وضع مصر ونكسة 1967.. ماذا يقصد السيسي؟
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
شبه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الوضع في بلاده حاليا بما كانت عليه بعد الهزيمة في حرب عام 1967، في تصريحات أثارت ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي يونيو من عام 1967، شهدت منطقة الشرق الأوسط حربا استغرقت ستة أيام بين إسرائيل وبعض جيرانها العرب. وفي مصر يطلق على هذه الحرب اسم "نكسة 67" وتسمى في إسرائيل حرب الأيام الستة.
وقال السيسي خلال احتفالات بمناسبة ذكرى السادس من أكتوبر من عام 1973 عندما أطلق الجيش المصري هجوما مباغتا على القوات الإسرائيلية في سيناء: "ما نراه الآن في مصر هو تقريبا نفس الظروف التي كانت تعيشها بعد هزيمة 1967".
وأضاف في إشارة إلى حرب 1973 أن الخبراء العكسريين في ذلك الوقت لم يتوقعوا أن تعبر مصر أزمة الحرب بسبب "خط بارليف، والتفوق العسكري (لإسرائيل)" ومع ذلك،"الشعب المصري رفض الهزيمة وتحدى نفسه وحقق الانتصار... حقق انتصارا غاليا بدماء المصريين".
وواصل: "الرئيس السادات، دفع الكثير، دفع حياته ودمه، من أجل فكرة السلام، التي كانت سابقة لعصرها".
وأضاف السيسي أنه "بنفس الروح والإرادة والإصرار ورغم الظروف الصعبة، سنعبر التحدي وسنصل إلى كل ما نتنماه".
وعلى مواقع التواصل، تركزت العديد من التعليقات على تشبيه السيسي الوضع بالظروف التي مرت بها البلاد في أعقاب الحرب مع إسرائيل، وهو مع اعتبره البعض إقرارا بأن "الوضع الآن يشبه النكسة" بينما قال آخرون إنه أراد التذكير بإمكانية تجاوز الأزمات في أصعب الظروف.
وواجه الرئيس المصري اتهامات بالتنكيل بمعارضين وناشطين في مجال حقوق الإنسان منذ تولّيه الحكم في 2014 بعد إطاحة الجيش الرئيس الإسلامي الراحل، محمد مرسي، وشن السلطات حملة اعتقال واسعة شملت إسلاميين وليبراليين.
وبالإضافة إلى ذلك، تشهد مصر التي يبلغ عدد سكانها 105ملايين يعيش ثلثهم تحت خط الفقر، واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخها بعدما سجل معدل التضخم مستوى قياسيا مدفوعا بتراجع قيمة العملة المحلية ونقص العملة الأجنبية في بلد يستورد معظم حاجاته الغذائية.
وعلق البعض على كلمة السيسي بالقول إن الوضع حاليا هو "نكسة دون حرب" وقال آخر: "هو اعترف بذات نفسه على نفسه. هذه قمة الإعجاز". وكتب آخر: "اللي احنا فيه (ما نعيشه الآن) عمرنا ما شوفناه في حياتنا (لم نره من قبل) حتي أيام النكسة والحرب".
واعتبر آخر أنه كان يتحدث عن الظروف الحالية "من أجل تبرئة نفسه من نكسة وانتكاسة في كل الأجهزة والمؤسسات وكل المجالات... الظروف الحالية تختلف تماما عن هزيمة 1967 ببساطة لأنه حينها كان يوجد محتل لسيناء واشتباكات شبه يومية وكان الشعب بيقطع من قوته اليومي علشان (من أجل) المجهود الحربي... ومع ذلك، كان الموظف والعامل قادر أن يعيش".
في المقابل، قال تعليق آخر إن مصر بعد الهزيمة "أجرت إصلاحات اقتصادية وبدأت في بناء الجيش بعد اتباع السادات نهجا سياسيا جديدا وصولا للنصر".
وكتب آخر: "مثلما تجاوزنا محنة 67 تجاوزنا كل المحن والمصاعب والفوضى الخلاقة".
يذكر أنه في سنوات حكمه الأولى، لُقِّب السيسي بـ"المنقذ" بسبب إطاحته الإسلاميين الذين أوصلتهم الثورة إلى الحكم، لكنهم خسروا شعبية بسبب ما رأى عديديون أنه تفرد بالسلطة وفرض قوانين متشددة.
وساهمت حملة "100 مليون صحة" التي أطلقها السيسي على مدار الأعوام الماضية في تعزيز شعبيته وسط الطبقات المحدودة الدخل، إذ ساهمت الحملة في علاج ملايين المرضى.
لكن على مستوى الاقتصاد، ينتقد الخبراء المشروعات العملاقة التي تبناها السيسي وعلى رأسها العاصمة الإدارية الجديدة التي كلّفت 58 مليار دولار تقريبا، فضلا عن القطارات الفائقة السرعة والجسور والطرق التي يعتقدون أن لا عائد لها بينما تستنزف موازنة الدولة وتؤدي إلى مضاعفة الديون.
لكن كان لهذه المشاريع صداها على مؤيدي وأنصار السيسي في شتى المجالات، ووضعت معظم القنوات التلفزيونية المصرية شعار "الجمهورية الجديدة" على يسار شاشاتها، احتفالا ودعما لما تشهده البلاد من تغيير وفق رؤية الرئيس.
واعتمد السيسي لسنوات طويلة على التمويل الممنوح من صندوق النقد الدولي عبر القروض أو عبر ودائع الحلفاء الخليجيين.
لكن الرئيس المصري أشار، الأحد الماضي، إلى أن القاهرة قد تضطر إلى إعادة تقييم برنامج القرض الموسع إذا لم تأخذ المؤسسات الدولية في الاعتبار التحديات الإقليمية الاستثنائية التي تواجهها البلاد.
وقال السيسي إن البرنامج الحالي يطبق في ظل ظروف إقليمية ودولية شديدة الصعوبة، لها تأثيرات سلبية للغاية على العالم كله، وهناك ركود اقتصادي محتمل في السنوات المقب.
وتتطلب الحزمة المالية التي وقعتها مصر مع صندوق النقد، في مارس، خفض الدعم على الوقود والكهرباء وسلع أخرى والسماح للعملة المصرية بالتحرك وفق محددات العرض والطلب، وهي إجراءات أثارت سخطا شعبيا.
وذكر الصندوق، الخميس، أنه يعمل مع السلطات المصرية بشأن ما يجب القيام به لتوسيع نطاق برامج الحماية الاجتماعية والتأكد من فاعليتها.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الرئیس المصری
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي: القوات المسلحة أهم ركيزة لضمان الاستقرار في مصر والمنطقة
اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، اليوم، بعدد من قادة القوات المسلحة، بمقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك بحضور الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي والفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية.
وذكر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء تناول تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، مضيفا أن الرئيس السيسى أشاد بالجهود التي تبذلها القوات المسلحة لحماية الحدود المصرية من أي تهديدات محتملة.
وشدد الرئيس السيسى، على أن الأحداث المتلاحقة والأوضاع المضطربة التي تشهدها المنطقة تؤكد أن خيارنا للسلام العادل والمستدام يفرض علينا الاستمرار في بناء قدرات القوى الشاملة لصون وحماية الوطن، مع الاستمرار في جهود التنمية الشاملة للدولة لتحقيق تطلعات أبناء الشعب المصري العظيم نحو مستقبل أفضل.
تناول الاجتماع كذلك جهود القوات المسلحة في تأمين كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة ومدي جاهزيتها لتنفيذ المهام التي توكل إليها.
وقال الرئيس السيسى: "الحقيقة انا متابع الأنشطة كلها ومطمئن، ولكن عايز اوضح لكم نقطة مهمة جداً القوات المسلحة كانت دايما هي ركيزة الاستقرار فى مصر وزي ما انتم شايفين المنطقة مضطربة جدًا وبتمر بأحداث صعبة، ومصر هي عنصر الاستقرار المهم علي مدي السنين اللي فاتت وإن شاء الله السنين القادمة من خلال سياسة متوازنة تتسم بالاعتدال والصبر فى مواجهة الأحداث اللي بتتم والتطورات اللي بتتم، وزي ما انتم شايفين على الاتجاهات الاستراتيجية التلاتة الغربية والجنوبية وحتى الشرقية لكن ادارتنا المتزنة دي كانت ساهمت مساهمة كبيرة جدًا فى الحفاظ علي الاستقرار".
وأضاف الرئيس السيسى فى هذا الإطار:" ده مش كلامي بالمناسبة ده مش كلام معنوي لكم، لا، ده كلام الدنيا كلها دلوقتي.. الدنيا كلها النهارده عارفة إن مصر بتوازنها واستقرارها، رغم الظروف الصعبة اللي بتمر بيها، مصر عامل ثقل كبير جدًا فى هذا الاستقرار".
وقال الرئيس السيسى، إنه فى كل لقاء بيتم مع القوات المسلحة، كان يلتقى عددًا القادة من أصحاب الرتب المتوسطة، والذين يشكلون الأمل والمستقبل، وفي هذه المرة اختارنا أن تكون النسبة أكبر لكي يستمع منهم إلي وجهة نظرهم حول الأحداث الجارية، مؤكدًا أننا كعسكريين، فإن الناس تتصور أن اهتمامنا فقط بالتدريب وقدراتنا العسكرية، مؤكدًا أن هذا مهمة أساسية للقوات المسلحة، لكن ليس معني ذلك أننا فى معزل عن ما يدور حولنا سواء كان فى الداخل أو فى الخارج".
وأشار الرئيس السيسى، إلى التوازن الكبير للقوات المسلحة فى إدارتها لأمورها وفهمها للواقع السياسى والأمنى داخل الدولة وخارجها، يمثل عامل الاستقرار المهم.
وطالب الرئيس السيسى قادة الألوية والفرق إبلاغ تحياته وسلامه إلي جميع أبناءه فى القوات المسلحة، قائلًا:" بقول لهم خلو بالكم دايمًا مستمرين فى العمل والتدريب والاستعداد للحفاظ علي كفاءتكم وجاهزيتكم لأن أمن مصر وسلامتها أمانة فى رقابنا كلنا وطبعًا فى رقابكم انتم كخط المواجهه الأول.. وربنا يا زب يحفظنا ويحفظكم من كل شر وسوء".
كما دار حوار بين الرئيس السيسى وعدد من رجال القوات المسلحة تطرق إلي قضايا الشأن العام والأوضاع الداخلية.
وقال الرئيس ردًا علي أحد رجال القوات المسلحة:" إوعى تغرك حاجتك تخليك تاخد قرار تضيع بيه اللي انت عملته كله وحققته، اللي انت حققته ده عملناه في عشر سنين ودور علي اللي مش موجود".
وطمأن رجال القوات المسلحة الرئيس السيسى والشعب المصري، حيث أكدوا أن جيش مصر جاهز لتنفيذ أي مهمة، مشددين على جاهزيتهم من خلال أفضل التدريبات والتقنيات.
وزد الرئيس السيسى قائلاً: "ربنا يوفقكم"، موجهًا حديثه لأحد أبناءه من ضباط القوات المسلحة:" اوعى يا ابني تستخف أو تسخر من غيرك وتعتبر نفسك حتى لو كانت المعرفة والقدرة اللي عندك فعلًا تخليك تعمل كده".
اقرأ أيضاًعاجل.. الرئيس السيسي يجتمع بعدد من قادة القوات المسلحة بمقر القيادة الاستراتيجية (تفاصيل)
مدبولي: الرئيس السيسي جدد دعوته بشأن قدرة مصر على استضافة مركز عالمي لتجميع وتخزين الحبوب
المؤتمر: كلمة الرئيس السيسي بقمة العشرين عكست رؤية مصر لتعزيز التعاون الدولي