سودانايل:
2025-04-07@13:23:57 GMT

أسرائيل وقعت في أخطاء قاتلة بعد مقتل السنوار

تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT

محمود عثمان رزق

10/26/2024

كل المعلومات والصور والفديوهات التي بثها الجيشي الإسرائيلي عن استشهاد السنوار تثبت أن إسرائيل لم "تغتال" ولم "تصفي" السنوار خلسة نتيجة عن عمل إستخباراتي أو خيانة قام بها بعض الخونة الفلسطينين أو العرب الذين يعملون مع إسرائيل، وإنما قتلته إسرائيل وهو يقاتل جيشها في الميدان والجيش لا علم له بهويته.

ولقد أخطأت إسرائيل أربعة أخطاء كبيرة بعد مقتله وهي:
الخطأ الأول: صوَّر الجيش الإسرائيلي السنوار صورة وفديو وهو قتيل بكامل ملابسه وعتاده العسكري الذي سلبه من الجيش الإسرائيلي مقبلاً غير مدبر، وهذه الصورة ستساعد المقاومة في استقطاب مزيداً من المقاتلين والمؤيدين لخط المقاومة الإسلامية داخلياً. أما خارجياً سيصبح السنوار بطلاً ورمزاً لا يمثل نفسه فقط وإنّما يمثل كل الإسلاميين والمقاومة الإسلامية في فلسطين وجمبع العالم العربي والإسلامي. وسيفتخر كل الإسلاميين بكل طوائفهم شيعة وسنة وخاصة حركة الإخوان المسلمين أن قادتهم موجودون في الميدان وحدهم، بينما فرّت واختفت منه كل قيادات وأتباع اليسار والعلمانيين والقوميين العرب. فنتينياهو قد أهدى للخط الإسلامي العريض في العالم الإسلامي عامة والإخوان المسلمين خاصة هدية غالية الثمن وسوف ينعكس ذلك على إسرائيل في المستقبل القريب والبعيد، وسينعكس ذلك أيضاً سياسياً في داخل البلاد العربية لصالح الإسلاميين في أي إنتخابات مستقبلية.
الخطأ الثاني: وهو خطأ كبير وقاتل ألا وهو نقل جثة السنوار لإسرائيل. وتظن إسرائيل أن جثة السنوار ستكون ورقة ضغط لإطلاق سراح الأسرى، ولكن الذي سيحدث في نظري هو العكس تماما. أنا أتوقع أن ترفض حماس الذهاب لأي صفقة قبل أن تستلم جثة السنوار أولاً من غير مقابل. وبالطيع إسرائيل سترفض رفضاً باتاً أن تسلم جثة السنوار لحماس من غير مقابل وهنا سيتعقد الموقف تعقيداً كبيراً، وبالتالي ستكون جثة السنوار ورقة في يد حماس لتفجير الوضع الداخلي الإسرائيلي في وجه نتينياهو والليكود عموماً.
الخطأ الثالث: هو إفتراض أن السنوار هو القائد التنفيذي والإستراتيجي الذي يقود حماس على المستوى اليومى أوعلى المستوى العام. ووجود السنوار في السجن لمدة 23 عاماً ومن بعد ذلك وجوده في ميدان القتال وهو يقاتل فعلياً مع غيره يثبت تماماً أنّ الرجل هو رمز ليس إلا، وأن القيادة السياسية والعسكرية هي في يد غيره من القيادات السرية التي لا يعلم بها أحد إلا نفر قليل. وفي الحقيقة إن كل الحركات الإسلامية تُظهر دوماً القيادات الروحية والتاريخية والدينية بينما تخفي القيادات الفعلية والحقيقية للتنظيم أو الحزب أو الحركة، ولهذا السبب استطاعت البقاء والعمل في كل الظروف القاسية وإصبحت عملية استئصالهم صعبة بل مستحيلة قطعاً.
الخطأ الرابع: هو جر الإدارة الأمريكية الحالية لتأييد مقتل السنوار، وهذا التأييد قد ينعكس سلباً على الحزب الديمقراطي في الإنتخابات المقبلة والتي تبقى لها بضعة أيام.

وأخيراً، في نظري كمحلل أن قتل السنوار وأخذ جثته سوف يعقد الوضع كثيراً وستكتشف إسرائيل أنها أرادت أن تُكحل عينها فعمتها تماماً وإن غداً لناظره قريب.



mahmoudrizig3@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: جثة السنوار

إقرأ أيضاً:

المكان الخطأ أم الخيار الخطأ..؟

المؤكد – في رأي – أن عبدالرحيم دقلو ليس صاحب القرار فى إعلان الحرب يوم 15 ابريل 2023م وإن كان جزءا من دولابها ، ولم يدرك طبيعتها وأبعادها إلا بعد حين وهو ينظر إلى سماء شرق ويتحدث بخوف (ليه تضربنا بالطبران يا البرهان) ، ولهذا فهو ليس صاحب قرار فى خيار المعركة فى مراحلها النهائية..

بعد محاولة الهروب من هزائم الميدان العسكري إلى مسار (حكومة موازية) تحصل على قليل من السند ، وتعثر هذه الخطة (ب) ، فإن الأمور اختلطت على صانع القرار الذي يجلس بعيداً يراقب تطورات المشهد ، وخياره الآن (أحداث فوضى وانتظار فرضية خطأ الطرف الآخر)..
ما يفعله عبدالرحيم هو إشغال للساحة فيما يبدو إلى حين تطوير أفكار جديدة ، واغلب الظن إنها انكفاءة دون الفاشر.. أو عودة إلى أطراف ام درمان

من خلال الخطاب المتوتر ورسائل التهديد والوعيد ، فإن المعنويات فى الحضيض وقوة الدفع تراجعت والضرع تيبس..!!

والخيار فى رأى (أوكوا ربط وتأمين مسرح العمليات العسكرية فى ام درمان غربها وجنوبها) ، وعززوا متحركات كردفان وفاوضوا بعض مجتمعاتها ، كل ذلك مع تعزيز تقدم محور الصحراء لفك حصار الفاشر حيث قوة المليشيا المتماسكة الوحيدة الآن..
حفظ الله البلاد والعباد..

ابراهيم الصديق على
5 ابريل 2025م..

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مقتل شخص في غارة للكيان الإسرائيلي على جنوب لبنان  
  • صحفيون يعلنون مقتل زميلهم وإصابة 9 بقصف على خيمتهم في غزة.. والجيش الإسرائيلي يعلق
  • مصدر مسؤول: مقتل مراهق أمريكي-فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي في رام الله
  • إسرائيل تنشر رسالة “خطيرة” بعثها السنوار إلى قادة “القسام” والحرس الثوري الإيراني قبل “طوفان الأقصى”
  • المكان الخطأ أم الخيار الخطأ..؟
  • رسائل سرية بين السنوار وإيران.. وطلب بـ500 مليون دولار
  • غزة: الجيش الإسرائيلي يقرّ بارتكاب أخطاء حول مقتل 15 مسعفاً
  • حبيبها أنهى حياتها.. مقتل فتاة قاصر يهز الشارع التركي
  • حادث مقتل المسعفين.. إسرائيل تجري تحقيق "كذب جنود الميدان"
  • إسرائيل تؤكد مقتل المسؤول عن خطف عائلة بيباس