البوابة نيوز:
2025-03-15@14:32:00 GMT

الجبلاوي هى الشخصية الأكثر إثارة

تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عقب نشر الحلقة السابعة عشر من رواية أولاد حارتنا بجريدة الأهرام فى عام ١٩٥٩، طالب رجال الأزهر بوقف نشرها بعد أن فسروها تفسيرات دينية  لكن الأستاذ محمد حسنين هيكل رئيس تحرير جريدة الأهرام وقتئذ رفض وقف نشرها واستمر فى نشرها بعد أن دافع عنها، ولولاه  لتوقف النشر فورًا.

وبالطبع بعد هذه الضجة بدأ الكثير يلتفت إلى ما تنشره  الجريدة ومن هنا  زادت طبعات جريدة الأهرام زيادة كبيرة جدا وأصبح هناك تيار قوى ضد هذا النشر وفى نفس الوقت كان هناك فضول من غالبية من سمع عن هذه الرواية فتابع نشرها ليعرف تفاصيل أكثر عنها.

وكان عندى سؤال مهم يدور في ذهنى بعد أن قرأت الرواية منذ أعوام مضت  ولم أجد له إجابة حتى الآن رغم أننى قراءتها بعد ذلك أكثر من مرة وهو هل قصد أديب نوبل نجيب محفوظ بكتابة هذه الرواية أن يثير عاصفة عاتية وجدلا شديدا حوله ليلفت النَّظَرَ إلى كتاباته بعد أن توقف عنها خمس سنوات كاملة؟

لكن فى حواره مع الناقد الأدبي رجاء النقاش قدم  رأيا حول ذلك بقوله:

‫ ‏ربما تكون «أولاد حارتنا» أكثر رواياتى إثارة للأزمات والجدل، وهذا الأمر لا يتفق مع حسن النية الذى كان وراء كتابتى لهذه الرواية.. واعترف بداية أننى اخترت أسماء الشخصيات موازية لأسماء الأنبياء، وجعلت من المجتمع انعكاسًا للكون، وكنت أريد بذلك أن تكون القصة الكونية غطاء للمحلية.. وبلغ من حسن نيتى أننى فكرت في كتابة مقدمة للرواية أشرح فيها وجهة نظرى، لأننى كنت أحسب أن من يقرأها سوف يقرأها قراءة صحيحة، ولم أقدر أن حسن النية عندى سوف ينتهى بوجود مفاتيح سهلة في أيدى الجماعات المتطرفة للطعن في الرواية وصاحبها.

كنت أظن أن الناس ستقرأ الرواية من منطلق هذه الرؤية الشاملة، وهل هذه الشخصيات التى تقدمها الرواية هى شخصيات خيرة أم شريرة؟ وهل تقوم بأدوار البطولة أم بأدوار ثانوية؟

فإذا كانت تلك الشخصيات خيرة، وتقوم بأدوار البطولة، فإن التفسير الموضوعى يؤكد أن مؤلفها ليس ضد الأنبياء، وليس لديه النية للإساءة إليهم..

وللأسف فوجئت بتفسيرات غريبة للرواية، فقد طابقوا بين الأنبياء وأبطال الرواية ودخلنا في جدل عقيم وصل إلى حد الإسفاف، ولم أحسب مطلقا أننى سوف أتعرض لشيء من  ذلك عندما كتبت الرواية.

لكن الأكثر إثارة بالطبع هى شخصية الجبلاوي فى رواية أولاد حارتنا التى شهدت جدلا وسجالا طويلا بين الكثيرين هناك من يؤكد أنها ليست الذات الإلهية وأنها نص أدبى ومورث شعبى وهناك من يؤكد بأنه مقصود بها  رغم  رد أديب نوبل نجيب محفوظ على ذلك بقوله إن الجبلاوي يمثل الدين وعرفة يمثل العلم.

ولقد تم تقديم  شخصية الجبلاوي فى رواية أولاد حارتنا بهذه السطور القليلة:

جدّنا هذا لغز من الألغاز..

 عمَّر فوق ما يطمع إنسان أو يتصور حتى ضُرب المثل بطول عمره...

 واعتزل في بيته لكبره منذ عهد بعيد، فلم يره منذ اعتزاله أحد...

 وقصة اعتزاله وكبره مما يحير العقول، ولعل الخيال أو الأغراض قد اشتركت في إنشائها.

 على أي حال كان يُدعى الجبلاوي ‏وباسمه سُمِّيت حارتنا.. وهو صاحب أوقافها وكل قائم فوق أرضها..

 سمعت مرة رجلًا يتحدث عنه فيقول: هو أصل حارتنا، وحارتنا أصل مصر أمّ الدنيا، عاش فيها وحده وهي خلاء خراب، ثم امتلكها بقوة ساعده وبمنزلته عند الوالي..

 كان رجلًا لا يجود الزمان بمثله،‏وفتوة تهاب الوحوش ذِكره...

 وسمعتُ آخر يقول عنه: كان فتوة حقًّا، ولكنه لم يكن كالفتوات الآخرين، فلم يفرض على أحد إتاوة، ولم يستكبر في الأرض، وكان بالضعفاء رحيمًا..

 ثم جاء زمان فتناولته قِلة من الناس بكلام لا يليق بقدره ومكانته، وهكذا حال الدنيا..

وكنت وما زلت أجد الحديث عنه شائقًا لا يُمَلّ..

وكم دفعني ذاك إلى الطواف ببيته الكبير لعلي أفوز بنظرة منه ولكن دون جدوى. وكم وقفتُ أمام بابه الضخم  أرنو إلى التمساح المحنَّط المركَّب أعلاه، وكم جلستُ في صحراء المقطَّم غير بعيد من سوره الكبير، فلا أرى إلا رءوس أشجار التوت والجميز والنخيل تكتنف البيت، ونوافذ مغلقة لا تنمُّ على أي أثر لحياة..

 أليس من المُحزن أن يكون لنا جدّ مثل هذا الجدّ دون أن نراه أو يرانا؟

 أليس من الغريب أن يختفي هو في هذا البيت الكبير المغلق وأن نعيش نحن في التراب...؟!

وإذا تساءلتَ عما صار به وبنا إلى هذا الحال سمعتَ من فورك القصص، وترددت على أذنيك أسماء أدهم وجبل ورفاعة وقاسم، ولن تظفر بما يبل الصدر أو يريح العقل.

 قلت إن أحدًا لم يره منذ اعتزاله. ولم يكن هذا بذي بال عند أكثر الناس، فلم يهتموا منذ بادئ الأمر إلا بأوقافه وبشروطه العشرة التي كثُر القيل والقال عنها، ومن هنا وُلد النزاع في حارتنا منذ وُلدَت، ومضى خطره يستفحل بتعاقب الأجيال حتى اليوم، والغد. 

وسوف اكتفى بهذه الأجزاء من  رواية أولاد حارتنا.

الأسبوع المقبلة بإذن الله قراءة جديدة فى رواية الغواص.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الأهرام أولاد حارتنا محمد حسنين هيكل روایة أولاد حارتنا بعد أن

إقرأ أيضاً:

تكريم الفائزين في ختام مسابقة أولاد آدم للقرآن الكريم في نسختها الحادية والعشرين

اختتمت مساء أمس فعاليات النسخة الحادية والعشرين من مسابقة "أولاد آدم" للقرآن الكريم، في حفل أقيم بقاعة الإمام جابر بن زيد بكلية العلوم الشرعية بالخوير، برعاية معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري، وزير الأوقاف والشؤون الدينية، وبحضور عدد من أصحاب السعادة والمشايخ والأعيان وجمع من المهتمين بعلوم القرآن الكريم.

شهدت المسابقة هذا العام مشاركة واسعة، حيث بلغ عدد المتسابقين 193 متسابقًا من ثماني جنسيات مختلفة، تنافسوا على أربعة أقسام رئيسية، شملت حفظ القرآن الكريم كاملًا، حفظ 15 جزءًا، والتلاوة للأعمار من 15 عامًا فأعلى، والتلاوة للأعمار من 14 عامًا فما دون، وتميزت النسخة الحالية بإدخال البوابة الإلكترونية الخاصة بالمسابقة، في خطوة تهدف إلى تسهيل عملية التسجيل والمتابعة، ومواكبة التطورات الرقمية في سلطنة عمان.

وأكد إسماعيل بن محمد الصائغ، الرئيس التنفيذي للمسابقة خلال كلمته على أهمية المسابقة في تشجيع الشباب على التمسك بكتاب الله وإتاحة الفرصة لهم لإبراز مواهبهم في الحفظ والتلاوة، مشيرًا إلى أنها أصبحت منصة تنافسية بارزة على المستويين المحلي والإقليمي. كما أكد على دور لجنة التحكيم في ضمان العدالة والشفافية في التقييم، مما يعزز من قيمة المسابقة ومكانتها بين المسابقات القرآنية. وأشار إلى أن التطور الرقمي أصبح جزءًا أساسيًا من المسابقة، حيث تم إطلاق البوابة الإلكترونية التي تسهّل عمليات التسجيل، واختيار المواعيد، ومتابعة النتائج، وإجراء التصفيات، وذلك تماشيًا مع "رؤية عمان 2040" في التحول الرقمي وتطوير الخدمات.

وأشار الصائغ إلى أن عدد المشاركين هذا العام بلغ 193 متسابقًا، موزعين بين 66 متسابقًا في قسم حفظ القرآن الكريم، و127 متسابقًا في قسم التلاوة، مؤكدًا أن كل مشارك هو فائز بفضل سعيه إلى التمسك بكتاب الله ونيل الأجر والثواب، ومثمّنًا جهود وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في نشر ثقافة القرآن الكريم وتعزيز مكانته في المجتمع.

وخضعت المسابقة لتحكيم دقيق من قبل لجنة التحكيم التي ضمت خمسة مشايخ من أهل الخبرة والاختصاص، حيث تم تقييم أداء المتأهلين للدور النهائي وفقًا لمعايير الحفظ المتقن وأحكام التجويد والتلاوة الصحيحة، وأظهرت التصفيات النهائية مستوى متميزًا من الإتقان لدى المشاركين.

وفي ختام المسابقة، تم تكريم الفائزين بالمراكز الأولى في كل فئة، حيث حصل عبدالرحمن البشير حرشه على المركز الأول في فئة حفظ القرآن الكريم كاملًا، بينما فاز محمد بن خميس اليعقوبي بالمركز الأول في حفظ 15 جزءًا. أما في فئة التلاوة للأعمار 15 فما فوق، فقد حصل صهيب بن هلال السيابي على المركز الأول، فيما توّج مؤيد بن هلال الحسني بالمركز الأول في التلاوة للأعمار 14 عامًا فما دون.

وشهد الحفل أيضًا تكريم أعضاء لجنة التحكيم؛ تقديرًا لجهودهم في تقييم المشاركين وإدارة التصفيات النهائية، إضافة إلى تكريم عدد من المساهمين في نجاح المسابقة. وفي ختام الفعالية أعلن راعي المناسبة عن إطلاق النسخة الثانية والعشرين من مسابقة أولاد آدم للقرآن الكريم.

آراء الفائزين

عبّر عبدالرحمن البشير حرشه من دولة ليبيا، الحاصل على المركز الأول في قسم حفظ القرآن الكريم كاملاً، عن سعادته بالمشاركة في هذه المسابقة، مشيرًا إلى التنافس القوي بين المتسابقين الذين أظهروا مستوى عاليًا من الإتقان والتركيز. وأكد أن الأداء المميز للمشاركين يعكس مدى استعدادهم الجيد لهذه المنافسة، واختتم حديثه بالدعاء للقائمين على المسابقة بالتوفيق والسداد.

بدوره، أعرب يوسف عبدالواحد محمود، من جمهورية مصر العربية، الحاصل على المركز الثاني في القسم ذاته، عن تقديره لمنظمي المسابقة، مثنيًا على جهودهم في توفير بيئة تنافسية عادلة وإتاحة الفرصة للمشاركين للتعبير عن حبهم لكتاب الله، وأشار إلى أن المسابقة تحمل رسالة عظيمة في تعزيز حفظ القرآن وترسيخ قيمه وأخلاقه بين الأجيال. كما دعا الله أن يجزي القائمين عليها خير الجزاء، وأن يكون القرآن الكريم رفيقًا لهم في كل مراحل حياتهم.

من جانبه، ثمّن أحمد بن عبدالله المعولي، الحاصل على المركز الثالث في القسم ذاته، الجهود المبذولة من إدارة المسابقة في تنظيم الحدث والعناية بالمتسابقين منذ بدء التسجيل وحتى ختام المنافسة، وأوضح أن المشاركة شكلت فرصة مهمة لمراجعة الحفظ وتثبيته، والاستفادة من ملاحظات لجنة التحكيم، لا سيما توجيهات السيد أحمد البوسعيدي، التي ساعدته في تحسين أدائه. وختم حديثه بالتهنئة لجميع المتسابقين، مؤكدًا أن كل مشارك هو فائز؛ لأن حفظ القرآن الكريم بحد ذاته يعد نجاحًا لا يعرف الخسارة.

وأبدى محمد بن خميس اليعقوبي، الحاصل على المركز الأول في قسم حفظ القرآن الكريم (15 جزءًا)، سعادته بالمشاركة في المسابقة، مشيرًا إلى أنها تجربته الأولى في هذه المنافسة، وأوضح أنه كان يطمح للمشاركة في السنوات السابقة، لكن بعض الظروف حالت دون ذلك، مما زاده إصرارًا على التحدي وخوض المنافسة في هذه النسخة. وأضاف أن الله وفقه هذا العام لتحقيق هذا الهدف، حيث اجتاز التصفيات الأولية بنجاح، وكانت التجربة مشجعة ومبشرة بالخير. كما عبّر عن امتنانه لما وجده من تيسير خلال مراحل المسابقة، وصولًا إلى التصفيات النهائية، معتبرًا ذلك توفيقًا من الله يستوجب الشكر والحمد.

وتحدّث مؤيد بن هلال الحسني، الحاصل على المركز الثالث في قسم التلاوة، عن تجربته في المسابقة، معبرًا عن امتنانه للتأهل إلى التصفيات النهائية في أول مشاركة له. وأكد عزمه على المشاركة في السنوات القادمة، سعيًا للارتقاء إلى مستويات أعلى وتحقيق مراكز متقدمة. كما حثّ الجميع على الالتحاق بهذه المسابقات القرآنية، لما لها من أثر مبارك في تثبيت الحفظ وتعزيز الارتباط بكتاب الله.

مقالات مشابهة

  • عقوبات تتعرض لها بسبب البطاقة الشخصية.. احذرها
  • كبسولة فى القانون.. أنواع النفقات والأجور فى قانون الاحوال الشخصية
  • مسلسل شهادة معاملة أطفال الحلقة 15 .. أولاد عبد الرحيم غلاب يخططون للإنتقام من محمد هنيدي
  • تكريم الفائزين في ختام مسابقة أولاد آدم للقرآن الكريم في نسختها الحادية والعشرين
  • اعتماد أحوزة عمرانية بمركز أرمنت حتى فبراير 2025 في الأقصر
  • خطأ في مسلسل "النص" يثير الجدل.. وحفيدة الشخصية الحقيقية تعلق
  • دراسة تكشف: قلة النوم قد تحدث تغييرات غريبة في الشخصية
  • السجن المؤبد لمدان بتهمة إثارة الحرب ضد الدولة
  • بالصور .. معتز هشام من كواليس تصوير مسلسل أولاد الشمس
  • إنتشال جثة طفلة توفيت داخل مجمع مائي بمستغانم