موازنة العراق تحت الضغط.. تأثير الدَّين على الرواتب وبرامج الحكومة
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
بغداد – تواجه الحكومة العراقية تحديات كبيرة خصوصا ارتفاع الدين الداخلي خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، ليصل إلى مستوى قياسي جديد بلغ 80 تريليون دينار (61 مليار دولار)، في ضوء العجز المالي المتوقع والاعتماد الكبير على الإيرادات النفطية التي أخذت أسعارها تتراجع مؤخرا، ومع ذلك، فإن التركيز على تغيير منهجية الإيرادات غير النفطية والبحث عن مصادر مالية جديدة يُعتبر خطوة مهمة لتحقيق الاستقرار المالي في المستقبل.
وبحسب ما أوضح الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي في تحليل نشره عبر صفحته في الفيسبوك، فإن هذه الزيادة الكبيرة في الدين العام الداخلي تعكس وجود عجز كبير في موازنة العام الحالي، مشيرا إلى أن البيانات الرسمية الصادرة عن البنك المركزي العراقي تؤكد ارتفاع الدين الداخلي بمعدل يتجاوز التريليون دينار شهريا، مما يشير إلى استمرار اتساع الفجوة بين الإيرادات والنفقات الحكومية.
وصوت مجلس النواب العراقي، في 12 يونيو/حزيران 2023 على مشروع قانون الموازنة العامة للسنوات المالية (2023، 2024، 2025).
تصفير الديون الخارجيةعضو اللجنة المالية بالبرلمان العراقي، معين الكاظمي، أكد أن الديون المترتبة على الحكومة العراقية تتراوح بين 70 تريليون دينار (53 مليار دولار) إلى 80 تريليون دينار (61 مليار دولار)، مشيرا إلى أن هذا الموضوع يُعتبر مسيطَرا عليه وطبيعيا في كافة دول العالم.
الكاظمي: العراق يصدر حاليا 3.5 ملايين برميل نفط بسعر 70 دولارا، لكن هذا السعر قد ينخفض إلى 50 دولارا غدا (الأوروبية)وأوضح الكاظمي خلال حديثه مع "الجزيرة نت" أن العجز المالي الحالي يُعتبر عجزا افتراضيا، حيث إن الموازنة المخططة لعام 2024 تبلغ 211 تريليون دينار (161 مليار دولار) كمصروفات، لكن الصرف الفعلي لم يتجاوز 100 تريليون دينار (76 مليار دولار) حتى الآن.
وأشار الكاظمي إلى أن الإيرادات الحكومية النفطية وغير النفطية لا تصل إلى 140 ترليون دينار (107 مليارات دولار)، مما يجعل الصرف يعتمد على السيولة النقدية المتاحة لدى وزارة المالية، مؤكدا أن هذه السيولة تكفي لتغطية رواتب الموظفين والمتقاعدين، بالإضافة إلى الرعاية الاجتماعية والمصروفات التشغيلية الأخرى، لكن هناك عجزًا ملحوظًا في الجانب الاستثماري، خاصة في مجالات العمران والبناء، التي يجب أن تمولها المحافظات والوزارات.
وأوضح الكاظمي أن العراق تقريبًا قد تم تصفير ديونه الخارجية، مما يُعتبر خطوة مهمة في ضوء الديون الداخلية التي يمكن السيطرة عليها من خلال الاقتراض من البنك المركزي أو بيع سندات للمواطنين.
وأعلنت وزارة المالية، وبالتعاون مع البنك المركزي العراقي، منتصف الشهر الجاري عن طرح الإصدارية الثالثة من سندات (إنجاز) الحكومية للاكتتاب العام بقيمة إجمالية تصل إلى 1.3 تريليون دينار (مليار دولار).
ولفت الكاظمي إلى أن الشيء الأساسي والمهم هو تغيير منهجية الإيرادات غير النفطية، حيث لا يمكن الاعتماد فقط على الإيرادات النفطية.
وقد أشار إلى أن العراق يصدر حاليا 3.5 ملايين برميل نفط بسعر 70 دولارًا، لكن هذا السعر قد ينخفض إلى 50 دولارًا، مما يجعل الحكومة بحاجة إلى البحث عن مصادر أخرى للإيرادات، داعيا إلى جدية من الحكومة والتعاون من البرلمان ككتل سياسية من أجل أن يوضّح للشعب العراقي أنه لا بد من التطلع إلى القطاع الخاص والبحث عن مصادر مالية أخرى غير المصدر النفطي.
رواتب الموظفين وبرامج الحكومةالخبير الاقتصادي ضياء المحسن، من جانبه استبعد تأثير الدين الداخلي على رواتب الموظفين أو برامج الحكومة العامة في العراق، مشيرا إلى أن العراق يتجه نحو إصدار أنواع متعددة من السندات لتغطية العجز المالي، مما قد يؤدي إلى تخفيض حجم الدين الداخلي في المستقبل.
حجم الدين الداخلي في العراق يبلغ حوالي 14.5% من الناتج المحلي الإجمالي (الأوروبية)وقال المحسن خلال حديث "للجزيرة نت"، إن الدين العام يعتبر من العوامل الرئيسية التي تؤثر على مستوى الاستقرار الاقتصادي في أي بلد، والعراق ليس استثناء من ذلك، مستدركا بالقول إن الحكومة العراقية تلجأ إلى تمويل العجز المالي إما من خلال الاقتراض الخارجي أو الاقتراض الداخلي، وهو نوع من أنواع الاقتراض من المصارف الخاصة أو الحكومية، منوها إلى أن سياسة البنك المركزي العراقي تمنعه من إقراض الحكومة.
وأضاف أن حجم الدين الداخلي في العراق يبلغ حوالي 14.5% من الناتج المحلي الإجمالي، قائلا "لكن لا نعتقد أن هذا الحجم سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد العراقي، مؤكدا أن العراق يتجه نحو إصدار أنواع متعددة من السندات لتغطية العجز المالي، مما قد يؤدي إلى تخفيض حجم الدين الداخلي في المستقبل".
وتابع "بالنسبة للمشاريع الحكومية، فإن حجم الموازنة الاستثمارية الحالية يبقى قليلا، حيث بلغت 34 تريليون دينار (26 مليار دولار)، وهو رقم لا يمثل شيئا مقارنة بالموازنة العامة التي ارتفعت إلى أكثر من 122 تريليون دينار (93 مليار دولار)، بالتالي، فإن ارتفاع الدين الداخلي ليس من المتوقع أن يؤثر بشكل كبير على هذه المشاريع".
ورجح المحسن عدم تأثير ارتفاع الدين الداخلي على رواتب الموظفين، حيث تتجه سياسة الحكومة باتجاه التركيز على الجانب الاجتماعي أكثر من الجانب الاقتصادي، وهذا هو السبب وراء ارتفاع العجز الداخلي، مشددا على أن الحكومة تحاول توفير المزيد من الخدمات للمواطنين على حساب المشاريع العامة والأبواب الأخرى المهمة في الموازنة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ارتفاع الدین الداخلی رواتب الموظفین البنک المرکزی تریلیون دینار العجز المالی ملیار دولار أن العراق ی عتبر إلى أن
إقرأ أيضاً:
أزمة سقف الدين تتصاعد وشبح الإغلاق يلوح في الأفق: مجلس النواب الأمريكي يرفض خطة ترامب لتمويل الحكومة
رفض مجلس النواب الأمريكي خطة الرئيس المنتخب دونالد ترامب لتمويل العمليات الحكومية وتعليق سقف الدين، قبل يوم واحد من الموعد النهائي لتجنب إغلاق حكومي محتمل. وفي تصويت شهد توترات حادة مساء الخميس، فشل المشروع في الحصول على أغلبية الثلثين اللازمة، حيث صوت 235 عضوًا ضد الخطة مقابل 174 فقط لصالحها.
اعلانأعرب رئيس مجلس النواب مايك جونسون عن عزمه إيجاد حل بديل قبل الموعد النهائي منتصف ليلة الجمعة. وقال عقب التصويت: "سنعيد تقييم الوضع وسنصل إلى حل آخر، فانتظروا."
انتكاسة كبيرة لترامب وحليفه ماسكمثلت نتيجة التصويت ضربة قوية للرئيس المنتخب ترامب ولحليفه الملياردير إيلون ماسك، الذي انتقد التسوية التي توصل إليها الجمهوريون والديمقراطيون لتجنب الإغلاق الحكومي. وكان ترامب قد أعلن في وقت سابق عن نجاحه في التوصل إلى حزمة جديدة تشمل تمويل الحكومة لمدة ثلاثة أشهر، وتقديم 100.4 مليار دولار كمساعدات في حالات الكوارث، مع تمديد سقف الدين حتى يناير 2027.
ورغم ذلك، اصطدمت الخطة بمعارضة قوية من الديمقراطيين وعشرات الجمهوريين الذين رفضوا الاستجابة لمطالب الرئيس المنتخب المفاجئة. ووصف زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب، حكيم جيفريز، الخطة بأنها "غير جدية"، مضيفًا أن الديمقراطيين يلتزمون بالاتفاق الأصلي مع جونسون.
زعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريس، ديمقراطي من ولاية نيويورك، والنائب بيت أغيلار، ديمقراطي من ولاية كاليفورنيا، رئيس التجمع، في واشنطن، الخميس 19 ديسمبر 2024APRelated"لماذا لا تصبح كندا الولاية الـ 51؟".. مزاح ترامب يشعل الجدل ويهدد استقرار حكومة ترودوقاض أمريكي يرفض طلب ترامب إلغاء إدانته بتهمة الرشوة.. "ليس كل ما يفعله الرئيس يعتبر أمرا رسميا""قرار غبي وغير مدروس".. ترامب ينتقد سماح بايدن لكييف بضرب العمق الروسي بصواريخ أمريكيةمن سوريا إلى عودة ترامب واحتجاجات جورجيا.. ملفات شائكة على طاولة الاتحاد الأوروبي في بروكسلأزمة داخلية ورفض للتنازلاتواجه جونسون ضغوطًا هائلة لتلبية مطالب ترامب والحفاظ على منصبه كرئيس لمجلس النواب. وفي محاولة لإرضاء المحافظين، تم تقليص مشروع القانون من 1500 صفحة إلى 116 صفحة، مع حذف العديد من البنود، بما في ذلك زيادة رواتب المشرعين لأول مرة منذ أكثر من عقد.
لكن هذا التعديل لم ينجح في كسب الدعم اللازم، حيث أثارت الخطة انتقادات واسعة من الديمقراطيين وحتى بعض الجمهوريين الذين عارضوا إضافة سقف الدين إلى مشروع القانون.
رئيس مجلس النواب مايك جونسون، جمهوري عن ولاية لوس أنجلوس، في مبنى الكابيتول في واشنطن، الخميس 19 ديسمبر 2024J. Scott Applewhite/APتزامنت هذه الفوضى مع استعداد أعضاء الكونغرس للعودة إلى دوائرهم الانتخابية قبل عطلة الأعياد، مما أثار مخاوف متزايدة من احتمال إغلاق حكومي طويل الأمد. في المقابل، صعّد ترامب من تحذيراته السياسية، ملوحًا بتبعات قاسية على الجمهوريين الذين يعارضون خططه، ومؤكدًا على ضرورة حل أزمة سقف الدين قبل بدء ولايته الجديدة.
وسط هذا المشهد المتأزم، غادر جونسون مبنى الكونغرس مساء الخميس مكتفيًا بتعليق مقتضب قال فيه: "سنرى."
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية استعدوا لشتاء قارس وأسعار خيالية على وقود التدفئة والسبب.. نقص إمدادات الغاز والتوتر السياسي مكالمة ثلاثية جمعت بين إيلون ماسك وترامب وزيلينسكي.. ماذا دار خلالها؟ ما هو السر وراء دعم إيلون ماسك اللامحدود لدونالد ترامب؟ دونالد ترامبنوابالحزب الديمقراطيبرلمانتصويتإيلون ماسكاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next سوريا والعهد الجديد: المسيحيون بين التفاؤل والحذر من المستقبل والكنيسة تبقى الملاذ الآمن يعرض الآن Next فرحة رحيل الأسد ينغّصها الخوف والقلق مما هو آت.. توجس في أوساط الطائفة العلوية من حكام دمشق الجدد يعرض الآن Next قمة بروكسل تحدد قواعد التواصل مع هيئة تحرير الشام وفون دير لاين واثقة بنفوذ أوروبي واسع لدى دمشق يعرض الآن Next استعدوا لشتاء قارس وأسعار خيالية على وقود التدفئة والسبب.. نقص إمدادات الغاز والتوتر السياسي يعرض الآن Next صواريخ روسية تضرب قلب كييف وتودي بحياة شخصين وتشعل حرائق ضخمة اعلانالاكثر قراءة غارات إسرائيلية على اليمن تقتل 9.. والحوثيون يعلنون استهداف أهداف حساسة في تل أبيب وأبو عبيدة يُبارك بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.. هل تعلم أن للأسد 348 اسمًا؟ بوتين: لم ألتق بشار الأسد بعد قدومه إلى روسيا وما حصل في سوريا ليس هزيمة لنا السينما كما لم تعرفها من قبل.. متفرجون يخلعون ملابسهم لمتابعة فيلم في إسبانيا مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومضحاياقصفبشار الأسدالصراع الإسرائيلي الفلسطيني سورياعيد الميلادإسرائيلروسياقطاع غزةريو دى جانيروأوكرانياالبرازيلالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024