تاريخ العلاقات المصرية الجزائرية.. محطات بارزة ونقاط قوة
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الدقائق القليلة الماضية الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون بمطار القاهرة والتي تأتي في إطار التعاون الثنائي بين البلدين.
العلاقات المصرية الجزائرية
تعد العلاقات المصرية الجزائرية نموذجًا للعلاقات العربية التي تجمع بين الدولتين على أساس من التضامن والدعم المتبادل. فعلى مدار التاريخ، أثبتت مصر والجزائر قدرتهما على تجاوز التحديات الإقليمية والدولية بتنسيق مستمر وتعاون في القضايا المصيرية، مما ساهم في تعزيز استقرارهما وتقوية مواقفهما على الساحة الدولية.
كانت الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي (1954-1962) محطة فارقة في العلاقات بين البلدين، حيث قدمت مصر دعمًا سياسيًا ودبلوماسيًا كبيرًا للثوار الجزائريين. فقد استضافت القاهرة قادة الثورة الجزائرية، وقدمت لهم الدعم العسكري والإعلامي، مما ساهم في كسب التأييد العربي والدولي للقضية الجزائرية. كما استخدمت إذاعة "صوت العرب" لدعم الكفاح الجزائري، وأدى هذا الدعم إلى بناء علاقة قوية بين الشعبين، لا تزال آثارها واضحة حتى اليوم.
التعاون في حقبة ما بعد الاستقلالبعد استقلال الجزائر عام 1962، تطورت العلاقات بين البلدين، حيث سارعت الجزائر في تقديم الدعم السياسي لمصر خلال حرب 1967 وحرب أكتوبر 1973، حيث قدمت مساعدات مالية وعسكرية دعمًا للجيش المصري في معركته ضد إسرائيل. وعبّر البلدان عن عمق الصداقة والتعاون المشترك من خلال دعم بعضهما في الأوقات الصعبة، وهو ما عزز من شراكتهما الاستراتيجية.
العلاقات الاقتصادية والتجاريةشهدت العلاقات الاقتصادية بين مصر والجزائر تطورًا ملحوظًا خلال العقود الأخيرة، مع زيادة الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين. وتركز التعاون الاقتصادي على مجالات متنوعة مثل الطاقة، والبنية التحتية، والزراعة، والخدمات، مما ساهم في تحقيق الفائدة المشتركة. وتعد الجزائر من أهم الشركاء التجاريين لمصر في شمال إفريقيا، مع اتفاقيات اقتصادية تهدف إلى تعزيز حجم التبادل التجاري.
التنسيق السياسي والأمنيتحرص مصر والجزائر على التنسيق المشترك في العديد من القضايا الإقليمية، مثل الأزمة الليبية والقضية الفلسطينية والأمن في منطقة الساحل الأفريقي. وتمتاز مواقف الدولتين بتقارب كبير على الساحة الدولية، حيث يدعمان الحلول السلمية وتجنب التدخلات الخارجية التي تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة. وتعمل الأجهزة الأمنية في البلدين على تبادل المعلومات والتعاون لمكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود.
التعاون الثقافي والتعليميعلى المستوى الثقافي، تعد مصر والجزائر شريكين مهمين في تعزيز التراث العربي والإسلامي، حيث تشهد العلاقات الثقافية بينهما زخمًا من خلال تبادل الأنشطة الثقافية، وإرسال بعثات تعليمية، وتعزيز دور الجامعات والمؤسسات التعليمية. وتساهم التبادلات الثقافية في تعزيز التفاهم والتقارب بين الشعبين، مع مبادرات فنية وأدبية تعكس التراث الثقافي الغني للبلدين.
الرؤى المستقبلية للعلاقات المصرية الجزائريةمع استمرار التنسيق في المجالات السياسية والاقتصادية، تتجه العلاقات بين مصر والجزائر إلى آفاق جديدة تتماشى مع التحديات الإقليمية والدولية. وتعمل الدولتان على تعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة الاستثمارات المشتركة، مع التركيز على تعزيز الشراكات في مجالات الطاقة والتنمية المستدامة.
في النهاية تشكل العلاقات المصرية الجزائرية نموذجًا للعلاقات الأخوية القائمة على التعاون المتبادل والثقة، ويمثل التنسيق المشترك بينهما ضمانًا للاستقرار الإقليمي والدعم العربي المشترك.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مصر الجزائر الرئيس عبدالفتاح السيسي السيسي عبدالمجيد تبون مصر والجزائر بین البلدین
إقرأ أيضاً:
طرد سفير جنوب إفريقيا في واشنطن يؤجج توتر العلاقات بين البلدين
طرد سفير جنوب إفريقيا في واشنطن.. صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أمس الجمعة إن بلاده طردت سفير جنوب إفريقيا لديها إبراهيم رسول، واتهمه بأنه يكره الولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترامب، وهذا قرار اعتبرته بريتوريا إجراء مؤسفا، مؤكدة ضرورة الإبقاء على اللياقة الدبلوماسية بين البلدين.
وفي هذا السياق، قال روبيو في منشور على حسابه في منصة «إكس»: «ليس لدينا ما نناقشه معه، وبالتالي فهو يعتبر شخصا غير مرغوب فيه»، في إشارة إلى السفير إبراهيم رسول ، كما وصف روبيو سفير بريتوريا بأنه سياسي يؤجج التوترات العرقية.
ومن جهة آخري، اعتبرت جنوب إفريقيا، أن طرد الولايات المتحدة سفيرها في واشنطن إجراء مؤسف، مؤكدة ضرورة الإبقاء على اللياقة الدبلوماسية بين البلدين.
ومن ناحية آخري، أكدت الرئاسة في بريتوريا، أنها أخذت علما بالطرد المؤسف لسفير جنوب إفريقيا الى الولايات المتحدة السيد إبراهيم رسول، وودعت كل الأطراف المعنيين والمتأثرين إلى الحفاظ على اللياقة الدبلوماسية الراسخة في تعاملهم مع المسألة، مؤكدة أن جنوب إفريقيا تبقى ملتزمة في بناء علاقة مع الولايات المتحدة تعود بالفائدة المشتركة.
ويأتي طرد رسول، وهو من المناضلين ضد نظام الفصل العنصري ببلاده، في سياق توتر متصاعد بين واشنطن وبريتوريا، إذ كان ترامب جمد في فبراير المساعدات الأمريكية لجنوب إفريقيا، على خلفية قانون لمصادرة الممتلكات اعتبر أنه ينطوي على تمييز ضد المزارعين البيض.
ويعتبر أحد أقرب حلفاء ترامب مولود في جنوب إفريقيا، وهو إيلون ماسك الذي اتهم حكومة الرئيس الجنوب الإفريقي سيريل رامابوزا باتباع قوانين ملكية عنصرية علنية.
وخلال استضافة جنوب إفريقيا اجتماعا لوزراء خارجية مجموعة العشرين في فبراير، وصف رامابوزا بـ الرائع اتصالا جرى بينه وبين ترامب بعيد تولي الأخير سدة الرئاسة الأمريكية لولاية ثانية غير متتالية في يناير، لكنه لفت إلى أن العلاقات بعد ذلك خرجت قليلا عن مسارها.
اقرأ أيضاًسفير جنوب إفريقيا يلتقي وفد الغرفة التجارية لبحث زيادة العلاقات الاقتصادية الثنائية
السفيرة نميرة نجم: انضمام مصر لدعوى جنوب إفريقيا وجد زخما كبيرا
رئيس الرعاية الصحية يبحث مع سفير جنوب إفريقيا فرص التعاون في مجالات السياحة العلاجية