تشويه القادة من جيفارا إلى السنوار
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
يُحكى أن مزارعا هو الذي وشى بالزعيم تشي جيفارا وقدم معلومات للأمريكيين حول مكان وجوده، لأن تشي جيفارا بحسب زعم المزارع كان سببا في إتلاف أرضه التي كان يزرعها.
هذه القصة قديمة قدم الحدث، وسأتناولها من جانبين:
الأول: أنها قد تكون صحيحة؛ لأن من الوارد جدا حدوث خيانة من شخص ما تجاه فكرة ما، لا يؤمن هو بها؛ لأنه غير مستفيد منها سواء استفادة مادية أو معنوية، حتى لو لم يكن مستفيدا منها، فليست كل النفوس على قدرٍ واحد من التحمل والاستطاعة.
الثاني: أنها كذب وافتراء، وهذا الذي أميل إليه، فعادة ما تلجأ دول الاحتلال الى اختلاق قصص وتروجها على أنها حقيقة، هذه القصص تشوه وتحقر معارضيها ومقاوميها سواء كان نشرها في حياتهم أو بعد مماتهم، وكأنها بذلك توصل رسالة لمن يفكر بمعارضتها ومقاومتها، أنك لن تأمن من خيانة أبناء شعبك، فالناس في غالبهم يفكرون في بطونهم وحياتهم، وقلما تجد من يفكر في الوطن، هكذا يزعمون ويروجون.
عادة ما تلجأ دول الاحتلال الى اختلاق قصص وتروجها على أنها حقيقة، هذه القصص تشوه وتحقر معارضيها ومقاوميها سواء كان نشرها في حياتهم أو بعد مماتهم، وكأنها بذلك توصل رسالة لمن يفكر بمعارضتها ومقاومتها، أنك لن تأمن من خيانة أبناء شعبك، فالناس في غالبهم يفكرون في بطونهم وحياتهم، وقلما تجد من يفكر في الوطن ما سبق هو تمهيد لما سيأتي، وما سيأتي شاهد ملخصه الناس على الملأ، فكلنا نعلم أن قائد المقاومة في غزة يحيى السنوار رحمه الله، استشهد أثناء قتاله للاحتلال الصهيوني في رفح، وصور اللحظات الأخيرة والفيديو قد شاهدها ملايين الناس، وحاز على إعجابهم.. هذا المشهد العظيم والثناء الذي حازه لم يرق للاحتلال وأذنابه، لأنه أظهر السنوار بمظهر البطل الأممي كما جيفارا، والاحتلال أراد للسنوار نهاية غير ما كانت، فاراد له أن يقع أسيرا أو يغتاله اغتيالا حتى يظهر بمظهر القادر على كل شيء. فنهاية السنوار كانت من خلال اشتباك وليس اغتيالا، وهذا يعد فشلا أمينا كبيرا في تحديد موقعه رغم الطائرات المزودة بأجهزة تجسس وتصوير ضخمة، وآلاف الجنود والدبابات التي تصول وتجول في قطاع غزة، ليظهر السنوار في رفح وهي منطقة قتال خطرة ليست بعيدة عن الجنود.
النهاية المشرفة للسنوار بأنه خاض اشتباكا مسلحا مع الاحتلال، لم يرق للعدو وأذنابه، فاختلقوا قصصا وأثاروا الشبهات تفيد بأنهم كانوا على علم بمكان وجوده، وأن مخابرات دولة عربية استدرجت السنوار لمكان قريب من حدود مصر لإجراء مفاوضات معه بحكم أنه لا يحمل أجهزة اتصال، وأن عميلا قد وشى به.
هذه الأكاذيب يهدف الاحتلال من ورائها الى:
1- لتغطية على فشلة في العثور على مكان السنوار رغم مرور عام من الحرب والمطاردة.
2- فشل عملية اعتقال السنوار حيا.
3- إظهار أن إسرائيل لها عيون في كل مكان حتى في أرفع الأماكن وأكثرها حساسية في حماس وقسّامها.
الجنود لم يكونوا يعلمون أن هذه المجموعة ضمنها السنوار، وإلا لحاصروا المكان، وحرصوا على اعتقاله حيا؛ لأن ذلك سيشكل لهم نصرا مؤزرا
4- أن العميل وهو باعتباره من الناس قد ضاق ذرعا بالسنوار فقرر التخلص منه وتخليص الناس منه، كما فعل المزارع مع تشي جيفارا.
5- إظهار أن المخابرات العربية تعمل لصالح الاحتلال وتنسق معه، وأنكم أيها الفلسطينيون لا يحبكم أحد.
هذه الادعاءات وغيرها يمكن تفنيدها:
1- إن السنوار تواجد في ساحة قتال لم تكن هي الوحيدة، فقط أكد مقاتلون أنه تواجد معهم يقاتل في جبهات قتال أخرى مثل خانيونس.
2- أن الجنود لم يكونوا يعلمون أن هذه المجموعة ضمنها السنوار، وإلا لحاصروا المكان، وحرصوا على اعتقاله حيا؛ لأن ذلك سيشكل لهم نصرا مؤزرا، فكل أسرار الحرب معه.
إجمالا يبقى القول واجبا بأن العدو لا يترك فرصة إلا ويشوه بها الذين قاتلوه ووقفوا في وجهه، وقالوا له "لا" حين قال الجميع "نعم".
(*غزة- فلسطين)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الاحتلال المقاومة غزة السنوار غزة الاحتلال المقاومة السنوار مدونات مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة تفاعلي سياسة سياسة أفكار سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من یفکر
إقرأ أيضاً:
تأثيرات "طويلة الأمد" للحرب على الجنود الإسرائيليين.. ما هي؟
كشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه الأحد، عن تأثيرات طويلة الأمد على الأوضاع الاقتصادية لجنود الاحتياط الإسرائيليين من جراء الحرب.
وبحسب الاستطلاع الذي أجرته خدمة التوظيف في إسرائيل وسلطت عليه الضوء صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد أبلغ 41 بالمئة من جنود الاحتياط في الجيش عن فقدان وظائفهم، مع الاستدعاء الطويل لهم على جبهات القتال.
وتحدث مسؤولون إسرائيليون عن تأثيرات طويلة الأمد للحرب على سوق العمل، بعد أن أفاد 75 بالمئة من الجنود الاحتياطيين بتعرضهم لأضرار مالية، بينما قال 60 بالمئة منهم إنهم يواجهون "عدم اليقين الوظيفي".
وأفاد غالبية من تم استدعاؤهم من الجنود الاحتياطيين مع استمرار الحرب، عن معاناتهم صعوبات مالية كبيرة، وعدم أمان وظيفي، وحاجة إلى إعادة تدريب مهني.
وأجري الاستطلاع في فبراير، وشمل 841 من الاحتياطيين الذين خدموا على جبهات مختلفة خلال الحرب التي بدأت عقب هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته حركة حماس.
ووصف ما يقرب من نصف جنود الاحتياط التأثير بأنه "كبير"، بينما قال 27 بالمئة منهم إنهم تمكنوا من التكيف ماليا.
وقالت مديرة التجنيد في الجيش الإسرائيلي إينات ميشاش: "خلقت التعبئة الواسعة للاحتياط تحديات غير مسبوقة في سوق العمل، وبيانات الاستطلاع تكشف عن واقع صعب للجنود الاحتياطيين".