(جولة الفجر الرياضي).. فليك يرسخ بصمته ولا عزاء " للهجاصين "
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
نجح الألماني هانز فليك المدير الفني لفريق الكرة الأول بنادي برشلونة الاسباني في كسب رهانه الذي لطالما اعتمد عليه منذ تولي المسؤولية الفنية لتدريب البلوجرانا منذ بداية الموسم الجاري.
وخلال جولة الفجر الرياضي نأخذكم خلال السطور التالية لتوضيح كيف رسخ فليك بصمته ونجح في تلقين أنشيلوتي درسًا قاسيًا لا يُنسى.
البداية كانت بتولي فليك المسؤولية خلفًا للاسباني تشافي هيرنانديز ومن هنا بدأت الجماهير تتوقع مسير البلوجرانا مع مدربهم الجديد منهم ما هو متفائل بعد النتائج التي قدمها مع العملاق البافاري بايرن ميونخ والبعض الآخر متخوف من تجربته الأخيرة مع المانشافت.
ومنذ توليه المهمة بدأ فليك في الأعتماد على افكاره التي كانت تعتمد على بناء مصيدة تسلل قوية والهجوم بخط الوسط والهجوم مع افتكاك الكرة من الخصم بعد فترة لا تتعدى الـ10 ثواني وهو ما جعل البعض يتخوف من حجم المخاطرة التي قد تؤدي لخسارة بعض المباريات.
وبالفعل تلقى فليك خسارته الأولى في الليجا على يد أوساسونا بنتيجة 4-2 وكذلك مُني بهزيمة أوروبية من موناكو بهدف مقابل هدفين وهو ما جعل الانتقادات تطوله لكن سرعان ما أثبت للجميع أنه قادر على ترسيخ أفكاره.
الفوز بالكلاسيكو الأول بنفس الأفكارجاءت ليلة الكلاسيكو الأولى بعد الفوز على العملاق البافاري بايرن ميونخ بنتيجة 4-1 في دوري أبطال أوروبا وسط تساؤلات كثيرة حول ما إذا كان فليك سيقوم بتغيير خطته خوفًا من هروب فينيسيوس ومبابي من مصيدة التسلل وتسجيل الكثير من الأهداف.
لكن ما حدث كان مغاير تمامًا حيث نصب الألماني مصيدة التسلل لنجوم الملكي اثنتي عشر مرة كاملة خلال أطوار اللقاء وهو ما حد من خطورة ثنائي هجوم الملكي على الرغم من تسجيل الدولي الفرنسي كيليان مبابي هدفين قبل أن يتم الغاءهم بداعي التسلل.
وما كان من انشيلوتي لمجابهة تلك الطريقة التي تعتمد على الدفاع المتقدم وقوة وسط الملعب الكتالوني إلا أن يدفع بأربعة لاعبين في الوسط بوجود فالفيردي وتشواميني مع كامافينجا وبيلينجهام لكن الفجوة كانت واضحة بين ثنائي قلب الدفاع روديجر وميلياتو ولم تظهر أي خطورة للثنائي فاسكيز وميندي.
وعلى الرغم من سيطرة الريال في الشوط الأول إلا أن فليك قد نجح في قراءة المشهد جيدًا ودفع في بداية الشوط الثاني بالهولندي فرينكي دي يونج على حساب فيرمين لوبيز بجوار بيدري وكاسادو في محاولة لأخذ المبادرة وارباك قوام الملكي وهو ما نجح بالفعل.
حيث ظهر الثلاثي بخفة حركية كبيرة في الضغط وبناء الهجمات واستغلال الفجوة بين قلبي دفاع الملكي وهو ما سمح لثلاثي الهجوم ليفاندوفسكي ولامين يامال ورافينيا بالتحرك بين الخطوط وكسر مصيدة التسلل.
وبأقل عدد من التمريرات وجد فليك نفسه متقدم بهدف عن طريق ليفاندوفسكي بعد تمريرة ساحرة من كاسادو وبعدها بأقل من دقيقتين نجح البولندي في تسجيل ثنائيته الشخصية مستغلًا عرضية من اليخاندرو بالدي وسط ذهول جميع المتواجدين في سانتياجو بيرنابيو.
بعد تسجيل برشلونة لهدفين بدا انشيلوتي قليل الحيلة غير قادر على الأستعانة بدكة البدلاء التي تخلو من العناصر القادرة على صناعة الفارق وعلى الرغم من الزج بلوكا مودريتش على حساب تشواميني ظنًا من الايطالي بأن الأمير الكرواتي قادر على إحكام السيطرة والظفر بمعركة وسط الملعب ظل فليك على رهانه وتمسك به.
حيث نجح ثلاثي وسط ملعب برشلونة في الظهور بشكل مميز لتستمر مصيدة التسلل في الإيقاع بفينيسوس ومبابي الذي سجل فشل في تسجيل هدف تقليص الفارق بعد تمريرة سحرية من مودريتش ضرب بها دفاعات البلوجرانا لكنه وجد امامه حائط صد يسمى اينياكي بينيا.
ورغم محاولات الريال العديدة لتسجيل هدف حفظ ماء الوجه وجد اندريه لونين نفسه امام لامين يامال المنفرد بالمرمى يسكن الكرة بيمينه في الشباك وبعدها اختتم رافينيا الرباعية في ليلة لن تنتساها جماهير برشلونة.
من هنا نجد أن فليك على الرغم من صعوبة وقوة مباراتي البايرن والريال نجح في ترسيخ فكرته التي تتمثل في الضغط العالي واللعب على مصيدة التسلل ولم يغير من طريقته خشية السرعة الخاصة بمهاجمي الخصم.
ارقام من كلاسيكو الأرضقبل مباراة الكلاسيكو نجح برشلونة في نصب مصيدة التسلل بنجاح امام منافسيه في 65 مناسبة وبنهاية اللقاء ارتفع العدد لـ77 مرة.
ولإثبات العمل الذي قام به فليك مع برشلونة نجد أن الريال احتسب ضده خلال الجولات الـ10 الأولى من الليجا 12 تسلل وهو نفس العدد الذي تعرض له هجوم الملكي في الكلاسيكو أمام برشلونة منهم 8 مرات فقط في الشوط الأول.
مباراة الكلاسيكو كانت ستشهد معادلة الريال للرقم القياسي في عدد المباريات المتتالية بلا خسارة في الليجا وهو الذي كان مسجلًا بإسم برشلونة بـ43 مباراة تحت قيادة مدربه السابق ارنستو فالفيردي قبل أن ينجح فليك في حماية الرقم المسجل بإسم رفقاء ليفاندوفسكي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: على الرغم من وهو ما
إقرأ أيضاً:
«عام المجتمع» يرسخ القواعد التعليمية الإيجابية للطالب والأكاديمي
مريم بوخطامين (أبوظبي)
يُعد «عام المجتمع 2025»، خطوة نوعية في تعزيز التلاحم المجتمعي، وترسيخ القيم الاجتماعية الأصيلة، إذ يعكس رؤية القيادة الرشيدة في بناء مجتمع متماسك ينهض بقيم التعاون والتكافل، ويعزز الروابط بين مختلف فئاته، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار الشامل، ويأتي هذا العام ليؤكد على أهمية المؤسسات التعليمية في تنشئة أجيال واعية، مسلحة بالعلم والمعرفة، ومؤهلة للمساهمة الفاعلة في نهضة الوطن، حيث تلعب الجامعات والمدارس دوراً حيوياً في ترسيخ المفاهيم الإيجابية التي تُسهم في بناء شخصية الطالب وتعزيز انتمائه لمجتمعه.
قال سالم مبارك الظاهري، المدير التنفيذي للعلاقات المجتمعية بجامعة أبوظبي: «إن (عام المجتمع 2025) يشكل تجسيداً لرؤية القيادة الحكيمة في تعزيز التكافل الاجتماعي، وبناء أمة تنهض بسواعد أبنائها الملتزمين بالقيم الإماراتية الأصيلة»، مضيفاً: «إن جامعة أبوظبي، باعتبارها مؤسسة تعليمية وطنية رائدة، تحرص على تكثيف جهودها لدعم هذه المبادرة من خلال تنظيم مجموعة واسعة من الفعاليات والأنشطة المجتمعية، التي تهدف إلى تعميق ارتباط الطلبة بتراثهم الوطني، وتعزيز الشعور بالمسؤولية تجاه مجتمعهم، وتحفيزهم على الانخراط في العمل المجتمعي، بما يسهم في إعداد أجيال تمتلك الوعي الكافي لدورها في تحقيق نهضة الوطن واستدامة تطوره».
وأكد الظاهري، أن تخصيص 2025 عاماً للمجتمع يعد خطوة استراتيجية نحو تعزيز القيم الإيجابية في نفوس الطلبة، وترسيخ روح العطاء والمشاركة الفعالة، مما يعزز مكانة المجتمع الإماراتي كنموذج عالمي يحتذى به في التلاحم والتعاون.
وأشار إلى أن المؤسسات التعليمية لها دور محوري في إعداد كوادر وطنية تجمع بين التميز الأكاديمي والالتزام بالمبادئ التي شكلت دعائم ريادة الإمارات، إذ لا يقتصر دور الجامعات والمدارس على تقديم المعرفة فقط، بل يمتد ليشمل غرس القيم الاجتماعية والإنسانية التي تضمن بناء شخصية متكاملة للطالب، قادرة على مواجهة التحديات وإيجاد الحلول المبتكرة لخدمة المجتمع.
وأوضح د. عيد شكر النداوي، أستاذ مساعد في الدراسات الإسلامية والاجتماعية بجامعة أبوظبي، أن «عام المجتمع» في دولة الإمارات يمثل مبادرة استراتيجية تعزز الروابط الاجتماعية، وترسخ ثقافة العمل الجماعي بين مختلف شرائح المجتمع، من مواطنين ومقيمين، بما يضمن تحقيق التكافل المجتمعي، ويسهم في بناء مجتمع متماسك، يرتكز على قيم التعاون والمشاركة الإيجابية.
وقال النداوي: «إن المبادرة سيكون لها تأثير كبير على قطاع التعليم العالي، حيث ستسهم في تقوية العلاقة بين المجتمع والمؤسسات الأكاديمية، عبر تنظيم فعاليات ومبادرات تعليمية تهدف إلى تلبية احتياجات المجتمع، ورفع مستوى الوعي بقضاياه المختلفة».
وأكد، أن البحث العلمي يعد من أهم المجالات التي ستشهد تطوراً ملحوظاً في هذا الإطار، إذ ستشجع الجامعات على إنتاج أبحاث أكاديمية تركز على التحديات المجتمعية، واقتراح حلول مبتكرة تدعم استقرار المجتمع وتحقق رفاهيته، مشيراً إلى أن «عام المجتمع» سيترك تأثيرات إيجابية ملحوظة على الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، حيث سيؤدي إلى تعزيز وعي الطلاب بأهمية المسؤولية المجتمعية، ويحفزهم على التفاعل مع القضايا الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، مما يساعدهم على تطوير مهارات التفكير النقدي، والعمل بروح الفريق، والمشاركة في إيجاد حلول مبتكرة للمشكلات التي تواجه مجتمعهم.
وتابع: «سيسهم العام في تشجيع الطلبة على التطوع والمشاركة في الفعاليات المجتمعية المختلفة، مثل ورش العمل والمبادرات التطوعية، مما يمكنهم من اكتساب مهارات قيادية وتنظيمية، تساعدهم في تطوير شخصياتهم وتأهيلهم للانخراط في سوق العمل مستقبلاً، ومن خلال هذه التجارب، سيتعلم الطلاب كيفية التعامل مع فئات المجتمع المختلفة، وتنمية قدراتهم على العمل الجماعي، مما يسهم في إعداد جيل من الشباب الواعي، القادر على الإسهام بفاعلية في بناء مستقبل أكثر إشراقًا، أما على مستوى أعضاء هيئة التدريس، فإن هذه المبادرة ستعزز دورهم في توجيه العملية التعليمية نحو خدمة المجتمع، حيث ستتم إعادة صياغة بعض المناهج الدراسية لتشمل أنشطة ومشاريع مجتمعية، كما سيتم تحفيز الأساتذة على إجراء أبحاث تتناول القضايا المجتمعية الراهنة، مثل المشكلات البيئية، والصحة العامة، والتنمية المستدامة».
وأكد النداوي، أن المؤسسات الأكاديمية ستشهد تحولاً نحو التعليم الموجه نحو المجتمع، حيث لن تقتصر مهمتها على تقديم المعرفة النظرية فقط، بل ستسعى إلى تمكين الطلبة من تطبيق ما يتعلمونه في مجالات عملية تخدم المجتمع، مما يعزز دور الجامعات والمدارس كمراكز لنشر الوعي الاجتماعي، وتحقيق التنمية المجتمعية المستدامة.
شخصية الطالب
أكد التربوي حسام الصانع، أن «عام المجتمع» يمثل فرصة ذهبية لتعزيز القيم التعليمية والأدبية في قطاع التعليم، حيث يسهم في بناء شخصية الطالب القيادية والمجتمعية، من خلال ترسيخ ثقافة العطاء والمسؤولية الاجتماعية.
وأوضح، أن هذه المبادرة ستساعد الطلبة على تطوير قدراتهم الشخصية، وتعزز من مهاراتهم في العمل الجماعي والتواصل، مما يؤهلهم ليكونوا أفراداً فاعلين في مجتمعاتهم، يسهمون في تطويره وازدهاره.
وأضاف: «إن الجامعات والمدارس لها دور حيوي في تهيئة بيئة تعليمية داعمة، تحفز الطلبة على المشاركة في الأنشطة المجتمعية، وتساعدهم على تطوير مهاراتهم الأكاديمية والاجتماعية، مما يسهم في إعداد أجيال قادرة على مواجهة التحديات بثقة وكفاءة، مؤكداً أن «عام المجتمع 2025» يعد مبادرة وطنية رائدة، تعكس التزام دولة الإمارات بتعزيز التلاحم المجتمعي، وغرس القيم الإيجابية في نفوس الأجيال القادمة، ومن خلال التركيز على دور المؤسسات التعليمية في بناء جيل واعٍ، يمتلك المهارات والمعرفة اللازمة لمواجهة تحديات المستقبل، فإن هذا العام سيشكل نقطة تحول في تعزيز الروابط بين المجتمع والأكاديميين، وفتح آفاق جديدة للمشاركة المجتمعية الفعالة، بما يسهم في تحقيق رؤية الإمارات في بناء مجتمع متماسك، ينعم بالاستقرار والازدهار».