تفاصيل أكبر هجوم إسرائيلي على إيران
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
قبل الثانية من فجر يوم السبت بقليل في إسرائيل، صعد طيارون وطيارات بسترات تحمل نجمة داوود إلى قمرة القيادة في نحو 100 مقاتلة، وطائرات تجسس، وطائرات تزويد بالوقود في قاعدة عسكرية إسرائيلية. وكانوا يتبعون الأوامر من مخبأ تحت الأرض، يُعرف بالحفرة.
بدأ المسؤولون الإيرانيون في إخبار الدول العربية سراً، بأن الهجوم ضرب مواقع بدقة كبيرة.
كان الهجوم يهدف لمعاقبة إيران على هجومها على إسرائيل، ولكنه كان يهدف إلى تجنب إشعال حرب شاملة بين العدوين تشمل القوات الأمريكية، ودولاً أخرى في المنطقة. وتجنب الهجوم المنشآت النفطية والنووية التي قالت إيران إن قصفها سيؤدي إلى رد انتقامي، وبدا أنه راعى الحذر الذي حث عليه المسؤولون الأمريكيون.
ولكن صحيفة "وول ستريت جورنال" تقول إن الهجوم كان بمثابة مرحلة خطيرة جديدة في المواجهة بين إسرائيل وإيران، اللتين بدأتا مهاجمة بعضهما البعض بشكل مباشر في وقت سابق هذا العام. وترك ذلك إيران أكثر عُرضة لمزيد من الهجمات الجوية، حيث دمرت إسرائيل العديد من بطاريات إس-300 روسية الصنع فيها.
وقال مسؤول إسرائيلي إن "الرسالة هي أننا لا نريد تصعيداً، ولكن إذا قررت إيران التصعيد ومهاجمة إسرائيل مرة أخرى، فهذا يعني أننا وسعنا نطاق حرية حركتنا في السماء الإيرانية".
كانت إحدى الضربات في موقع بارشين العسكري المترامي الأطراف، حيث عملت إيران ذات يوم على قدرات الأسلحة النووية وقال فابيان هينز زميل الأبحاث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن أربعة مبانٍ أصيبت هناك بما في ذلك ثلاثة منشآت تعمل بالوقود الصلب للصواريخ https://t.co/vwpiSjUxPz
— عمر عبد الستار محمود (@omarabdulsatar) October 27, 2024ولفت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو طيلة أسابيع، أن إسرائيل سترد على الهجوم بالصواريخ الباليستية على إسرائيل في 1 أكتوبر(تشرين الأول). وتطلب الرد أسابيع من التخطيط والدبلوماسية الدقيقة.
وقال عساف أوريون، العميد الإسرائيلي المتقاعد، إن إيران "كانت تعلم أن إسرائيل قادمة، ومع ذلك لم تتمكن من منع أي شيء".
كانت الولايات المتحدة التي استشعرت فرصة بعد اغتيال إسرائيل لقائد حماس يحيى السنوار، تدفع لوقف إطلاق النار في غزة. وزار وزير الخارجية أنتوني بلينكن إسرائيل وعواصم أخرى في الشرق الأوسط هذا الأسبوع، في محاولة للتوصل إلى اتفاق أفلت من المفاوضين لأشهر. ويبدو أن طبيعة الهجوم تركت مجالًا لاستمرار هذه المحادثات، حيث من المقرر أن يجتمع المفاوضون في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الأحد.
How Israel Pulled Off Its Largest-Ever Strike on Iran https://t.co/UFYqY10JwJ
— Rev. Johnnie Moore ن (@JohnnieM) October 27, 2024ولكن حتى في الوقت الذي عملت فيه إسرائيل على فتح قنوات دبلوماسية من شأنها أن تنهي الحرب في غزة وتهدئ التوتر مع طهران، كان المسؤولون الإسرائيليون يستكملون تفاصيل الهجوم الانتقامي.
ومع غروب شمس يوم الجمعة إيذاناً ببدء يوم الراحة اليهودي، وافقت الحكومة الإسرائيلية في محادثة هاتفية بقيادة نتانياهو على المضي قدماً في الهجوم في تلك الليلة، وفق مسؤول إسرائيلي.
قبل ساعات من الهجوم، أخطرت إسرائيل الولايات المتحدة والعديد من العواصم العربية، والأوروبية بطبيعة ونطاق الهجوم، وفق مطلعين على الأمر. ثم نبه المسؤولون في بعض تلك البلدان إيران. وأفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في وقت لاحق بأن فكرة إبلاغ إيران بطبيعة أو توقيت الهجوم "كاذبة وسخيفة".
وعندما بدأت الضربات الإسرائيلية، تكثفت على شكل موجات. وقال مطلعون على المهمة إن الهجوم شمل أكثر الأسلحة الجوية الإسرائيلية تقدماً، وهي طائرات إف-35 المقاتلة، القادرة على التهرب من الرادار.
ومع تحليق الطائرات المقاتلة في الجو، حرص المسؤولون الإسرائيليون، الذين يدركون أن نظراءهم الأمريكيين كانوا محبطين لأن إسرائيل لم تخطرهم في الشهر الماضي بأنها ستغتال أمين عام حزب الله حسن نصر الله، على إطلاع نظرائهم الأمريكيين على هجومهم.
واتصل وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بنظيره الأمريكي وزير الدفاع لويد أوستن، الذي أكد له استعداد أمريكا للدفاع عن إسرائيل ضد رد الفعل العنيف من إيران والجماعات المسلحة المتحالفة معها.
دمرت الدفعة الأولى من الطائرات بطاريات الدفاع الجوي في سوريا، والعراق، ما أفسح المجال الجوي للطلعات الثانية والثالثة للوصول إلى إيران.
بدا أن مسارها الدقيق، الذي لم تعلنه إسرائيل، تفادى المجال الجوي للأردن الذي قال إنه لن يكون جزءاً من هجوم على إيران.
وقال أمير أفيف، المسؤول العسكري الإسرائيلي السابق الكبير الذي غالباً ما تطلعه المؤسسة الدفاعية، إن معظم الهجمات أطلق من خارج المجال الجوي الإيراني. وقالت إيران إن الطائرات الإسرائيلية هاجمت من المجال الجوي العراقي، على بعد حوالي 70 ميلاً من حدودها.
الموجة الثانية
في حوالي الـ 3.30 فجراً في إسرائيل، شن الجيش الموجة الثانية من ثلاث موجات على الأقل من الهجمات، وفق مطلعين على الأمر. واستهدفت الضربات الإسرائيلية منشآت إيرانية لإنتاج صواريخ مثل الصواريخ الباليستية والكروز التي استهدفت إسرائيل مرتين هذا العام.
كانت إحدى الضربات لموقع بارشين العسكري مترامي الأطراف، حيث عملت إيران في الماضي على بناء أسلحة نووية، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال فابيان هينز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي يركز على برنامج الصواريخ الإيراني، إن أربعة مبانٍ أصيبت هناك، بما فيها ثلاث منشآت تعمل بالوقود الصلب للصواريخ.
وقال الجيش الإسرائيلي قبل شروق الشمس بقليل إن هجومه ورده كانا كاملين. وعادت الطائرات بعد الهجوم الذي استمر أربع ساعات دون خسائر.
بعد فترة وجيزة، بدأ المسؤولون الإيرانيون في إخبار الدول العربية سراً، بأن الهجوم ضرب مواقع بدقة كبيرة. وفي العلن، قال النظام إنه أدى إلى "أضرار محدودة"، وأن إيران تحتفظ بحق الرد في الوقت الذي تختاره.
وقال العميد المتقاعد أوريون إن الهجوم كان مدروساً لكنه لا يعني نهاية التوتر مع إيران. وأضاف "إنه يسمح للجانبين بإنهاء الأمر في الوقت الحالي، حتى الانتخابات الأمريكية، ثم سنرى إلى أين تتجه الأمور".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إيران وإسرائيل المجال الجوی
إقرأ أيضاً:
أستاذ علوم سياسية: الهجوم الإسرائيلي على مصر لن يغير موقفها تجاه الفلسطينيين
قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر وأستاذ العلوم السياسية، إن الهجوم الإعلامي الإسرائيلي على مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي، عقب الموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين، يعكس إفلاسا سياسيا لتشويه الحقائق وفرض أجندات مشبوهة على حساب حقوق الشعوب، مؤكدا أن مصر بقيادتها الحكيمة لم تتوان يوما عن دعم القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وأن موقف الرئيس السيسي الرافض لأي تهجير قسري يعبر عن إرادة مصرية ثابتة تتماشى مع القيم الإنسانية والقانون الدولي.
وأكد «فرحات» أن هذا الهجوم يعكس حالة من التخبط لدى الإعلام الإسرائيلي وبعض الجهات الداعمة له، التي لم تستوعب بعد أن مصر دولة ذات سيادة لا تخضع للضغوط أو الإملاءات، وأن الرئيس السيسي يقف مدافعا عن الأمن القومي المصري وعن حقوق الفلسطينيين بنفس القوة والإصرار والرفض المصري الواضح لتهجير الفلسطينيين يعكس إدراكا عميقا للمخاطر التي يمكن أن تترتب على مثل هذه السياسات، والتي قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها.
وأوضح نائب رئيس حزب المؤتمر، أن الحملة الإعلامية ضد مصر تهدف إلى إحداث بلبلة وتشويه صورة القيادة المصرية أمام الرأي العام الدولي، إلا أن تلك المحاولات ستبوء بالفشل، لأن مصر بمواقفها التاريخية والمبدئية معروفة عالميا بدعمها للسلام العادل والشامل، والذي يرتكز على إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية لافتا إلى أن الشعب المصري يقف في صف واحد خلف قيادته السياسية، مدركا تماما حجم المؤامرات التي تحاك ضد الدولة، ومؤكدا على ثقته المطلقة في قدرة القيادة المصرية على التعامل بحكمة مع تلك التحديات.
وشدد الدكتور رضا فرحات على أن موقف مصر لا يعبر فقط عن رؤيتها للأمن القومي، بل يمثل ضمير الأمة العربية والإسلامية، والهجوم الإسرائيلي لن يثني مصر عن موقفها المبدئي الداعم للشعب الفلسطيني داعيا المجتمع الدولي إلى التصدي لمحاولات التلاعب الإعلامي والممارسات التي تهدف إلى تقويض الاستقرار في المنطقة.
وأكد فرحات أن مصر لن تتراجع عن مواقفها المبدئية، وأن القيادة المصرية بقيادة الرئيس السيسي ستظل داعمة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مضيفا أن الإعلام الإسرائيلي ومن يدعمه سيواجهون دائمًا حائط صد قويا يتمثل في وعي الشعب المصري وإرادة قيادته التي لا تقبل المساومة على حقوق مصر أو حقوق أشقائها الفلسطينيين.