كريم خالد عبد العزيز يكتب: التسرع والتنافس في اختيار شريك الحياة: وهم السعادة أم حقيقة الإنجاز؟
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
أغلب الناس ينظرون إلى الجانب السطحي للأمور، يهتمون بالأشياء المؤقتة أكثر من المستدامة، ولا يفكرون خارج الصندوق.... قبل أن نبحث عن أسباب زيادة نسب الطلاق، لابد وأن نسأل أنفسنا: لماذا يتنافس الناس ويتسرعون في اختياراتهم لشركاء الحياة؟
قبل أن نجيب على هذا السؤال، علينا أن ندرك جيدًا أن الزواج ليس هدفًا يدل على نجاح الشخص، وإنما وسيلة قد يحقق الشخص الكثير من النجاحات من خلالها.
اختيار شريك الحياة ليس أمرًا سهلًا؛ لأن الرجل العاقل يجب أن يختار أمًّا لأولاده قبل أن يختار لنفسه زوجة، وكذلك المرأة العاقلة يجب أن تختار أبًا لأبنائها قبل أن تختار زوجًا، بعيدا عن الإنجاب من عدمه، المقصود النضوج الفكري الذي يهيئ كل طرف أن يكون مسئولا.... الشهوة والجمال لا يستمران للأبد؛ فجمال المرأة لا يظل كما هو مع التقدم في العمر، وكذلك فحولة الرجل لا تظل كما هي مع التقدم في العمر.... الشيء الوحيد الذي يبقى هو الحب، ويتجلى في مسكة يد عندما تعجز الأقدام والأجساد عن الحركة.... فقبل أن ننظر إلى الزواج على أنه هدف يأتي بعده الحب، علينا أن ننظر إليه كوسيلة لتتويج الحب الذي ينمو مع مرور الزمن.
المودة والرحمة أساس العلاقة الزوجية؛ لأن كل طرف يجد في الآخر سكنًا، أي أمنًا وأمانًا وطمأنينة: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" (الروم: 21).... إن وجدت المودة، تأتي بعدها الرحمة؛ بمعنى آخر، إن وجد الحب، تأتي بعده التنازلات.... لو لم يوجد الحب أو على الأقل القبول والإعجاب في العلاقة الزوجية أو في مرحلة ما قبل الزواج، لن يستطيع أي طرف أن يرحم الآخر بالتنازل عن أخطائه؛ لأن العلاقة ستكون أشبه بالمحاكمة التي يحاكم ويحاسب فيها كل طرف الآخر.
والآن نجيب على السؤال: لماذا يتنافس الناس ويتسرعون في اختياراتهم لشركاء الحياة؟.... أغلب أسباب التنافس تكون نفسية، كالشخص الذي يتباهى بحسن اختياره الخاص أمام الأهل والمعارف والأصدقاء من وجهة نظره.... أما التسرع، فيكون بسبب الخوف من الوحدة، والتقدم في العمر دون إنجاب أبناء يكونون سندًا وعونًا عند المرض والظروف الصعبة.... وهناك العكس؛ أشخاص يرفضون الزواج لأسباب نفسية، كالخوف من تقلبات المعيشة والتحديات الاقتصادية المستقبلية، والخوف من المسؤولية تجاه الزوجة والأبناء.
علينا أن ندرك جيدًا أن الزواج رزق ونصيب مقدر، حتى لو كان اختيار شريك الحياة بإرادة كاملة وحرة من الإنسان؛ فاختياراتنا كبشر ما هي إلا أقدار مكتوبة بعلم الله الأزلي.... قد يأتي هذا الرزق لأشخاص وقد لا يأتي لآخرين، وقد يأتي مبكرًا لبعض الناس ومتأخرًا عند آخرين.... لذلك، علينا ألا نضع أنفسنا تحت ضغط نفسي، سواء بالتسرع الذي يفشل العلاقة فيما بعد أو بالنفور الذي يضع العراقيل في بداية العلاقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قبل أن
إقرأ أيضاً:
السعودية ثالث أسعد دولة عربية في مؤشر2025
البلاد ــ جدة
كشفت نتائج مؤشر السعادة العالمي لعام 2025، الصادر عن استطلاعات غالوب العالمية، عن حلول المملكة العربية السعودية في المرتبة الثالثة عربيًّا. وتصدَّرت الإمارات قائمة الدول العربية الأكثر سعادة، تليها الكويت في المركز الثاني، ثم السعودية في المركز الثالث، وعُمان والبحرين في المركزَيْن الرابع والخامس على التوالي.وعلى الصعيد العالمي، تصدَّرت فنلندا قائمة الدول الأكثر سعادة في العالم لعام 2025 في تصنيف شمل 147 دولة، ولوحظ انخفاض طفيف في مستويات السعادة في دول مثل الدنمارك والسويد والنرويج، على الرغم من احتفاظها بمراكز متقدمة في التصنيف. وفي المقابل، تذيلت كل من لبنان وسيراليون وأفغانستان قائمة المؤشر العالمي، إلى جانب اليمن وملاوي وزيمبابوي وبوتسوانا.ويقوم مؤشر السعادة العالمي بتقييم مستويات الرضا عن طريق أداة “سلم كانترل”، وهي عبارة عن مقياس رقمي، يتراوح بين 0، و10، يُعبِّر الأفراد من خلالها عن تقييمهم لجودة حياتهم.
ويعتمد التقرير في تقييمه على محاور أساسية عدة؛ منها: الدعم الاجتماعي، ومتوسط العمر المتوقع بصحة جيدة، وحرية الفرد في اتخاذ القرارات، ومستوى العطاء والكرم في المجتمع.