لجريدة عمان:
2025-01-28@02:05:53 GMT

الحرب على لبنان تفقد «بعلبك» روادها وسكانها

تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT

الحرب على لبنان تفقد «بعلبك» روادها وسكانها

لبنان «أ.ف.ب»: منذ نحو شهر، فرغ فندق بالميرا في مدينة بعلبك، في شرق لبنان، من زواره تمامًا على وقع دوي غارات إسرائيلية لا تهدأ من حوله، لكن ربيع سليقة، الموظف منذ 24 عامًا، يرفض المغادرة.

في الفندق التاريخي الحجري المطلّ على قلعة بعلبك الأثرية، يزاول ربيع (45 عامًا) عمله رغم الحرب، فيمسح الغبار عن أثاثه القديم ومراياه، ويزيل الزجاج المتناثر من عصف غارات تضرب في الجوار.

ويقول الرجل المتحدّر من سوريا: «لم يقفل الفندق أبوابه منذ 150 عامًا حتى اليوم»، مضيفًا: «إن أصحابه يريدون له أن يبقى مفتوحًا».

في المدينة الملقبة بـ«مدينة الشمس»، والتي تعدّ السياحة مصدر دخلها الأساسي، ألقت الحرب بظلالها على كلّ شيء، خصوصًا في الشهر الأخير مع ازدياد وتيرة القصف الإسرائيلي على المدينة ومحيطها على وقع اتساع التصعيد بين حزب الله وإسرائيل.

وتبدو الحياة فيها شبه متوقفة؛ إذ تغلق المتاجر أبوابها باكرًا، ويتسوّق من تبقى من السكان سريعًا خلال النهار، ونادرًا ما يخرجون بعد الظهر.

يتذكر سليقة بحنين الزمن الماضي حين كان الزوار من سياح ومشاهير يتدفقون إلى الفندق، لكن «اليوم لم نعد نقدم حتى فنجان قهوة واحد... لا نزلاء والفندق خالٍ تمامًا».

حين يحدّق بالقاعات الشاسعة الفارغة من حوله، يقول سليقة إنه يشعر «بغصّة كبيرة في القلب».

لكنه، رغم ذلك، لم تراوده فكرة العودة إلى مسقط رأسه في السويداء في جنوب سوريا إلى حين انتهاء الحرب.

ويؤكد الرجل الذي غزا الشيب رأسه: «لا أستطيع أن أترك الفندق، لقد تربيت هنا وتعلقت بالمكان كثيرًا».

إلى ذلك، تُعد بعلبك من كبرى مدن البقاع، المنطقة الحدودية مع سوريا والتي تعتبر من معاقل حزب الله.

وبعدما بقيت طيلة نحو عام بمنأى عن التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، إلا أن غارات استهدفتها ومحيطها خلال الأسابيع القليلة الماضية.

ويقول رئيس البلدية مصطفى الشل لفرانس برس: إن الغارات استهدفت «أماكن تجارية وسكنية».

ويضيف: «السوق التجاري تقريبًا شبه مقفل، يفتح أبوابه ساعة في اليوم، وأحيانًا لا يفتح».

أما المتبقون في بعلبك، وهم «نحو أربعين في المائة من سكانها البالغ عددهم 250 ألف نسمة»، فيتركزون خصوصًا في أحياء تقطنها غالبية من المسلمين السنة في المدينة المتنوعة طائفيًا ومذهبيًا.

ويحاول آخر المتبقين في بعلبك مع ذلك «ألا يتواجدوا في الطرقات خوفًا من أي غارة قد تسقط في أية لحظة»، وفق الشل.

وبعدما خرج أحد مستشفيات المدينة من الخدمة تمامًا، إثر أضرار نجمت عن غارة إسرائيلية قربه، لا تزال خمسة مستشفيات أخرى عاملة، وفق رئيس البلدية.

ويضيف أن جلّ ما تستطيع البلدية القيام به، مع غياب أي تمويل رسمي في بلد غارق في انهيار اقتصادي منذ عام 2019، هو «فتح الطرقات وتنظيفها بعد القصف» و«تقديم بعض المساعدات العينية» لعدد قليل من النازحين في مراكز الإيواء.

إضافة إلى قلعتها الأثرية، تضم المدينة مقام السيدة خولة الذي يحظى برمزية دينية ويستقطب، وفق الشل، «بحدود المليون زائر» سنويًا.

بحسب تقديرات البلدية، دخل المدينة العام الماضي ستون ألف سائح أجنبي، وما بين ستة إلى ثمانية آلاف سائح عربي، إضافة إلى مائة ألف من لبنان، أما هذا العام فقد سجّلت نسبة السياحة خمسة في المائة مقارنة مع عام 2023.

في السادس من أكتوبر، تصاعدت سحب دخان جراء قصف إسرائيلي خلف الأعمدة الرومانية الأثرية في قلعة بعلبك، المدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) للتراث العالمي منذ عام 1984.

حينها، حذّر محافظ بعلبك بشير الخضر من أن لغارات مماثلة «أثرًا سلبيًا» على القلعة، «سواء من الدخان الأسود الذي يؤثر على الحجارة، أو من قوة الانفجار» الذي قد تؤثر ارتجاجاته على الموقع.

وأكّدت اليونسكو لفرانس برس أنها «تتابع عن كثب تأثير الأزمة الجارية في لبنان على مواقع التراث الثقافي، بما في ذلك مواقع التراث العالمي».

لم يكن حسين الجمّال (37 عامًا) يخال يومًا أن حياته ستنقلب «180 درجة»، على حد قوله، يتذكر الشاب الذي بقي مع والديه في بعلبك كيف «كانت الطرقات تضج بالحياة، القلعة تستقبل زوارها، والمطاعم مفتوحة، والأسواق مزدحمة» قبل الحرب. أما «الآن فلا يوجد أحد».

ويشير الصيدلي الذي يعمل في الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب، وهي منظمة غير حكومية، إلى أن بقاءه مرتبط فعليًا بمساعدة الباقين من أهالي المدينة، أو من نزحوا داخلها، فيما غادرت زوجته وطفلاه (5 و8 سنوات).

ويقول: «أعمل في المجال الاجتماعي والإنساني، لا أستطيع المغادرة، ولو غادر الجميع»، مضيفًا إن في حيه «أربعة بيوت مأهولة بالسكان، معظمهم كبار في السن» يتفقدهم صباح كل يوم «لمعرفة متطلباتهم».

على غرار الجمّال، بقيت رشا الرفاعي (45 عامًا) في المدينة مع والديها المسنين، وتتذكر كيف أن «الحياة قبل الحرب كانت عادية جدًا، عمل، نادٍ رياضي، سهر، أصدقاء... لم يكن لدينا الكثير لنفكر به».

أما اليوم «تغير كل شيء، نعمل عن بعد، لا نرى أحدًا».

وتروي الرفاعي، العاملة في مجال الدعم النفسي لنساء معرضات للعنف القائم على النوع الاجتماعي، أنه منذ أن بدأت الحرب، انقطع تواصلها مع العديد منهن بسبب فرارهن.

ورغم ذلك، تلازم العائلة منزلها لئلا تتكرر معاناة عاشوها خلال حرب مدمرة بين حزب الله وإسرائيل صيف 2006.

وتقول: «تهجرنا حينها من بيت إلى بيت وعشنا تجربة صعبة لا نريد أن نكررها، طالما الوضع مقبول، نحن باقون هنا».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

السفير البابوي ومطران صور المارونية في الكفور- النبطية للاطلاع على حجم الدمار

تستعد رعية سيّدة النجاة-الكفور في قضاء النبطية وجمعية سيّدة النجاة المارونية الداعمة لكافة النشاطات فيها، استكمالا لحملة تشجّع "لنعود ونبني" لدعم اعمار واعادة ترميم كنيستي ومنازل الرعيّة الّتي أصيبت بأضرار جسيمة خلال الحرب الاسرائيلية على لبنان والّتي اطلقتها لجنة وقف الرعيّة، لاستقبال زيارة تفقديّة بعد الأعياد بمشاركة شخصيّات كنسيّة.

زيارتان تأتيان ضمن إطار تعزيز الروابط الروحيّة والإنسانية بين أبناء الرعيّة والكنيسة، الأولى برعاية رئيس أساقفة صور المارونيّة المطران شربل عبد الله، والثانية بحضور السفير البابوي في لبنان المطران باولو بورجيا، الذي يشغل منصب عميد السلك الديبلوماسي في لبنان.

ورعيّة الكفور الّتي هُجِّر جميع سكانها بسبب الحرب الاسرائيلية الأخيرة على لبنان، وأصابت الأضرار بيت الله بدءًا من كنيستي سيّدة النجاة الأثريّة والجديدة، فالأولى الّتي تحمل تاريخا عمره قرابة 250 عاما ويشهد مذبحها وحجارها وسقفها القرميدي عليه أصبحت خربة ومأوى لمياه الشتاء بعد الدمار الداخلي الّذي أصابها وتضرر سقفها المعرّض للسقوط في أي لحظة، أما الثانية فلم تسلم أيضًا من الحرب فجاءت أضرارها متوسّطة، هذا وقد أصيب "الأنطش" ومنزل الرعيّة و50 منزلا لسكان القرية من المسيحيين بأضرار بالغة إضافة الى إصابة 25 منزلا بأضرار متوسّطة و6 منازل دُمِّرت بشكل كامل مما حرَم ساكنيها من العودة اليها، بانتظار اعادة الاعمار، حيث أخذت لجنتي الوقف وجمعية سيدّة النجاة المارونية على عاتقها أن تقوم بحملة تشجيع لاعادة اعمار ما تهدّم خصوصا وان الكشف الأوليّ على الأضرار جاء برقم تقريبي (700000 دولار) وقد ارتفع مع استمرار المسح الّذي يقوم به مجموعة من المهندسين المتخصصين، ويذكر منظمو الحملة من لجنة الوقف وجمعية سيدّة النجاة المارونية أن التكلفة الإجمالية لإصلاحات القرية تتجاوز هذا الرقم بكثير، لكن الهدف الأولّي سيركز على الاحتياجات الأكثر إلحاحًا للعائلات النازحة.

ينطلق البرنامج يوم السبت، 25 كانون الثاني 2025، بحيث سيتم استقبال الوفد الرعوي برئاسة المطران عبدالله عند الرابعة بعد الظهر في أجواء مهيبة تعكس الروحانية العميقة لهذه الرعية. يتبع الاستقبال القداس الإلهي، الذي سيقام عند الرابعة والنصف عصرا، بمشاركة المؤمنين والفعاليات الدينية والاجتماعية. عقب القداس، سيُعقد لقاء موسّع مع أبناء الرعية في صالة الكنيسة، لتبادل الآراء والاستماع إلى احتياجاتهم، مع تسليط الضوء على الأهداف الرعوية المستقبلية، خصوصًا بعد الحرب الاسرائيلية على لبنان والّتي كانت الكفور بمنازلها وأهلها، بحجرها وبشرها عرضة لهجرة قسريّة وتدمير كبير طال المنازل والكنيستين. وستختتم فعاليات هذا اليوم بجولة خاصة للكنيسة الأثريّة ومعاينتها ومحيطها.

أما يوم الأحد، 26 كانون الثاني 2025، فستبدأ الأنشطة باستقبال صباحي لسفير دولة الفاتيكان لدى لبنان باولو بورجيا عند الساعة 10:50، يتبعه الاحتفال بالقداس الإلهي عند الساعة 11:30 صباحًا. بمشاركة أبناء الرعيّة الّتي وضعت 2 بولمان مجانا بتصرف أبنائها ممّن يرغب بالحضور للحصول على البركة والمشاركة في هذه المناسبة الروحية المهمة، الأول ينطلق من جسر ملعب فؤاد شهاب-كسروان (للاستفسار03217397) والثاني من مكان جامعة الحكمة-بيروت، (للاستفسار 03500136)

بعد القداس، سيُقام لقاء آخر في صالة الكنيسة مع أبناء الرعية، يتيح لهم فرصة مشاركة همومهم وشجونهم والحديث مباشرة مع السفير البابوي عميد السلك الدبلوماسي في لبنان. وستُختتم الزيارة بجولة تفقدية للكنيسة الأثرية، التي تحمل إرثًا دينيًا وتاريخيًا عريقًا.

تأتي هذه الزيارة في سياق الجهود التي تبذلها الكنيسة لتعزيز العلاقات بين المؤمنين وقياداتهم الروحية، لا سيّما بعد فترة الأعياد التي تُعدّ فرصة لتجديد الإيمان والتأمل في القيم المسيحيّة، وبعد الحرب الاسرائيلية المدمّرة الّتي تركت أثرًا نفسيًّا وماديًّا يشكل عبئا كبيرا جاثما على نفوس أهالي الكفور، وتُعتبر رعية سيدة النجاة-الكفور من أبرز الرعايا التابعة لأبرشية صور المارونية، حيث تتميّز بتاريخها العريق وموقعها الذي يحمل رمزيّة كبيرة في المنطقة.

ولا بدّ من الاشارة الى أنّ المطران شربل عبد الله يُولي أهمية كبيرة لهذه الزيارة، نظرًا لما تمثّله من فرصة، للاطّلاع عن كثب على التحدّيات التي تواجهها المنطقة بشكل عام والكفور بشكل خاص، والعمل على إيجاد حلول تسهم في تعزيز الحضور المسيحي والحياة الروحية والاجتماعية للرعية.

كما يُضيف وجود السفير البابوي، قيمة استثنائية لهذه الزيارة. فعميد السلك الدبلوماسي، الذي يُمثل الكرسي الرسولي في لبنان، يلعب دورًا محوريًا في تعزيز العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والمؤمنين. ويأتي حضوره تأكيدًا على اهتمام الكنيسة الجامعة بالرعايا المحليّة ودعمها في مختلف الجوانب الروحية والاجتماعية.

تدعو رعية سيدة النجاة جميع أبنائها والمؤمنين من المناطق المجاورة للمشاركة في هذه الزيارة التي تعد فرصة فريدة للقاء قياداتهم الدينيّة والمشاركة في الاحتفالات الروحيّة. والاضاءة على أهمّية الوجود المسيحي وترسيخه. ويمكن متابعة تفاصيل الزيارة وبرنامجها من خلال الصفحات الرسمية للرعية على مواقع التواصل الاجتماعي.

بهذا الحدث، تسعى رعية سيدة النجاة-الكفور لتجديد رسالتها الروحية والمجتمعية، مؤكدةً دور الكنيسة كجسر محبة وسلام بين المؤمنين، وداعيةً الجميع لتوحيد الجهود من أجل مستقبل أفضل ومليء بالإيمان.

وبالامكان التبرع عبر WishMoney 20895988-01  و WishMoney 20895988-03

 

مقالات مشابهة

  • الألم والوجع الذي احسه السودانيون بسقوط مدني فاق اي احساس آخر طيلة فترة الحرب
  • الحرب القادمة في اليمن… ما الذي تعنيه أوامر ترامب؟!
  • الأمين العام لحزب الله: نشكر العراق على الدعم الذي قدمه إلى لبنان
  • حزب الله: إسرائيل أسرت 7 مقاتلين خلال الحرب
  • مقرب من حزب الله: 7 مقاتلين أسرى لدى إسرائيل
  • الجيش: تفجير ذخائر في حقل تربل - الشمال وجرد رأس بعلبك
  • صورة نصرالله ترفع في بعلبك.. ما القصة؟
  • خبير عسكري: إسرائيل قد تستمر في الحرب على لبنان حتى وضوح الصورة مع ترامب
  • السفير البابوي ومطران صور المارونية في الكفور- النبطية للاطلاع على حجم الدمار
  • نقاط ضعفٍ.. هكذا يتحضّر حزب الله للمعركة المُقبلة مع إسرائيل