الملفات المؤجلة لما بعد الانتخابات الأمريكية
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
تتعامل الدول مع الانتخابات الأمريكية كما يتعامل موظفو المؤسسات مع السنة المالية، فكلما اقتربت نهاية هذه السنة تباطأت القرارات وبدأت عملية ترحيل الملفات الهامة والمشروعات إلى السنة الجديدة؛ حيث الموازنات الجديدة والخطة الجديدة. وهي آفة من آفات الإدارة الحديثة التي تعطي للبيروقراطية أولوية على مصالح البلاد والعباد.
على الصعيد الفلسطيني، يماطل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طوال الوقت، أملا في أن يعود مرشحه المفضل الرئيس دونالد ترامب إلى سدة الحكم مرة أخرى. وتماطل إيران وتؤخر كل ردودها وخطواتها الاستراتيجية تجاه إسرائيل إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية، وهذا ما يفسر ربما ردود الفعل المنضبطة من إيران تجاه إسرائيل والعكس.
ولهذا فليس من المتوقع أن تنخرط إسرائيل أو تقبل بأية صفقة تنهي الحرب في غزة خلال الأسابيع القليلة القادمة قبل تحديد هوية الرئيس الأمريكي الجديد، حتى ولو وافقت حركة حماس على كل شروطها، فالشروط المطروحة حاليا هي شروط مطروحة كي تُرفض وليست لحل المسألة. ليس من المتوقع أن تنخرط إسرائيل أو تقبل بأية صفقة تنهي الحرب في غزة خلال الأسابيع القليلة القادمة قبل تحديد هوية الرئيس الأمريكي الجديد، حتى ولو وافقت حركة حماس على كل شروطها، فالشروط المطروحة حاليا هي شروط مطروحة كي تُرفض وليست لحل المسألةوعلى صعيد الدول العربية وموقفها من العدوان على غزة، فمعظم هذه الدول تسعى لتجميد موقفها انتظارا للرئيس الأمريكي الجديد لتحديد بوصلة الحركة وردود الفعل.
أما على صعيد الصراع الروسي الأوكراني والذي هو في حقيقته صراع أمريكي روسي، فالرئيس الروسي نفسه صرح قبل أيام بأن مستقبل علاقة بلاده مع الولايات المتحدة الأمريكية مرهون بما ستسفر عنه الانتخابات الأمريكية. ولا يخفي الرئيس الروسي رغبته في أن يعود ترامب إلى البيت الأبيض، معتبرا أن تصريحات هذا الأخير عن نيته لإنهاء الحرب في أوكرانيا نابعة من رغبة صادقة.
الصين هي الأخرى تقف مترقبة ما ستسفر عنه الانتخابات الأمريكية ليس فقط لتحديد خطواتها القادمة تجاه ملفات حساسة مثل تايوان أو تمددها الاستراتيجي في العالم، ولكن أيضا من زاوية العلاقات التجارية والسياسية مع الولايات المتحدة. لقد نجح طوفان الأقصى في غزة في استنزاف جزء مهم من المقدرات الأمريكية وصرفها عن النفوذ الصيني في العالم، وبالتالي تعرض هذا الملف للتجميد حتى إشعار آخر.
لماذا إذن تحال كل هذه القضايا إلى ما بعد إعلان الفائز في واشنطن؟ الإجابة الأيسر والأسرع لأن الولايات المتحدة ذاتها هي من تريد ذلك. فبعيدا عن نظريات المؤامرة، تبدو الدبلوماسية الأمريكية مترددة ومتباطئة وغير حاسمة في معظم الملفات قبل أشهر من الانتخابات الأمريكية؛ لأنها تعرف أن هناك طاقما جديدا سيأتي ربما للإدارة وهو ما يعني الرغبة في التكيف مع أولوياته وطريقته في العمل
المشكلة في الملفات المؤجلة هذه أن بها فواتير دموية تزداد فداحة، وعلى رأسها فاتورة الحرب الإسرائيلية الشعواء على قطاع غزة وتوابع هذا العدوان في الضفة وفي لبنان. فكل ثانية تمر تعني أرواحا جديدة تزهق، وهذه الفواتير ليست في حسابات سيد البيت الأبيض الجديد ولا في حسابات كل الأطراف التي تنتظر حسم هذه الجولة من السباق الرئاسي.
السؤال الأبرز هنا، هل بالفعل الانتخابات الأمريكية قادرة على تحويل السياسات الأمريكية وتغييرها في أماكن شتى في العالم؟ الإجابة التي يعرفها القاصي والداني من أول رجل الشارع الأمي وحتى أكبر السياسيين؛ أن الانتخابات الأمريكية بشكل أساسي هي تغيير للوجوه وليست تغييرا للسياسات الاستراتيجية، مع هامش بسيط متاح للتغيير للحزبين الجمهوري والديمقراطي في حال وصل مرشح أي منهما للسلطة. لماذا إذن تحال كل هذه القضايا إلى ما بعد إعلان الفائز في واشنطن؟ الإجابة الأيسر والأسرع لأن الولايات المتحدة ذاتها هي من تريد ذلك. فبعيدا عن نظريات المؤامرة، تبدو الدبلوماسية الأمريكية مترددة ومتباطئة وغير حاسمة في معظم الملفات قبل أشهر من الانتخابات الأمريكية؛ لأنها تعرف أن هناك طاقما جديدا سيأتي ربما للإدارة وهو ما يعني الرغبة في التكيف مع أولوياته وطريقته في العمل، خاصة مع تغيير المرشح الديمقراطي الرئيس الحالي جو بايدن إلى كاميلا هاريس، أي أن هناك شخصية جديدة ستدخل البيت الأبيض في كل الأحوال.
x.com/HanyBeshr
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الانتخابات نتنياهو إيران غزة إيران امريكا غزة نتنياهو انتخابات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة تفاعلي سياسة سياسة أفكار سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الانتخابات الأمریکیة الولایات المتحدة البیت الأبیض ما بعد
إقرأ أيضاً:
الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تعلق برامجها حول العالم ومنح موظفيها إجازة مفتوحة
الاقتصاد نيوز _ بغداد
أعلنت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) أنها ستضع معظم موظفيها حول العالم في إجازة إدارية اعتبارا من الساعة 11:59 مساء الجمعة بالتوقيت الشرقي.
ويؤدي هذا القرار إلى تعليق مؤقت لأغلب البرامج التي تديرها الوكالة، وهي الجهة المسؤولة عن قيادة برامج المساعدات الخارجية الأمريكية.
ووفقا للإعلان والبريد الإلكتروني المرسل إلى الموظفين، فإن الغالبية العظمى من العاملين الإشرافيين سيعودون إلى الولايات المتحدة خلال أيام.
ومع ذلك، أوضحت الوكالة أن هناك استثناءات من هذا القرار تشمل "الموظفين المسؤولين عن المهام الحرجة في البعثات، والقيادة الأساسية، وبعض البرامج المعينة". ومن المتوقع أن يستمر الموظفون الأساسيون في أداء مهامهم بشكل طبيعي.
كما أشار البيان إلى أن معظم المقاولين الذين يعملون مع الوكالة سيشهدون إنهاء عقودهم. وقالت USAID إنها تدرس "الاستثناءات لكل حالة على حدة"، بما في ذلك تمديد فترة السفر أو العودة بناءً على الصعوبات الشخصية أو العائلية، أو مخاوف التنقل والسلامة، أو لأسباب أخرى.
وأفادت الوكالة بأنها تعمل بالتعاون مع وزارة الخارجية على وضع خطة لترتيب ودفع تكاليف عودة الموظفين الموجودين حاليًا في الخارج إلى الولايات المتحدة خلال 30 يومًا.
جدير بالذكر أن هذا الإعلان يأتي بعد أيام من تصريحات لإيلون ماسك بأن الرئيس دونالد ترامب وافق على إغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وفي نفس السياق، أعلن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، يوم الاثنين عن قيادة جديدة وإعادة هيكلة محتملة للوكالة.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام