وزير الأوقاف: اللغة العربية عصمة من الإلحاد والإرهاب معًا
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
افتتح الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، الموسم الثقافي الجديد والذي جاء بعنوان: " اللغة العربية ثقافة وجمال وحياة" وقد حاضر فيها كلٌّ من: الأستاذ الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والأستاذ الدكتور علاء جانب عميد كلية اللغة العربية بالقاهرة، وذلك بمسجد الرحمن الرحيم بالقاهرة.
وقدم للِّقاء الدكتور/ حسن مدني المذيع بإذاعة القرآن الكريم
وفي كلمته أكد وزير الأوقاف أن الهدف من عنوان هذا المجلس هو إشاعة وإجلال وتبجيل اللغة العربية، وفتح ميادين الدراسة لها، واستجلاء أسرارها ومكنوناتها؛ حتى تعود اللغة العربية غضة حية طرية على ألسنتنا وعقولنا وتفكيرنا، مؤكدًا أن البعد عن اللغة العربية وغيابها سببٌ للإلحاد والإرهاب معا؛ فبغيابِ اللغةِ العربية يغيبُ فهمُ القرآن الكريم، وتنغلق خزائنُ فهمِ بيانه ودررِه ومراميه، وتغيب معالم الإعجاز فيه، فيمر الشخص بالآيات دون أن يدرك عظمة النظم المعجز الذي أعجز الفصحاء والبلغاء، وفهم اللغة العربية عصمة من الإرهاب والإلحاد معًا.
وأوضح وزير الأوقاف أن اللغةَ العربيةَ هي بدايةُ بناء الحضارة، وصناعةُ الفكر، وارتقاءُ الذَّوق، والخوض في ميادين الجمال، والتألق في اختيار أرقى وأعمق وأفصح الألفاظ والتراكيب، التي تقوي الفكر، ويستقيم بها منهج التفكير، فالعناية باللغة العربية ليس ترفًا، وليس أمرًا تكميليًا أو زائدًا، بل هو من صميم العلاج لأزماتنا المعاصرة من خلال بناء وعيٍ واسعٍ ومنطق فصيح، يفهم التراكيب اللغوية ويدرك معاييرها حتى يختار أعذب الألفاظ بما يستقيم به العقل من أفكار.
وقدم وزير الأوقاف رسالة ونصيحة للأئمة والخطباء بضرورة الاهتمام الزائد والإقبال على دراسة النحو كاملًا ولو من خلال أحد متونه السهلة، وإعادة دراسة البلاغة كاملةً ولو من خلال المتون البسيطة كمتن "الجوهر المكنون في صدف الثلاثة الفنون"، ثم الانتقال إلى فقه اللغة وتراكيبها الرائعة، ثم انتقاء أعذب الشعر وألطفه وأجوده؛ تدريبًا للسان على فصاحة النطق، فهذه المحاور مُجتَمِعةً تعد ركيزةً أساسيةً لفصاحة الخطاب الدعوي.
واوضح أن هذه الندوة بداية مشروعٍ تدريبيٍّ جاد لتدريب اللسان وإظهار فصاحته؛ رجاء خروج الكلام عن الركاكة إلى الفصاحة والبلاغة، فبدراسة العلوم اللغوية من نحوٍ وبلاغةٍ وبيانٍ وفقه لغة وشعر يثقل من جمالِ منطق الدعاة، واستساغته لدى السامع، بشرط وجود التدريب المتميز.
وأكد وزير الأوقاف أنه بدراسة اللغة العربية بهذا التأصيل يُرقِّي ويدهش العقل والفكر بما فيه من تمكين المعاني ولطف الإشارة وعجيب الانتقال وبراعة الاختيار، فتنفتح له خزائنه وتستخرج ما فيها من معانٍ وعلوم، ويتزود بما فيه من هداية، ويكون صاحبه بحق من ورثة النبوة.
وأوضح وزير الأوقاف أن اللغة العربية عصمة من الإلحاد والإرهاب معًا، وأن اللغة العربية هي بداية لاستخراج ما في القرآن من معانٍ مصلحة للعقل وللفكر وللذوق، وأن اللغة العربية أمن قومي، وحصن وبداية للنهضة، ومدخل لصناعة الحضارة، فاللغة العربية ثقافة وجمال وحياة.
ودعا وزير الأوقاف كل أبناء المجتمع المصري إلى الاهتمام باللغة العربية، وبالتنسيق الكبير بين وزارة الأوقاف وجامعات مصر باستضافة أساتذة اللغة العربية لاستمرار هذه المحاضرات في اللغة العربية، والعديد من الفعاليات، وأنشطة المسابقات التي تحقق، وتنعش، وتعيد الاهتمام الفائق باللغة العربية، حتى تكون خطوة على الطريق الصحيح والوصول إلى الأجيال الجديدة في عالم السوشيال ميديا، كيف يحبون اللغة، ويرون جمالياتها.
وفي كلمته أعرب الأستاذ الدكتور إبراهيم الهدهد عن سعادته الغامرة والدعوة الكريمة بالمشاركة في هذا المجلس العلمي الذي على رأسه الاستاذ الدكتور اسامة الأزهري وزير الأوقاف.
وأكد الأستاذ الدكتور إبراهيم الهدهد أن فلاسفة علوم الاجتماع أشاروا إلى أن الذي يشكل الهوية الوطنية ثلاثة أمور، اللغة والدين والتاريخ، وهذا مطرد في كل أمة، وهذه الأمة العربية كانت في جاهليتها كانت أسبق الأمم في العناية بالكلمة، فاعتنوا باللغة عناية لم تسبقهم فيها أمة، لأن اللغة هي صدى حضارة الأمم، وهي وعاء لثقافة الأمم ونتاج حالها، مؤكدًا أن إتقان اللغة تعصم الهوية من أن تسحق، وأن اللغة العربية تمتلك من وسائل العالمية ما لا تمتلكه لغة أخرى، فقد هيأ الله من غير العرب من يملكون زمام هذه اللغة، مما يرد على كل مدع أن هذه اللغة صعبة، فعلماء اللغة والسنة والفقه وغيرها من العلوم من الأعاجم.
ومن جانبه أعرب الدكتور علاء جانب عن شكره لوزير الأوقاف على هذه الدعوة الكريمة مشيدًا بجهوده في تطوير وزارة الأوقاف والنهوض بها وكوادرها الدعوية، مؤكدًا أن اللغة العربية تتسم بالسعة وكثرة المفردات حيث يفوق عدد كلماتها عدد الكلمات في جميع لغات العالم، مما يبرهن إنه ا تستوعب المسلمين وغير المسلم لتنظم لهم حياتهم في الدنيا والآخرة، ولذلك فالإسلام دين يسع جميع المخلوقات، ولذلك تتسم الشريعة الإسلامية بالسهولة والتيسير، فـ "ما خُيِّرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ أمْرَيْنِ قَطُّ إلَّا أخَذَ أيْسَرَهُمَا، ما لَمْ يَكُنْ إثْمًا".
وقد حضر الافتتاح كلٌّ من: الدكتور محمد عزت أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور حاتم عبد العزيز نائبًا عن الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، والدكتور هشام عبد العزيز رئيس مجموعة الاتصال السياسي، والشيخ خالد خضر رئيس القطاع الديني، ومحمود الجلاد معاون وزير الأوقاف لشئون الإعلام، والدكتور خالد صلاح الدين حسونة مدير مديرية أوقاف القاهرة، وعدد من محبي الثقافة والمهتمين باللغة العربية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: أسامة الأزهري وزير الأوقاف أكاديمية العربية الإكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري باللغة العربية جامعة الأزهر الأسبق رئيس جامعة الازهر رئيس القطاع الديني رئيس مجموعة رئيس جامعة الأزهر الأسبق عميد كلية اللغة العربية أن اللغة العربیة الأستاذ الدکتور وزیر الأوقاف أن باللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
وزير الثقافة يُكرم الفائزين بمسابقتي «السرد القصصي والروائي» و«شباب المترجمين»
كرم وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، الفائزين بمسابقتي «السرد القصصي والروائي (دورة الكاتب الكبير فتحي غانم)» و«شباب المترجمين لعام 2024»، والتي نظمهما المجلس الأعلى للثقافة، برئاسة الدكتور أسامة طلعت، حيث أُقيم الحفل في قاعة المؤتمرات بالمجلس، بحضور نخبة من الأدباء والمترجمين والمبدعين.
وأعرب الوزير - في كلمته خلال الحفل - عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الثقافي المميز، مؤكدًا حرص وزارة الثقافة على دعم الطاقات الإبداعية الشابة، قائلًا: «إن هذه المسابقات تعكس التزام الوزارة بتوفير منصة للأدباء والمترجمين الواعدين وتعزيز مكانة الأدب والفكر في إثراء الحوار الثقافي بين الشعوب».
وأشاد وزير الثقافة بدور الكتاب والمترجمين في إثراء الثقافة الوطنية والعالمية، مؤكدًا استمرار دعم الوزارة لتنمية مهاراتهم وتطوير إبداعاتهم.
ولفت إلى أن هذه المسابقات تسعى لتعزيز الإبداع الأدبي، ودعم الكتاب الشباب من خلال تقديم أعمال تعبر عن قضايا المجتمع، وتشجيع المترجمين على الانفتاح الفكري والتفاعل مع الثقافات العالمية عبر اختيار موضوعات معاصرة ذات أهمية كبرى.
واختتم الوزير كلمته، بالتأكيد على التزام الوزارة بمواصلة تقديم كل أشكال الدعم للمبدعين والمثقفين، إيمانًا بأهمية الأدب والفنون كركيزة أساسية في بناء المجتمع والنهوض بالفكر.
من جهته، كرم وزير الثقافة الفائزين في مسابقة شباب المترجمين لعام 2024، التي تناولت موضوع "الثورة الصناعية الخامسة وتكنولوجيا المعلومات"، حيث كرم أسماء رجب، عن اللغة الإنجليزية، ومحمد أيمن البري، عن اللغة الصينية، وأحمد محمد أحمد إمام، عن اللغة الإيطالية، ومحمد يسري محمد، عن اللغة السواحيلية.
أما في مسابقة السرد القصصي والروائي (دورة فتحي غانم)، فحصلت سوسن حمدي محمد محفوظ، على المركز الأول عن مجموعتها القصصية «ست البنات»، وجاءت نهال جمال عبد الناصر، في المركز الثاني، عن مجموعتها «لا الناهية للأنثى»، بينما فاز محمد محمد أحمد مستجاب، بالمركز الثالث عن مجموعته «قمر زينب».
يذكر أن مسابقة السرد القصصي والروائي، نُظمت تحت إشراف لجنة السرد القصصي والروائي بالمجلس، برئاسة منير عتيبة، وتُعقد هذا العام في دورتها التي تحمل اسم الكاتب الكبير فتحي غانم، تكريماً لإسهاماته الكبيرة في مجال الأدب القصصي والروائي، أما مسابقة شباب المترجمين لعام 2024، فنظمتها لجنة الترجمة بالمجلس، برئاسة الدكتور حسين محمود، وذلك تشجيعاً ودعماً للشباب المبدعين في مجال الترجمة، وتشجيعهم على الانفتاح على الثقافات العالمية.