عادة ما نسمع عن حواث غريبة تشهدها الشوارع بين الحين والآخر، مثل اصطادم السيارات والشاحنات بالدواب والماشية أو أبواب المحال، ولكن ما لم يحدث من قبل؛ هو اصطدام طائرة بتوكتوك في السودان في واقعة غريبة هزت وسائل الإعلام المحلية، إذ أسفر الحادث عن مصرع أربعة أشخاص وإصابة 12 شخصًا، بإصابات متفاوتة، وسط دهشة وذهول سكان المنطقة.
اصطدام طائرة بتوكتوك في السودان
اصطدام طائرة شراعية لمكافحة الآفات الزراعية بتوك توك بولاية القضارف شرقي السودان هزَّ وسائل الإعلام المحلية بسبب الإصابات والوفيات التي خلَّفها الحادث، إذ وقع الحادث بمنطقة الفشقة الزراعية أثناء هبوط طائرة رش من طراز (st-cpj) تستخدم لمكافحة الآفات الزراعية في مدرج ترابي، وهو ما تسبب في وفاة أربعة عمال زراعيين وأصيب ثمانية آخرون أحدهم إصابته حرجة.
ووفقًا لوكالة السودان للأنباء، يقول عمار سليمان وزير الزراعة المكلف بولاية القضارف، إنّ كابتن الطائرة تفاجأ بدخول عربة صغيرة (توكتوك)، إلى المدرج وكأنه خرج من العدم وكان يحمل على متنه عددا من العمال صغار السن لحصاد السمسم، يقول وزير الزراعة: «هناك سبعة من المصابين تلقوا العلاج بمستشفى في القضارف، فيما جرى نقل المصاب بجروح بالغة إلى مستشفى كسلا بولاية كسلا المجاورة، في حين لم يُصب طاقم الطائرة المكون من ثلاثة أشخاص بأي أذى، فيما تعرضت الطائرة لأضرار».
طاقم الطائرة لم يصب بالأذى
ووفقًا للوكالة السودانية، فقد تعرضت الطائرة المؤمن عليها قانونيًا لكسر في الجناح الأسفل بالجهة اليمنى وكسر في المروحة الأمامية، بينما لم يُصب كل من كابتن الطائرة الأوكراني الجنسية ومهندسها السوداني ومفتش الوقاية وسائق التوكتوك بأي أذى، وجرى اتخاذ كل الإجراءات القانونية حيال المتوفين والمصابين.
هذا الحادث الاستثنائي الذي هزَّ وسائل الإعلام في السودان، أثار تساؤلات حول الظروف التي أدت إلى وقوعها، ما يجعلها محفورة في ذاكرة المنطقة ليس فقط كمأساة إنسانية، بل كواحدة من أغرب حوادث الاصطدام التي شهدتها البلاد.
ونعى وزير الزراعة والغابات والعاملين بالوزارة قتلى الحادث الأليم بولاية القضارف الذي وقع بين طائرة رش كانت تعمل في مكافحة آفة الطير بتفتيش الفشقة الكبرى مساء الجمعة 25 أكتوبر 2024، وتعرضها لحادث أثناء هبوطها بالمطار الترابي المعد لها حيث اصطدمت بـ(توكتوك)، وذلك بعد طلعة جوية استهدفت فيها مواقع الطير.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية:
اصطدام طائرة
فی السودان
إقرأ أيضاً:
عين على «الرقابة»
فـي التقرير الذي نشره جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة مؤخرا حول التجاوزات التي طالت بعض الأجهزة الحكومية، وشبه الحكومية، مؤشر على الاتجاه الذي تتجه إليه الدولة، والذي يعتمد على أمرين مهمين هما: الرقابة الصارمة، والشفافـية الواضحة، وهما العاملان اللذان يحددان معالم المرحلة القادمة، ويعملان على إنشاء نظام رقابي قوي، ومتماسك، يتيح مزيدا من التنظيم، وإعادة هيكلة المنظومة الحكومية الرقابية. ولعل حجم التجاوزات التي نُشرت، وطريقتها، يعكسان خللا هيكليا موجودا فـي نظام الرقابة الداخلية للمؤسسات، والدورة المالية التي تمر بها الحسابات، وتسلسل الإجراءات الإدارية، وهي تحديات يحاول «جهاز الرقابة» سدّها بكل الطرق المحاسبية الحديثة، وتضييق الخناق على الثغرات التي يتسلل منها سرّاق المال العام، وتطوير أجهزة وأدوات البحث عن طرق التحايل الوظيفـي، وعدم إغفال تلك الفجوات التي تبرز بين حين وآخر، وكل هذه التحديات تحتاج إلى عمل دؤوب ومتواصل، كما تحتاج إلى شخصية إدارية قوية مدعومة من أعلى الهرم المؤسسي فـي الدولة، وهذا هو الحاصل حاليا، حيث أصبح جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة اليوم يقوم بواجباته دون خشية أو مجاملة لأحد، وما نشرته التقارير فـي وسائل الإعلام المحلي مؤشر جيد على أن الممارسات الخاطئة لن تمر مرور الكرام، ولن تخفى عن أعين المواطن، ولعل ذلك أيضا يصب فـي مصلحة موثوقية الحكومة فـي الخارج، وسعيها الجاد لبتر يد الفساد من منابته. ومع كل هذه الجهود المثمنة من المؤسسة الرقابية الأولى فـي الدولة، يبقى دور وسائل الإعلام المحلية فـي كشف وفضح أي تجاوزات مالية أو إدارية قد تحدث فـي أي جهة كانت، وهو دور مكمل ومساند لجهود «الجهاز»، وعين أخرى للمسؤولين فـي الدولة، فالاكتفاء بدور الناقل للحدث، والمستقبل للخبر لم يعد ذا أهمية فـي ظل وسائل التواصل الاجتماعي، الذي بدأ فـي تجاوز الإعلام التقليدي، وأصبح الأسرع، والأقرب للناس، رغم كل السلبيات التي تشوب عملية النقل والتوصيل فـي هذه الوسائل الحديثة، وهو ما يضاعف من جهود جهات الرقابة التي يجب أن تتلقى كل شكوى أو ملحوظة بجدية تامة، وتبحث عن مدى صدقها، وتسعى لكشف الحقيقة، لتوضيح الصورة الواقعية للرأي العام، ولذلك تظل «الصحافة الاستقصائية» فـي الإعلام التقليدي واحدة من ضرورات التحول الإعلامي، وهو ما يجعله فـي موقع متقدم، ومهني بشكل أكبر، خاصة وأن هذه التحقيقات يجب أن تكون مدعومة، وموثقة بالمستندات، والوثائق، والأدلة، وهو ما يجعلها ذات مصداقية كبيرة. إن الصحافة هي السلطة الرابعة، والإعلام هو عين المسؤول على الأرض، وعليهما أن يأخذا دورهما الرقابي الذي هو أساس نشوء الصحافة التقليدية، وأن لا تكتفـي وسائل الإعلام بنقل الأخبار الرسمية، والاعتيادية التي لا تهم إلا فئات محددة، ومحدودة، وغير مؤثرة أحيانا فـي صنع القرار، ولذلك تحتاج الرقابة إلى عناصر فاعلة، وممكنات مهنية، لكي تساعد المؤسسات الرقابية الرسمية فـي الدولة على أداء مهامها، والوصول إلى مناخ آمن، وبيئة صحية للعمل، وطمأنة المواطن أن مقدراته، ومكتسباته فـي أيد أمينة، وأنه يعيش فـي دولة القانون التي تطبق التشريعات، والقوانين على كل أفراد المجتمع، وأنه لا مكان للمتجاوزين فـي هذا الوطن العظيم. |
|
|
|