إقليم الولاية.
وحسب ما جاء في نص التعليمة التي يحوز موقع النهار على نسخة منها، فإنه لن يتم منح أو تجديد أو تعديل شهادة إثبات الاحترام الخاصة بالمتعاملين الاقتصاديين الناشطين في مجال الاستيراد للبيع على الحالة الذين يحوزون على مخازن خارج إقليم الولاية مقر قيدهم في السجل التجاري.
وألزمت التعليمة هؤلاء المتعاملين بضرورة حيازة مخازن أو فضاءات تخزين في نفس الولاية مقر القيد في السجل التجاري.
ويأتي هذا تنفيداً لتعليمات الوزير، بعد عدم إيداع بعض المتعاملين الاقتصاديين الإحصائيات عن حالة المبيعات. وكمية المخزونات الخاصة بالسداسي الأول لسنة 2024.