دراسة تكشف عن الأيام التي قد يزداد بها معدل الانتحار
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
يعد الانتحار أحد التحديات الصحية العامة الأكثر إلحاحا في العالم، حيث يسجل أكثر من 700 ألف حالة وفاة سنويا، ما يجعله من بين الأسباب الرئيسية للوفاة بين الشباب والبالغين.
وأظهرت الدراسة التحليلية لبيانات من 26 دولة نشرتها مجلة The BMJ أن خطر الانتحار يكون أعلى أيام الاثنين ويزداد في يوم رأس السنة الجديدة، في حين يختلف خطر الانتحار في عطلات نهاية الأسبوع وعيد الميلاد حسب البلد والمنطقة.
ويقول الباحثون إن نتائجهم يمكن أن تساعد على فهم الاختلافات قصيرة المدى في مخاطر الانتحار بشكل أفضل وتحديد خطط عمل للوقاية من الانتحار وحملات التوعية.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، توفي أكثر من 700 ألف شخص بسبب الانتحار في عام 2019، ما يمثل نحو 1.3% من الوفيات، وهو ما كان أعلى من عدد الوفيات بسبب الملاريا وفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز وسرطان الثدي.
وأظهرت دراسات سابقة أن خطر الانتحار يختلف حسب يوم الأسبوع، لكن النتائج حول الارتباط بين الأعياد الكبرى وخطر الانتحار غير متسقة ومحدودة جغرافيا.
ولمعالجة هذه المشكلة، استخدم الباحثون قاعدة بيانات شبكة الأبحاث التعاونية متعددة المدن والبلدان لتحليل بيانات الانتحار في 740 موقعا في 26 دولة ومنطقة من عام 1971 إلى عام 2019. وقد تم تضمين ما يزيد قليلا عن 1.7 مليون حالة انتحار في التحليل.
وخلال فترة الدراسة، كان معدل الانتحار أعلى في كوريا الجنوبية واليابان وجنوب إفريقيا وإستونيا، وأدنى في الفلبين والبرازيل والمكسيك وباراغواي.
وفي جميع البلدان، تم إظهار أعداد أعلى من حالات الانتحار بين الرجال، مقارنة بالنساء، وكذلك الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 64 عاما، مقارنة بمن هم فوق 65 عاما.
وكان خطر الانتحار أعلى في أيام الاثنين (نحو 15-18% من إجمالي حالات الانتحار) مقارنة بأيام الأسبوع الأخرى، في جميع البلدان.
أما بالنسبة لتأثير عطلات نهاية الأسبوع على الانتحار، فقد كانت النتائج متباينة. وكانت مخاطر الانتحار في أدنى مستوياتها أيام السبت أو الأحد في العديد من البلدان في أمريكا الشمالية وآسيا وأوروبا. ومع ذلك، زاد الخطر خلال عطلات نهاية الأسبوع في دول أمريكا الجنوبية والوسطى وفنلندا وجنوب إفريقيا.
وقد ارتفع خطر الانتحار في يوم رأس السنة الجديدة في جميع البلدان، وخاصة بين الرجال، في حين كانت الأنماط في يوم عيد الميلاد متباينة، مع زيادات هامشية في بلدان أمريكا الوسطى والجنوبية وجنوب إفريقيا، وانخفاض المخاطر بشكل عام في بلدان أمريكا الشمالية وأوروبا.
وفي ثلاث دول ومناطق في شرق آسيا حيث يحتفل الناس برأس السنة القمرية الجديدة (الصين وكوريا الجنوبية وتايوان)، أظهرت كوريا الجنوبية فقط انخفاض خطر الانتحار.
وتشمل التفسيرات المحتملة الضيق الناجم عن ضغوط العمل في بداية الأسبوع وارتفاع معدلات استهلاك الكحول قبل يوم رأس السنة الجديدة وفي عطلات نهاية الأسبوع.
ويقول المؤلفون إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث للتحقيق في هذه العوامل.
وفي الأعياد الوطنية الأخرى، ارتبط خطر الانتحار بانخفاض ضعيف في العديد من البلدان، باستثناء بلدان أمريكا الوسطى والجنوبية، حيث زاد الخطر بشكل عام بعد يوم أو يومين من هذه الأعياد.
ويشار إلى أن هذه النتائج رصدية ويقر الباحثون بالعديد من القيود في الدراسة، مثل بيانات الانتحار غير المبلغ عنها أو المصنفة بشكل خاطئ في بعض البلدان، وعدم القدرة على تقييم تأثيرات أنواع مختلفة من الأعياد (على سبيل المثال، المهرجانات أو أيام الذكرى) على خطر الانتحار حسب البلد.
ومع ذلك، يقولون إن النتائج "توفر أدلة علمية جديدة على نطاق عالمي، والتي يمكن أن تساعد على إنشاء برامج أكثر استهدافا للوقاية من الانتحار والاستجابة له في ما يتعلق بالعطلات وأيام الأسبوع".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الانتحار يوم رأس السنة منظمة الصحة العالمية الملاريا فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز كوريا الجنوبية عطلات نهایة الأسبوع خطر الانتحار الانتحار فی
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف العلاقة بين ضغط الدم والإصابة بالخرف
كشفت دراسة رائدة أجرتها كلية الطب بجامعة ويك فورست أن التحكم المكثف في ضغط الدم لمدة 3 سنوات ونصف فقط، يمكن أن يوفر حماية دائمة من التدهور المعرفي.
وبعد سنوات من توقف العلاج، أظهر المشاركون الذين سيطروا على ضغط دمهم بشكل مكثف، انخفاضا ملحوظا في خطر الإصابة بضعف إدراكي خفيف أو الخرف.
فوائد معرفية مستدامة من التحكم المكثف في ضغط الدم
كشفت الدراسة التي أجرتها كلية الطب بجامعة ويك فورست أن التحكم المكثف في ضغط الدم لمدة ٣ سنوات ونصف فقط يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بضعف إدراكي خفيف وبالخرف، حتى بعد سنوات من توقف العلاج. وتؤكد النتائج على الفوائد الدماغية طويلة الأمد للتحكم المكثف في ضغط الدم لدى البالغين المصابين بارتفاع ضغط الدم ومخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية.
نُشرت الدراسة في مجلة Neurology، وهي المجلة الطبية التابعة للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب، وتُسلّط الضوء على كيفية مساهمة التحكم المُستدام في ضغط الدم في الوقاية من التدهور المعرفي.
دراسة SPRINT MIND والمشاركين فيها
كان البحث جزءا من تجربة للتدخل في ضغط الدم الانقباضي للذاكرة والإدراك في حالات تخفيض ضغط الدم العالي (SPRINT MIND)، وهي دراسة واسعة النطاق مدعومة من المعاهد الوطنية للصحة (NIH)، وشملت 9361 بالغا تبلغ أعمارهم 50 عاما فأكثر في أكثر من 100 مركز طبي في الولايات المتحدة وبورتوريكو. وُزّع المشاركون عشوائيا على أحد هدفي العلاج: هدف ضغط الدم الانقباضي أقل من 120 ملم زئبق (العلاج المُكثّف) أو أقل من 140 ملم زئبق (العلاج القياسي).
وخضع المشاركون للمراقبة لمدة سبع سنوات في المتوسط، مع إجراء تقييمات معرفية شخصية وعبر الهاتف. بناء على هذه التقييمات، صُنّف المشاركون على أنهم لا يعانون من ضعف إدراكي، أو ضعف إدراكي خفيف، أو خرف محتمل.
انخفاض خطر الإصابة بضعف الإدراك مع العلاج المكثف
وصرح ديفيد م. ريبوسين، الحاصل على درجة الدكتوراه، أستاذ الإحصاء الحيوي وعلوم البيانات في كلية الطب بجامعة ويك فورست والمؤلف الرئيسي للدراسة: "وجدنا أن مجموعة العلاج المكثف شهدت انخفاضا مستمرا في معدل الإصابة بضعف الإدراك مقارنة بمجموعة العلاج القياسي".
وأظهرت النتائج أن العلاج المكثف قلل من احتمالية الإصابة بضعف الإدراك الخفيف، وكذلك من خطر الإصابة بضعف الإدراك الخفيف أو الخرف المحتمل.
بناء على النتائج السابقة لتجربة SPRINT MIND
وفي عام 2015، أظهرت النتائج المنشورة من تجربة SPRINT MIND الرائدة أن التحكم المكثف في ضغط الدم قلل من أمراض القلب والأوعية الدموية، وخفض خطر الوفاة بنسبة 30-40% لدى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم. تم إيقاف التجربة مبكرا نظرا لنجاحها في الحد من أمراض القلب والأوعية الدموية. ونتيجة لذلك، خضع المشاركون لعلاج مكثف لخفض ضغط الدم لفترة أقصر مما كان مخططا له في الأصل. وخلص الباحثون في ذلك الوقت إلى أن قصر الفترة جعل من الصعب تحديد دور التحكم المكثف في ضغط الدم بدقة في حالات الخرف.
تمديد الحماية الإدراكية لما بعد خمس سنوات
بعد خمس سنوات، في عام 2019، أظهرت النتائج الأولية لدراسة SPRINT MIND، التي أجرتها كلية الطب بجامعة ويك فورست، انخفاضا ملحوظا في خطر الإصابة بضعف إدراكي خفيف لمدة تصل إلى خمس سنوات بعد أول 3.3 سنوات من التحكم المكثف في ضغط الدم.
أظهرت أحدث نتائج دراسة SPRINT MIND نفس الانخفاض الملحوظ سابقا في معدلات ضعف الإدراك، ولكن على مدى فترة أطول - سبع سنوات على الأقل.
مسار نحو صحة الدماغ وإدارة ارتفاع ضغط الدم
صرح الدكتور جيف ويليامسون، الحاصل على ماجستير في العلوم الصحية، وأستاذ طب الشيخوخة في كلية الطب بجامعة ويك فورست، قائلا: "تُظهر دراستنا أن التحكم المكثف في ضغط الدم يُعد استراتيجية مهمة للوقاية من ضعف الإدراك، وهو سبب رئيسي لفقدان الاستقلالية لدى كبار السن. إن خفض ضغط الدم إلى مستويات أكثر فعالية يُمكن أن يُحسّن نوعية الحياة ويُطيل الحياة النشطة للأفراد الذين يُعانون من ارتفاع ضغط الدم".