قبل أيام من الانتخابات.. خطابات ترامب تزداد عشوائية
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
مع اقتراب حملته الرئاسية الثالثة على التوالي من نهايتها، يتحدث دونالد ترامب خلال تجمع جماهيري عن انفجار السيارات التي تعمل بالهيدروجين، ويأسف لصعوبة إزالة الطلاء من الحجر الجيري، ويتعجب من كيفية عودة صاروخ الملياردير إيلون ماسك إلى الأرض سليما.
وفي الفعالية الانتخابية بولاية كارولينا الشمالية التي كان من المفترض أن يركز حديثه فيها على الاقتصاد، وصف ترامب منافسته الديمقراطية كامالا هاريس بأنها لم تعمل بجد مثله، ويشيد بالرئيس الصيني شي جين بينغ ويصفه بأنه "شرس"، بينما يصف الرئيس السابق باراك أوباما بأنه "أحمق حقيقي".
إن مشاهدة ترامب مع اقتراب انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وسباقه ضد نائبة الرئيس هاريس من نهايته هو بمنزلة مشاهدة مرشح غير مقيد بالكامل تقريبًا. وفي وقت يفترض فيه أن يصقل معظم الساسة حججهم الختامية للناخبين، يتصرف ترامب غالبًا مثل فنان في جولة وداعية أكثر من كونه شخصًا يهدف إلى قيادة أقوى دولة في العالم.
غير منضبطيبدو ترامب مع اقتراب انتخابات 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل وسباقه ضد هاريس كمرشح غير منضبط بالكامل. وفي وقت يفترض فيه أن يصقل معظم الساسة حججهم الختامية للناخبين، يتصرف ترامب غالبًا مثل الفنان في جولة وداعية أكثر من كونه شخصًا يهدف إلى قيادة أقوى دولة في العالم.
ويهدد سلوكه غير المركز وخطابه المظلم بتنفير بعض الناخبين في سباق لا يزال متقاربًا لدرجة أن أي تأرجح لبضعة آلاف من الأصوات في العديد من الولايات التنافسية يمكن أن يحدد الرئيس القادم.
إنه يمنح حملة هاريس الحجج الكافية لتقول إنه "غير مستقر" و"غير متوازن" أكثر من أي وقت مضى، إذ تتبنّى المرشحة الديمقراطية هذه المصطلحات بشكل متزايد، لتشير إلى "هذيان" ترامب كدليل على رجل متعب وكبير بالسن وغير لائق للرئاسة.
وقالت هاريس الأسبوع الماضي "في كثير من النواحي، دونالد ترامب رجل غير جاد، لكن عواقب كونه رئيسًا للولايات المتحدة خطيرة للغاية".
نسيج ترامب العشوائيأما ترامب البالغ من العمر 78 عامًا، فيدافع عن نهجه العشوائي قائلا إنه يفعل شيئًا يسميه "النسيج"؛ فهو ينتقل من موضوع إلى آخر، وأحيانا يغير الموضوع في منتصف الجملة، وهو ما يطلق عليه مصطلح "النسيج"، ويقول أنصاره إن أسلوبه غير المكتوب هو جزء من جاذبيته.
ويقول ستيفن تشيونج المتحدث باسم حملة ترامب "إن نسيجه الحاصل على براءة اختراع هو طريقة رائعة لنقل القصص المهمة وشرح السياسات التي ستساعد الأميركيين العاديين على طي صفحة السنوات الأربع الماضية من إخفاقات كامالا هاريس"، وفق وصفه.
وتتميز تجمعات ترامب بنصيب من التحولات والخطوط العريضة الغريبة. ومع مرور الوقت، يبدو الرئيس السابق راضيًا عن حرق دقائق ثمينة في سرد القصص عن أيامه في البيت الأبيض، والتأمل في الرياضيين الذين ماتوا منذ مدة طويلة أو الذهاب ببساطة إلى حيث يأخذه عقله.
والخميس الماضي قال ترامب في لاس فيغاس "لقد أعطوا أوباما جائزة نوبل. لم يكن يعرف حتى لماذا حصل عليها. ما زال لا يعرف.. لقد انتُخِب وأعلنوا أنه سيحصل على جائزة نوبل. لقد انتُخِبْتُ في انتخابات أكبر وأفضل وأكثر جنونًا لكنهم أعطوه جائزة نوبل".
وعلى الرغم من أن أي تجمع جماهيري لا يتشابه تمامًا، فإن الموضوع الثابت هو تأكيد ترامب الكاذب أنه في غضون 4 سنوات قصيرة حوّل الديمقراطيون الأمة إلى دولة ديستوبية (فاسدة).
ويستمر الرئيس السابق في التنديد بمعارضيه السياسيين باعتبارهم "عدوا من الداخل"، ويزين تصريحاته بروايات مصورة عن جرائم قتل واغتصاب فتيات صغيرات وحكايات كاذبة عن عصابات عنيفة تستولي على بلدات صغيرة ومزاعم مفندة عن قيام المهاجرين بأكل الحيوانات الأليفة المسروقة.
يقول مساعدو ترامب إنه يحدد الوتيرة ويتحدث طالما أراد، "إنهم لا يحاولون احتواءه، وقد وضعوه في لقاءات مثل البودكاست حيث يمكن لطرقه المتشعبة أن تجد موطنًا ولن يخضع لسلسلة من الأسئلة".
وخلال مقابلة مطولة في بودكاست جو روغان الجمعة الماضية، أكد ترامب أنه قد تكون هناك حياة على المريخ على الرغم من أنه لم يُعثر على أي دليل على ذلك، كما زعم أن طواحين الهواء لها تأثير سلبي على الحيتان.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، اعتمد ترامب جدول حملة أكثر جنونًا، ففي الأسبوع الماضي أقام فعاليات في 6 من الولايات السبع التي من المرجح أن تقرر الانتخابات، تحدث فيها عن أمن الحدود والجريمة، لكنه وجد الوقت دائمًا للخروج عن النص.
ومن هذا ما فعله يوم الأربعاء الماضي في مدينة دولوث بولاية جورجيا، حيث تحدث لفترة طويلة عن كيفية تجنبه لحرب تجارية مع فرنسا بشأن الشمبانيا، تحدث لفترة طويلة جدا لدرجة أن العديد من الحاضرين شرعوا في المغادرة.
وفي الأيام الأخيرة، كان ترامب يتصدر عناوين الأخبار بأحداث لا علاقة لها بكيفية إدارته للبلاد، لقد حوّل أحد التجمعات إلى حفلة رقص مرتجلة، إذ تمايل على المسرح على أنغام أغانيه المفضلة لمدة 40 دقيقة تقريبًا، كما ارتدى مئزرًا وطبخ بطاطس مقلية في ماكدونالدز.
يقول جون جير، الخبير في الرأي العام بجامعة فاندربيلت، إن "ترامب يستهدف جمهورًا واحدًا هو قاعدته الشعبية، فهو يعتقد أن ما يقوله، حتى لو كان غير متماسك، يجذب قاعدته"، مؤكدا أن الرئيس السابق إذا كان يريد توسيع هذه القاعدة فعليه ألا ينخرط في خطاب عشوائي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الرئیس السابق مع اقتراب
إقرأ أيضاً:
عقب نجاحها في الانتخابات الأمريكية.. منصات التنبؤ بالعملات المشفرة تواجه مستقبلا غامضا
تناول تقرير لوكالة بلومبيرغ الأمريكية، دور أسواق التنبؤ بالعملات المشفرة في الانتخابات الأمريكية، مسلطا الضوء على النجاح اللافت لمنصة "بولي ماركت" في التنبؤ بفوز دونالد ترامب، مقابل إخفاق العديد من شركات استطلاعات الرأي التقليدية.
وأكدت الوكالة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أن بولي ماركت أثبتت فعالية كبيرة في توقع نتائج الانتخابات، وقد حقق المتداول المجهول "ثيو" أرباحا استثنائية بفضل تركيزه على مؤشرات تجاهلها المحللون، لكن المنصة المنصة تواجه الآن مستقبلاً غامضاً، في ظل تصاعد الرقابة من الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة وفرنسا.
وأشار التقرير، إلى أن عمليات التفتيش التي طالت "بولي ماركت"، بما في ذلك تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي، قد أثارت مخاوف بشأن دوافعها السياسية، معتبرا أن هذه التحديات تدفع إلى إعادة النظر في التوقعات المتفائلة لمؤيدي أسواق التنبؤ، والذين يعتبرونها بداية "عصر جديد" لهذه الصناعة.
آلية التنبؤ
وأوضحت الوكالة، أن الفكرة الأساسية وراء أسواق التنبؤ تكمن في أن الأموال التي يستثمرها المراهنون تقدم معلومات أكثر دقة مقارنة باستطلاعات الرأي التقليدية، إذ يتم تحفيز المتداولين من خلال المكافآت المالية.
وكما هو الحال في الأسواق المالية، فإن فرص الربح المتغيرة تعمل باستمرار ويمكن تطبيقها على مجموعة متنوعة من القضايا، بما في ذلك رهانات غريبة مثل تلك التي طرحتها "بولي ماركت" حول احتمال حدوث انفجار نووي في عام 2024، وفقا للتقرير.
وأشار التقرير، إلى أن لهذه الأسواق حدودا واضحة، ليس فقط بسبب الغموض القانوني المتعلق بالمراهنات على الانتخابات، بل أيضا بسبب اعتماد هذه الأسواق على رهانات وليست استطلاعات، ما يحد من فعاليتها كأداة لقياس الرأي العام.
كما أن هذه الأسواق عرضة للخطأ، تماماً مثل استطلاعات الرأي التقليدية. فعلى سبيل المثال، عندما فاز جورج بوش الابن على جون كيري منذ عقدين، اعتُبر ذلك بداية عهد جديد للمراهنات السياسية، إلا أن صدمتي 2016، بفوز دونالد ترامب والاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أظهر محدودية هذه التوقعات.
مخاطر سوق التنبؤات
وأضاف، أن أسواق التنبؤ ليست بمنأى عن خطر التلاعب، إذ إن الحوافز المالية لا تجذب الباحثين عن الحقيقة فحسب، بل قد تكون محفزاً لنشر الشائعات لتحقيق أرباح.
وذكر عالم السياسة دان كاسينو مثالا من التاريخ على المراهنات التي جرت لقرون على الانتخابات البابوية في روما، والتي أدت إلى فضائح بسبب الاستفادة من نشر معلومات مضللة.
وفي سياق حديث، تطرق الموقع إلى المراهنات الكبيرة على ميت رومني في انتخابات 2012، التي جعلت المنافسة تبدو أكثر شراسة مما كانت عليه في الواقع.
وحذرت الهيئات التنظيمية في الولايات المتحدة من المخاطر التي تهدد نزاهة الانتخابات، حيث فرضت في عام 2022 غرامة على منصة "بولي ماركت" بسبب تشغيل سوق غير قانونية للمشتقات المالية.
ورغم أن المنصة تشير في شروط استخدامها إلى أنها مسجلة في بنما ولا تتوفر في الولايات المتحدة، إلا أن تقارير بلومبرغ كشفت عن استخدام متداولين أميركيين لها، مما يجعل تحذير "احترس أيها المراهن" غير كافٍ لحماية النزاهة.
كما أوضح التقرير، أنه رغم الانتقادات الموجهة لصناعة استطلاعات الرأي، فإنها ليست وحدها المسؤولة عن المفاجآت الانتخابية. فهذه الانتخابات قد تكون الثالثة على التوالي التي يظهر فيها أن الخبراء قللوا من شأن ترامب وحظوظه.
وفي تطور لافت، صاغت شركة أبحاث السوق "إبسوس إس إيه" مصطلح "العدمية الجديدة" لوصف عام 2024، مشيرة إلى التراجع في أحلام الاستقلال المالي وامتلاك المنازل بين الأجيال الشابة، ورأت الشركة أن هذا المصطلح يعكس الواقع بشكل أدق من استطلاعات الرأي التقليدية.
وذكر، أنه لا ينبغي التقليل من إخفاقات شركات استطلاعات الرأي. في هذا السياق، يقول جوزيف كامبل، مؤلف كتاب "ضائع في غالوب"، إن استطلاعات الرأي كانت أدق هذا العام مقارنة بعامي 2020 و2016، اللذين كانا من أسوأ الاستطلاعات في الأربعين عاماً الماضية.
وأشار إلى أنه تم إجراء العديد من التجارب على نماذج جديدة لتعكس دعم ترامب بشكل أكثر دقة، معتبرا أن الخطأ النهائي الذي لا يتجاوز 1-2 نقطة مئوية هو نتيجة يمكن أن يُحسد عليها. ومع ذلك، من الواضح أن شركات استطلاعات الرأي قد قللت مرة أخرى من تقدير دعم ترامب هذا العام.
بدائل أخرى للاستطلاعات
ويقول بيتر كيلنر، الرئيس السابق لمؤسسة "يوغوف"، إن معدلات الاستجابة في استطلاعات الرأي التقليدية قد تراجعت مع تراجع استخدام الهواتف الثابتة، وأن لوائح الاستطلاعات باتت رهينة لمن ينضم إليها. وأضاف أن الاستطلاعات أصبحت تدور حول النمذجة، وقد يكون هذا هو أفضل ما يمكن الوصول إليه في الوقت الراهن.
ووفقا لكيلنر، قد يكمن أحد الإجابات المحتملة خارج عالم أسواق التنبؤ، في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على معالجة كميات ضخمة من البيانات، مما قد يكشف عن علاقات لم يفكر فيها أحد؛ ومنها إنشاء نماذج أكثر دقة للاستفادة من البيانات غير الديموغرافية، مثل عمليات مسح بطاقات الائتمان، وتحليل الاستطلاعات الحالية لاكتشاف الفجوات والأخطاء.
وختم، أن الذكاء الاصطناعي له مخاطره أيضا، مثل إمكانية التلاعب بالرأي العام، فقد حذرت شركة "مايكروسوفت" من مخاطر التضليل أثناء الحملة الانتخابية، ولكنه قد يحمل أيضاً جوانب إيجابية.