القوات الكورية الشمالية في روسيا.. مرحلة جديدة في الحرب الأوكرانية
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
يرى المحللان ليانا فيكس وبنيامين هاريس، أن كوريا الشمالية تساعد بالفعل روسيا على تعزيز قوة نيرانها في ميدان المعركة، حيث تمدها بالملايين من قذائف المدفعية إضافة إلى الصواريخ الموجهة وغير الموجهة.
وأكدت الولايات المتحدة ومنظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، الأسبوع الماضي، أنه تم إرسال ما لا يقل عن 3 آلاف من الجنود الكوريين الشماليين إلى منطقة الشرق الأقصى الروسية، للتدريب فيما يبدو للمشاركة في الغزو غير القانوني من جانب روسيا لأوكرانيا.
وترددت تقارير تفيد بأنه قد تم إرسال، أو تم التعهد بإرسال ما بين 10 آلاف و12 ألفاً من قوات النخبة الخاصة الكورية الشمالية، المعروفة باسم "فيلق العاصفة" إلى روسيا.
"The deployment of North Korean troops to aid Russia marks an ominous new level of cooperation between Moscow and Pyongyang. The alliance could further escalate and globalize the conflict," write @LianaFix and Benjamin Harris. https://t.co/IpSCGbwHsV
— Council on Foreign Relations (@CFR_org) October 26, 2024وقال بنيامين هاريس الباحث المشارك في مجلس العلاقات الخارجية لشؤون أوروبا والسياسة الخارجية الأمريكية، وليانا فيكس، وهي زميلة في شؤون أوروبا بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، إن جهاز الاستخبارات الكورية الجنوبية ذكر أنه تم منح هذه القوات جوازات سفر زائفة، وزي زائف للتخفي كأفراد من القوات الروسية، ما يشير إلى أنه لا روسيا أو كوريا الشمالية مستعدتان حالياً للاعتراف علانية بهذه القوات، كقوات محاربة مشاركة في القتال.
وأضاف المحللان، في تقرير نشره مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، أن كوريا الجنوبية وأوكرانيا تزعمان أنه يتم إرسال القوات الكورية الشمالية لاستعادة منطقة كورسك في غرب روسيا من القوات الأوكرانية، بعد التوغل المفاجئ الذي أطلقته كييف في الخريف. واضطر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حتى الآن إلى استخدام المجندين الروس في هذه العملية، وهي خطوة لا تحظى بقبول شعبي في الداخل.
والسؤال هو ما الذي يكشفه هذا عن العلاقات الآخذة في التزايد بين كوريا الشمالية وروسيا؟ ففي يونيو (حزيران) الماضي وقعت الدولتان اتفاقية للدفاع المشترك تلزم من الناحية الفنية الدولتين بالدفاع كل منها عن الأخرى ضد أي حملات غزو.
وتوقع بعض الخبراء السياسيين بأنهما ربما يستخدمان توغلا أوكرانيا داخل روسيا (مثل الهجوم على كورسك)، كذريعة لتفعيل الاتفاقية، ولكن قرارهما الخاص بالتعتيم على هويات الكوريين الشماليين يوضح أنهما لم يفعلا ذلك بعد.
وتابع المحللان أن روسيا تحقق حالياً مكاسب في ميدان القتال، وبالتالي من غير المحتمل أن تتصرف، بدافع اليأس من خلال نشر جنود من كوريا الشمالية. وبالأحرى، ربما يقدم الرئيس بوتين على اتخاذ هذه الخطوة على أساس اعتبارات تكتيكية.
ومن خلال مساعدة روسيا على استعادة كورسك، يمكن أن تسمح الفرقة الكورية الشمالية لبوتين بأن يركز القوات الروسية على تقدمها في شرق أوكرانيا، وهى الجبهة الرئيسية التي تحرز فيها تقدماً مطرداً، وإن كان بطيئاً.
ومع اقتراب حلول فصل الشتاء، يبدو من المرجح أن هذه التوجهات سوف تتسارع وتيرتها في الوقت الذي تصبح فيه أزمة الطاقة التي تعاني منها أوكرانيا أكثر حدة، وقد تتسبب الانتخابات الرئاسية الأمريكية في حدوث اضطراب في الدعم الغربي لأوكرانيا.
هل يؤدي التعاون العسكري بين روسيا وكوريا الشمالية إلى حرب عالمية؟ - موقع 24استبعد خبراء أن يؤدي ابرام اتفاقية دفاعية بين موسكو وبيونغ يانغ، واحتمال نشر نحو 10 آلاف جندي كوري شمالي في أوكرانيا، إلى تصعيد عسكري فوري على المستوى العالمي.وعلى المستوى الاستراتيجي، يوضح هذا النشر للقوات مستوى جديداً من التعاون ينذر بالشؤم بين ما يسمى بـ"محور الاضطرابات " المكون من الصين وإيران وكوريا الشمالية وروسيا. وفي مقابل دعمها لروسيا، من المرجح أن تريد كوريا الشمالية مزيداً من المساعدات العسكرية والاقتصادية وتحرص على أن تكتسب قواتها من النخبة على خبرة قتالية مهمة، لم تحصل عليها منذ عقود وسوف تساعد في تحديث جيشها.
وهناك احتمال مثير للقلق بأن اتفاقية يونيو (حزيران) الماضي، فتحت الباب أمام روسيا لتزويد كوريا الشمالية بالدعم لبرامجها الصاروخية والفضائية، التي سوف تنتهك عقوبات تفرضها الأمم المتحدة على بيونغ يانغ.
وتمثل تصرفات كوريا الشمالية مزيداً من العولمة الخطيرة للحرب بين روسيا وأوكرانيا، الأمر الذي من المرجح أن يدفع كوريا الجنوبية وحلفاء من منطقة المحيطين الهندي والهادئء إلى مسافة أقرب من المسرح الأوروبي.
وإذا زادت كوريا الشمالية وروسيا تعاونهما العسكري، فإنه من المرجح أن توسع كوريا الجنوبية نطاق دعمها لأوكرانيا، بما في ذلك احتمال تقديم مساعدات فتاكة وتندمج على نحو أكثر تأكيداً في شبكة التحالف التي تعمل الولايات المتحدة على تكوينها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
ومن الناحية المادية، يتم حشد جيش كوريا الشمالية بشكل كبير ضد كوريا الجنوبية، الأمر الذي يعني أنه لا يمكن توجيه الكثير من قدراته إلى ميادين القتال البعيدة في روسيا وأوكرانيا. والأمر الأكثر إثارة للقلق وأكثر أشكالية هو الدعم الهائل من العتاد العسكري الذي تقدمه كوريا الشمالية والصين لروسيا.
وأرسلت كوريا الشمالية 8 ملايين قذيفة إلى القوات الروسية في أوكرانيا في العام الماضي، إضافة إلى عشرات الصواريخ قصيرة المدى، التي سوف يكون تأثيرها للحفاظ على استمرار آلة الحرب الروسية أكثر فعالية من بضعة آلاف من القوات. وعلى النقيض يسغى الداعمون الغربيون جاهدون لمجاراة نفس الحجم من الذخيرة والأسلحة لأوكرانيا.
وتساءل المحللان عن الكيفية التي تنظر بها الصين إلى هذه التطورات، وقالا إن الصين قامت بمحاولات متكررة للكشف عن زيف مخاوف الغرب بشأن تواطؤها المزعوم مع كوريا الشمالية وروسيا. وفي نفس اليوم الذي أكدت فيه واشنطن وجود قوات من بيونغ يانغ في روسيا، أصدرت السفارة الصينية في واشنطن بياناً رفض فكرة "محور الأضطرابات"، مرددة بذلك تصريحات سابقة أدلى بها مسؤولون صينيون.
غير أنه إذا لم تنأي الصين بنفسها على نحو أكثر وضوحاً عن التعاون بين روسيا وكوريا الشمالية، فإن ذلك لن يؤدي إلا إلى دعم نظرة الغرب للصين على أنها تمثل عامل دعم في الحرب الأوكرانية وتهديداً جيوسياسياً متزايداً.
وقد يقوض هذا بشكل أكثر جهود بكين لتحسين علاقاتها التجارية مع الاتحاد الأوروبي. وقبل أسبوع فقط، أشار الاتحاد الأوروبي إلى غضبه المتزايد من الصين من خلال الموافقة على فرض رسوم ضخمة على السيارات الكهربائية.
واختتم المحللان تقريرهما بالقول، إن الصين تشعر بالقلق من أن تكثيف الروابط بين كوريا الشمالية وروسيا، قد يؤدي إلى تأكل نفوذها على بيونغ يانغ. وكانت الصين وكوريا الشمالية قد جددتا معاهدة للدفاع المشترك في عام 2021، وتعد الصين حتى الآن الشريك الأكثر أهمية لكوريا الشمالية فيما يتعلق بالمساعدات الاقتصادية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الكوريين الشماليين لأوكرانيا روسيا الحرب الأوكرانية كوريا الشمالية روسيا کوریا الشمالیة وروسیا الکوریة الشمالیة وکوریا الشمالیة کوریا الجنوبیة من المرجح أن
إقرأ أيضاً:
كوريا الجنوبية ورئيس الوزراء الكندي يحذران من تدخل كوريا الشمالية بحرب أوكرانيا
قال مكتب الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، اليوم الأربعاء الموافق 30 أكتوبر، إن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قال إن نشر قوات كورية شمالية في الصراع في أوكرانيا من المرجح أن يؤدي إلى تصعيد الحرب التي تشنها روسيا.
ووفق لوكالة رويترز، قال ترودو إن الحرب ستترك تأثيرا أكبر على البيئة الأمنية في أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ، واقترح تعاونا اكبر بين البلدين بشأن الوضع المتطور، وفقا لمكتب يون.
كما أكدت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، وجود بعض الجنود الكوريين الشماليين في منطقة كورسك، وهي منطقة حدودية روسية نفذت فيها القوات الأوكرانية توغلاً كبيراً في أغسطس وتسيطر على مئات الكيلومترات المربعة من الأراضي.
وقال البنتاجون إن بضعة آلاف آخرين كانوا في طريقهم إلى هناك.
فيما قال مسؤولون من كوريا الجنوبية إن بعض القوات الكورية الشمالية ربما تم نقلها إلى الخطوط الأمامية وأعربوا عن قلقهم بشأن ما قد تقدمه روسيا لبيونج يانج في المقابل.
وقال مكتب يون إن "رئيس الوزراء ترودو قال إن احتمال اشتعال حرب أوكرانيا بشكل أكثر شراسة زاد مع نشر القوات الكورية الشمالية في روسيا، وسيكون لهذا تأثير على الأمن العام في أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ".
وقال يون إن وتيرة نشر القوات الكورية الشمالية في الصراع في أوكرانيا كانت أسرع من المتوقع، مما خلق وضعا خطيرا، بحسب مكتبه.
ولم ينكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تورط القوات الكورية الشمالية في الحرب، لكنه قال إن روسيا هي التي تقرر كيفية تنفيذ معاهدة الشراكة التي وقعها مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في يونيو.
وقدرت وزارة الدفاع الأميركية أن 10 آلاف جندي كوري شمالي تم نشرهم في شرق روسيا للتدريب، أكثر من تقدير بلغ 3 آلاف جندي الأربعاء الماضي.