هل حصل ترامب على دعم الجالية المسلمة بولاية ميشيغان؟
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
"عاجل: لقد حصل الرئيس ترامب للتو على تأييد الإمام بلال الزهيري وغيره من القادة البارزين في المجتمع المسلم في ميشيغان، وهو التحالف الأكثر توسعا وتنوعا في التاريخ السياسي".
هكذا أعلنت حملة المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب خلال تجمع انتخابي عن تأييد بعض أئمة المساجد والمراكز الإسلامية في ولاية ميشيغان ذات التجمع العربي والإسلامي الأكبر في أميركا يوم السبت الماضي، حتى إن ترامب نشر الإعلان على حسابه على منصة إكس.
???? BREAKING ????
President Trump was just endorsed by Imam Belal Alzuhairi and other prominent leaders of Michigan’s Muslim community — the most expansive, diverse coalition in political history.
"We, as Muslims, stand with President Trump because he promises PEACE — NOT WAR!" pic.twitter.com/HQ65R0b76T
— Trump War Room (@TrumpWarRoom) October 26, 2024
وكان أبرز هؤلاء الأئمة الذين عبروا عن دعمهم لترامب إمام الجامع الكبير بمدينة هامترامك بلال الزهيري، وهو يمني الأصل والذي ظهر متحدثا ومعلنا دعمه المرشح الجمهوري ترامب خلال التجمع بعد أن وعدهم الأخير بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
وقال الزهيري، في كلمته في التجمع الانتخابي وبوجود ترامب، إنه يجب إيقاف سفك الدماء حول العالم، و"أعتقد أن هذا الرجل (ترامب) يستطيع فعل ذلك، ندعم ترامب لأنه ملتزم بالقيم العائلية وملتزم بحماية أطفالنا خاصة في المناهج التعليمية والمدارس".
ونشر الزهيري مجموعة من المطالب التي تم تقديمها لترامب من أجل دعمه في السباق الرئاسي ووافق عليها.
هذا الإعلان أثار حالة من الجدل بين الأوساط العربية المسلمة في ولاية ميشيغان والجالية العربية المسلمة في الولايات المتحدة عامة، حيث انعكست على منصات التواصل الاجتماعي.
فهناك من رفض هذا الدعم لترامب في الانتخابات الأميركية التي ستقام في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني القادم، وهناك من دعموا هذا التوجه من بعض الأئمة في تأييدهم ترامب.
أما الفريق الأول الذي عبّر عن رفضه لهذا الدعم، فعلل رفضه بعدة أسباب، منها أن ترامب هو من نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وأنه كان أول رئيس يفرض منع السفر على جنسيات عربية وإسلامية خلال فترة ولايته السابقة، وأضافوا أنه هو عراب التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل.
أليس هو من ساهم في تهويد القدس وصفقة القرن
أليس هو الذي قال إن مساحة الكيان صغيرة وسأبحث كيف أزيدها
أليس هو من نهب ثروات العالم الإسلامي وترليونات الدولارات عنوة !
مجموعة من المسلمين "البلهاء" في ميشيغان يدعمون ترامب للرئاسة لأنه وعدهم بإنهاء الحرب في المنطقة العربية وبالسلام ! pic.twitter.com/DoqwbhykSw
— أخبار العالم الإسلامي (@muslim2day) October 26, 2024
وأشار آخرون إلى أن ترامب دائما ما صرح بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ولم يندد بما تفعله من جرائم في قطاع غزة خلال أكثر من عام من العدوان وسفك دماء المدنيين العزل في القطاع.
مجموعة معينة وليس كل المسلمين وكل العرب
— Samar D Jarrah (@SamarDJarrah) October 26, 2024
وعبّر آخرون عن استغرابهم من تحالف بعض أئمة الجالية المسلمة في ميشيغان مع ترامب بالقول إنه من المحبط أن نرى بعض المسلمين في ميشيغان يؤيدون دونالد ترامب، فهو لا يهتم بالمذابح الجماعية للفلسطينيين أو حل الدولتين، وقال لنتنياهو بأن "يفعل ما يجب عليه فعله".
ترامب او غيرة الدعم لإسرائيل لن يتوقف بل بالعكس سيزيد يكفي أن نتنياهو ينتظر فوز ترامب بفارغ الصبر .. مع من تتحالفوا..
— Ahmed Abdo (@AhmedAbdo121524) October 26, 2024
وأكد آخرون أن الدعم لترامب بين الجالية العربية والمسلمة في ولاية ميشيغان محدود، وهناك انقسام بين المسلمين، خاصة مع وجود مجموعة كبيرة منهم عبروا سابقا عن عدم التصويت لأي من المرشحيْن.
من الضروري الإشارة إلى أن دعم الجالية المسلمة في ميشيغان لترشيح ترامب يظهر قصورًا في الفهم السياسي وقصر النظر تجاه تأثير سياساته الفعلية على المجتمع الإسلامي وعلى الأبعاد العالمية الأوسع. إليك بعض النقاط المقنعة التي توضح الأخطاء في هذا التأييد:
1.التاريخ السابق لترامب تجاه…
— Mohammed Rahawi ???????????????? ???? ???????????????? (@mkassr) October 26, 2024
في المقابل، اعتبر الداعمون لهذا التأييد والدعم لترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية الخطوةَ هي التوجه الصحيح للجالية المسلمة، وقالوا إنه بعدما قامت حملة المرشحة كامالا هاريس بطرد العرب والمسلمين من التجمعات الكبرى التي تقيمها بسبب خوفها من طرح قضية غزة ولبنان وسوريا، نرى أن ترامب استطاع أن يقيم تحالفا مع المسلمين والعرب في ميشيغان ورحب بهم وكرّمهم على المنصة الرئيسية بالتجمع الانتخابي الضخم له وحصل على تأييد عدد كبير من الأئمة وقادة المجتمع العربي بذكاء وحنكة.
وتعد ميشيعان واحدة من سبع ولايات أميركية تنافسية ستحسم الانتخابات، ويتنافس المرشحان في ميشيغان على أصوات مهمة يمثلها عدد كبير من الأميركيين العرب والمسلمين الغاضبين من الدعم الأميركي للحرب على غزة، كما تضم نقابات عمالية تخشى تأثير انتشار السيارات الكهربائية على صناعة السيارات الأميركية.
ويوجد في ميشيغان نحو 8.4 ملايين ناخب مسجل، وللولاية 15 صوتا في المجمع الانتخابي الذي يتطلب الفوز بالانتخابات حصد 270 من أصواته.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی میشیغان المسلمة فی
إقرأ أيضاً:
قراءة إسرائيلية في مستقبل المسجد الأقصى في ضوء صفقة القرن الجديدة لترامب
في الوقت الذي يستعد فيه الاسرائيليون لطرح الرئيس دونالد ترامب من جديد صفقة القرن، فإنهم يبدون قناعة لافتة أنه سيدعو لحلّ القضية الفلسطينية ليس من خلال محادثات ثنائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كما دعت المبادرات الدولية السابقة، بل في إطار إقليمي بين دولة الاحتلال والعالم العربي، بقيادة السعودية، ولن يقوم الحل على أساس الحقوق الوطنية للفلسطينيين، بل على المنفعة الاقتصادية التي ستعود عليهم، مما يعني أن المحور الإسرائيلي- السعودي سيشكل أساس الترويج لخطط ترامب.
بنحاس عنباري، المستشرق الاسرائيلي بمركز القدس للشؤون العامة والدولة، ومؤلف عدة كتب عن القضية الفلسطينية، أكد أن "صفقة ترامب المتجددة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية تتعلق بمحورين أساسيين: أولاهما خريطة الدولة الفلسطينية المؤقتة في ثلثي الضفة الغربية، وإرساء وضع قائم جديد في القدس المحتلة، وهو ما يتعارض مع مصلحة ايتمار بن غفير، الشريك الأساسي في الحكومة، الذي يسعى فعلياً لمواصلة زعزعة استقرار المسجد الأقصى".
وأضاف في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21" أن "صفقة ترامب تعترف بساحة المسجد الأقصى كمنطقة تابعة للمسلمين، والاعتراف بساحة حائط البراق كمنطقة تابعة لليهود، والاعتراف بإسرائيل كقوة مسؤولة عن أمن ساحة الحرم، وحق المستوطنين في اقتحامها باعتبارها مخصصًا للزوار، وليست للمصلين، وشكل هذا الوضع الراهن بمثابة مرساة للاستقرار في القدس بجزأيها، وصمدت أمام اختبارات الانتفاضات التي أثارت غضب الفلسطينيين".
وأشار إلى أن "صفقة ترامب يعاد طرحها قريبا فيما يتآكل الوضع الراهن في المسجد الأقصى بسبب ضغوط ومطالبات منظمات الهيكل، وتزايد صلواتهم في ساحة الأقصى، مما شكل انتهاكا إسرائيليا صارخا، عندما أعلن بن غفير صراحة عن نيته بناء كنيس في الحرم القدسي، أمام صمت رئيس الوزراء نتنياهو، مما قد يدل على أن موضوع الكنيس مدرج في اتفاق الائتلاف الشفهي بينهما، ولم يتم كتابته بالطبع، لأن بناء كنيس في الحرم القدسي لا يتوافق مع السياسة الأمريكية المعلنة".
وأشار إلى أن "ترامب "ابتكر" في ولايته السابقة إنشاء وضع راهن جديد في المسجد الأقصى، بموجبه لن يكون الأردن بعد الآن الراعي العربي الوحيد له، بل ستنشأ رعاية عربية إسلامية جديدة، سيكون جزءً منها، وربما ستكون السعودية القوة الإسلامية الرائدة والمرجعية، على أن تكون العاصمة الفلسطينية في بلدة أبو ديس، الأمر الذي قوبل حينه برفض أردني فلسطيني، ومع ذلك فقد بقيت السيطرة في الحرم للاحتلال الاسرائيلي ولكن بسبب فشل ترامب في الانتخابات السابقة أمام جو بايدن، فقد توقف إعادة صياغة جديدة للوضع الراهن في المسجد الأقصى، والآن سيتم تجديده، وسيعطى الأولوية على حساب تشكيل دولة فلسطينية بالضفة الغربية".
وزعم عنباري أن "تشكيل الوضع الراهن الجديد في المسجد الأقصى له جدوى كبيرة، رغم أنه لا يخلو من المشاكل، لأن مشهد اليهود ذوي الشعر المستعار يتحدّون المسلمين في مكانهم المقدس لن يزيد من أمن اليهود في العالم، ولا يساعد بمكافحة معاداة السامية، رغم أن المتدينين اليهود سيرحبون بتسوية الوضع في الأقصى، في حين ستتلقى الدول العربية والاسلامية المعتدلة مثل إندونيسيا المسؤولية التشغيلية له، مع بقاء المسؤولية الأمنية لإسرائيل، الأمر الذي سيلقى معارضة الدول الرافضة مثل تركيا وجماعة الإخوان المسلمين وأذرعها".
وأكد أنه "عندما نأتي لصياغة الوضع الراهن الجديد في المسجد الأقصى، ينبغي التركيز أولاً على التوتر بين آل سعود والهاشميين بخصوص لقب "حارس الأماكن المقدسة"، حيث لم تقبل السعودية هذا اللقب للأسرة الهاشمية، والهاشميون حريصون على حصريتهم في هذا المكان المقدس، وهنا يكمن جذر تدهور العلاقات بين الأردن وإسرائيل".
وختم بالقول إنه "صحيح أن الوقت الحالي يبدو الأمر مستعصياً على الحل، ولكن إذا أعادت السعودية المساعدات الاقتصادية للأردن، واستقرت الضفة الشرقية اقتصادياً، ووجدت المملكتان لغة مشتركة حول القضايا الإقليمية، فسيكون ممكناً التوصل إلى تسوية تتعلق بالوضع الراهن في المسجد الأقصى".