وسلطت حلقة برنامج "ضحايا وأبطال" الضوء على قصة هذه الفتاة التي تحدت الموت وفقدان البصر، لتصبح شاهدة حية على مآسي الحرب السورية وقوة الإرادة الإنسانية.

بدأت رحلة شيماء المأساوية عندما كانت عائلتها تحاول الفرار من منطقة إلى أخرى هربا من ويلات الحرب في سوريا.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4حسين طفل لبناني استهدفه الاحتلال بقنبلة زرعها داخل لعبةlist 2 of 4سجى خلة.

. نور في العتمة يضيء طريق الأمل بغزةlist 3 of 4معاناة "الأطفال والنساء والمسنين".. هل الرجال أبطال خارقون؟list 4 of 4"ضحايا وأبطال" يستعرض مآسي الأطفال بلا "هويات" في العراقend of list

وتقول شيماء بصوت يحمل مزيجا من الحزن والأمل "كنا طالعين من منطقة لمنطقة، وضربوا على الباص، وأنا فقدت بصري وفقدت أخي"، وفي تلك اللحظة المشؤومة، انقلبت حياة شيماء رأسا على عقب، حيث فقدت بصرها وشقيقها عبدو في آن واحد.

يروي والد شيماء تفاصيل ذلك اليوم بألم واضح "طلع قناص قنص السرفيس، واستشهد عبدو مباشرة وشيماء أصابتها شظايا".

بين الحياة والموت

وبعد نقلها إلى أحد المستشفيات الميدانية، أخبره الأطباء أنها إذا عاشت للصباح، فسيتم نقلها إلى تركيا للعلاج، وهو ما كان حيث استغرقت رحلتها بعد ذلك ساعات في سيارة إسعاف، كانت فيها حياة شيماء معلقة بين الحياة والموت.

وصلت شيماء إلى تركيا في حالة حرجة، وبقيت في غيبوبة لمدة 3 أشهر، ويقول والدها بامتنان "الأتراك ساعدونا كثير وأنقذوا حياة بنتي في اللحظات الأخيرة"، ومنذ ذلك الحين، بدأت رحلة طويلة من العلاج والأمل، استمرت 8 سنوات حتى الآن.

تعكس قصة شيماء واقعا مأساويا أوسع، فبحسب تقارير الأمم المتحدة، أودت الحرب في سوريا بحياة أكثر من 300 ألف سوري في الفترة الممتدة من الأول من آذار/مارس 2011 حتى الآخر من آذار/مارس 2021.

وتشير تقارير اليونيسيف للعام 2021 إلى أن 12 ألف طفل سوري أصيبوا أو قتلوا في الحرب السورية.

ورغم المأساة، تظهر شيماء روحا قوية وإرادة لا تلين. فهي تكتب ذكرياتها بآلة كاتبة مخصصة لفاقدي البصر، وتعبر عن أملها في استكمال علاجها والعودة إلى حياة طبيعية، وتقول بتصميم "أريد أن أكمل علاجي وأعيش حياتي".

طريق طويل

لكن الطريق إلى الشفاء لا يزال طويلا ومليئا بالتحديات، ويشرح طبيب العيون التركي سيردار سرميلي الوضع قائلا "هناك بعض الأمل لكننا لا نستطيع أن نجري لها عملية جراحية في تركيا. هي تحتاج للسفر إلى أميركا أو كندا لإجراء العملية المطلوبة"، كما يشير إلى أن التأخر في ذلك يقلل احتمالية نجاحها وتعافيها.

والد شيماء لم يفقد الأمل. ويقول "هناك دكتور سوري بنيويورك أرسلنا له التقارير فأخبرنا أن علاجها وارد، ونسبة النجاح تصل لـ80%"، والعائلة الآن تنتظر ردا من الأمم المتحدة على طلبهم للسفر لاستكمال العلاج.

لكن الانتظار له تكلفته النفسية والجسدية، وفي ذلك يعلق أحمد قطيع، وهو محام وناشط حقوقي سوري "للأسف في كثير من الحالات مثل شيماء التي تنتظر في تركيا، وهي ليست الحالة الوحيدة، لاحظنا أن كثيرا من الحالات تم قبولها من الاتحاد الأوروبي لكن الحالات في أميركا وكندا تتأخر أكثر".

ورغم كل التحديات، تظل شيماء متمسكة بروحها المرحة وأملها في المستقبل، وتحكي بفكاهة عن مخاوفها من أصوات الطيران وعن عقدتها من اللون الأزرق -اللون الذي كانت ترتديه يوم إصابتها- وتؤكد بإصرار أنها لن تتنازل عن حقها في مقاضاة من قتلوا شقيقها وأصابوها.

وليست شيماء مجرد ضحية للحرب، بل شاهدة حية على قسوة الصراع وثمنه الباهظ، ورمز للأمل والإصرار، فهي كما رأتها مذيعة البرنامج "عين على قناص" تنظر إلى المستقبل بتفاؤل، رغم الظلام المحيط منتظرة اليوم الذي ستعود فيه لترى العالم من جديد، وتكمل رحلتها التي حرمتها منها الحرب لسنوات طويلة.

27/10/2024المزيد من نفس البرنامجحسين طفل لبناني استهدفه الاحتلال بقنبلة زرعها داخل لعبةplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 36 seconds 02:36سجى خلة.. نور في العتمة يضيء طريق الأمل بغزةplay-arrowمدة الفيديو 02 minutes 58 seconds 02:58"ضحايا وأبطال" يستعرض مآسي الأطفال بلا "هويات" في العراقplay-arrowمدة الفيديو 01 minutes 30 seconds 01:30من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

شيماء الشواربي: الأعمال المنزلية ليست حكرا على المرأة ويجب مشاركة الطرفين

قالت شيماء الشواربي رئيسة اتحاد المرأة بالحزب الليبرالي المصري، إن المرأة المصرية تمكنت من إثبات ذاتها والتحدي والمنافسة في سوق العمل المصري والعالمي.

نائبة: المرأة المصرية رمز العطاء والقوة منذ فجر التاريخ"المرأة المصرية والأمن القومي".. لقاء توعوي لكلية التربية بالغردقة بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة

وأضافت خلال لقائها مع الإعلامية نهاد سمير والإعلامي أحمد دياب ببرنامج صباح البلد المذاع على قناة صدى البلد، أن المرأة المصرية، أثبتت أنها قادرة على المنافسة والتحدي، مشيرة إلى دعم الرئيس السيسي لدور المرأة في مصر.

وتابعت أن بعض فئات المجتمع لا تزال ترى أن المرأة ليس من حقها المنافسة في سوق العمل، موضحا أن بعض فرص العمل هي حكر للرجل، ومن الجانب الآخر فرص عمل أخرى حكر على الإناث.

وأشارت: " الأعمال المنزلية ليست حكرا على المرأة، ويجب المشاركة والمرونة والتعامل بين الطرفين، ويوجد نماذج سيدات ناجحة جدا في المنزل وسوق العمل".

مقالات مشابهة

  • الكشف على 329 مواطن خلال قافلة طبية لمبادرة حياة كريمة بمدينة غارب
  • وزير خارجية تركيا: نراقب عن كثب اتفاق الحكومة السورية مع قسد
  • عودة الأمل: الأطفال الفلسطينيون يعودون إلى المدارس بعد 15 شهرًا من الحرب
  • استشهاد جندي برصاص قناص حوثي واصابة آخر في تصعيد للمليشيا بجبهات الضالع
  • الناجية الوحيدة تحول حياة أسرة غزية تبنتها إلى جنّة
  • قصة عيون سلام
  • بعد أنباء انفصالهما.. جورج كلوني وأمل علم الدين يتجاهلان الشائعات بعشاء رومانسي
  • شيماء الشواربي: الأعمال المنزلية ليست حكرًا على المرأة «فيديو»
  • شيماء الشواربي: الأعمال المنزلية ليست حكرا على المرأة ويجب مشاركة الطرفين
  • إعلام عبري: نتنياهو يعاقب سكان غزة بعد فشله في الحرب.. وسياساته تهدد حياة المحتجزين