عن مشكلة انهيارات مشروع تصريف مياه الامطار بكريتر
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
وضاح اليمن الحريري
طلب مني أحد الأصدقاء ونحن ضمن مجموعة، على مقيل القات نناقش موضوع الانهيارات التي حدثت في المشروع المذكور في العنوان، بعد ان سمع رأيي عن المشكلة، ان اكتب موضوعا وانشره كي تصل وجهة نظري الى مختلف الجهات، في الحقيقة اخبرته ان الناس في مثل هذه المشكلة، لن تبحث عن الحل، لكنها ستنقسم الى مجموعتين، المجموعة الاولى ستهيج الشارع العام بأن الأمر فساد لا يحتمل، دون ان يقدموا اي حل وسيولولون في هذا الاتجاه، بينما المجموعة الاخرى ستسعى بكل جهدها لترقيد الموضوع وتنييمه في محاولة فاضحة للملمة فضيحة واردة ومحتملة، كما اخبرته ان كلتا المجموعتين ستغضبان من وجهة نظري لأنها لا تستجيب لأي منهما.
بشكل عام يمكن ان تواجه كل مجموعة منهما بعدد من الاسئلة، لا تستطيع الرد عليها او تقديم اجابات شافية بشأنها، لكن المشكلة ليست هنا، حيث تقف المشكلة اساسا في سؤال وحيد، هو ما يتعلق بماهية الحل الذي يجب اتخاذه لانجاح المشروع واختبار كفائته، الذي من الواضح وعلى مدى يومين لم يتطرق احد اليه ولم يتجه نحوه.
في البدء لابد من التفكير بقليل من العقلانية والموضوعية، لأن اول اجراء يمكن اتخاذه هو تشكيل لجنة تحقيق، من تخصصات مختلفة هندسية وقانونية وادارية، تتولى بحث الحالة القائمة أمامها، لتحدد مشكلات المشروع من نواحيه المختلفة، على وجه التحديد الجانب الفني فيه، للوصول الى الحل المناسب، على سبيل المثال اذا كان المشروع في مرحلة التسليم الابتدائي ولم يتم تسليمه التسليم النهائي بعد،غالبا ما تكون شروط المناقصة او التعاقد تحمل المقاول المنفذ اصلاح اي اضرار تحدث في الفترة بين الاستلامين، كذلك من المحتمل الا يكون الجزء المنهار قد اكتملت فيه كل الاعمال في لحظة سقوط المطر فتسبب ذلك في الانهيارات، في ذات الوقت قد يكون التنفيذ تم للعمل بمواصفات اقل جودة للبنود في المنطقة المصابة، والا فان المشروع كاملا سينهار، ايضا التقصير في المتابعة او الاشراف قد يكون حدث في وقت ما اثناء سير تنفيذ الاعمال، الادانة وحدها فقط لا تكفي لابد من وجود ما يبينها، هنا قد يقول البعض الانهيار وحده الا يكفي، والسؤال هذا يحمل في طياته الجواب لماذا لم ينهار كل المشروع اذن، هل حالة الفساد هي في حدود هذه المساحة المتضررة ام كافة الاجزاء، اذن لما سيفضل الكثيرون الصمت كأن شيئا لم يحدث، بعد كل هذا يأتي سؤال اخر من المسئول المباشر عما حدث، الاستشاري المشرف ام المقاول المنفذ ام الجهة الادارية ام من بالضبط هو المسئول.
لعلك تدرك معي اذن، ايها القارئ العزيز، أن نجاح المشروع ليبقى في خدمة الجمهور المستفيد، لن يتحقق الا باجراءات واضحة وصريحة تضع نصب عينيها الحلول والمعالجات، قبل ان تضع حبات المنوم او تؤشر أصابع الاتهام الى احد ما، الزمن هذا الذي نعيش فيه خانق وضاغط لكنه يجب الا يقودنا الى تدمير كل شئ يهمنا ويساعدنا من حولنا، سواء سلبا او ايجابا، اي بتخطي الاجراءات المطلوبة والقفز عليها او بالالتفاف عليها ومواربتها..واخر الامر تحياتي لكم.
المصدر: موقع حيروت الإخباري
إقرأ أيضاً:
وزير يمني سابق: مشروع أبوظبي بالمنطقة في تراجع إلا في اليمن
هاجم وزير يمني سابق، دولة الإمارات العربية المتحدة وقال إن "مشروعها في المنطقة صهيوني"، معبرا عن خيبته من أن اليمن بلد الفتوحات والتاريخ العظيم بات أسيرا لهذا المشروع.
وقال صالح الجبواني، وزير النقل اليمني السابق والقيادي بمجلس "شبوة" الوطني (كيان سياسي تأسس 2024) إن المشروع الإماراتي في المنطقة وهو في جوهره مشروع صهيوني يتراجع تراجعا واسعا على الأرض".
وأضاف الجبواني عبر منصة " إكس" : "فالجيش السوداني على مشارف الانتصار على مليشيات حميدتي ( محمد حمدان دقلو) وحفتر( خليفة حفتر في ليبيا) تجمد في بنغازي ولولا الإنعاش الروسي بين الحين والحين كان انتهى مبكرا...يتشابه في ذلك مع مخلوع سوريا الذي أرتمى في سنواته الأخيرة في حضن بن زايد لعل ذلك ينقذ نظامه من السقوط وكان هذا سبب سقوطه بعد أن سحب الروس دعمهم له".
المشروع الإماراتي في المنطقة وهو في جوهره مشروع صهيوني يتراجع تراجعآ واسعآ على الأرض، فالجيش السوداني على مشارف الإنتصار على مليشيات حمدتي. حفتر تجمد في بنغازي ولولا الإنعاش الروسي بين الحين والحين كان أنتهى مبكرآ يتشابه في ذلك مع مخلوع سوريا الذي أرتمى في سنواته الأخيرة في حضن… — Saleh Algubwani (صالح الجبواني) (@AlgubwaniSaleh) January 31, 2025
وأشار "حتى في غزة المحاصرة المدمرة لم يثمر مشروع الإمارات في أشكال الدعم المشبوهة التي كان يقدمها ابن زايد لخدمة إسرائيل وانتصرت المقاومة بصمودها حتى أجبرت إسرائيل على توقيع وقف أطلاق النار وتبادل الأسرى كأنداد".
وقال وزير النقل اليمني السابق إنه "لم ينجح مشروع الإمارات ويتقدم إلا في اليمن بعد أن أستغل مجموعة مناطقية وجند أفرادها جيشا لم يسيطر به على معظم المحافظات الجنوبية فقط بل أصبح مسيطرا على قيادة الشرعية نفسها نتيجة لفساد وجبن وتهافت النخبة اليمنية".
وتابع متأسفا :"يمن الفتوحات والتاريخ العظيم والثورات المجيدة يصبح أسيرا يتحكم في مصيره عبيد المشروع الإماراتي الصهيوني".
وأردف قائلا :"شيء محزن ومؤلم وكأن رجال اليمن قد انتهوا ولم يعد لدينا إلا المرتهنين".
وأوضح المسؤول اليمني السابق أنه في لقاءات مع عدد كبير من القيادات السياسية اليمنية وحتى سفراء أجانب آخرهم السفير الأمريكي في عمّان قبل أشهر دائما يطرح السؤال التالي :ما الحل؟".
وقال مجيبا على السؤال : إنه لا مجلس القيادة ولا الحكومة ولا السعودية ولا أمريكا نفسها قادرين على حل المشكلة القائمة إلا بإعادة التوازن على الساحة الجنوبية"، مؤكدا أنه "بدون هذا التوازن لن تتحكم المجموعة المناطقية التابعة للإمارات في مصير الجنوب فحسب بل في مصير اليمن كلها الذي يجري اليوم تفتيته تمهيدا لتقسيمه".
وأختتم حديثه: "اليوم نشتكي فقدان الدولة وغدا أن لم نتحرك سنفقد اليمن ذاتها"، على حد قوله
وعلى الرغم من صعود المجلس الانتقالي، الذي تشكل في العام 2017، بدعم من دولة الإمارات، وتصدره الحالي للمشهد جنوب اليمن، فإن هذا الأمر، وفق مراقبين، أماط اللثام عن الانقسامات التي تعتري القوى الجنوبية، كون هذا المجلس لم يكن محل إجماع كامل بين جميع الجنوبيين، ولا يوافق الكثير من الفرقاء السياسيين هناك على أجندته.