"حكايات الابطال".. احتفالية شعبية مصرية بطابع عالمي
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
شهد استاد مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة مساء امس احتفالية شعبية بطابع عالمي بعنوان "حكايات الأبطال"، احتفالاً بالذكرى الحادية والخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة، برعاية اتحاد القبائل والعائلات المصرية، وتعتبر الاحتفالية هي اولي الاحتفاليات التي تحدث في استاد العاصمة الجديدة، وقد ابدع القائمون علي الحفل في تنظيم حدث عالمي علي أرض مصرية، وحضر الفعالية عدد من القيادات السياسية والشخصيات العامة البارزة، وأعضاء الأحزاب السياسية، ورؤساء المجالس القومية، وأعضاء البرلمان بالإضافة إلي نخبة من الفنانين والمبدعين.
وقد ابهرت الاحتفالية الحضور حيث بدأت بعرض فيلم وثائقي خاص جسد قدرة مصر على التصدي للتحديات ومواجهة الاعتداءات على مدار تاريخها العريق. تناول الفيلم محطات رئيسية في تاريخ مصر العسكري والسياسي منذ أحمس إلي عصرنا هذا، مُبرزاً قدرة المصريين على الدفاع عن وطنهم وحماية أرضهم في ظل الأزمات المختلفة. وقد تم عرض الفيلم علي اكبر شاشة 5D خماسية الابعاد قدمت تجربة بصرية مميزة ومبتكرة احدث تأثيرًا علي المشاهدين حيث شعروا بأنهم داخل الاحداث.
عرض تاريخ مصر وانجازات شعبها علي مر العصور علي اكبر شاشة 5D في العالم…
بالإضافة إلى ذلك، شملت الاحتفالية اوبريت غنائي قدّم مجموعة من الأغاني الوطنية الشهيرة التي ارتبطت بأحداث تاريخية هامة، وامتزجت في وجدان الشعب المصري. هذه الأغاني كانت لها وقع خاص على الجمهور، إذ أعادت إلى الأذهان مشاعر الفخر والاعتزاز بالوطن، وقد شارك في توزيع الأغاني بطريقة عصرية الموسيقار عزيز الشافعي.
وكانت مفاجأة الاحتفالية تقديم فيلم وثائقي بعنوان "من وسط الناس"، ويروي الفيلم مجموعة من القصص الملهمة التي تلقي الضوء على أبطال مصريين كانوا جزءاً من لحظات فارقة في تاريخ مصر، وتم إبراز هذه القصص لأول مرة في هذا العرض الخاص. وقد أتاح هذا الفيلم الفرصة لعرض قصص هؤلاء الأبطال لأول مرة أمام الجمهور، مما أضفى بعداً إنسانياً مؤثراً على الفعالية.
إلى جانب ذلك، قدم عدد من الفنانين أوبريت غنائي وطني ضخم، شارك فيه كوكبة من الفنانين المصريين علي رأسهم محمد فؤاد، هشام عباس، بلاك تيما، حكيم، بوسي، وكانت الكلمات حماسية وقد جسدت الروح المصرية وتاريخها الحافل بالإنجازات. بالاضافة إلي اغنية من ويجز.
وقد اختتمت الفعالية بأغنية مميزة للفنان الكبير محمد منير والفنانة أنغام، اللذين قدما أداءً رائعاً أشعل حماس الجمهور وأسهم في إضفاء جو من الحماس الوطني.
يُذكر أن هذه الاحتفالية شهدت حضوراً جماهيرياً واسعاً، حيث امتلأ استاد مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة بأكثر من 60,000 متفرج.
وقد استخدمت أحدث التقنيات السمعية والبصرية لإضفاء رونق خاص على الفعالية، ما ساهم في تقديم تجربة استثنائية ومبهرة للجمهور الحاضر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عاصمة الجديدة استاد مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة العاصمة الإدارية الجديدة انتصارات اتحاد القبائل والعائلات انتصارات أكتوبر المجيد انتصارات أكتوبر حكايات الأبطال
إقرأ أيضاً:
حكايات شهرزاد| يسألونك عن الزُهد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في كل ليلة، تنسج شهرزاد من وحي خيالها باقة من أروع القصص والحكايات ما يجعل زوجها الملك شهريار، يتلهَّف إلى سماع النهايات. تتوالى الليالي، وتتنوع الشخصيات في حكايات شهرزاد العجيبة والمميزة ما بين جنٍّ وسلاطين وقرَدة وغيرها من الكائنات الغريبة، فيزداد شوق الملك إلى سماع المزيد.
تدور القصة الكبرى «ألف ليلة وليلة» حول شهريار وشهرزاد، عندما يكتشف شهريار في بداية الحكاية أن زوجته الأولى لم تكن مخلصة، فيرى أن كل النساء خائنات ويقرر الزواج بعروس جديدة كل يوم وقتلها في صباح اليوم التالي، راقب النساء وحشية شهريار وقتله لبناتهن أمام أعينهن.
لكن شهرزاد، ابنة الوزير، تقنع والدها أن يقدمها إلى شهريار، وتقوم شهرزاد بحكاية قصة لشهريار، ولكنها توقف قصتها في لحظة حاسمة، لذلك يؤجل شهريار قتلها إلى الليلة التالية، وهكذا تستمر شهرزاد برواية القصص لمدة 1001 ليلة.
وقد اختارت «البوابة نيوز» لقرائها ثلاثين ليلة من تلك الليالي؛ والتي سوف نقرأها معا طول أيام شهر رمضان المبارك.
وقالت شهرزاد:
بلغني أيها الملك السعيد، أن ملكا كان يسأل في ديوانه عن الزهد. فتقدمت جارية وذكرت ما قاله لقمان لابنه: ثلاثة لا تُعرَف إلا في ثلاثة مواطن: لا يُعرَف الحليم إلا عند الغضب، ولا الشجاع إلا عند الحرب، ولا أخوك إلا عند حاجتك إليه. وقيل: إن الظالم نادم وإنْ مَدَحَه الناس، والمظلوم سليم وإنْ ذمَّه الناس. وقال الله تعالى: لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُم بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ، وقال عليه الصلاة والسلام: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل أمرئٍ ما نوى». واعلم أن أعجب ما في الإنسان قلبه؛ لأن به زمام أمره، فإن هاج به الطمع أهلكه الحرص، وإن ملكه الأسى قتله الأسف، وإنْ عظم عنده الغضب اشتدَّ به العطب، وإنْ سعد بالرضا أَمِنَ من السخط، وإنْ ناله الخوف شغله الحزن، وإن أصابته مصيبة ضمنه الجزع، وإن استفاد مالًا ربما اشتغل به عن ذكر ربه، وإن أغصَّته فاقة أشغله الهمُّ، وإن أجهده الجزع أقعده الضعف؛ فعلى كل حالة لا صلاحَ له إلا بذكر الله، وإشغاله بما فيه تحصيل معاشه وصلاح معاده. وقيل لبعض العلماء: مَن أسرُّ الناس حالًا؟ قال: مَن غلبت شهوتَه مروءتُه، وبعُدت في المعالي همتُه، فاتسعت معرفته، وضاقت معذرته. وما أحسن ما قاله قيس:
وَإِنِّي لَأُغْنِي النَّاسَ عَنْ مُتَكَلِّفٍ يَرَى النَّاسَ أَضْلَالًا وَمَا هُوَ مُهْتَدِي
وَمَا الْمَالُ وَالْأَخْلَاقُ إِلَّا مُعَارَةٌ فَكُلٌّ بِمَا يُخْفِيهِ فِي الصَّدْرِ مُرْتَدِي
إِذَا مَا أَتَيْتَ الْأَمْرَ مِنْ غَيْرِ بَابِهِ ضَلَلْتَ وَإِنْ تَدْخُلْ مِنَ الْبَابِ تَهْتَدِي
وأمَّا أخبار الزهد، فقد نقلت جارية ثانية عن قال هشام بن بشر: قلت لعمر بن عبيد: ما حقيقة الزهد؟ فقال لي: قد بيَّنَه رسول الله ﷺ في قوله: الزاهد مَن لم يَنْسَ القبرَ والبلاءَ، وآثَرَ ما يَبقى على ما يَفنى، ولم يَعُدَّ غدًا من أيامه، وعدَّ نفسه في الموتى. وقيل: إن أبا ذر كان يقول: الفقر أحبُّ إليَّ من الغنى، والسَّقَمُ أحبُّ إليَّ من الصحة. فقال بعض السامعين: رحم الله أبا ذر! أما أنا فأقول: مَن اتكل على حسن الاختيار من الله تعالى، رضي بالحالة التي اختارها الله له. وقال بعض الثقات: صلَّى بنا ابن أبي أوفى صلاة الصبح، فقرأ: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ حتى بلغ قوله تعالى: فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ، فخَرَّ ميتًا. ويُروى أن ثابتًا البناني بكى حتى كادت أن تذهب عيناه، فجاءوا برجلٍ يعالجه قال: أعالجه بشرط أن يطاوعني. قال ثابت: في أي شيء؟ قال الطبيب: في ألَّا تبكي. قال ثابت: فما فضلُ عينيَّ إن لم تبكيَا؟ وقال رجل لمحمد بن عبد الله: أَوْصِني.
وقال رجل لمحمد بن عبد الله: أَوْصِني. فقال: أوصيك أن تكون في الدنيا مالكًا زاهدًا، وفي الآخِرة مملوكًا طامعًا. قال: وكيف ذلك؟ قال: الزاهد في الدنيا يملك الدنيا والآخرة. وقال غوث بن عبد الله: كان أخوان في بني إسرائيل قال أحدهما للآخر: ما أخوف عمل عملته؟ قال له: إني مررتُ ببيتِ فراخ، فأخذت منه واحدة ورميتها في ذلك البيت، ولكن بين الفراخ التي لم آخذها منها؛ فهذا أخوف عمل عملته، فما أخوف ما عملته أنت؟ فقال: أمَّا أنا فأخوف عمل أعمله أني إذا قمتُ إلى الصلاة، أخاف أن أكون لا أعمل ذلك إلا للجزاء. وكان أبوهما يسمع كلامهما، فقال: اللهم إنْ كانا صادقين فاقبضهما إليك. فقال بعض العقلاء: إن هذين من أفضل الأولاد. وقال سعيد بن جبير: صحبت فضالة بن عبيد، فقلت له: أَوْصِني. فقال: احفظ عني هاتين الخصلتين: ألَّا تشرك بالله شيئًا، وألَّا تؤذي من خَلْقِ الله أحدًا. وأنشد هذين البيتين:
كُنْ كَيْفَ شِئْتَ فَإِنَّ اللهَ ذُو كَرَمٍ وَانْفِ الْهُمُومَ فَمَا فِي الْأَمْرِ مِنْ بَاسِ
إِلَّا اثْنَتَيْنِ فَلَا تَقْرَبْهُمَا أَبَدًا الشِّرْكُ بِاللهِ وَالْإِضْرَارُ بِالنَّاسِ
وما أحسن قول الشاعر:
إِذَا أَنْتَ لَمْ يَصْحَبْكَ زَادٌ مِنَ التُّقَى وَلَاقَيْتَ بَعْدَ الْمَوْتِ مَنْ قَدْ تَزَوَّدَا
نَدِمْتَ عَلَى أَنْ لَا تَكُونَ كَمِثْلِهِ وَأَنَّكَ لَمْ تَرْصُدْ كَمَا كَانَ أَرْصَدَا
وقالت جارية ثالثة: إن باب الزهد واسع جدًّا، ولكن أذكر بعضَ ما يحضرني فيه عن السلف الصالح؛ قال بعض العارفين: أنا أستبشر بالموت، ولا أتيقَّن فيه راحة، غير أني علمت أن الموت يحول بين المرء وبين الأعمال، فأرجو مضاعَفةَ العمل الصالح، وانقطاع العمل السيئ. وكان عطاء السلمي إذا فرغ من وصيته انتفض وارتعد، وبكى بكاءً شديدًا، فقيل له: لِمَ ذلك؟ فقال: إني أريد أن أُقبِل على أمر عظيم، وهو الانتصاب بين يدي الله تعالى للعمل بمقتضى الوصية؛ ولذلك كان علي زين العابدين بن الحسين يرتعد إذا قام للصلاة، فسُئِل عن ذلك فقال: أتدرون لمَن أقوم، ولمَن أخاطب؟ وقيل: كان بجانب سفيان الثوري رجل ضرير، فإذا كان شهر رمضان يخرج ويصلي بالناس فيسكت ويبطئ. وقال سفيان: إذا كان يوم القيامة أُتي بأهل القرآن فيُميَّزون بعلامة مزيد الكرامة عمَّن سواهم. وقال سفيان: لو أن النفس استقرت في القلب كما ينبغي لَطار فرحًا وشوقًا إلى الجنة، وحزنًا وخوفًا من النار. وعن سفيان الثوري أنه قال: النظر إلى وجه الظالم خطيئة.
ثم أدرك شهرزاد الصباح.. فسكتَتْ عن الكلام المباح.