فرح جديد… شابة تجاوزت إعاقتها البصرية وتفوقت بدراستها الجامعية
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
طرطوس-سانا
كثيرة هي قصص النجاح التي أغنت عقولنا، وزادت من عزيمتنا لأشخاص من ذوي الإعاقة كانوا منارة لغيرهم في النجاح والإصرار، ومنهم الشابة فرح جديد التي تجاوزت إعاقتها البصرية معتمدة على بصيرتها العقلية لتحقيق حلمها، ومتابعة تحصيلها العلمي لتكون عنصرا فاعلا في المجتمع.
فرح 23 عاماً تنحدر من مدينة بانياس في محافظة طرطوس تمكنت بعزيمتها الصلبة وإرادتها القوية من تحقيق إنجازات متتالية على مستوى التحصيل العلمي في مرحلة التعليم الأساسي والمرحلة الثانوية في الفرع الأدبي، وصولاً إلى حصولها على الإجازة الجامعية من كلية الحقوق بجامعة تشرين.
وبينت فرح خلال حديثها لـ سانا الشبابية أنها تعاني منذ ولادتها من ضعف شديد بالبصر بنسبة واحد من عشرة نتيجة تلف بشبكية العين وضمور جزئي بالعصب البصري إلى أن انفصلت الشبكية بشكل نهائي، واضطرت إلى إجراء عمل جراحي /قطع زجاجي/ لإعادة الشبكية إلى موضعها، وبسبب عدم تنشط الشبكية فقدت النظر كلياً.
وأوضحت أن مراحل الدراسة الأولى حتى الصف التاسع أمضتها برفقة شقيقتها التي كانت تلازمها في الذهاب والعودة من المدرسة إلى المنزل لتتولى عائلتها تعليمها من خلال قراءة الدروس لها، إضافة إلى شرح الدروس العلمية ومساعدتها بواسطة أشكال هندسية تقليدية والتعرف عليها من خلال اللمس، ما مكنها من تخطي مرحلة التعليم الأساسي بمجموع قدره 304 من 310.
النجاح الذي حققته فرح حسب قولها كان بداية الطريق لمتابعة تحصيلها العلمي فكان دافعا لها للاستمرار وتجاوز المرحلة الثانوية بمجموع 208 من 220 بمساعدة والدتها التي عادت إلى مقاعد الدراسة ودرست معها من الصف العاشر حتى الثانوية، موضحة أنها حصلت على المركز الأول على مستوى سورية للمكفوفين في الفرع الأدبي، في حين حصلت والدتها على مجموع قدره 205 من 220 في الفرع الأدبي.
الدور الكبير الذي لعبته والدة فرح حسب قولها يجسد التضحية المثلى للأم المعطاءة التي نذرت وقتها في سبيل تحقيق حلمها، حيث رافقتها بالاختصاص نفسه بكلية الحقوق بجامعة تشرين إذ تلازمها في الذهاب والعودة إلى الجامعة بواسطة القطار لسهولته وفق ما ذكرت.
السنة الدراسية الأولى بالنسبة لها كانت مفتاح التفوق رغم صعوبتها بداية وخاصة في تحويل المحاضرات إلى ملفات صوتية ورغم ذلك تمكنت من نيل شهادة الباسل للتفوق الدراسي بالمرتبة الثانية في السنتين الأولى والثانية، وتخرجت برفقة والدتها بمعدل ممتاز بعد ثمرة جهود طويلة من التدريس، معتمدة على قدرتها الذهنية ومساعدة والدتها، إضافة إلى الاستعانة بمبادرة من القلب إلى القلب الخاصة بالمكفوفين التي كان لها دور كبير في تحويل المحاضرات إلى ملفات صوتية لتمكنها من سماعها وحفظها.
تأمل فرح رغم إعاقتها أن تتابع دراستها الجامعية من خلال الماجستير والدكتوراه، وأن تندمج في الحياة المهنية والعملية، وأن تكون معيدة جامعية، مختتمة حديثها بالتأكيد على أن كل شخص لديه إعاقة عليه أن يتجاوزها فمن عليه أن يعيش الحياة بشكل صحيح وجب عليه أن يضع جميع إمكاناته في الهدف الذي يسعى إليه والثقة بالنفس بشكل مطلق.
بدورها، والدة فرح بينت أنها كانت تجد المتعة في تدريسها كونها كانت تعطي نتائج مميزة رغم الصعوبات التي كانت تعترضهما، وخاصة من خلال تسجيل المحاضرات والعودة إلى المنزل وتحويلها إلى ملفات صوتية لتستطيع فرح دراستها لحين تعرفهما على مبادرة من القلب إلى القلب لمساعدة الطلاب من ذوي الإعاقة التي لعبت دوراً كبيراً لحين تخرج فرح من الجامعة.
وختمت الوالدة حديثها بالقول: كل أم تعلم مقدرات ابنها جيدا عليها دفعه للأمام بشتى أشكال الدعم المادي والجسدي والنفسي ليتمكن من الاستمرار والوثوق بقدراته وتنميتها وعدم الاستهانة بها.
ذوالفقار ابوغبرا
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: من خلال
إقرأ أيضاً:
في مكتبة الأسد بدمشق… توقيع إصدارات أدبية جديدة
دمشق-سانا
وقع عدد من الأدباء اليوم إصداراتهم الجديدة ضمن فعالية أقيمت في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق بإشراف اتحاد الكتاب العرب.
الفعالية التي حملت عنوان “الوردة تتفتح … الثقافة سلاحنا”، تم فيها توقيع خمس روايات ومجموعة شعرية واحدة، وتنوعت مواضيع هذه الإصدارات في المجالات الإنسانية والاجتماعية والوطنية.
وتم خلال الفعالية عرض فيلم وثائقي تحدث عن الكتب التي تم توقيعها وعن الأدباء الذين ألفوها وعن تاريخهم الثقافي والأدبي وكتبهم التي نشرت وأنشطتهم وجوائزهم التي حصلوا عليها في سورية وفي الوطن العربي.
وأشار عضو المكتب التنفيذي في اتحاد الكتاب العرب في كلمته التي مثل فيها الاتحاد الأديب رياض طبرة إلى دور الثقافة في تطور المجتمع، منوهاً بالإصدارات الجديدة التي وقعت اليوم لجهة تنوعها وغناها بأنواع الأدب من رواية وشعر.
وأوضح الأديب عماد نداف الذي وقع روايته “حكمة البوم والببغاء كاسكو” أنه طرح عبرها مواضيع تتعلق بالحكمة، وما يزرعه الأهل في أبنائهم لبناء شخصية لديها رؤى ذات بعد متساوٍ ومتناسق.
وأشارت الأديبة فاتن ديركي إلى أن روايتها “كوشي” التي وقعتها خلال الفعالية تركز على نشر التعاون والمحبة، وأظهرت ذلك عبر شخصيات الرواية وسلوكهم.
في حين أوضح الأديب محمد الحفري أن روايته “صاحب الظل الطويل” تتحدث عن الحب كعلاقة سامية تدوم بوجود الصدق والوفاء، بينما لفت الأديب محمد أحمد الطاهر إلى أن قمر بطلة روايته الجديدة “قمرا على ضفة الفرات” هي ركيزة العمل الأدبي، حيث رصد ما عانته بطلة الرواية، وما عاشته من ظروف قاسية صعبة فتخلى عنها الجميع وظل الوطن ملاذها الآمن.
وجاءت رواية الأديب مقبل الميلع التي حملت عنوان “وبينهما الشيطان” معبرة عن موضوعات عدة ومتناقضة مثل الطموح والجشع من خلال شخصية شاب يعيش صراعات اجتماعية مختلفة.
كما وقع الشاعر نضال بغدادي مجموعته “سيرة موت غريب” التي قدمها بأسلوب فني تزينه الصورة والتشبيهات، وانعكاس الواقع بشكل صادق وعفوي، وما فيه من معاناة يتحملها الإنسان البسيط.
حضر فعالية توقيع الإصدارات عدد من الأدباء والمثقفين.
محمد خالد الخضر