بوكروفسك.. المعركة الاستراتيجية التي قد تحدد مصير شرق أوكرانيا
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
تتجه أنظار العالم إلى مدينة بوكروفسك الأوكرانية، التي أصبحت نقطة محورية في الصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا.
فعلى بُعد كيلومترات قليلة، تقترب القوات الروسية بشكل متسارع من السيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية، التي تعد بمثابة "البوابة" إلى مقاطعة دونيتسك، منذ نحو شهرين.
التقدم العسكري الروسي نحو بوكروفسك
تشير تقارير من مصادر أوكرانية، بما في ذلك مجموعة "ديب ستيت" المعنية بتحليل المعارك، إلى أن القوات الروسية قد حققت تقدمًا ملحوظًا في عدة بلدات بشرق أوكرانيا، مما يقترب بها من السيطرة على بوكروفسك.
وبالتحديد، تم اقتحام بلدة سيليدوف الشهيرة باستخراج الفحم، حيث تمكنت القوات الروسية من السيطرة على نحو 80% منها، مما يمهد الطريق نحو بوكروفسك.
الموقع الجغرافي وأهميته الاستراتيجية
وتقع بوكروفسك في الجزء الشمالي الشرقي من منطقة دونيتسك، وتتميز بموقعها الجغرافي المتميز قرب نهر لينا.
حيث تعد المدينة مركزًا لوجستيًا حيويًا حيث تتقاطع فيها العديد من الطرق والسكك الحديدية، مما يجعلها هدفًا استراتيجيًا سواء للقوات الأوكرانية أو الروسية.
كما تحتوي المدينة على قواعد عسكرية أوكرانية، مما يزيد من أهمية السيطرة عليها من قبل روسيا.
التداعيات المحتملة للسيطرة الروسية على المدينة
وإذا تمكنت روسيا من السيطرة على بوكروفسك، فسوف تؤثر هذه الخطوة بشكل كبير على مجريات الأحداث في المنطقة.
فالسيطرة على المدينة ستسمح لروسيا بقطع خطوط الإمداد الحيوية للقوات الأوكرانية في الشرق، مما يزيد من الضغط على الحكومة الأوكرانية.
علاوة على ذلك، فإن السيطرة على مدينة بهذا الحجم ستعتبر ضربة قاسية للحكومة الأوكرانية، وقد تجبرها على القبول بشروط موسكو.
ردود الفعل الأوكرانية
ورغم التقدم الروسي، أطلقت أوكرانيا حملة عسكرية مفاجئة في أغسطس الماضي، مستهدفة الأراضي الروسية في منطقة كورسك، بهدف إجبار موسكو على نقل قواتها من الجبهة الشرقية.
ومع ذلك، أكدت القوات الأوكرانية أن روسيا استمرت في تقدمها نحو بوكروفسك، مما يشير إلى أن التوترات بين الجانبين لا تزال مرتفعة.
الجدير بالذكر أن الأوضاع في بوكروفسك تستمر كعنصر حاسم في الصراع الروسي الأوكراني، كما إن السيطرة على هذه المدينة لن تكون مجرد انتصار عسكري، بل ستشكل تغييرًا جذريًا في توازن القوى في المنطقة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: استراتيجية الاستراتيجي الأوكراني الأوكرانية السكك الحديد السكك الحديدية العسكري الروسي القوات الروسية الموقع الجغرافي بوكروفسك تداعيات توازن القوى حكومة روسيا وأوكرانيا
إقرأ أيضاً:
ثلاثة مزاعم أطلقها ترامب حول زيلينسكي والحرب الروسية الأوكرانية.. ما الذي تكشفه الأرقام؟
تصاعد الجدل هذا الأسبوع بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، حيث وصف نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"الديكتاتور"، ما أثار استياء القادة الأوروبيين.
وإثر ذلك، رد زيلينسكي عبر اتهام ترامب بالعيش في "فضاء من التضليل الإعلامي" الذي تخلقه روسيا، في تحول واضح عن نهج الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة جو بايدن في دعم أوكرانيا.
ومع استمرار الجدل، عملت Euroverify على تفنيد الادعاءات التي أطلقها ترامب، حيث قامت بمراجعة الحقائق مسلطةً الضوء على مدى دقة تصريحاته وتأثيرها على السياسة الأمريكية تجاه الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات.
في مؤتمره الصحفي الأربعاء، ادعى ترامب أن هناك "أحكامًا عرفية في أوكرانيا"، مضيفًا أن نسبة تأييد زيلينسكي لا تتجاوز 4%، لكن هذا الرقم لا يستند إلى أي استطلاعات رأي موثوقة، إذ تظهر الدراسات أن نسبة تأييد زيلينسكي ظلت تتجاوز الـ 50% بشكل مستمر.
فقد تم انتخاب زيلينسكي بطريقة ديمقراطية في أيار/مايو 2019، وحصل على 73% من الأصوات في الجولة الثانية. ومع بداية الغزو الروسي الشامل في شباط/فبراير 2022، فرضت أوكرانيا الأحكام العرفية، ما حال دون إجراء انتخابات وفقًا للدستور.
وأكد زيلينسكي مرارًا أن الانتخابات ستُعقد بعد الحرب، في الوقت الذي رفض فيه خصومه السياسيون إجراء انتخابات خلال الحرب. ووفقًا لاستطلاع أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع في شباط/فبراير 2022، بلغت نسبة ثقة الأوكرانيين بزيلينسكي 57%، مقارنةً بـ 52% في كانون الأول/ديسمبر. كما أظهر استطلاع آخر أن نسبة تأييده في أوكرانيا بلغت 63%.
وفيما يتعلق بانطباع الأوكرانيين عنه، وصفه 74% منهم بأنه وطني، و73% بأنه قائد ذكي ومطلع، و65% بأنه شخصية قوية تقود البلاد في زمن الحرب.
وأكدت الباحثة في العلوم السياسية أولغا أونوش، أن نشر معلومات مضللة حول شرعية زيلينسكي يعزز الدعاية الروسية ويقوض حق الشعب الأوكراني في تقرير مصيره.
المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لا تتجاوز حجم الدعم الأوروبيفي منشور عبر "تروث سوشال"، ادعى ترامب أن الولايات المتحدة قدمت 350 مليار دولار (334 مليار يورو) لأوكرانيا، وأن إنفاق واشنطن تجاوز الدعم الأوروبي بمقدار 200 مليار دولار (191.1 مليار يورو).
لكن البيانات تظهر أن الولايات المتحدة لم تتجاوز أوروبا في إجمالي المساعدات، كما أن الرقم الفعلي أقل من المبلغ الذي ذكره ترامب.
وتشير إحصائيات معهد كيل للاقتصاد العالمي إلى أن إجمالي الدعم الأوروبي، بما يشمل الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، بلغ 132.3 مليار يورو، مقارنة بـ 114.2 مليار يورو من الولايات المتحدة.
أما بالنسبة لأكبر المساهمين، فقد تصدرت إستونيا والدنمارك القائمة، حيث خصصت كل منهما أكثر من 2% من إجمالي الناتج المحلي قبل الحرب لدعم أوكرانيا.
كما اتهم ترامب زيلينسكي بالفساد، مدعيًا أن الرئيس الأوكراني "اعترف بأن نصف الأموال الأمريكية المرسلة إلى أوكرانيا مفقودة".
إلا أن زيلينسكي، في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، أوضح أن أوكرانيا لم تتلق سوى 72.5 مليار يورو من إجمالي المساعدات الأمريكية، معظمها على شكل أسلحة، فيما يتم إنفاق الجزء الأكبر من الدعم داخل الولايات المتحدة، سواء في تصنيع الأسلحة أو دفع رواتب الجنود الأمريكيين.
تكلفة الحرب تُرهق موسكوادعى ترامب أن "روسيا لا تنوي تدمير كييف، ولو أرادت لفعلت ذلك. روسيا قادرة على محو المدن الأوكرانية تمامًا، لكنها الآن تهاجم بنسبة 20% فقط من قوتها العسكرية".
لكن معظم البيانات تشير إلى أن روسيا خصصت جزءًا كبيرًا من قدراتها العسكرية لغزو أوكرانيا. ووفقًا لتقديرات وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، يوجد نحو 580,000 جندي روسي على الأرض، فيما يُعتقد أن موسكو أنفقت حوالي 200 مليار يورو على مجهودها الحربي.
كما فرضت العقوبات الغربية قيودًا على قدرة روسيا في تصنيع الأسلحة، وسط تقارير تشير إلى تراجع مخزونها العسكري. وتعتمد موسكو بشكل متزايد على الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية، إلى جانب الدعم العسكري من كوريا الشمالية، لتعويض النقص في قواتها وعتادها العسكري.
ويرى بعض المحللين أن انخراط روسيا في الحرب أدى إلى تراجع نفوذها في مناطق أخرى من العالم، بما في ذلك سوريا، حيث فقد حليفها بشار الأسد السلطة في كانون الأول/ديسمبر بعد هجوم مفاجئ من فصائل المعارضة المسلحة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تقرير: الجنرال فاليري زالوجني قد يتفوق على زيلينسكي لو أجريت انتخابات فمن هو؟ انتقادات أوروبية لترامب بعد وصفه زيلينسكي بـ"الديكتاتور" القادة الأوروبيون يوافقون على ترشيح أوكرانيا ومولدافيا لعضوية التكتل وزيلينكسي يعتبر القرار تاريخيا فولوديمير زيلينسكيدونالد ترامبالكرملينروسياأوكرانياالولايات المتحدة الأمريكية