أطياف
صباح محمد الحسن
طيف أول :
بعد كل الجرائم المرتكبة في حق المدنيين بالجزيرة يجب أن تعلم الأطراف المتحاربة إن كلاهما هُزم في المعركة لأن لا أنتصار أبدا في حرب ضحيتها المواطن!!
وفي خضم هذه المعارك الدامية على الأرض والتي كشفت سوءات هذه الحرب الهمجية العبثية التي عكست ضحالة الجهل السلطوي المركب الذي تديره عقليات بائسة طفت في برك الفكر والتخطيط السييء وفقر الإرادة الوطنية في ظل هذا الذي
يحدث يلعب عدد من أبناء الوطن الأوفياء من الدبلوماسيين خارج خدمة السلطة الإنقلابية أدوارا جوهرية في تعرية أطراف الصراع دوليا جهودا كبيرة وجبارة في براحات الدوائر العدلية توثيقا لأغلب الإنتهاكات الجسيمة التي ارتكبت على الأرض حتى لايفلت المجرمون من العدالة
فإنقلاب 25 اكتوبر مع خيباته التي وقفت شاهداً على أنه كان أبو الكوارث على الصعيد الداخلي السوداني إلا أن الإنقلاب كانت له آثاره السلبية خارجيا حيث كان سببا مباشرا بعزل السودان عن العالم بعدما أدانته اكثر من عشرين دولة في العالم، وتسبب في وأد الدبلوماسية السودانية التي ظلت تترنح لمدة ثلاثة اعوام
وثمة عدة مواقف ثابتة ومتحركة وعلامات خذلان، وقفت شاهدا على عصر الدبلوماسية حيث كان موقف الخارجية مخزيا عندما ضربت بعرض الوطنية الحائط وبترت حبال علاقاتها بالعالم كله وتحول السفير على الصادق الي موظف دولة يمثل جمهورية على كرتي الديكتاتورية
وقتها شهدت الدبلوماسية السودانية أخطر مراحل الإنحدار وفشلت في تسويق إنقلاب البرهان دوليا ، وعجزت عن خروجه من جزيرة العزلة المظلمة الي فضاءات الضوء الدولية ، وتحولت الخارجية السودانية الي ( حارس بوابة) للنظام البائد
وفشلت الدبلوماسية في تقديم السودان في المنابر الدولية حتى أن البرهان في ظل غيابها وحضورها الدولي ظل يقوم بعمل وزير الخارجية سافر لعدد من الدول لتسويق إنقلابه عالميا وعاد ملوما محسورا، صفر اليدين ، يتأبط فشله
وحتى في ظل الحرب فشل وزير الخارجية الحالي في القيام بدوره الدبلوماسي حتى في أبسط المطالب كتصنيف الدعم السريع جماعة إرهابية او حتى تسميتها بالميليشيا بلسان عالمي
لذلك لم يعرف الناس دورا للوزير إلا إخفاقه الذي لم ينحصر على موقف القيام بدور دبلوماسي يفيد الإنقلاب في شي لكنه كان خصما بخطابه في عدة منابر.
وللدبلوماسيين السودانيين الشرفاء، موقف مشهود تمر علينا ذكراه هذه الأيام أي بعد الإنقلاب مباشرة عندما رفض السفير على ابن أبي طالب عبد الرحمن الذي كان يشغل منصب الممثل الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة في جنيف الإنقلاب مع عدد من رفاقه كأول الذين قالوا ( لا) للبرهان وتركوا مناصبهم من أجل إعلاء صوت ثورة ديسمبر المجيدة
وبالرغم من أن هناك عدد من هذه المجموعة تغيرت مواقفهم وعادوا للبرهان معتذرين بعد ما ( الحكاية طولت) ولم يستطيعوا البقاء بعيدا عن رفاهية السلك الدبلوماسي إلا أن منهم من ظل قابضا على جمر القضية حتى كتابة هذه الحروف
وبالرغم من بعدهم عن الدائرة الدبلوماسية إلا أنهم ظلوا مصدر ازعاج للحكومة الإنقلابية في ظل تمثيلها الدولي الخجول
وحتى أن الدبلوماسيين الذين ظلوا في مواقعهم اصبحت تشكل عليهم السلطة الإنقلابية رقابة لصيقة فيما يتعلق بمواقفهم من الحرب فمثلا الملحق الإداري للسودان بسفارة تنزانيا تم فصله لأنه قام بنشر بيان لقوات الدعم السريع في ٱحد القروبات وتم تصنيفه انه يتبع لقوى الحرية والتغيير وهذه اسوأ حالات ( الهلع) الذي تعاني منه السلطة الإنقلابية ( الناس في شنو)
سلطة عاجزة عن حماية المواطن من الموت كيف ستحمي نفسها من الرهاب السياسي!!
لذلك أن اكثر المحطات التي وقف فيها إنقلاب البرهان منذ يومه الأول وحتى الآن هي محطة الدبلوماسية التي ركنت في نقطة المواقف الحرة التي رفعت شعار الرفض للإنقلاب
وموقف سفير السودان لدى الإمارات الذي رفض السمع والطاعة هو واحد من أهم المواقف التي كشفت عن تصدع البيت الدبلوماسي المتهالك ومابين موقف سفير يتنازل عن منصبة كسفير ممثل دائم للسودان في الامم المتحدة بجنيف وسفير متمسك بموقعه لإرضاء فلول النظام البائد تجد علة الدبلوماسية السودانية تمشي على قدمين تلك التي ظلت مرفوعة الرأس عندما كان يمثلها شرفا وأدبا وعلما وعملا دبلوماسيا رائعا، المحجوب وزروق، ومنصور خالد
تجدها في علة وزير الخارجية الذي يتحدث عن دعم الإتحاد السوفيتي والصين الشعبية للسودان في حربه حديث من ذاكرة دبلوماسية تحتاج الي (تحديث)
ولم يلق الوزير حتى الآن خطابا واحدا عن ضرورة السلام في فقه الدبلوماسية!!
طيف أخير :
#لا_للحرب
تحركات دولية تقطع خطوط الإمداد وتغلق نوافذ الدعم المادي واللوجستي لطرفي الحرب وتخطط لمحاصرتهما ميدانيا حتى، يكون السلام خيارا واحدا لاغيره
غدا تفاصيل أوفى
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
"وحش لندن".. قاطع أجساد النساء الذي ظهر قبل جاك السفاح
كانت نساء لندن ترفضن كثيراً مغادرة المنزل بمفردهن، بينما يتجول في شوارع المدينة رجل مجنون، يلاحق ضحاياه الإناث ويقطع ويشوه أجسامهن، وعرض رجال أثرياء مكافآت نقدية ضخمة لمن يعثر عليه، وأصبحت دوريات الحراسة تجول ليل نهار، وفشلت الشرطة لعامين في القبض عليه.
كان هذا قبل 100 عام من ظهور جاك السفاح الشهير.
وعرف الرجل باسم "وحش لندن"، وهو مجرم متسلسل تاريخي، غير أن كثيرين لم يسمعوا عنه من قبل، وقد أرعب العاصمة البريطانية، وفق ما روت "دايلي ميل".
ووحش لندن، وهو مختل عقلي، كان له أكثر من 50 ضحية معروفة، منهن 6 في يوم واحد، وكان يهاجم النساء خارج المنازل في الأحياء والمتنزهات، مدفوعاً بما قيل إنه انحراف جنسي يسعى لتمزيق جلد المرأة.
وتم الكشف عن قصته من قبل المؤرخ الأكاديمي والهواة الدكتور جان بوندسون، الذي وجد ملصقًا عنه كمطلوب، وتاريخ الملصق يعود لـ 200 عام في سجلات المكتبة البريطانية، ثم درس بعناية الوثائق والصحف والرسوم الكاريكاتورية وسجلات المحكمة ليحكي قصة الوحش لأول مرة.
وعلى مدار عامين، من 1788 إلى 1790، قام وحش لندن بجرح النساء عبر الأرداف أو البطن أو الوجه بسكين أو مسمار أو مشرط، وكان يقترب دائماً من ضحيته من الخلف حتى لا يظهر وجهه، قبل أن يقطع هدفه بسكين حاد، و قيل إنه كان يصرف انتباه الضحية بالصراخ: "هل هذا أنت؟".
وطُعنت بعض النساء بمسامير حادة في نهاية الركبة، وكان معروفًا أيضاً بحمله باقة زهور، ويخفي في وسطها مسماراً، يستخدمه لطعن المرأة في وجهها وأنفها.
ومع انتشار الذعر، قامت بعض النساء بخياطة أواني الحساء تحت فساتينهن لحماية أنفسهن، فيما قامت النساء الثريات في المجتمع بصنع تنانير معدنية.
واستهدف الجاني الملقب بالوحش، الشابات المرتديات ملابس أنيقة.
اختراق الجلد
وأثارت جرائمه الذعر بطريقة لم تشهدها البلاد مرة أخرى إلا عندما ضرب جاك السفاح في لندن عام 1888.
ومرة أخرى عندما قتل سفاح يوركشاير 13 شخصاً بين عامي 1975 و1980 في جميع أنحاء شمال إنجلترا، وكان دافع وحش لندن هو الوخز.
وبعد قرن من الزمان، كان لدى جاك السفاح نفس الانحراف وأصبح السمة المميزة لجرائم القتل التي ارتكبها.
وكتب الدكتور جان بوندسون عنه في كتابه "وحش لندن: الرعب في الشوارع"، ورغم أن بائع الزهور وراقص الباليه الويلزي رينويك ويليامز تم اعتقاله ومحاكمته في النهاية، إلا أن الشكوك لا تزال قائمة حول ما إذا كان هو الوحش الحقيقي، أو في الواقع، ما إذا كان هناك واحد أو أكثر من المقلدين.
وقال الدكتور بوندسون: "كانت طريقة عمل وحش لندن هي الاقتراب من ضحيته من الخلف، وكان يتحدث إليهم أحياناً بلغة مسيئة أو يصرخ أوه، هل هذا أنت؟، مثل بعض الأشرار المسرحيين، ثم يقطع في الفخذين أو الأرداف، وهاجم بعض الضحايا باستخدام مسمار بارز من ركبته، وهاجم الوحش النساء في منطقة مايفير وسانت جيمس في لندن، وكذلك بالقرب من قصر باكنغهام اليوم، حول غرين بارك".
وكانت النساء في حالة ذعر، واتبعن طرقاً غير عادية لحماية أنفسهن، فاشترت سيدات لندن الميسورات "أردافًا من الفلين" لربطها أسفل تنانيرهن أو حتى ارتدين تنانير نحاسية، لكن السيدات الأقل ثراءً اضطررن إلى استخدام وعاء طبخ بدلاً من ذلك، و قال الدكتور بوندسون: "وعلى الرغم من تعرض بعض الضحايا للانتهاك، كانت هناك نساء تظاهرن بالهجمات من أجل الشهرة وأسباب أخرى، نظرا لأنه كان يُعتقد أنه يقطع النساء الصغيرات الجميلات الأنيقات فقط، فقد قامت العديد من النساء بتزوير هجمات الوحش لجعل الناس يعتقدون أنهن ما زلن جذابات".
وأضاف: "كان هناك أيضًا احتمال وجود أكثر من وحش واحد".
وحين قبض على الوحش أخيراً، قيل إنه راقص باليه ويلزي يكره النساء وقد تم فصله من دوره في ويست إند.
راقص الباليه
وفي الأشهر التي سبقت القبض على الوحش، اجتاحت الهستيريا العاصمة، ونشرت الصحف ملصقات تصور جرائمه الدنيئة وتم وضع مكافأة قدرها 100 جنيه إسترليني (7700 جنيه إسترليني بأسعار اليوم) على رأسه، و قام صائدو الجوائز بضرب الرجال الأبرياء الذين أثاروا الشكوك، وتكهن البعض بأن الوحش كان نبيلاً مجنوناً عازماً على تشويه كل امرأة جميلة في العاصمة، أو حتى كائنًا خارقًا للطبيعة يمكنه أن يجعل نفسه غير مرئي للتهرب من الاكتشاف.
و أخيراً، في 13 يونيو 1790، تم القبض على المشتبه به، باسم راينويك ويليامز، 23 عاماً، من مسرح لارتكابه سرقة وتم التعرف عليه على أنه الوحش من قبل الضحية آن بورتر في جرين بارك، وسط لندن.
وكاد أن يُشنق على يد حشد.
وقد حوكم ويليامز وأدين بجنحه في محكمة أولد بيلي، لكن حُكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات في سجن نيوجيت، وما حدث له بعد إطلاق سراحه لا يزال لغزاً.
وكشف الدكتور بوندسون عن شكوك جدية حول ما إذا كان ويليامز مسؤولاً بالفعل عن كل الجرائم القذرة، وقال إن الشرطة ربما أجبرت الضحايا على التعرف عليه، وبينما كان ويليامز شخصية "غير مرغوب فيها"، فإنه يعتقد أنه ربما استُخدم ككبش فداء للجرائم في محاولة لإنهاء الذعر في الشوارع.
وبعد إجراء بحث متعمق، قال الدكتور بوندسون إنه من المرجح أن تكون هذه الجرائم قد ارتكبها مجموعة من المجرمين الذين تورطوا في أول جريمة "تقليد" معروفة.