أغلب الناس ينظرون إلى الجانب السطحي للأمور، يهتمون بالأشياء المؤقتة أكثر من المستدامة، ولا يفكرون خارج الصندوق.... قبل أن نبحث عن أسباب زيادة نسب الطلاق، لابد وأن نسأل أنفسنا: لماذا يتنافس الناس ويتسرعون في اختياراتهم لشركاء الحياة؟

قبل أن نجيب على هذا السؤال، علينا أن ندرك جيدًا أن الزواج ليس هدفًا يدل على نجاح الشخص، وإنما وسيلة قد يحقق الشخص الكثير من النجاحات من خلالها.

... ففكرة التسارع والتنافس من أجل إعلان تحقيق هدف الزواج ليست هي المراد من فكرة أو مشروع الزواج.... الزواج الناجح الذي يحقق التوازن النفسي والفكري والإشباع العاطفي والجسدي أعمق من مجرد التسرع لإتمامه.... ويعتمد بالكلية على الشخص المناسب الذي يستحق أن نتقاسم معه كل ما نملك من أشياء مادية ومعنوية.

اختيار شريك الحياة ليس أمرًا سهلًا؛ لأن الرجل العاقل يجب أن يختار أمًّا لأولاده قبل أن يختار لنفسه زوجة، وكذلك المرأة العاقلة يجب أن تختار أبًا لأبنائها قبل أن تختار زوجًا، بعيدا عن الإنجاب من عدمه، المقصود النضوج الفكري الذي يهيئ كل طرف أن يكون مسئولا.... الشهوة والجمال لا يستمران للأبد؛ فجمال المرأة لا يظل كما هو مع التقدم في العمر، وكذلك فحولة الرجل لا تظل كما هي مع التقدم في العمر.... الشيء الوحيد الذي يبقى هو الحب، ويتجلى في مسكة يد عندما تعجز الأقدام والأجساد عن الحركة.... فقبل أن ننظر إلى الزواج على أنه هدف يأتي بعده الحب، علينا أن ننظر إليه كوسيلة لتتويج الحب الذي ينمو مع مرور الزمن.

المودة والرحمة أساس العلاقة الزوجية؛ لأن كل طرف يجد في الآخر سكنًا، أي أمنًا وأمانًا وطمأنينة: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (الروم: 21).... إن وجدت المودة، تأتي بعدها الرحمة؛ بمعنى آخر، إن وجد الحب، تأتي بعده التنازلات.... لو لم يوجد الحب أو على الأقل القبول والإعجاب في العلاقة الزوجية أو في مرحلة ما قبل الزواج، لن يستطيع أي طرف أن يرحم الآخر بالتنازل عن أخطائه؛ لأن العلاقة ستكون أشبه بالمحاكمة التي يحاكم ويحاسب فيها كل طرف الآخر.

والآن نجيب على السؤال: لماذا يتنافس الناس ويتسرعون في اختياراتهم لشركاء الحياة؟.... أغلب أسباب التنافس تكون نفسية، كالشخص الذي يتباهى بحسن اختياره الخاص أمام الأهل والمعارف والأصدقاء من وجهة نظره.... أما التسرع، فيكون بسبب الخوف من الوحدة، والتقدم في العمر دون إنجاب أبناء يكونون سندًا وعونًا عند المرض والظروف الصعبة.... وهناك العكس؛ أشخاص يرفضون الزواج لأسباب نفسية، كالخوف من تقلبات المعيشة والتحديات الاقتصادية المستقبلية، والخوف من المسؤولية تجاه الزوجة والأبناء.

علينا أن ندرك جيدًا أن الزواج رزق ونصيب مقدر، حتى لو كان اختيار شريك الحياة بإرادة كاملة وحرة من الإنسان؛ فاختياراتنا كبشر ما هي إلا أقدار مكتوبة بعلم الله الأزلي.... قد يأتي هذا الرزق لأشخاص وقد لا يأتي لآخرين، وقد يأتي مبكرًا لبعض الناس ومتأخرًا عند آخرين.... لذلك، علينا ألا نضع أنفسنا تحت ضغط نفسي، سواء بالتسرع الذي يفشل العلاقة فيما بعد أو بالنفور الذي يضع العراقيل في بداية العلاقة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قبل أن

إقرأ أيضاً:

نشأت أبو الخير يكتب يوحنا المعمدان أعظم مواليد الناس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تحتل شخصية يوحنا المعمدان المساحة الاكبر فى البشائر الاربعة بعد السيد المسيح له كل المجد وا ان ذكر الحديث عن عيد الغطاس المجيد ألا ويقفز الى الذهن اسم يوحنا المعمدان احد الشخصيات المحورية فى الغطاس بعد شخصية الرب يسوع المسيح  اذ هو من قام بعماد السيد المسيح فى نهر الاردن ، كما ان الكنيسة تحتفل بميلاد السيدة العذراء ويوحنا المعمدان من بين جميع القديسين لارتباط ميلاده  بميلاد السيد المسيح  ، وقد شهد له الرب يسوع بنفسه انه أعظم مواليد النساء " الحق اقول لكم : لم يقم بين المولودين من النساء اعظم من يوحنا المعمدان متى 11 :11 ، كما شهد عنه الملاك جبرائيل قبل ولادته فيقول " لانه يكون عظيما امام الرب ..  ومن بطن امه يمتلىء من الروح القدس  ويرد كثيرين من بنى اسرائيل الى الرب الههم ويتقدم امامه بروح ايليا  وقوته .. لكى يهىء للرب شعبا مستعدا " لو 1 : 15 _ 17 " ، وكان يوحنا يحظى بتقدير كبير من اليهود حتى ان اليهود عندما سألهم السيد المسيح  عن معموديته خشوا ان ينكروها  بل ان هيرودس نفسه كان يهاب يوحنا عالما انه رجل بار وقديس وكان يحفظه .واذ سمعه فعل كثيرا وسمعه بسرور  .

 كما اعتبر ظهور يوحنا هو مقدمة واعلان للعمل الخلاصى الذى تممه السيد المسيح  ، ورغم شهادة يوحنا عن السيد المسيح وتأكيد السيد المسيح على ان يوحنا هو فقط السابق الذى اعدا الطريق ورغم تأكيد يوحنا نفسه مرارا على ذلك وانه ليس المسيح ولا حتى ارميا او ايليا، الا ان كثيرون ظلوا يتمسكون بيوحنا دون المسيح  ويكرزون بمعموديته ، وحين سؤلو" فبماذا اعتمدتم ؟ فقالوا بمعمودية يوحنا ، فقال بولس : ان  ان يوحنا عمد بمعمودية التوبة ، قائلا للشعب ان يؤمنوا بالذى يأتى بعده ، اى المسيح يسوع  " اعمال 19 :3 ,4 " 
لكن اعظ ما قام به يوحنا  هو عماده للسيد المسيح فى نهر الاردن ،  ويذكر انجيل متى فى الاصحاح الثالث ومن عدد  1 :6 وفى تلك  الايام جاء يوحنا المعمدان  يكرز فى برية اليهودية  قائلا " توبوا لانه قد  اقترب   ملكوت السماوات ، فان هذا هو الذى قيل عنه  باشعياء النبي القائل  " صوت صارخ فى البرية : اعدوا طريق طريق الرب ، اصنعوا سبله مستقيمة .. حينئذ  خرج اليه  اورشليم وكل اليهودية  وجميع الكورة المحيطة  باليهودية  واعتمدوا  منه فى الاردن معترفين بخطاياهم    وفى عدد 11 من نفس الاصحاح انا ( يوحنا )  اعمدكم بماء للتوبة  ولكن الذى يأتى بعدى  هو اقوى منى  الذى لست اهلا ان احل سيور حذائه  هو سيعمدكم  بالروح القدس ونار  الذى رفشه فى يده  وسينقى بيدره  ويجمع قمحه الى المخزن  واما التبن  فيحرق بنار لا تطفأ  ، حينئذ جاء يسوع من الجليل الى الاردن  الى يوحنا ليعتمد منه  ولكن يوحنا منعه قائلا : انا محتاج ان اعتمد منك  وانت تأتى الى ، فأجاب يسوع  وقال له  اسمح الان ،  هكذا يليق بنا ان نكمل كل بر  حينئذ سمح له  فلما اعتمد يسوع  صعد للوقت من الماء واذا السماوات  قد انفتحت  له فرأي  روح الله  نازلا مثل حمامة  واتيا عليه  وصوت من السماء قائلا : هذا هو ابنى الحبيب  الذى به سررت

مقالات مشابهة

  • صاحب السعادة فؤاد سراج الدين.. الباشا الذي جعل من 25 يناير عيدا
  • خالد بن محمد بن زايد: أصحاب الهمم شريك أساسي في مسيرة التنمية الوطنية
  • نشأت أبو الخير يكتب يوحنا المعمدان أعظم مواليد الناس
  • الجمعة.. ندوة لمناقشة كتاب "إحياء الحب" بجزويت الإسكندرية
  • جوائز حفل Joy Awards.. قائمة الفائزين بجائزة الإنجاز مدى الحياة 2025
  • لحظات مؤثرة من تكريم عبدالله الرويشد بجائزة الإنجاز مدى الحياة .. فيديو
  • الفائزون بجائزة الإنجاز مدى الحياة من Joy Awards بالسعودية
  • «يزيد الراجحي» يكتب التاريخ ويتوج بـ«رالي داكار السعودية 2025»
  • ياسر العظمة يفوز بجائزة الإنجاز مدى الحياة ضمن JoyAwards .. فيديو
  • كريم خالد عبد العزيز يكتب: العشم وتحديات الحفاظ على الخصوصية في العلاقات