“الحقيل”: نتبنى تقنيات عقارية متطورة لصناعة بيئات معيشية ذكية ومستدامة
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
بمشاركة شخصيات بارزة وخبراء ومتخصصين في صناعة العقار والتقنيات العقارية ومتحدثين دوليين من 80 دولة من أنحاء العالم، رعى وزير البلديات والإسكان الأستاذ ماجد بن عبدالله الحقيل انطلاق أعمال القمة العالمية للبروبتك “The Global Proptech Summit ” التي تنظمها الهيئة العامة للعقار في العاصمة الرياض بشراكة استراتيجية مع الشركة الوطنية للإسكان “NHC”.
وأكد الحقيل خلال كلمته في افتتاح القمة العلمية للبروبتك أهمية القمة التي تأتي بالتزامن مع ما يشهده القطاع العقاري المحلي والدولي والإقليمي من حراك كبير على جميع مستوياته، وعزم المملكة على أن تجعل من الرياض مركزًا عالميًا في قطاع التقنية العقارية، تقوده الهيئة العامة للعقار للنهوض بالقطاع العقاري، وتطوير بيئته التنظيمية، وتهيئة فرصه الاستثمارية، وتوظيف التقنيات العقارية لتحقيق التحول الرقمي، وتعزيز الشفافية والكفاءة.
وأضاف وزير البلديات والإسكان بأن التحول الرقمي جزء لا يتجزأ من رؤية المملكة؛ إذ نسعى لتحسين جودة الحياة، ورفع كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين والزوار والمستثمرين، وهو ما يسهم في تطوير قطاع الإسكان، وتعزيز الابتكار في التخطيط الحضري والتطوير العقاري، من خلال تبني تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والبيانات الضخمة، لخلق بيئات معيشية أكثر ذكاء واستدامة، وأن هذه التحولات تفتح آفاقًا واسعة للاستثمار، خاصة في منصات الوساطة والخدمات والتمويل العقاري، التي تسهم في تسهيل البحث والتعاملات لكل أصحاب العلاقة، مما يعزز شفافية السوق، ويسهل التعاملات بين جميع الأطراف، ويزيد من نمو الناتج المحلي.
وشهدت “القمة” في افتتاحها عددًا من الإطلاقات والاتفاقيات التي تخدم قطاع التقنية العقارية، منها إعلان الهيئة العامة للعقار إطلاق مركز بروبتك السعودية ليكون القناة الرئيسية للابتكار في التقنيات العقارية في المملكة، إضافة إلى اتفاقية تعاون بين هيئة العقار والبرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات؛ بهدف إقامة تعاون استراتيجي بين الطرفين لاستقطاب المسرعات التي تتبنى أفضل الممارسات العالمية، ولدعم وتشجيع الشركات التقنية في القطاع العقاري، وتقديم الحوافز والاستشارات لها، وتمكينها من مباشرة أعمالها.
وتناقش جلسات “القمة” التي تستمر يومين متتاليين النظام التشريعي للتكنولوجيا العقارية، والابتكار وريادة الأعمال في مستقبل التكنولوجيا العقارية، وقوة تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد من المخطط إلى الواقع، ودور تقنيات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي في صناعة مستقبل العقار وأتمتة عملياته وخدماته، إضافة إلى الحديث عن حلول “البروبتك” في التنمية الحضرية، واتخاذ القرارات الأكثر ذكاء بما يسهم في تنمية الاستثمارات وتعزيز الاستدامة المالية.
وصاحب “القمة” معرض تقني عقاري، ضم مشاركة مجموعة من الشركات الناشئة والمبتكرة، ومنصات عقارية وتقنية، محلية ودولية، تستعرض من خلاله الابتكارات التقنية العقارية والجيل القادم منها، والتجارب والرؤى المستقبلية للصناعة في ظل التقدم التكنولوجي السريع، بما يعزز من تحقيق التوجهات الاستراتيجية للقطاع العقاري في المملكة وريادته تماشيًا مع رؤية المملكة 2030.
يذكر أن القمة العالمية للبروبتك تأتي بالتزامن مع ما يشهده السوق العقاري السعودي من ازدهار، يجعل منه أكثر طلبًا للحلول المبتكرة التي تلبي الاحتياجات والمتطلبات الخاصة بالنمو السكاني المتسارع، ومبادرات المدن الذكية، ومشاريع التطوير الطموحة التي تشهدها مختلف مناطق المملكة لبناء مجتمعات حضرية عصرية ومستدامة.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
هيئة التراث: “دحول الصمّان” تكشف عن أن المملكة كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين سنة
المناطق_واس
أعلنت هيئة التراث عن توصل دراستها العلمية المعنية بالسجل الدقيق للمناخ القديم على أرض المملكة، من خلال تحليل 22 متكونًا كهفيًا تعرف محليًا بـ”دحول الصمّان”، إلى أن أرض المملكة كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين سنة.
وأوضح المدير العام لقطاع الآثار بالهيئة الدكتور عجب العتيبي -في مؤتمر صحفي عقد اليوم بمقر الهيئة بالرياض- أن الدراسة كشفت عن أطول سجل مناخي في الجزيرة العربية يعتمد على الترسبات الكهفية، الذي يُعد أيضًا من أطول السجلات المناخية بالعالم، إذ يغطي فترة زمنية طويلة جدًا تبلغ ثمانية ملايين سنة.
أخبار قد تهمك أمير منطقة الحدود الشمالية يهنئ المركز الوطني للأرصاد بعرعر لتحقيقه المركز الأول على مستوى المملكة 9 أبريل 2025 - 3:49 مساءً وزارة السياحة: عدد التراخيص لمرافق الضيافة السياحية تسجل نموًا بنسبة 89% بنهاية عام 2024 في مختلف مناطق المملكة 9 أبريل 2025 - 2:49 مساءًوبين أن نتائج الدراسة أبرزت أهمية الجزيرة العربية بصفتها منطقة تقاطع حيوي لانتشار الكائنات الحية بين أفريقيا وآسيا وأوروبا؛ مما يسهم في فهم تاريخ التنوع البيولوجي للكائنات الحية وتنقلها بين القارات عبر الجزيرة العربية، مشيرًا إلى أن هذه الدراسة تدعم نتائج التفسيرات حول كيفية تأثير التغيرات المناخية على حركة وانتشار الجماعات البشرية عبر العصور.
ونشرت هيئة التراث مقالة علمية في مجلة “نيتشر” (Nature) العلمية تحت عنوان “الحقب الرطبة المتكررة في شبه الجزيرة العربية خلال الـ 8 ملايين سنة الماضية” (Recurrent humid phases in Arabia over the past 8 million years)، بالتعاون مع عدة جهات محلية ودولية تحت مظلة “مشروع الجزيرة العربية الخضراء”؛ الذي يهدف إلى استكشاف التاريخ الطبيعي والبيئي للمنطقة.
وشارك في هذه الدراسة 30 باحثًا من 27 جهة مختلفة محلية ودولية، من أبرزها هيئة التراث، وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وجامعة الملك سعود، ومعهد ماكس بلانك الألماني، وجامعة جريفيث الأسترالية، وعدة جامعات ومراكز بحثية من دول مختلفة شملت ألمانيا، وإيطاليا، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية.
وكشفت الدراسة العلمية عن سجل دقيق للمناخ القديم على أرض المملكة، من خلال تحليل 22 متكونًا كهفيًّا تعرف علميًا بـ “الهوابط والصواعد”، استخرجت من سبعة دحول تقع شمال شرق منطقة الرياض بالقرب من مركز شَوْية في محافظة رماح، وتعرف هذه الكهوف محليًا باسم “دحول الصمّان”.
ويُشير هذا السجل إلى تعاقب مراحل رطبة متعددة أدت إلى جعل أراضي المملكة بيئة خصبة وصالحة للحياة، على عكس طبيعتها الجافة الحالية، ووفقًا للنتائج، كانت صحراء المملكة التي تُعدُّ اليوم أحد أكبر الحواجز الجغرافية الجافة على وجه الأرض حلقة وصل طبيعية للهجرات الحيوانية والبشرية بين القارات أفريقيا، وآسيا، وأوروبا.
واستخدم الباحثون أساليب علمية مختلفة لتحديد الفترات، وذلك من خلال تحليل دقيق للترسبات الكيميائية في المتكونات الكهفية، شملت تحليل نظائر الأكسجين والكربون لتبيان مؤشرات تغيرات نسبة الأمطار والغطاء النباتي عبر الزمن، مما ساعد على الكشف عن الفترات المطيرة وتقلباتها الرطبة على مدى ملايين السنين.
وأجرى الباحثون تحليلًا لترسبات كربونات الكالسيوم باستخدام تقنيتي اليورانيوم-الثوريوم (U-Th) واليورانيوم-الرصاص (U-Pb) لتحديد تاريخ هذه المتكونات وكشف الفترات الرطبة بدقة، ومن خلالها فقد حددت عدة مراحل رطبة تميزت بغزارة هطول الأمطار؛ يعود أقدمها إلى أواخر عصر الميوسين منذ حوالي 8 ملايين عام، مرورًا بعصر البليوسن، حتى أواخر عصر البليستوسين.
وأوضحت الدراسة أن هذه المراحل الرطبة أدت دورًا أساسيًّا في تسهيل تنقل وانتشار الكائنات الحية والثدييات عبر القارات المجاورة؛ فنتيجة هذه الدراسة (دليل وجود فترات رطبة متعاقبة عبر الـ8 ملايين عام الماضية) تدعم نتائج الدراسات الأحفورية السابقة في الحاجز الصحراوي العربي التي تشير إلى وجود أنواع حيوانية تعتمد على المياه في المنطقة، ومنها: التماسيح، والخيل، وأفراس النهر، فقد كانت تزدهر في بيئات غنية بالأنهار والبحيرات، وهي بيئات لم تعد موجودة في السياق الجاف الحالي للصحراء.
وأوضحت هيئة التراث أن هذه الدراسة تأتي ضمن مخرجات مشروع “الجزيرة العربية الخضراء”؛ الذي يمثل أحد المشاريع الرائدة لتعزيز البحث العلمي، وتوثيق التاريخ الطبيعي والثقافي لشبه الجزيرة, ويهدف المشروع إلى الكشف عن الأبعاد البيئية والتغيرات المناخية التي أثرت في المنطقة عبر العصور، ودورها في تشكيل الجغرافيا والبيئة الطبيعية، مما يعزز فهمنا للتاريخ الطبيعي للمملكة.
وأكدت الهيئة التزامها بدعم البحوث العلمية وتوسيع نطاق التعاون الدولي في هذا المجال، مع تسليط الضوء على أهمية استدامة الإرث الطبيعي والثقافي، وكونهما قيد الاستكشاف، مع وجود دراسات جديدة قادمة ستسهم في إثراء معرفتنا حول هذه الموضوعات؛ ورغم هذه الاكتشافات المهمة، لا تزال الكهوف في المملكة العربية السعودية بحاجة إلى المزيد من الدراسات والاستكشافات العلمية، إذ تمثل هذه النتائج مجرد بداية لفهم أعمق لتاريخها الطبيعي وثرائها البيئي.