بروكسل «وكالات»: رغم تبني الاتحاد الأوروبي ميثاقا جديدا للجوء والهجرة في وقت سابق هذا العام، بعد سنوات من المفاوضات الشاقة، يأتي التحول نحو اليمين السياسي في أنحاء التكتل ليدفعه صوب نهج أكثر تشددا في هذا الشأن.

وفي ظل المشهد الأمني غير المستقر وسلسلة النجاحات الانتخابية التي حققتها الأحزاب اليمينية المتطرفة في أنحاء الاتحاد الأوروبي، تعود قضية الهجرة بقوة إلى جدول الأعمال السياسي للتكتل.

كان الاتحاد الأوروبي قد تبنى اتفاقا جديدا للجوء والهجرة في مايو الماضي، يتضمن قواعد أكثر تشددا، من المقرر تطبيقها بداية من منتصف عام 2026، بهدف مكافحة تدفق الهجرة غير الشرعية على أراضيه.

ويستخدم مصطلح الهجرة غير الشرعية، أو غير النظامية، لوصف المهاجرين الذين لا يملكون أساسا قانونيا - مثل حق اللجوء - للبقاء داخل الاتحاد الأوروبي.

ورغم ذلك، شهدت قمة زعماء الاتحاد الأوروبي التي عقدت مؤخرا، دعوات صارمة إلى التحرك، وطالبت المزيد من الدول بتوفير حماية أقوى لحدود التكتل. ووافق قادة الاتحاد على بيان يدعو إلى إصدار تشريع جديد عاجل لتسريع وتيرة عمليات ترحيل المهاجرين، كما دعا البيان التكتل إلى استكشاف «سبل جديدة» لمواجهة الهجرة غير النظامية.

وعلى الرغم من عدم ذكر قادة التكتل هذه التدابير على نحو صريح في البيان المشترك، فإنها قد تشمل ما يعرف باسم «مراكز العودة» خارج أراضي الاتحاد الأوروبي، على غرار الاتفاق الذي أبرمته روما مع تيرانا، لإرسال مهاجرين إلى ألبانيا، لتقييم ما إذا كان لديهم الحق في اللجوء. وشاركت رئيسة الوزراء الإيطالية، اليمينية المتشددة جورجا ميلوني، في استضافة محادثات الهجرة مع الدنمارك وهولندا قبل القمة الأوروبية، وهو ما حدد مسار الفعالية الرئيسية، إلى جانب حكومات أخرى تنتمي ليمين الوسط واليمين المتشدد.

وشارك زعماء عدد من دول الاتحاد الأوروبي، اليونان وإستونيا وقبرص وسلوفاكيا ومالطا والنمسا وبولندا وجمهورية التشيك والمجر، وعلى نحو مثير للجدل، رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

يشار إلى أن المفوضية هي الذراع التنفيذية، المحايدة سياسيا، للاتحاد الأوروبي. وقال رئيس وزراء التشيك بيتر فيالا في وقت لاحق إن المشاركين كافة اتفقوا على أن الاتحاد الأوروبي «يجب أن يكون أكثر جرأة وسرعة» في التعامل مع مسألة الهجرة. ورد النائب الأوروبي، باس إيكهاوت، الزعيم المشارك لحزب الخضر في البرلمان الأوروبي، قائلا إن التكتل «يجب ألا ينحني أمام الترويج للخوف من اليمين المتطرف» فيما يتعلق الهجرة.

عقبات على طريق خطة إيطاليا- ألبانيا وقعت إيطاليا وألبانيا، التي ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي، اتفاقا في نوفمبر الماضي يقضي بإنشاء مركزين لاحتجاز المهاجرين، تديرهما إيطاليا على الأراضي الألبانية، وبدأ تشغيلهما بالفعل منتصف أكتوبر الجاري.

ويهدف المركزان، اللذان يخضعان للسلطة القضائية في روما، إلى إيواء طالبي اللجوء لحين إتمام التعامل مع قضاياهم، عن بعد، من قبل قضاة إيطاليا.

ووصل 16 من المهاجرين الرجال، من دولتين إلى ميناء شينجين في ألبانيا يوم 16 أكتوبر الجاري. وتنظر الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق المثير للجدل بين روما وتيرانا على أنه خطة محتملة لـ «مراكز العودة»، في حين يصفه منتقدوه بأنه برنامج باهظ التكلفة لا يؤدي سوى إلى إكساب المسألة الطابع الخارجي.

وأصدر قضاة في إيطاليا حكما يوم الجمعة الماضية ضد احتجاز أول دفعة من المهاجرين في ألبانيا، استنادا إلى حكم أصدرته مؤخرا محكمة العدل الأوروبية، على أساس أن الرجال لا يستوفون معايير الاحتجاز، ويتعين إحضارهم إلى إيطاليا. وتم تحديد أربعة فقط من الـ 16 على أنهم «مستضعفين»، وأرسلوا إلى إيطاليا، على الفور.

وقال مسؤولو الموانئ في ألبانيا إن الـ 12 الباقين، صعدوا على ظهر سفينة تابعة لخفر السواحل الإيطالي في اليوم التالي، لتنقلهم إلى برينديزي بجنوب إيطاليا.

وأثار قرار المحكمة الإيطالية رد فعل غاضبا من كبار أعضاء مجلس الوزراء، واتهم ماتيو سالفيني، نائب رئيسة الوزراء ميلوني، القضاة بأنهم «مسيسون». ووافقت الحكومة الإيطالية يوم الاثنين الماضي على مرسوم بشأن تحديد قائمة الدول الآمنة لإعادة المهاجرين إلى أوطانهم، بهدف حل المشكلة القانونية المتعلقة باحتجاز المهاجرين في ألبانيا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی فی ألبانیا

إقرأ أيضاً:

الهجرة الدولية: أكثر من 15 مليون نازح جرّاء الحرب في السودان

كشفت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء، عن ارتفاع أعداد الفارين من ديارهم بسبب النزاع في السودان إلى 15 مليون نازح.

ويعيش النازحون داخليًا الذين يقيمون في 10,152 موقعًا في 184 محلية وسط أوضاع إنسانية قاسية جراء ضعف الاستجابة الإنسانية وتدمير سُبل العيش في الريف والحضر.

وقالت منظمة الهجرة، في بيان لها إن: “إجمالي عدد النازحين داخليًا بلغ 11,568,970، فيما عبر 3,472,003 الحدود إلى البلدان المجاورة منذ 15 أبريل 2023”.

وأشارت إلى أن 31% من إجمالي النازحين فروا من العاصمة الخرطوم، تليها ولاية جنوب دارفور التي نزح 18% من سكانها، وتعقبها ولاية شمال دارفور التي فر منها 15% من مواطنيها.

وأفادت بأن 53% من النازحين داخليًا هم أطفال تقل أعمارهم عن 18 عامًا.

ويدفع النزوح المستمر بالأطفال إلى مخاطر عديدة، منها التجنيد في الجماعات المسلحة واستخدامهم كمقاتلين وجواسيس وعمال، في ظل تعطل العمل الدراسي خاصة في مناطق النزاع النشطة.

وكشفت منظمة الهجرة عن ذهاب 1.2 مليون سوداني إلى مصر، وأكثر من مليون فرد إلى جنوب السودان، و939 ألف شخص إلى تشاد، فيما عبر 162 ألف شخص الحدود إلى إثيوبيا، و108 آلاف لاجئ إلى ليبيا، و37 ألف فرد إلى أفريقيا الوسطى.

وتسعى الأمم المتحدة إلى جمع 6 مليارات دولار هذا العام منها 1.8 مليار دولار لمساعدة 5 ملايين لاجئ سوداني في دول الجوار والمجتمعات التي تستضيفهم، فيما يُخصص باقي المبلغ لمساعدة قرابة 21 مليون فرد داخل البلاد.

مقالات مشابهة

  • أمريكا تقيم حواجز مائية عائمة على الحدود مع المكسيك لإعاقة المهاجرين
  • فكرة سيئة.. ما التأثيرات الاقتصادية لترحيل المهاجرين في الولايات المتحدة؟
  • المغرب يُحبط أكثر من 78 ألف محاولة هجرة غير نظامية في 2024
  • مع كل المسؤولين..العدل الأمريكية توجه بالتحقيق مع معرقلي تطبيق قوانين الهجرة الجديدة
  • السلطات الأمريكية تبدأ اعتقال «المهاجرين غير الشرعيين» وعشرات الولايات تطعن بقرار لـ«ترامب»
  • بأوامر من ترامب.. لا “أماكن محمية” في المداهمات ضد المهاجرين
  • الهجرة الدولية: أكثر من 15 مليون نازح جرّاء الحرب في السودان
  • تنفيذا لأوامر ترامب.. السلطات الأمريكية بدأت باعتقال المهاجرين غير الشرعيين
  • الرئيس الأمريكي: قد نفرض رسوما جمركية على الاتحاد الأوروبي
  • السلطات الأمريكية تبدأ عمليات اعتقال المهاجرين غير الشرعيين