أمين رابطة الجامعات الإسلامية: إصلاح الأرض والحفاظ على أمنها المهمة الأسمى
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
شارك الأستاذ الدكتور سامي الشريف الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية في افتتاح المؤتمر العالمي الأول للإعجاز العلمي في القرآن والسنة والذي أقامته جمعية الإعجاز العلمي المتجددة في مركز المؤتمرات بجامعة الأزهر، في الفترة من 27-28/أكتوبر/2024م.
رابطة الجامعات الإسلامية تنظم احتفالا بذكرى المولد النبوي الشريف رابطة الجامعات الإسلامية: تجديد الخطاب الديني مهم ولكنه ليس دعوة لهدم الدينوقد عبر الأمين العام عن امتنانه للدعوة الكريمة التي وجهها له فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الله المصلح الرئيس الشرفي للجمعية، كما وجه الشكر للأستاذ الدكتور علي فؤاد مخيمر رئيس ومؤسس الجمعية، مشيدا بموضوع المؤتمر ومحاوره والتي تناقش موضوعات على درجة عالية من الأهمية، إذ تؤكد على أن القرآن الكريم والسنة المشرفة لا يتعارضان مع النهضة العلمية والمنجزات التي حققتها البشرية على مدى تاريخها.
وقال الأمين العام في تصريحات لوسائل الإعلام: إن الإسلام قرآنا وسنة قد اهتما اهتماماً بالغاً بالعلم والعلماء، وأن الإسلام دعا أتباعه إلى التفكر والتدبر في خلق الله، كما حثت الشريعة الغراء الإنسان على الإبداع والإنجاز في مختلف المجالات بما يتفق مع مهمته التي خُلق من أجلها من عبادة الله وإعمار الكون والخلافة في الأرض.
وأضاف الشريف: أن آيات القرآن الكريم تتضمن إشارات واضحات للعديد من الاختراعات والمنجزات العلمية التي حققها البشر ولا زالوا يحققونها، مشيرا إلى أن إصلاح الأرض والحفاظ على سلامتها وأمنها هو المهمة الأسمى التي يضطلع بها المسلم الحق.
ولفت إلى أن مثل هذه المؤتمرات وما تطرحه من موضوعات وقضايا تتعلق بالإعجاز العلمي في القرآن والسنة من شأنه أن يثبّت إيمان المؤمنين ويدعم ثقتهم بوعد الله، فضلا عن أنها ترد على ما يثيره أعداء الإسلام من شبهات باطلة تتحدث عن تعارض الدين مع العلم، وأن ما حققته البشرية من إنجازات واختراعات تخطت ما جاءت به الأديان، وهو أمر مغلوط تماما لاسيما وأن كل ما أنجزه البشر كان بأمر من الله وتيسيره، وأن الإنسان محاسب أمام الله على ما يسره له وما أعطاه إياه من نعم لا تعد ولا تحصى، فضلا عن استخدامه لتلك الاختراعات في صالح البشر وإصلاح الكون.
ويذكر أن الأمين العام للرابطة قد التقى في الجلسة الافتتاحية عددا كبيرا من العلماء والأساتذة والخبراء من بينهم فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية والأستاذ الدكتور محمود صديق نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا ، والأستاذ الدكتور عبدالله المصلح الأمين العام للمجلس العالمي للدعوة والإغاثة، فضلا عن اللقاءات التي جمعت معاليه بكوكبة من العلماء المشاركين من داخل مصر وخارجها ، كما التقى بمجموعة من الإعلاميين والصحفيين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رابطة الجامعات الإسلامية الدكتور سامي الشريف الجامعات الإسلامية القرآن والسنة الجامعات الإسلامیة الأمین العام
إقرأ أيضاً:
«البحوث الإسلامية»: الشباب أمل المستقبل وأساس الحضارة والاستخلاف في الأرض
أكد الدكتور محمد عبدالدايم الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية خلال كلمته في الأسبوع الدعوي الرابع المنعقد بجامعة الزقازيق، الذي تنظمه اللجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر، بعنوان «الإنسان والقيم في التصور الإسلامي»، أن الإنسان يحيى بمنهج رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وجميع الأنبياء، في حفظ كرامة الإنسان، حيث تقتضي قضية الاستخلاف في الأرض تكريم الإنسان، وحفظه من الإهانة.
ولفت إلى أن الشباب هم أمل المستقبل وأساس الحضارة والاستخلاف في الأرض، موصيًا إياهم بضرورة اغتنام وقتهم وعدم التغافل والبعد عن اتباع الهوى، وهو ما يمكنهم من تحقيق الاستخلاف في الأرض كما أمرنا الله تعالى به.
قضية الاستخلاف في الأرض تقتضي تكريم الإنسانوأوضح أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، أن تكريم الإنسان له معايير وضوابط، من أهمها اتصال القلب برسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ولن يأتي ذلك إلا بمعرفته معرفة تامة بالقراءة في سيرته صلى الله عليه وسلم لكي تتحقق في القلب المحبة الصادقة له، وبما يسهم في توفير الحماية والتحصين لقلوبنا من كل ما يحيط بها من فتن الحياة ومغرياتها، وبذلك تتحقق للإنسان الكرامة التي هي من مقتضيات الاستخلاف.
وأكد أن السيرة النبوية مليئة بالكثير من قصص الحب الصادق لنبينا صلى الله عليه وسلم، ومنها قصة الصحابي الجليل سواد، حيث روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يهم بتعديل صفوف أصحابه يوم بدر، وفي يده قدح يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزية، حليف بني عدي بن النجار وهو متقدم من الصف فطعن في بطنه بالقدح، وقال: استو يا سواد فقال: يا رسول الله، أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل، قال: فأقدني، فكشف رسول الله عن بطنه، وقال: استقد، قال: فاعتنقه فقبل بطنه: فقال: ما حملك على هذا يا سواد؟ قال: يا رسول الله، حضر ما ترى، فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا له الرسول.
الشباب يأتي على رأس أولويات الإمام الأكبروقال الدكتور حسن يحيى، الأمين المساعد للجنة العليا لشئون الدعوة الإسلامية، إن الشباب يأتي على رأس أولويات الإمام الأكبر ودائمًا ما يوصي بهم، والعمل على بذل كل الجهد لتوعيتهم من كل يتهددهم من مخاطر العصر وتحصينهم من الفكر المتطرف، موضحًا أن الله تعالى استخلف الإنسان في إدارة الكون، وهي درجة وسط بين المستخلٍف، وهو الله تعالى، وبين من لم يستخلف، كالجمادات وغيرها، وهذا هو مقام التكريم.
وأوضح أن الله وهبنا الحياة لعبادته، مصداقًا لقوله تعالى «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون»، والعبودية ليست فقط الصيام والصلاة والحج وغيرها، بل أن يكون عملك كله خالصًا لله تعالى، أن تحب لله، وتكره لله، وتضحك لله، وتبكي لله، وبهذا الإخلاص يتحقق المعنى المراد من الاستخلاف في قوله تعالى «إني جاعل في الأرض خليفة».
وأضاف أن الجزئية الثانية هي التكريم، فالكليات الخمس في الشريعة الإسلامية التي هي حفظ النفس، وحفظ الدين، وحفظ العقل، وحفظ العرض، وحفظ المال، فالإسلام أمرنا بحفظ النفس، ليس فقط بتحريم القتل وسفك الدماء، بل ارتقى الإسلام لما هو أعلى من ذلك بكثير، فجعل لهذا الجسد ما يحقق له إنسانيته، بمهاراته القلبية والجسدية التي تجعله مناط الاستخلاف، ثم حفظ العقل ليس فقط من المسكرات والمخدرات التي تغيبه، بل نظر الإسلام إلى ما هو أبعد من ذلك، فحفظ العقل من التزييف، والتحريف، وإمداده بما يبني الوعي الرشيد، ليصبح عقلًا مفكرًا، قادرًا على تحصيل العلوم، فعندما نغييب عقولنا ونحن أصحاب هذا المجتمع، فمن هو الذي سيدافع عنه ويعمل على تطويره ورفعته.
وأكد الدكتور حسن يحيى أن الرؤية الإسلامية لتحقيق الاستخلاف وما يترتب عليه من العمران والتقدم والنهضة للوطن تقوم على ست ركائز هي دين متبع، وسلطان قاهر أي دولة قوية ذات سيادة، ونفوذ، وعدل شامل، وأمن عام، وخصب دائم، وأمل فسيح، تمكن الإنسان من تحقيق الغاية من استخلاف الله تعالى له في الأرض دون غيره من المخلوقات.
وفي ختام المحاضرة، استمع علماء الأزهر لأسئلة الطلاب؛ إذ جرى فتح باب النقاش والأسئلة، والتي أكد خلالها الدكتور الجندي على ضرورة أن ينتبه الشباب ويحذر لما يتم الترويج له في المجتمع من مصطلحات وسلوكيات لا تتناسب مع مجتمعاتنا تحت مفهوم الحب، مؤكدًا أن الإسلام لا يرفض الحب ولكن يضع له الضوابط والمحددات الشرعية التي يجب الالتزام بها حتى تستقيم الحياة، كما أكد الدكتور الجندي على أهمية وعي الشباب بمخاطر وتحديات المرحلة الراهنة، وأن يحافظوا على وقتهم ويستثمروه فيما يسهم في تطوير إمكاناتهم ومهاراتهم، مع الحذر مما يحيطهم من فتن ومغريات، لكي يساهموا في نهضة الوطن ورفعته.