على شفا الانفجار.. جنوب لبنان هل يتحول لـ غزة جديدة؟
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
يشهد جنوب لبنان حالة من الدمار والمعاناة المستمرة، نتيجة تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تترك وراءها مشاهد مدمرة وأزمة إنسانية متفاقمةـ وتثير هذه الهجمات التي تأتي في إطار محاولات إسرائيل لتدمير البنية التحتية لحزب الله، تساؤلات حول جدوى هذه الاستراتيجية وتأثيرها على مستقبل الصراع في المنطقة، وسط مخاوف متزايدة من انهيار النظام السياسي والاجتماعي في لبنان.
تعكس مشاهد المدن المدمرة والحقول المحترقة والمنازل المثقوبة بالرصاص واقعاً مأساوياً يعيشه جنوب لبنان، مشابه لما يحدث في غزة. ووفقاً لمجلة "فورين بوليسي"، شهد الجنوب واحدة من أشرس حملات القصف الجوي خلال العقدين الماضيين، حيث استُخدمت آلاف الذخائر لضرب مئات الأهداف.
وفي 23 سبتمبر وحده، أعلنت قوات الدفاع الإسرائيلية عن استهداف 1500 هدف باستخدام أكثر من 2000 ذخيرة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 500 شخص في يوم واحد، وهو أعلى عدد من القتلى في لبنان منذ نهاية الحرب الأهلية. كما تسببت هذه الهجمات في تشريد أكثر من مليون شخص، مما أثر بشكل كبير على النسيج الاجتماعي في البلاد.
وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية عن تدمير قرى بأكملها على طول الحدود بين إسرائيل ولبنان، من بينها يارون ومارون الراس، حيث أكد مسؤول عسكري إسرائيلي أن بلدات مثل عيتا الشعب وميس الجبل دُمرت عمداً لضمان عدم استخدامها مجدداً من قبل حزب الله.
وبحسب ريتشارد وير، الباحث في هيومن رايتس ووتش، فقد استخدمت إسرائيل مجموعة متنوعة من الذخائر، حيث أدى سقوط قذيفتين على مبنى في بلدة عين الدلب إلى انهياره بالكامل ومقتل العشرات. وفي مواقع أخرى، استخدم الجيش الإسرائيلي أسلحة دقيقة لضمان استهدافات محددة.
ونشرت إسرائيل قوات كبيرة على الحدود مع لبنان، ضمت وحدات من أربع فرق عسكرية قوامها حوالي 40 ألف جندي، توغلت لمسافة تصل إلى 5 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية بهدف تدمير البنية التحتية لحزب الله. ورغم تأكيدات إسرائيل على عدم نيتها احتلال الجنوب، لم يتم تحديد جدول زمني واضح لانسحاب هذه القوات.
الاحتلال يحقق في رصد مسيرة أطلقت من لبنان وسقطت بمنطقة صناعية مصرع جنديين إسرائيليين خلال مواجهات مع حزب الله جنوب لبنانويرى البعض أن التواجد العسكري الأمريكي في البحر الأبيض المتوسط لدعم العمليات الإسرائيلية قد يردع حزب الله وإيران، لكن آخرين يحذرون من أن هذه العمليات قد تؤجج الصراع الطائفي في لبنان. وبينما حققت إسرائيل بعض النجاحات التكتيكية، لا تزال المخاوف قائمة من نشوب حرب أهلية جديدة، خاصة مع غياب أي مقاومة داخلية بارزة ضد حزب الله حتى الآن.
ووسط هذا الدمار، تتزايد المخاوف من انهيار النظام السياسي والاقتصادي في لبنان. أيمن مهنا، المدير التنفيذي لمؤسسة سمير قصير، يعبر عن قلقه بشأن عدم قدرة الحكومة اللبنانية على إعادة بناء الجنوب أو تقديم المساعدات الضرورية للنازحين، مما قد يؤدي إلى تفاقم التوترات الداخلية وزيادة حالة الفوضى.
وتسعى إسرائيل لإنهاء عصر المقاومة المسلحة ضدها في المنطقة، لكنها لم تحقق بعد الاستقرار الذي تأمله. وبينما يأمل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ظهور "شرق أوسط جديد" بعد هذه الحرب، لا يزال الواقع مليئاً بالدمار والضبابية، دون أي ضمانات لتحقيق السلام أو الاستقرار الدائم.
وفي ظل التصعيد العسكري المستمر بين إسرائيل وحزب الله، تزداد وتيرة الهجمات التي تستهدف جنوب لبنان، حيث يتهم البعض إسرائيل بالسعي لتحويل المنطقة إلى "غزة ثانية" عبر تدمير البنية التحتية وضرب الاقتصاد اللبناني.
وفي هذا السياق، قدم المحلل السياسي اللبناني، الدكتور عبدالله نعمة، وجهة نظره حول أهداف العمليات العسكرية الإسرائيلية وتأثيرها على المجتمع اللبناني والاقتصاد المحلي.
وأضاف نعمة في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن إسرائيل تسعى من خلال عملياتها العسكرية إلى تحويل جنوب لبنان إلى نموذج مشابه لغزة، وذلك عبر تدمير البنية التحتية وضرب الاقتصاد اللبناني، مشيراً إلى أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى بث الفزع وإرهاب المواطنين اللبنانيين. وأكد نعمة في تصريحاته أن هذه المحاولات تشمل استهداف مؤسسات حيوية مثل جمعية "القرض الحسن"، التي تلعب دوراً مهماً في القطاع المالي اللبناني.
وأضاف نعمة أن استهداف جيش الاحتلال لمراكز "القرض الحسن" يأتي ضمن أهداف إسرائيل في حربها ضد حزب الله.
وأوضح أن هذه الاستهدافات ليست جديدة، حيث سبق الحديث عن وجود أموال وذهب تابعين للمؤسسة داخل المبنى الذي استشهد فيه حسن نصر الله، لكن حزب الله أكد لاحقاً أن أموال وذهب المودعين في "القرض الحسن" آمنة تماماً.
وأشار نعمة إلى أن الهجمات الحالية على مكاتب ومراكز "القرض الحسن" تركز على تدمير المباني فقط، وهي مبانٍ قد تكون مملوكة لمواطنين لبنانيين قاموا بتأجيرها للمؤسسة. وأضاف أن إسرائيل تسعى من خلال تدمير هذه المراكز إلى إثارة الخوف بين اللبنانيين، في إطار حرب تدميرية وحشية تستهدف عموم الشعب اللبناني.
وأوضح الدكتور نعمة أن العمليات الإسرائيلية ليست موجهة فقط ضد حزب الله، بل تهدف إلى خلق حالة من الفزع والترهيب بين المواطنين اللبنانيين. وأشار إلى أن جيش الاحتلال يستخدم أساليب القمع والتدمير العشوائي لتحقيق أهدافه في المنطقة، وذلك ضمن مخطط أوسع لضرب الاقتصاد اللبناني وإرهاب المواطنين.
وشدد نعمة على أن هذه الهجمات تأتي في إطار محاولات إسرائيل لزعزعة استقرار لبنان وضرب اقتصاده، لكنها لم تنجح في تحقيق أهدافها. وأكد أن الشعب اللبناني سيظل صامداً في مواجهة هذه الاعتداءات، ولن يخضع لمحاولات التخويف والترهيب التي تستهدف كسر إرادته.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: لبنان جنوب لبنان إسرائيل غزة حزب الله ايران تدمیر البنیة التحتیة القرض الحسن جنوب لبنان فی لبنان حزب الله أن هذه
إقرأ أيضاً:
3 شهداء من الجيش اللبناني بغارة اسرائيلية جنوب البلاد
سرايا - استشهد 3 عناصر من الجيش اللبناني مساء اليوم الثلاثاء، بغارة نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي على مركز عسكري للجيش في الصرفند جنوب لبنان، وفق بيان صادر عن الجيش.
وقال مصدر أمني لبناني في بيروت، إن أعمال البحث مستمرة مع توقع العثور على مزيد من الشهداء".
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان" أن غارة العدو الإسرائيلي هذا المساء على الصرفند أدت في حصيلة أولية إلى استشهاد 3 عناصر من الجيش اللبناني وإصابة 8 أشخاص بجروح من بينهم عدد من المواطنين في الأماكن المحيطة".
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1230
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 19-11-2024 10:57 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...