تعليق كردي على احتمالية قصف إيران لأربيل بعد الضربة الإسرائيلية وخرق أجواء العراق
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
بغداد اليوم - أربيل
علق الخبير العسكري آمانج عزيز، اليوم الأحد (27 تشرين الأول 2024)، على احتمالية رد إيران باستهداف إقليم كردستان، خاصة بعد تصريحها بأن الطائرات الإسرائيلية اخترقت أجواء إيران عبر العراق.
وقال عزيز في حديث لـ "بغداد اليوم"، لا اعتقد ان هنالك نية لإيران لغرض استهداف إقليم كردستان ومدينة أربيل تحديداً، لافتا إلى ان "حديث إيران على ان الطائرات الإسرائيلية جاءت من الأجواء العراقية، لا يعني أنها طارت من أربيل أو أي مدينة أخرى بالإقليم".
وأشار إلى أن "إيران تعرف أن الأجواء العراقية مسيطر عليها من قبل أمريكا، وبالتالي لا اعتقد ان هنالك أي تهديد باستهداف أربيل، خاصة وان العلاقة مع طهران حاليا ممتازة".
وأعلنت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، يوم أمس السبت (26 تشرين الأول 2024)، أن الهجمات التي شنتها إسرائيل على عدة أهداف عسكرية في محافظة طهران وخوزستان وإيلام انطلقت من الأجواء العراقية التي تسيطر عليها القوات الأمريكية.
وقالت الهيئة في بيان ترجمته "بغداد اليوم"، إننا "نبلغ امتنا أن طائرات العدو الصهيوني وفي عدوان سافر ومخالفة للقوانين الدولية قامت صباح السبت باستخدام الفضاء الموجود تحت تصرف الجيش الأمريكي في العراق على بعد مائة كيلومتر من حدود إيران ومن مسافة بعيدة، تم إطلاق عدد من الصواريخ بعيدة المدى المحمولة جواً، والتي تحتوي على رأس حربي خفيف جداً حوالي خمس الرأس الحربي للصواريخ الباليستية الإيرانية، باتجاه بعض الرادارات الحدودية في إيلام وخوزستان والمناطق المحيطة بها، كما شملت طهران والتي تسببت بأضرار محدودة ولم يكن لها تأثير يذكر وتضررت عدة أنظمة رادارية، وتم إصلاح بعضها على الفور والبعض الآخر قيد الإصلاح".
وأضافت أنه "في هذا العمل غير الشرعي وغير القانوني، ومع جاهزية الدفاع الجوي للبلاد، تم تعقب واعتراض عدد كبير من الصواريخ، ومنع طائرات العدو من دخول أجواء البلاد"، مشيرة الى أن "إيران، إذ تحتفظ بحقها القانوني والمشروع في الرد في الوقت المناسب، فانها تؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار الدائم في غزة ولبنان لمنع قتل الشعب المظلوم والمستضعف".
وأوضحت الهيئة أن "حكومة أمريكا تلعب دورا مركزيا في دعم الأعمال الإجرامية التي يقوم بها النظام الصهيوني في زعزعة أمن المنطقة، وقتل الأبرياء خاصة في غزة ولبنان"، داعية الشعب الإيراني ووسائل الإعلام والخبراء الى "عدم الالتفات للشائعات والروايات غير الموثوقة ومتابعة الأخبار الصحيحة من خلال المصادر الرسمية ووسائل الإعلام الوطنية".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
هكذا تراجع إيران حساباتها مع ترامب
طوال سنوات، كان العلم الأمريكي مرسوماً على أرضية المجمع الرئاسي الإيراني، والذي يقع في موقع استراتيجي كي يتمكن الزوار من الدوس عليه أثناء دخولهم.
طهران ستكون أكثر استعداداً لإبرام صفقة مع ترامب
لكن قبل وقت قصير من تنصيب الرئيس دونالد ترامب، تمت إزالة العلم بهدوء، على ما ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.
ولم يكن هناك تفسير رسمي من المسؤولين الإيرانيين، لكن هذه الخطوة عكست تحولاً في استراتيجيات طهران، ضمن ما يتشكل ليكون السنة الأهم منذ حرب إيران والعراق في الثمانينات، مع وصول البلاد إلى أضعف نقطة لها منذ سنوات.
وفق الصحيفة، تأتي عودة عدو طهران إلى البيت الأبيض في الوقت الذي وصلت المواجهة النووية الطويلة بين إيران والغرب إلى ذروتها.
كما تأتي بعد عام من الصراع الذي غير ديناميات القوة في الشرق الأوسط على حساب طهران.
Iran rethinks confrontation with Donald Trump | via @FT https://t.co/V0cSPyQZNv
— X.J. Mejid ???? (@XJMejid) January 28, 2025وتزعم إسرائيل التي تبادلت جولتين من الضربات مع إيران السنة الماضية أنها دمرت الكثير من دفاعاتها الجوية، كما دمرت بشكل كبير حزب الله اللبناني، وكيل طهران الرئيسي، فيما أدى إسقاط نظام الأسد في سوريا إلى حرمان إيران من حليفها الرئيسي.
بين التصعيد والمساومةوقال ولي نصر، أستاذ في كلية جونز هوبكينز للدراسات الدولية المتقدمة: "إنها سنة حرجة جداً، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن السياق الاستراتيجي لإيران قد تغير بشكل كبير".
#Iran rethinks confrontation with Donald Trump. Told @FT Iran is weak but also thinks risks of war are a constraint on Trump https://t.co/4hM6xunNKk
— Vali Nasr (@vali_nasr) January 28, 2025وتوقع خبراء أن يعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى سياسته المتشددة تجاه إيران، كما فعل في ولايته الأولى عندما انسحب من الاتفاق النووي وشدد العقوبات ضمن حملة "الضغط الأقصى".
لكن في المقابل، تبرز مؤشرات على احتمال استعداده للمساومة، إذ فوّض ترامب مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لاستكشاف إمكانية التوصل إلى تسوية دبلوماسية مع طهران. كما صرّح ترامب مؤخراً بأن "التوصل إلى تسوية بشأن البرنامج النووي الإيراني سيكون أمراً جيداً".
يرى دبلوماسيون غربيون أن حكومة الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان أبدت استعداداً أكبر للموافقة على تسوية تفاوضية بهدف تخفيف الضغوط الاقتصادية الداخلية، نظراً لوضعها الهش ورغبتها في تجنب مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
لكنهم يحذرون من أن فشل هذه المساعي سيؤدي إلى تصعيد جديد، خاصة أن القوى الأوروبية التي عارضت حملة ترامب السابقة باتت أكثر استياءً من إيران بسبب توسعها في الأنشطة النووية، ومبيعات الأسلحة لروسيا، واتهامات باستهداف مواطنين غربيين.
وفي ظل تخصيب إيران لليورانيوم بمستويات تقارب الاستخدام العسكري، يرى دبلوماسيون غربيون أن طهران أصبحت أقرب من أي وقت مضى إلى امتلاك القدرة على تصنيع قنبلة نووية، مؤكدين أنهم يريدون أفعالاً ملموسة وليس مجرد وعود.
ومن المقرر أن تنتهي بنود اتفاق 2015 في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ما يعني رفع القيود المفروضة على الأنشطة النووية الإيرانية وإعلان انتهاء الاتفاق فعلياً.
ومع اقتراب هذا الموعد، تواجه إيران خطر إطلاق القوى الغربية لآلية "إطلاق الزناد"، التي قد تؤدي إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة وعزل طهران دولياً إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد.
ضغوط داخلية ونقاشات بين الإصلاحيينفي الداخل الإيراني، يحاول الإصلاحيون الضغط على المرشد الأعلى علي خامنئي والحرس الثوري للانخراط في المفاوضات، محذرين من أن هذه قد تكون الفرصة الأخيرة لتجنب أزمة شاملة.
وفي هذا السياق، قال السياسي الإصلاحي البارز حسين مرعشي إن الرئيس بزشكيان "لديه فرصة لاتخاذ خطوات مهمة لإيران، ويجب أن يكون أولها فتح صفحة جديدة في السياسة الخارجية"، مشيراً إلى تراجع نفوذ طهران في لبنان وسوريا والعراق.
لكن محللين إيرانيين يؤكدون أن طهران لا تريد أن تبدو وكأنها تتفاوض من موقع ضعف.
ونقل أحد أقارب خامنئي أن "إيران، رغم مواجهتها للضغوط الأمريكية، تحرص على الإشارة إلى استعدادها للتفاوض، لكنها تتجنب تقديم تنازلات كبيرة".
كما أقر بأن الضربات الإسرائيلية ضد إيران وحلفائها دفعت القيادة الإيرانية إلى إعادة تقييم موقعها في المنطقة، لكنه شدد على أن ذلك لن يؤدي إلى تغييرات استراتيجية في سياسات طهران الداخلية والخارجية.
مخاطرة وحسابات إيرانيةيرى بعض الخبراء أن الضربات التي تعرض لها "المحور الإيراني" مؤخراً، والتي أضعفت النفوذ الإيراني، قد تدفع طهران إلى السعي لإبرام صفقة مع ترامب لضمان عدم تعرضها لهجمات إسرائيلية.
وفي هذا السياق، قالت مديرة برنامج الشرق الأوسط في "تشاتام هاوس"، صنم وكيل، إن إيران بحاجة إلى تقديم مغريات لترامب سريعاً إذا أرادت تجنب جولة جديدة من "الضغط الأقصى" والضربات العسكرية المحتملة.
وحذرت من أن "عدم تقديم تنازلات حقيقية قد يؤدي إلى جولة ثالثة من الهجمات الإسرائيلية، بدعم من الإدارة الأمريكية الحالية"، مشيرة إلى أن المخاطر المطروحة تتعلق ببقاء النظام الإيراني نفسه، وقدرته الاقتصادية، وإعادة تأهيله دولياً.