الأمم المتحدة: ممارسات إسرائيل في شمال غزة تهدد بإفراغ المنطقة من جميع الفلسطينيين
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان "فولكر تورك" أن سياسات الحكومة الإسرائيلية وممارساتها في شمال غزة تهدد بإفراغ المنطقة من جميع الفلسطينيين، وقال:" إننا نواجه ما يمكن أن يرقى إلى مستوى الجرائم الوحشية، بما في ذلك ما يحتمل أن يصل إلى الجرائم ضد الإنسانية".
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال المسؤول الأممي "تورك"، إن أحلك لحظات الصراع في غزة تتكشف في شمال القطاع، حيث يُعرّض الجيش الإسرائيلي السكان بأكملهم للقصف والحصار وخطر المجاعة، فضلا عن إجبارهم على الاختيار بين التهجير الجماعي أو أن يعلقوا في منطقة نزاع نشط.
وقال تورك:"إن الجيش الإسرائيلي يقوم بقصف المستشفيات. وقد قُتل وجُرح موظفون ومرضى أو أُجبِروا على الإخلاء.. الملاجئ التي كانت في السابق مدارسَ، تتعرض للقصف يوميا. الاتصال مع العالم الخارجي يبقى محدودا للغاية. وما زال الصحفيون يتعرضون للقتل".
وأضاف المفوض السامي:"بموجب اتفاقيات جنيف، يقع على عاتق الدول التزام بالتحرك عند ارتكاب انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني. وبموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية، على الدول الأطراف أيضا مسؤولية التحرك لمنع مثل هذه الجريمة حين يصبح خطر حدوثها ظاهرا".
يأتي هذا في وقت دعا فيه مسؤولون أمميون عاملون في المجال الإنساني مجددا إلى حماية المرافق الصحية والإجلاء الطبي العاجل للمرضى الذين يعانون من حالات حرجة.
بدوره، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة الدكتور "ريك بيبركورن" إنه عند نقطة تفتيش قريبة من مستشفى كمال عدوان، كان هناك آلاف النساء والأطفال يغادرون المنطقة، ويمشون ويتعثرون، ومعهم بعض الأمتعة، باتجاه طريق صلاح الدين ومدينة غزة.
وأكد المسؤول الأممي أن المنظمة وشركاءها تمكنوا وسط الأعمال العدائية المستمرة من الوصول للمستشفى الذي بات يعمل بطاقة محدودة، ونجحوا في نقل 23 مريضا ومقدمي الرعاية لهم إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة، كما سلموا إمدادات وأدوية.
وقال "بيبركورن": "رأينا الفوضى والاضطراب في مستشفى كمال عدوان"، مضيفا أنه خلال زيارته الأخيرة هناك، كان المرفق يضم ما بين 75 و100 مريض، ولكن الآن ربما كان هناك أكثر من 200 مريض، وكان قسم الطوارئ مكتظا، ورأينا العديد من المرضى يُنقلون مرضى مصابون بصدمات مروعة".
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، "تيدروس جيبريسوس"، إن السلطات الصحية والوكالات المشاركة في الحملة للتطعيم ضد شلل الأطفال في غزة، قررت تأجيل المرحلة الثالثة والأخيرة من الجولة الثانية، والتي تهدف إلى تطعيم 119،279 طفل دون سن العاشرة في شمال القطاع.
وقال إن هذا بسبب "تصاعد العنف والقصف المكثف وأوامر النزوح الجماعي وانعدام فترات التهدئة الإنسانية" في معظم أنحاء شمال غزة.
وشدد "تيدروس جيبريسوس"، على ضرورة الوصول إلى جميع الأطفال، أينما كانوا، للتأكد من الوصول إلى هذه التغطية بنسبة 90 في المائة.
وأشار إلى أنهم اقتربوا من ذلك، مضيفا أنه لا يزال لديه "آمال حسنة" فيما يتعلق بإمكانية تنفيذ المرحلة الأخيرة من حملة التطعيم.
من جهته، كشف المتحدث باسم منظمة اليونيسف، "جيمس إلدر"، عن محنة أطفال غزة بسبب الانخفاض الحاد في عمليات الإجلاء الطبي، مما يترك الأطفال الصغار يعانون من رضوخ في الرأس وبتر الأطراف والحروق والسرطان وسوء التغذية الحاد، وينتظرون أقل فرصة لمغادرة القطاع للعلاج.
وحذر المتحدث باسم اليونيسف من أنه إذا استمرت هذا الوتيرة البطيئة القاتلة، فسوف يستغرق الأمر أكثر من سبع سنوات لإجلاء 2500 طفل يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة، مضيفا أن السلطات الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون المدنية في قطاع غزة المعروفة اختصار باسم (كوغات)، "لا تقدم أسبابا للرفض".
وقال "إلدر": "نتيجة لهذا يموت الأطفال في غزة، ليس فقط بسبب القنابل والرصاص والقذائف التي تصيبهم، بل لأنه حتى عندما تحدث المعجزات، حتى عندما تنفجر القنابل وتنهار المنازل وتتزايد الخسائر، ويبقى الأطفال على قيد الحياة، فإنهم يُمنعون من مغادرة غزة لتلقي الرعاية الطبية العاجلة التي قد تنقذ حياتهم".
ونبه إلى أن الأطفال يحرمون من الرعاية الطبية التي تُعَد من حقوق الإنسان الأساسية، "ويُحكَم على أولئك الذين نجوا بالكاد من القصف الوحشي بالموت متأثرين بجراحهم".
وبدوره، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن الأزمة الإنسانية في شمال غزة تتفاقم بسرعة، مع نقص شديد في الضروريات الإنسانية.
وأضاف أن الغالبية العظمى من محاولات تقديم المساعدة الحرجة لا تزال تُرفض أو تُعرقل، مشيرا إلى أن السلطات الإسرائيلية رفضت أول أمس الإذن بتسليم إمدادات غذائية أساسية ومياه إلى جباليا في الشمال.
وحذر المكتب كذلك من استمرار الأعمال العدائية في جميع أنحاء القطاع بما في ذلك الجنوب. وأفاد بأن هجوما إسرائيليا على أحياء متعددة في خان يونس في جنوب القطاع أسفر عن مقتل العشرات وإصابة العديد، بمن فيهم العديد من النساء والأطفال.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحده فولكر تورك الحكومة الإسرائيلية الفلسطينيين الأمم المتحدة شمال غزة فی شمال
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تكشف عن حجم قنابل الاحتلال التي لم تنفجر في غزة
كشفت بيانات صادرة عن الأمم المتحدة، عن حجم القنابل الإسرائيلية التي لم تنفجر في قطاع غزة، مشيرة إلى نحو قنبلة واحدة من كل عشر قنابل ألقتها قوات الاحتلال على القطاع منذ بدء الحرب لم تنفجر، ما يشكل خطرا دائما على حياة المدنيين، لا سيما مع عودة بعض العائلات إلى المناطق المدمرة.
ووفقاً لدائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام (UNMAS)، فقد تسببت هذه الذخائر غير المنفجرة في مآسٍ إنسانية، حيث وثقت تقارير استشهاد ما لا يقل عن 23 شخصاً وإصابة 162 آخرين، معظمهم من المدنيين، جراء انفجار هذه المواد أثناء وجودهم في منازلهم أو خلال محاولاتهم إزالة الأنقاض.
وأفاد مسؤولو الإغاثة الإنسانية بأن الجهود الدولية لإزالة هذه الذخائر خلال فترات الهدوء تُواجه عراقيل كبيرة من قبل السلطات الإسرائيلية، التي تمنع دخول الفرق الفنية والمعدات اللازمة إلى داخل القطاع.
وأكد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن عمليات إزالة الذخائر لم تنطلق فعلياً حتى الآن، بسبب قيود الاحتلال الإسرائيلي المفروضة على إدخال المعدات والكوادر الفنية المتخصصة.
وحذّر خبراء من أن استمرار وجود هذه الذخائر دون إزالة سيؤدي إلى ارتفاع أعداد الضحايا مستقبلاً، ويزيد من تعقيد جهود إعادة الإعمار، ويعمّق الأزمة الإنسانية في غزة.
وفي مؤتمر صحفي عبر الفيديو من وسط قطاع غزة، أعلن لوك إيرفينغ، رئيس برنامج مكافحة الألغام في الأراضي الفلسطينية المحتلة التابع لدائرة الأمم المتحدة، أن الفريق العامل في غزة لتطهير المناطق من المواد غير المنفجرة لا يتجاوز خمسة أشخاص حالياً، مشيراً إلى أن العدد سيُضاعف خمس مرات قريباً، نظراً لكمية المواد المتفجرة التي خلّفتها الحرب، وما تشكله من تهديد كبير على السكان.
وذكر إيرفينغ أن الدائرة واجهت خلال الـ14 شهراً الماضية مجموعة متنوعة من المواد المتفجرة، تشمل القنابل الجوية، قذائف الهاون، الصواريخ، المقذوفات، القنابل اليدوية، والأجهزة المتفجرة.
وكشف أن الفريق تلقى، منذ بدء وقف إطلاق النار، تقارير غير رسمية عن عثور مدنيين على ذخائر متفجرة داخل منازلهم، كما صادفت القوافل الإنسانية المزيد من هذه المواد أثناء وصولها إلى مناطق لم يكن من الممكن بلوغها سابقاً.
وبخصوص برامج التوعية، أكد إيرفينغ أن دائرة الأمم المتحدة تُشرف على تنفيذ برنامج شامل للتثقيف حول مخاطر الذخائر غير المنفجرة، يتم تفصيله بحسب الفئات المستهدفة، مثل الأطفال أو سكان المناطق الزراعية، وذلك في إطار جهودها لحماية السكان.
وأشار إلى أن جميع الذخائر المتفجرة التي يتم التعامل معها حالياً منتشرة فوق سطح الأرض، ولا تشمل ألغاماً مزروعة تحت الأرض.
وحول التعاون الدولي، وخاصة مع جانب الاحتلال الإسرائيلي، رفض إيرفينغ الإفصاح عن تفاصيل محددة، مكتفياً بالقول إن الدائرة تعمل مع "جميع أصحاب المصلحة" من أجل تنفيذ مهامها بأفضل صورة ممكنة.
وعن الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، أعرب إيرفينغ عن قلقه الشديد إزاء تصاعد مستويات العنف مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وأشار إلى تعاون وثيق مع مركز مكافحة الألغام التابع للسلطة الفلسطينية، الذي أفاد بزيادة كبيرة في عدد المواد المتفجرة المكتشفة خلال الأشهر الماضية، حتى في المناطق المأهولة بالسكان.
وأضاف أن الدائرة تعمل على تعزيز برامج التوعية في الضفة الغربية، لاسيما بين النازحين داخلياً المعرضين لخطر متزايد، إلى جانب دعم جهود بناء القدرات لدى الجهات الفلسطينية المختصة لمواجهة هذا التهديد المتنامي.
وفي بيان صدر بتاريخ 24 آذار/مارس الماضي٬ أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم ما يقارب 100 ألف طن من المتفجرات خلال عدوانه المتواصل على القطاع، ما أدى إلى دمار واسع النطاق وخسائر بشرية ومادية جسيمة.