عربي21:
2024-11-01@03:27:40 GMT

تشويه القادة من جيفارا إلى السنوار

تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT

يُحكى أن مزارعا هو الذي وشى بالزعيم تشي جيفارا وقدم معلومات للأمريكيين حول مكان وجوده، لأن تشي جيفارا بحسب زعم المزارع كان سببا في إتلاف أرضه التي كان يزرعها.

هذه القصة قديمة قدم الحدث، وسأتناولها من جانبين:

الأول: أنها قد تكون صحيحة؛ لأن من الوارد جدا حدوث خيانة من شخص ما تجاه فكرة ما، لا يؤمن هو بها؛ لأنه غير مستفيد منها سواء استفادة مادية أو معنوية، حتى لو لم يكن مستفيدا منها، فليست كل النفوس على قدرٍ واحد من التحمل والاستطاعة.



الثاني: أنها كذب وافتراء، وهذا الذي أميل إليه، فعادة ما تلجأ دول الاحتلال الى اختلاق قصص وتروجها على أنها حقيقة، هذه القصص تشوه وتحقر معارضيها ومقاوميها سواء كان نشرها في حياتهم أو بعد مماتهم، وكأنها بذلك توصل رسالة لمن يفكر بمعارضتها ومقاومتها، أنك لن تأمن من خيانة أبناء شعبك، فالناس في غالبهم يفكرون في بطونهم وحياتهم، وقلما تجد من يفكر في الوطن، هكذا يزعمون ويروجون.

عادة ما تلجأ دول الاحتلال الى اختلاق قصص وتروجها على أنها حقيقة، هذه القصص تشوه وتحقر معارضيها ومقاوميها سواء كان نشرها في حياتهم أو بعد مماتهم، وكأنها بذلك توصل رسالة لمن يفكر بمعارضتها ومقاومتها، أنك لن تأمن من خيانة أبناء شعبك، فالناس في غالبهم يفكرون في بطونهم وحياتهم، وقلما تجد من يفكر في الوطن ما سبق هو تمهيد لما سيأتي، وما سيأتي شاهد ملخصه الناس على الملأ، فكلنا نعلم أن قائد المقاومة في غزة يحيى السنوار رحمه الله، استشهد أثناء قتاله للاحتلال الصهيوني في رفح، وصور اللحظات الأخيرة والفيديو قد شاهدها ملايين الناس، وحاز على إعجابهم.. هذا المشهد العظيم والثناء الذي حازه لم يرق للاحتلال وأذنابه، لأنه أظهر السنوار بمظهر البطل الأممي كما جيفارا، والاحتلال أراد للسنوار نهاية غير ما كانت، فاراد له أن يقع أسيرا أو يغتاله اغتيالا حتى يظهر بمظهر القادر على كل شيء. فنهاية السنوار كانت من خلال اشتباك وليس اغتيالا، وهذا يعد فشلا أمينا كبيرا في تحديد موقعه رغم الطائرات المزودة بأجهزة تجسس وتصوير ضخمة، وآلاف الجنود والدبابات التي تصول وتجول في قطاع غزة، ليظهر السنوار في رفح وهي منطقة قتال خطرة ليست بعيدة عن الجنود.

النهاية المشرفة للسنوار بأنه خاض اشتباكا مسلحا مع الاحتلال، لم يرق للعدو وأذنابه، فاختلقوا قصصا وأثاروا الشبهات تفيد بأنهم كانوا على علم بمكان وجوده، وأن مخابرات دولة عربية استدرجت السنوار لمكان قريب من حدود مصر لإجراء مفاوضات معه بحكم أنه لا يحمل أجهزة اتصال، وأن عميلا قد وشى به.

هذه الأكاذيب يهدف الاحتلال من ورائها الى:

1- لتغطية على فشلة في العثور على مكان السنوار رغم مرور عام من الحرب والمطاردة.

2- فشل عملية اعتقال السنوار حيا.

3- إظهار أن إسرائيل لها عيون في كل مكان حتى في أرفع الأماكن وأكثرها حساسية في حماس وقسّامها.
الجنود لم يكونوا يعلمون أن هذه المجموعة ضمنها السنوار، وإلا لحاصروا المكان، وحرصوا على اعتقاله حيا؛ لأن ذلك سيشكل لهم نصرا مؤزرا
4- أن العميل وهو باعتباره من الناس قد ضاق ذرعا بالسنوار فقرر التخلص منه وتخليص الناس منه، كما فعل المزارع مع تشي جيفارا.

5- إظهار أن المخابرات العربية تعمل لصالح الاحتلال وتنسق معه، وأنكم أيها الفلسطينيون لا يحبكم أحد.

هذه الادعاءات وغيرها يمكن تفنيدها:

1- إن السنوار تواجد في ساحة قتال لم تكن هي الوحيدة، فقط أكد مقاتلون أنه تواجد معهم يقاتل في جبهات قتال أخرى مثل خانيونس.

2- أن الجنود لم يكونوا يعلمون أن هذه المجموعة ضمنها السنوار، وإلا لحاصروا المكان، وحرصوا على اعتقاله حيا؛ لأن ذلك سيشكل لهم نصرا مؤزرا، فكل أسرار الحرب معه.

إجمالا يبقى القول واجبا بأن العدو لا يترك فرصة إلا ويشوه بها الذين قاتلوه ووقفوا في وجهه، وقالوا له "لا" حين قال الجميع "نعم".

(*غزة- فلسطين)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الاحتلال المقاومة غزة السنوار غزة الاحتلال المقاومة السنوار مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة تفاعلي سياسة سياسة أفكار سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من یفکر

إقرأ أيضاً:

غالانت يؤكد حاجة جيش الاحتلال لمزيد من الجنود

صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، مساء الاثنين، بأن الجيش الإسرائيلي بحاجة لتعزيز قواته، في ظل ارتفاع أعداد القتلى والمصابين في المعارك الجارية.

جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح الدورة البرلمانية الشتوية للكنيست، حيث شدد على ضرورة تمرير قانون تجنيد موسع يلبي احتياجات الجيش المتزايدة، معتبرا أن هذا الطلب "أساسي وغير سياسي".

وأشار غالانت إلى معارضته إقرار قانون يعفي الحريديم (اليهود المتدينين) من الخدمة العسكرية، قائلا: "هذه قضية أمنية وأخلاقية. الوضع صعب، ولدينا عديد من القتلى والمصابين، لذا نحتاج إلى مزيد من الجنود والمقاتلين".

ودعا وزير الدفاع إلى ضرورة المساواة في تحمل مسؤولية الدفاع عن إسرائيل، مطالبا بإلغاء الإعفاءات التي يتمتع بها المتدينون اليهود من التجنيد الإجباري.

وفي السياق ذاته، انتقد زعيم المعارضة يائير لبيد موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مشيرا إلى أن نتنياهو لم يتطرق -في كلمته أمام الكنيست- إلى أزمة إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية.

وتساءل لبيد، "لو كان نتنياهو رئيس وزراء قوي، لأبلغ شركاءه من الحريديم بأن إسرائيل في حالة حرب، وأن الجنود يُقتلون ويصابون كل يوم"، مضيفا أن الجيش بحاجة إلى ما يزيد على 10 آلاف جندي إضافي. وأضاف أن "حكومة صهيونية حقيقية لن تفكر حتى في تمرير هذا الاحتقار".

وتقول المعارضة إن نتنياهو وعد حزبي "شاس" و"يهدوت هتوراه" الحريديين بتمرير قانون الإعفاء، مما أثار خلافا واسعا بين الائتلاف الحاكم والمعارضة، التي ترى في القانون خطوة لتمييز المتدينين عن باقي المواطنين.

وتواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدعم من الولايات المتحدة، مما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 144 ألف فلسطيني، بينهم أعداد كبيرة من الأطفال والنساء. وتشهد غزة أزمة إنسانية حادة، مع تقارير عن مجاعة ودمار واسع النطاق، في ظل تجاهل تل أبيب قرارات مجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية التي دعت لإنهاء القتال وتحسين الوضع الإنساني في القطاع.

مقالات مشابهة

  • رئيس حزب مصر 2000: أكاذيب الأبواق المناهضة لمصر تشويه لدورها الراسخ في دعم القضية الفلسطينية
  • «فخ سترافا».. كيف تحول تطبيق لياقة بدنية إلى أداة تجسس على الاحتلال الإسرائيلي؟
  • مصدر: الاحتفاظ بجثمان يحيى السنوار في ثلاجة بمنشأة عسكرية سرية
  • جنود الاحتلال في ثياب النساء.. ماذا وراء الصور؟
  • وزير دفاع الاحتلال: نحتاج لمزيد من الجنود فى صفوف الاحتياط والقوات النظامية
  • شيماء سيف: بشوف صوري القديمة بقول «الناس كانوا مستحملني إزاي» وبحس إنها فوتوشوب|فيديو
  • تفاصيل مقتل 4 جنود إسرائيليين في غزة.. ما رد فعل نتنياهو وزوجته؟
  • الرعب منعهم من دخول مبنى في غزة .. السجن ل 10 جنود من جيش الاحتلال
  • زٌعم أنه للاشتباك الأخير مع الشهيد السنوار.. كذبة جديدة تُكشف لهاغاري
  • غالانت يؤكد حاجة جيش الاحتلال لمزيد من الجنود