حالة من الهلع... بعد الغارة الإسرائيليّة هذا ما شهدته حارة صيدا
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
أفادت مندوبة "لبنان 24" أنّ الغارة الإسرائيليّة على حارة صيدا تسبّبت بحالة من الهلع في صفوف المواطنين، ما أدّى إلى وقوع 3 حوادث سير في المحلة. وعمد الجيش إلى قطع الطريق المؤدي من صيدا إلى حارة صيدا.
.المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
حالة اللاحرب واللاسلم
بقلم عمر العمر
انتشار الجيش السوداني وميليشياته على رقعة العاصمة المثلثة لا يعني نهاية الحرب.السودان ليس استثناء. المنطقة بأسرها تلج منطقة زمانية بين اللا حرب واللاسلم تساهم في ارتجاجها ( عاصفة ترامبية) تهب على مناطق متفرقة من العالم . اسرائيل باغتتها الدهشة بخروج مقاتلي حماس في بززهم القتالية من تحت أنقاض غزة غداة الهدنة . بعد أربعمئة يوم من التدمير استيقظ اليمين الاسرائيلي على أنه لايزال بعيدا عن الأمان. نتانياهو نفسه نقل آليات التدمير إلى الضفة حتى يعزز مواقعه في منطقة اللاحرب واللاسلام .سوريا خرجت من قبضة نظام شمولي طائفي لكنها لم تستبدل فقط قبضة طائفة بأخرى او تبدل يدا أجنبية بغيرها. فدمشق لم تستنشق بعد ياسمين السلم الاجتماعي . صحيح تحرر الشام من القبضة الإيرانية لكن تركيا تمدُّ باعا طويلا من أعلى الفرات إلى أدنى بردى. فإذا لم يضع ذلك كله سوريا في مهب اللاسلم واللاحرب فإن اسرائيل باتت تتطل على الصالحية من على الجولان .
*****
أحد أبرز أسباب دخولنا اللاسلم واللاحرب هو تمترستا في الانحياز أو الانكار المسبقين. الإدمان على ذلك التموضع يجرّدنا من رؤية المشهد الوطني بعين الحيادية إن لم نقل الموضوعية. فانتشار الجيش ومستنفريه يطرح سلسلة من الأسئلة الملحة.لعل أولها يتعلق بتحديد مواقع الجنجويد بعد هزيمتهم- أو انسحاباتهم-لايهم. ثمة أسئلة متلاحقة على هذه الجبهة ربما تجد إجابات حاسمة تؤكد اللاحرب واللاسلم أكثر من الجزم بإطفاء نار الحرب .لعلنا اكتشفنا على عتبات هذه المنطقة الرمادية وجود مقاتلين رماديين في صفوف الجنجويد.فلاهم من الغرب القصي المعذَّب ولاهم من خُصوم (دولة ستة وخمسين )المفترى عليها. في المقابل تتكشف على العتبات مقاتلين في معسكر الجيش مدججين بالشهية في السلطة والثروة والثأر والإنتقام للحزب أكثر مما ماهم ممتلئون بروح الولاء للوطن. كلاهما تياران يعززان هبوب اللاحرب واللاسلم .
*****
حرب السنتين المهدرتين هي حربٌ خاسرةٌ على كل الجبهات. مما يتوغل بنا والوطن في اللاحرب واللاسلم أن نارها لم تلامس عقلياتنا على نحو يطور منهج تفكيرنا. فبالإضافة إلى التمترس في الانحياز والإنكار يشط بنا الوهمُ فوق الواقع إذ نرسم خارطة عليها جسورُ عبورٍ إلى فردوس متخيّل أو ساحات حروب مصطنعة بغية تحقيق انتصارات مشتهاه. على تلك الخارطة تغلب تضاريس لاحتمالات اللاحرب واللاسلام . فهناك انتصار يسترد به الإسلاميون السلطة . هذا احتمال ينطوي على صراع لا محالة بين الجنرالات وقيادات مدنية بمساندة مستنفرين . ثمة سناريو لنزاعات متعددة داخل معسكر الإنتصار. فهناك صطدام مرتقب بين حركات اتفاق جوبا والجيش وأخر بين هؤلاء من جهة وقيادات حزبية على الجانب المقابل. كيفما تشكل الصراع أو تبلورت الغلبة فإن الثابت يبقى نشوء حالة اللاحرب واللا سلام بل تغذيتها بأيدينا أكثر من تغليب الاستقرار بعقلياتنا.
*****
عودة الجيش وحاضنته السياسية إلى السلطة موسومة على الأقل بتربص لا يفضي بنا إلى السلم المرتجى.ففي صدور الفريقين مررات منذ انفجار ثورة ديسمبر ، ثم انتقادات إبان المرحلة الإنتقالية ،فاتهامات إبان ادارة الحرب النتنة. في المرحلة المستجدة يصعب ان لم يستحل إبقاء كل هذه التراكمات تحت السيطرة.الأرجح دفعها او إندفاعها إلى التفجُّر .هذه حالة تشكل مصدر ضغط على اللاحرب واللاسلم سواء ظلت في طور التوتر أو بلغت مرحلة الإنفجار .في الحالتيين على إيقاع من يصعدإلى كابينة القيادة من الفرقاء داخل الجيش ،مستنفريه وحاضنتهما تُقاس رياح اللاسلم واللاحرب.هناك فيلق مشحون بالنشوة والثأرية.أخر يذهب إلى الثأر لكنه حريص على الانفراد والاحتكار حد نفي الجميع. هناك فئة مستوعبة التجربة برمتها غير أنها تحرص على النأي بنفسها من مخاطر مرحلة الاحرب واللاسلم وعدم قدرتها على إدارتها.
*****
حالة اللاحرب واللاسلم يعززها سؤال محوري عما إذا كان النصر في العاصمة والجزيرة يكفي لبسط الطمأنينة؟ أم على الشعب انتظارا طويلا حتى ينشر الحيش على تراب كل الوطن؟ كيفما جاءت الإجابات على تلك الأسئلة ينبغي زرع إدارة حكومية. تلك مهمة شاقة مثلما هي مصدر إضافي يوسّع أخاديد اللاحرب واللاسلام. فمن العسير التلاقي على تشكيلة تحظى بإسناد جماهيري مطلوب بغية إنجاز مهام المرحلة بالغة الصعوبة والتعقيد.فمن أبرز سندات تأهيل تلك الادارة قبل السند الجماهيري القدرات الذاتية، الروح الوطنية،نكران الذات ، الطهارة، الشفافية. من أوليات مهام المرحلةإعادة بناء مؤسسات الدولة، إعادة تأهيل شبكات الخدمات الرئيسة لمقومات الحياة الإنسانية.كيفية بناء السلطة وقوامها يشكل في ذاته منخفضَ جذب لكل رياح الخلافات السودانية المبنية على الإنحياز والإنكار المسبقين.تلاطم كل هذه التناقضات يعزز فرضية التوغل في اللاحرب و اللاسلم.
*****
أحد أفضل شروط تجاوز مطبات حالة اللاسلم واللاحرب رفعُ منسوب الوعي لدى النخب القائدة. بما أن أحد دوافع انقلاب ٢٥ اكتوبر قطع الطريق على ثورة ديسمبر ، فالإعتقاد بطمر الثورة تحت ركام الحرب منخفضٌ أشدُ جاذبية لهبوب رياح عاصفة تعرّي حتما هشاشة حالة اللاحرب واللاسلم . فإنجاز الانقلاب لا يعني نهاية الثورة.كذلك ممارسة كل اشكال العنف إبان الحرب لا يعني تصفية قضية الحرية ،العدالة والسلام.فكما فاجأ مقاتلو حماس اسرائيل بالظهور من بين أنقاض
غزة سيبرز شباب الثورة من بين حطام المدن المهشّمة.
*****
(العاصفة الترامبية ) الهابة على بقاع متفرقة من العالم لن تترك ثغرة للرهان على أي قوة خارجية.فكل حكومة ستنشغل بتأمين حدودها القطرية في وجه تداعيات تلك العاصفة.فلا مناص من البحث عن حلول نصنعها بعقلياتنا وننجزها بأيدينا إن استهدفنا عبورا عاجلا آمنا.
aloomar@gmail.com
نقلا عن العربي الحديد