قبل الضربة.. هل بعثت إسرائيل رسائل لإيران عن الهجوم؟
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
أثار الهجوم الإسرائيلي على إيران تساؤلات حول وجود "قنوات اتصال غير مباشرة" تهدف إلى احتواء المواجهة ومنعها من الخروج عن السيطرة.
ويقول، أمير أورن، الخبير في الشؤون الاستراتيجية من تل أبيب، في حديث لقناة "الحرة"، إن تقريرا نشره موقع "أكسيوس" بأن إسرائيل أخطرت إيران مسبقا بأهداف محددة ستطالها الضربات، تقرير ذو أهمية كبيرة، ويشير إلى "وجود قناة اتصال غير مباشرة" بين الطرفين بشأن تفاصيل الهجوم.
وأضاف أن إسرائيل تهدف من وراء هذه الرسائل إلى تهدئة إيران ومنعها من الرد، خاصة بعد التطمينات بأن الضربة لن تسفر عن خسائر بشرية واسعة.
وأشار أرون إلى أن هذا "الاتصال غير المباشر" أصبح عرفا بين الطرفين كما حدث في أبريل الماضي، عندما أبلغ الإيرانيون الجانبين الروسي والأميركي بشأن الهجوم المرتقب كي تعرف إسرائيل بشأنه.
وأوضح أن المسيرات التي اطلقتها إيران آنذاك كانت بطيئة "لكي تستعد إسرائيل لمواجهتها".
ويقول، سعيد شاوردي، الباحث السياسي والاستراتيجي، من طهران، لقناة "الحرة" إن إيران تعتبر أن الهجوم الإسرائيلي "ضعيفا"، وأن طهران لها الحق في الرد بموجب القانون الدولي.
وأضاف أن إسرائيل "فشلت" في استهداف المواقع العسكرية بسبب المنظومات الدفاعية، "وغالبية المقذوفات انفجرت في الجو".
ويعتقد شاوردي أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، "يريد توسيع الحرب، وليس الإسرائيليين". مبينا أن هناك "أصواتا إسرائيلية تحتج على أداء نتانياهو السياسي والعسكري والأمني".
ويرى، غوردون غراي، مساعد وزير الخارجية السابق، أنه يمكن الافتراض أن الضربات بين إسرائيل وإيران "ستعلق الآن".
ويقول إن الضربة الأخيرة تشبه ما حدث في أبريل حين ضربت إيران إسرائيل بالمسيرات، وردت إسرائيل بضربة محدودة قرب أصفهان.
ولا يعتقد غراي أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدا عسكريا في المنطقة لأن إسرائيل نفذت ضربة في الليل "أصابت منشآت".. وهذا حدث بعد تكهنات بأن إسرائيل قد تضرب منشآت نووية أو بنى تحتية في قطاع الطاقة، والإعلام الإيراني قلل من أهمية الضربة. وهذا سيجعل النظام الإيراني يشعر أنه غير مضطر للرد.
بعد الضربة الإسرائيلية.. هل ترد إيران؟ بعد انتظار طويل، ردت إسرائيل، صباح السبت، على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي شُن ضدها في الأول من أكتوبر. وعلى النقيض التام من رد إسرائيل السابق في أعقاب الهجوم الإيراني في أبريل الماضي، فإن الرد هذه المرة كان هجوماً واسع النطاق وقوياً وكبيراً في مختلف أنحاء إيران، نفذته مئات الطائرات وجاء في موجات متعددة.موقع "أكسيوس" الإخباري، نقل السبت، عن ثلاثة مصادر مطلعة القول إنه جرى إيصال الرسالة الإسرائيلية إلى الإيرانيين عبر عدة أطراف ثالثة.
وقال أحد المصادر أن الإسرائيليين أوضحوا للإيرانيين مسبقا ما الذي سيستهدفونه بشكل عام وما الذي لن يستهدفوه.
وذكر مصدران آخران أن إسرائيل حذرت الإيرانيين من الرد على الهجوم، وأكدت أنه إذا قامت إيران بالانتقام، فإن إسرائيل ستنفذ هجوما آخر أكبر، خصوصا في حال سقط ضحايا مدنيون إسرائيليون.
وقال مصدر إن واحدة من القنوات التي جرى من خلالها إيصال الرسائل إلى إيران كانت عبر وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب.
وشنت إسرائيل هجوما جويا على أهداف إيرانية، السبت. وتحدثت مصادر إسرائيلية عن مشاركة طائرات حربية وطائرات تزود بالوقود في الهجوم الذي شمل مواقع عسكرية.
وقال الجيش الإسرائيلي السبت إنه وجه ضربات "دقيقة وموجهة" على مواقع تصنيع صواريخ وقدرات جوية أخرى في إيران ردا على الهجوم الذي شنته طهران عليها مطلع الشهر الحالي.
واستهدفت الهجمات أيضا أنظمة صواريخ أرض-جو وقدرات جوية إيرانية تهدف إلى تقييد حرية العمل الجوي الإسرائيلي.
وأكدت طهران أن هجوما إسرائيليا استهدف مواقع عسكرية في طهران ومناطق أخرى في البلاد و"تسبب بأضرار محدودة" وتسبب بمقتل جنديين.
وكانت طهران أطلقت في الأول من أكتوبر حوالى 200 صاروخ باتجاه إسرائيل اعترضت إسرائيل غالبيتها.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: أن إسرائیل
إقرأ أيضاً:
واشنطن تطرح صفقة طويلة الأمد مع إيران.. لا حرب ولكن!
بغداد اليوم - بغداد
كشف مصدر مطلع، اليوم الثلاثاء (28 كانون الثاني 2025)، عن رسالة شفوية مقتضبة من البيت الأبيض إلى طهران تتضمن رؤية الرئيس الأمريكي الجديد لطبيعة العلاقة مع إيران.
وقال المصدر، لـ"بغداد اليوم"، إن "رسالة شفوية وصلت مساء الأحد من البيت الأبيض إلى بغداد، ومنها إلى وسطاء عراقيين لنقلها إلى طهران، تضمنت نقاطًا محددة تمثل خلاصة موقف واشنطن تجاه إيران".
وأضاف المصدر أن "الرسالة أكدت أن الرئيس الأمريكي لا يسعى إلى الحرب مع طهران، بل يهدف إلى التوصل إلى صفقة طويلة الأمد تنهي حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، مع التشديد على حماية المصالح الأمريكية في المنطقة".
وأشار إلى أن "رؤية الرئيس الأمريكي تتركز على منع إيران من الوصول إلى القدرة على إنتاج أسلحة نووية، في إطار صفقة شاملة تضمن تفوق حليفته في المنطقة، في إشارة إلى إسرائيل".
ولفت إلى أن "إيران تضررت بشدة في العديد من المحاور الإقليمية، مما يتيح فرصة جديدة لواشنطن لتحقيق تفاهمات طويلة الأمد معها، رغم أن الرسائل الأمريكية لا تزال غير علنية وتعتمد على وسطاء متعددي الأطراف".
وفي 22 كانون الأول الجاري، كشف مصدر مقرب من حكومة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب سلم طهران رسالة عبر سلطنة عمان في الأيام القليلة الماضية بهدف التفاوض على ملفات عديدة من بينها الملف النووي.
وقال المصدر مشترطاً عدم الإفصاح عن هويته لأنه غير مخول بالتصريح الرسمي لـ"بغداد اليوم"، إنه "في الأيام القليلة الماضية تسلمت إيران رسالة من الإدارة الأمريكية المنتخبة عبر سلطنة عمان وهي من القنوات المهمة في تبادل الرسائل بين طهران وواشنطن".
وأضاف، إن "رسالة ترامب التي كتبها إلى المسؤولين الإيرانيين يؤكد فيها استعداد للتفاوض مع طهران وإمكانية التوصل إلى اتفاق نووي غير الاتفاق الذي جرى التوصل إليه عام 2015 وانسحب منه ترامب شخصياً عام 2018".
وأوضح المصدر الإيراني إن "ترامب لن ينتظر أكثر من بضعة أشهر لتسلمه الرد من المسؤولين الإيرانيين بشأن استعدادهم للتفاوض على جملة من الملفات من أبرزها الملف النووي".
ووفق المصدر إن الرسالة الأمريكية توحي بأن "ترامب جاد للغاية لحوار مباشر ورفيع المستوى مع إيران في بداية عمله، وإذا قبلت إيران فإن هناك احتمالاً للتوصل إلى اتفاق، رغم أنه لن يكون هناك ما يضمن أنه حتى في حال التوصل إلى اتفاق فإن أمريكا ستلتزم به".
ويرى المصدر إن حكومة بزشكيان تعتقد بأن مواصلة التصعيد النووي من قبل طهران لن يؤدي إلى نتيجة وربما سيتم إحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي وعلى شكل فصول سبعة من مواثيق الأمم المتحدة باعتبارها تهديدا للسلم والأمن الدوليين، وستقع البلاد في فخ العقوبات الدولية واسعة النطاق، كما ستنضم روسيا والصين إلى الغرب في هذا الأمر، وللأسف ما كان يجب أن يحدث وخلال أقل من ثماني سنوات، انخفضت قيمة العملة الوطنية للبلاد بحوالي 300%".
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي خلال الاثنين الماضي خلال مؤتمر صحفي على ما ذكرته "بغداد اليوم"، بالقول إنه "لا يعلم بتسلم طهران رسالة من ترامب".
وفي الأسبوع الماضي، سافر الوفد التجاري العماني برئاسة نائب وزير التجارة العماني إلى طهران والتقى وناقش مع وزير الصناعة والتعدين والتجارة.
من جانبه، قال سفير إيران لدى عُمان موسى فرهنك، أول أمس الأحد، "على أعتاب العام الجديد، ومع زيارة وزير خارجية سلطنة عمان إلى طهران، سنشهد مرحلة جديدة من العلاقات بين طهران ومسقط وجولة جديدة من التعاون الإقليمي بين إيران وجيرانها".
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن لدى إيران خلافات مع الولايات المتحدة "جوهرية وأساسية للغاية" و"قد لا يتم حلها، لكن يجب علينا إدارتها بحيث يتم تقليل التكاليف والتوترات".
وأكد على هامش لقاء الوفد الحكومي أن قناة سلطنة عمان نشطة، وقال إن هناك دائما قنوات اتصال بين إيران وأمريكا، مبيناً "إن إمكانية تبادل الرسائل بين البلدين عبر السفارة السويسرية وطرق أخرى لا تزال قائمة".