بالحرب يقولون: إلى الجحيم ثورة ديسمبر .. ونقول إلى حين
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
بقلم / عمر الحويج
كبسولة :-
ذكرى فائتة لإنقلاب البرهان .. نشرت
بتاريخ 26 / اكتوبر / 2021م
البرهان: بيانك إعلان لتسليمك السلطة
من خلف ظهر الثورة لفلولك الكيزانية
البرهان : قرارك حل لجنة إزالة التمكين
هو الهدف من إنقلاب الفلول الكيزانية
***
الذين ينسون أو يتناسون ، أن هذه الهاوية التي جرفنا إلى قاعها حتي أسفل سافليها ، حيث مستنقع الموت والدمار والخراب ، والتي يصورها البعض ، أن لمت مهووسي السلطة والجاه ، الذين يرسلون الشباب إلى محارق الحرب ، ومن خلفهم المستنفرين والدواعش والتي أسموها المقاومة الشعبية المزورة ، مسروقاً إسمها وليس رسمها ، من الأصل الثوري وليس العدمي كما هم ، وغيرها من محاضر يوميات ثورة ديسمبر المجيدة ، الباقية ومستمرة ، رغم الحرب الباغية .
هذه الشرذمة الإسلاموكوزية ، التى اتت من كل فج متآمر ، يصورها البعض أنها الفئة الناجية بل الواعدة ، التي ستشكل رأس الرمح في مستقبل السودان القادم ، القديم وليس الجديد ، كما حلم الثوار الأحرار ، وستلغي وتمسح غسلاً من عقول شباب السودان ، كل موروثه القديم ، الذي شكله طريق البحث الشاق بالدم والدموع . عن الحرية والعدالة والسلام ، والذي بدأت المطالبة بتطبيقها على واقع أرض السودان ، منذ إنفجار الثورة الرائدة في الواحد وعشرين من أكتوبر 1964م ، وتحول هذا الثالوث الذي يستهين به البعض باعتباره شعار هتاف حناجر ، لاجدوى منه ، وهل ياهؤلاء لإنجاز الثورة السلمية تريدونها بهتاف السلاح وليس الحناجر . فالشعار هو حادي ركب ثورة ديسمبر . وسيتصل ويتواصل حتي وإن طال السفر لثلاثينيات أخرى تحلمون بها . خسئيتم يامن تكرهون التغيير إلى الأجمل بالثورات ، وتحبذون التغيير بالسلاح إلى الأقبح .
وها أنتم اليوم تديرونها الآن لتكون حرب الجميع ضد الجميع ، وعلى طريقتكم المتشبعة بفكركم الضال بشعار عليّ وعلى أعدائيّ يا رب . ولكن .. هيهات .
حاولتم دفن الثورة وإجهاضها ودفنها في مهدها بداية بتكليف اللجنة الأمنية بشقيها الملتصقين ، توائم سيامية حتى الآن ، وذلك في 11 / أبريل 2018 ، والبستموها عار ثوب الزيف وليس ثوب زفاف الثورة ، وأطلقتموها بصفة الإنحياز ، وهي إنقلاب كامل الدسم بالعدة والعتاد والإعداد ، وأول آية إنحيازها كان كفراً ، حيث سارعت والحقتها ، بإنقلابها الدموي الثاني بفض الإعتصام في 3/ يونيو / 2019 ، الى أن جاء إنقلابها الثالث في 25 اكتوبر 2021 . الإنتحاري الذي أدى اليه ، ومهد له ، هوان وضعف الحكومة التي كلفتها الثورة بقيادة دولتها ، ولكن سلمتها طائعة مختارة ، إلي الفريق الجديد من شيعة النظام البائد ، فقد أنجزته في الوقت الخطأ ، والثورة في تمام نضجها وكمالها ، الحركة الإسلاموية ومواليها داخل الجيش ومن تربى وترعرع تحت كنفها ، طبقة مصالح طفيلية ، وحركات مسلحة خانت أهلها وقبائلها ومن ثم شعبها ، وتصدر إنقلابهم ذلك الموهوم بحلم أبيه لوراثة حكم السودان ، بإعلان بيان إنقلاب 25 اكتوبر ، الذي افشلته الثورة في مهده ، وفرملت خطاه ، ولم يستطع التحرك وشلت يداه حتى يوم الناس هذا ، ولم يتمكن بالدماء ، أن يشكل حكومة تستره وتغطي عوراته ، غير حكومة الأمر الواقع ، وحتى هذه سلمت زمام أمرها إلى قرارات اللايفاتية ، التى تقوم بإعلانها نيابة عن الحركة الإسلامية بقيادة على كرتي والسفيرة سناء ومن خفى وأختفى .
ولم يكن هناك غير البدء في التخطيط للإنقلاب الرابع ، لإنهاء الثورة السودانية ، التي غرزت جذورها تنشد في باطن الأرض قمحاً ووعداً وتمني ، ولخلافات الإطاري مقطوع الطاري الذي ولد جزافاً وحراماً ، ولم يكن متاحاً للحركة الإسلاموية تجربة الإنقلاب التقليدي ، ففكرت ودبرت ، وأشعلت حربها في 15 /ابريل / 2023 ، من وراء ظهر الجيش ، الذي كان غافلاً عما يدبر في الخفاء لبلده ووطنه ، لمشغولياته الجمة إستثمارية . أما التوأم السيامي الآخر الجنجوكوز ، فقد كانت يده على الزناد ، أذا تأخر الأول عن إخراج الطلقة الأولى من خزنته ، فسوف يبتدرها هو ، ليكون سباقاً لتحقيق حلمه بالسلطة والجاه أيضاً ، كما الآخر لتحقيق حلم أبيه يتمطى ويحلم ، فلم تكن الحرب إلا سباقاً على السلطة ، من يصل الأول ، يتهنأ بجاهها ويقطف ثمارها ، وإلى الجحيم ثورة ديسمبر وشعب السودان يقولون .. وتقول الثورة وشعب السودان إلي حين .
omeralhiwaig441@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: ثورة دیسمبر
إقرأ أيضاً:
تهديدات ترامب بالحرب.. فرصة للنظام الإيراني لتعزيز السيطرة الداخلية أم مقامرة محفوفة بالمخاطر؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تواجه إيران تهديدات أمريكية متزايدة بشن حرب بعد إنذار وجهه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إما بالقبول بعقد صفقة نووية جديدة أو مواجهة هجوم عسكري.
ورغم أن هذا التهديد يعتبر خطراً حقيقياً، إلا أنه قد يمثل أيضاً فرصة للحكام في طهران لإدارة حالة السخط الشعبي المتنامية.
أكد المسؤولون الإيرانيون مراراً رفضهم التفاوض مع الولايات المتحدة وفقاً لشروط يضعها دونالد ترامب، وهو ما يعكس تمسك المرشد الأعلى علي خامنئي بموقفه المتشدد.
وفي هذا السياق، تساءل خامنئي عن جدوى المفاوضات مع رئيس أمريكي يصفه بـ "ناقض العهود"، قائلاً يوم الإثنين، بلا اكتراث، إن "الولايات المتحدة تهدد بالحرب، لكن الحرب ليست ضربة من طرف واحد. إيران قادرة على الرد وستقوم بذلك بكل تأكيد."
الحرب كآلية للسيطرة الداخلية
في الداخل الإيراني، باتت اللغة العسكرية هي المسيطرة على الخطاب الرسمي. المسؤولون العسكريون يحتلون مساحة واسعة من الإعلام الرسمي، بينما تطغى لغة الأمن والحرب على غيرها من القضايا.
يبدو أن هذا التحول في الخطاب لا يُعد فقط رداً على التهديدات الخارجية، بل هو استراتيجية محسوبة لتوحيد الشعب وقمع المعارضة من خلال تضخيم المخاوف من نشوب حرب.
يرى بعض المحللين أن هذه الاستراتيجية مدفوعة بقدر من عدم الأمان بقدر ما هي مدفوعة بنيّة التلاعب بالمشاعر الوطنية. حتى السياسيين المعتدلين مثل بهزاد نبوي، الوزير السابق والنائب المخضرم من تيار الإصلاح، أشار مؤخراً إلى أن مناخ الحرب قد يعزز التضامن الوطني، مما يوحي بأن الخوف بات أداة توحيد قوية حتى بالنسبة للمعتدلين الذين تم تهميشهم من دوائر الحكم.
في المقابل، تصاعدت عمليات القمع الداخلي، بما في ذلك فرض قيود على الإنترنت واعتبار تدفق المعلومات الحرة "حرباً إدراكية". وقد لخّص هذه الرؤية أحمد رضا رادان، قائد الشرطة الوطنية الإيرانية، بقوله:
"في السابق، كنا محاصرين في خنادق كميل خلال الحرب مع العراق. أما اليوم، فنحن محاصرون في خنادق افتراضية. إن لم نكن مقاتلين الآن، فسوف نتراجع ونخسر الوطن."
الحرب كوسيلة للبقاء في السلطة
تواجه إيران تحديات كبيرة: اقتصاد متدهور، وانهيار بيئي، وعجز في الميزانية، وفساد مستشري. ثقة الجمهور بالنظام تراجعت بشدة، مع ظهور احتجاجات متفرقة تعبر عن الاستياء الشعبي.
يخشى المسؤولون في إيران من تكرار ما يسمونه بـ "الفتنة" – وهو المصطلح الذي يستخدمونه لوصف الاحتجاجات الشعبية وقمعها بعنف. لذا، فإن التهديد بالحرب يعتبر طوق نجاة للنظام الذي يمتلك سجلاً حافلاً بقطع الإنترنت، والاعتقالات العشوائية، وتكثيف القمع تحت ذريعة "التآمر" و"التعاون مع العدو"، لكن الأمر لا يتوقف عند كونه مجرد انتهازية؛ بل هو مقامرة كبرى.
صحيح أن الإيرانيين توحدوا في فترة الحرب مع العراق، خاصة خلال السنوات الأولى. لكن ذلك كان قبل حوالي أربعين عاماً، حينما كان الخميني، المرشد الأول، يتمتع بشعبية واسعة ودعواته لإسقاط نظام الشاه وتأسيس إيران كانت تحظى بتأييد شبه جماعي.
أما اليوم، فالنظام الذي يسميه خامنئي بـ "النظام الإسلامي" يُعتبر مكروهاً من قِبل شريحة واسعة من الشعب. وبينما يتمسك المرشد الأعلى بالسلطة من خلال إبقاء قواته الموالية على أهبة الاستعداد وقمع المعارضين، يكافح ملايين الإيرانيين لمواجهة صعوبات الحياة اليومية.
تضخيم المخاوف من الحرب ومحاولة خلق حالة من الحصار النفسي قد يخدم المرشد الأعلى مؤقتاً، ولكنه قد ينقلب ضده بشكل مفاجئ ويعفي ترامب من شن حرب لا يريدها.
الحرب كأداة للدفاع والردع
لطالما صورت إيران نفسها على أنها تواجه تهديدات خارجية تستدعي الدفاع المستمر والردع القوي. وقد حملت تصريحات المسؤولين الإيرانيين الأخيرة هذه النبرة بشكل واضح.
فقد حذر قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني (IRGC) مؤخراً من أن أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية سيشعل "ناراً في المنطقة لا يمكن احتواؤها". كما أشار قائد آخر في الحرس الثوري إلى خطة عسكرية تُعرف باسم "الوعد الحقيقي 3"، قائلاً إنها ستنفذ في الوقت المناسب وستؤدي إلى "تدمير إسرائيل وتسوية تل أبيب وحيفا بالأرض".
وتدعم إيران هذه التهديدات عبر تصعيدها للأنشطة العسكرية. فقد ضاعفت تقريباً من تدريباتها العسكرية منذ أكتوبر 2024، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز، حيث تركزت التدريبات بشكل خاص بالقرب من منشأة نطنز النووية ومضيق هرمز.
قد لا تكون هذه التهديدات فعالة في ردع الولايات المتحدة أو إسرائيل، لكنها تسهم في تشكيل التصورات الداخلية وسط تفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.