عارنا في غزة ما بعده عار
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
آخر تحديث: 27 أكتوبر 2024 - 9:37 صبقلم: علي الكاش العالم المتحضر يهتم بالحفاظ على حياة عدد من الحيوانات خشية الانقراض، ولكن هذا العالم المتحضر لا يأبه لقتل النساء والأطفال في غزة وجنوب لبنان؟ ألا تبا للحضارةّ من خلال نقد الفكر السياسي ـ حتى قبل أن نطرق أبوابه، والبحث في كنه هذا النقد ـ يستوجب ذاك فتح الملفات المهمة ذات العلاقة بالوضع الراهن، او استجلاء حدث سابق لم يتم تناوله بشكل دقيق، وتوضيح الحقيقة الناصعة للرأي العام، ونظن انه من السخف ان نتجاهل تلك الحقائق او نغض النظر عنها، لأنها تصطدم مع المفاهيم الأساسية للنظم السياسية الحالية، التي بُني معظمها على مفاهيم مغلوطة تخدم أجندة غير وطنية لأسباب عدة.
كتب الفيلسوف الوجودي جان بول سارتر كتابا خطيرا بعد انهاء الاحتلال الفرنسي لبلد المليون شهيد، عنوانه (عارنا في الجزائر)، فعلا الاستعمار وما يفعله بالشعوب الواقعة تحت سيطرته عار ما بعده عار، سيما ان الاستعمار الفرنسي يتميز بمسخ الهوية الوطنية للبلد الذي يحتله بما في ذلك اللغة، وما تزال الجزائر والمغرب العربي يعانيان من مشكلة اللغة، عندما زرت المغرب تفاجأت بان معظم السكان يتكلموا اللغة الفرنسية، ويتعاملوا بها في حياتهم اليومية، والبعض لا يفهم من العربية الا القليل، وجميع يافطات المحلات ووجبات الطعام باللغة الفرنسية. الحقيقة لم افهم كيف يتحدث الناس ويتفاخروا بمعرفتهم لغة من احتل بلدهم وسرق مقدراتهم، واذاقهم شر الاستعمار؟ كان كتاب سارتر وثيقة مهمة عن جرائم الاحتلال الفرنسي، ويفترض ان يدرس في الجزائر ليعرف الشعب حقيقة ما جرى في بلدهم، سيما ان الأجيال الحالية لم تعش فترة الاستعمار الفرنسي لبلدهم، ربما تقتصر معرفتهم على التضحيات الجسيمة التي قدمها ابطالهم ومنهم الثائر عبد القادر الجزائري لينعموا بالأمن والسلام الحاليين.صحيح ان كتاب سارتر متوسط الحجم ولا يتناسب مع طبيعة الجرائم التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في الجزائر، ولا يمكن ان يلم بالكثير من المعلومات والوثائق في عهده، على اعتبار ان نشر الوثائق السرية يتم بعد 25 ـ 50 عام لإخفاء ملامح الجرائم، ويتناساها الناس. لكن ان يعترف فيلسوف بمستوى سارتر بعار بلده، فهذا ما لا يمكن تجاهله، ترجم الكتاب الى اللغة العربية مرة واحدة، ومن الصعب ان تجده في الأسواق، بل لا تجده حتى ضمن نشريات سارتر، فبعض كتبه مثل الوجود والعدم والمسرحيات وبقية الدراسات الأدبية والفلسفية طبعت عشرات المرات، لكن هذا الكتاب تم تجاهله على الرغم من أهميته، واللبيب يمكن ان يفهم السبب وراء ذاك. على الرغم من ان الاستعمار واحد مهما تعددت اشكاله واساليبه، لكن الاستعمار الصهيوني لا يقل بشاعة عن الاستعمار الفرنسي، بل زاده اضعافا في جرائمه وانتهاكاته وحشيته، لأن الدول العربية في الوقت التي ساعدت ابطال الجزائر في التحرر من اغلال الاستعمار الفرنسي، وقفت متفرجة على الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني عموما، وفي غزة قلعة الصمود والجهاد، كل ارض يجود أبنائها بدمائهم للتحرر من قوى الشر والظلام هي مقدسة، الانبار التي قارعت الاستعمار الأمريكي (معارك الفلوجة) مقدسة، وكابل مقدسة عندما هزمت الاحتلال الأمريكي وجعلته ينسحب وهو يجر ذيوله الذليلة. من جهة ثانية، كل الشعوب التي رضيت بالاستعمار او تعاونت معه او تهاونت في تحرير بلدها منه هي شعوب ذليلة، ولا تستحق الحياة ولا الاحترام، من يرضى بالاستعباد، ولا يدافع عن البلاد، هو من أذل وأخزى العباد، وسيكتب التأريخ سيرته بماء المستنقعات الآسنة. والشعب القادر على العطاء والمعونة ومساعدة الشعوب المنكوبة والمبتلية بالاستعمار، ويقف متفرجا على قتل العباد وسبي البلاد، فهو شريك بالجريمة، فما بالك والقاتل يهودي، والمقتول مسلم؟ قال تعالى في سورة المائدة/82″ لتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ”. روى أبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال” ما خلا يهودي بمسلم إلا همَّ بقتله”. (الدر المنثور للسيوطي)، رغم ان البعض ضعفه وآخرين اعتبروه حديثا غريبا، لكن اثبتت الأيام والوقائع الماضية والحالية صحته، والشاهد جرائم الكيان الصهيوني في غزة ولبنان. ربما يتساءل البعض ما علاقة كتاب سارتر بغزة؟ الحقيقة مرة بل أمرٌ من العلقم، وقد تكون أحيانا اغرب من الخيال، صحيح لا حدود للجُبن، ولكن يمكن ان نقول انه وصل الى اعلى سقوفه في معركة طوفان الاقصى، فالموقف العربي من طوفان الأقصى أغرب من الخيال، هناك من يدعم الصهاينة مثل الامارات العربية، وهناك من يدخل تحالف ضد الحوثيين، وهناك رجال دين هم اقرب للشيطان من الرحمن يمنعوا التظاهرات لنصرة غزة، وهناك من يدخل المساعدات الى غزة وهو يمسك بقطارة، وهناك في الضفة الغربية من يمسك العصا من النصف، مع ان اقاربه ومواطنيه يعيشون في غزة، نحن بالتأكيد لا نؤيد مواقف الحوثيين وموقف قادة حماس من ايران التي عبر عنها إسماعيل هنية بقوله “الجنرال سليماني شهيد القدس.. شهيد القدس.. شهيد القدس”، مع ان فيلق سليماني تخلى عن القدس بصلافة تتناسب وعنجهيته، ولا نؤيد الاخوان المسلمين المتواطئين مع الولي الفقيه في ايران، ولكننا نتضامن مع ابطال غزة لأنهم يدافعوا عن وطنهم ضد الاحتلال الصهيوني، ولا يمكن ان نبخس نضالهم الوطني لتحرير ارضهم من دنس الطغاة، مهما اختلفت الرؤى، لا بد ان نضع جميع مواقفنا في ضفة، ونعمل بالضفة الأخرى وهي تأييد الغزاويين في طوفانهم المقدس، عندما تسير القوى الوطنية في طريق التحرير، لابد من إزالة الحواجز وتوحيد المواقف تجاه قضيتهم. عندما تقرأ هذا الخبر، وتجد ان من قام بها ليس بعربي او مسلم، سيتبادر الى ذهنك أي خزي وعار لحق بالعرب والمسلمين، عندما يقف أجانب لدعم أهل غزة، ويقف الحكام العرب وشعوبهم والدول الإسلامية مكتوفة الأيدي إزاء جرائم الإبادة البشرية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد شعبنا الفلسطيني، لا عتب على محور المقاومة فقد أعلن افلاسه جهارا وتبين انه مُخترق طولا وعرضا، ولا يمكن ان نطالبه بدفع مستحقات الشعارات التي كان يكررها على مسامعنا حول تحرير القدس، ولا عتب على فيلق القدس الذي ترك أبناء القدس يقتلون أمام عينيه، وهو يقتل بالشعب العربي في العراق وسوريا واليمن، ويًغض النظر عن جرائم الصهاينة، وقعت ورقة التين من عورة محور الدجل بكل صنوفه، وسقطت شعاراته تحت الأحذية المتهرئة، وبان معدن الولي الفقيه الصدأ وذيوله. رفع المحامي الفرنسي (جيل دوفير) دعوى لدى المحكمة الجنائية الدولية عن جرائم جيش الاحتلال الصهيوني في غزة، وقال ” ان جرائم اسرائيل موثقة وأصبحت ملفات ادانتها امام المحكمة الجنائية الدولية سهلة جدا ولا تتطلب الا تقديم الطلب فهي تبث امام اعين العالم وشاشات التلفونات الذكية والقنوات التلفزيونية. ليس ذلك فحسب بل انه يتوجب رفع شكوى امام محكمة العدل الدولية ضد نتانياهو كما فعلت جمهورية جنوب افريقيا للاقتصاص من المجرمين الذين يفلتون في كل مرة من المحاسبة والعقاب”.أقول: هل سينبري لنا كاتب صهيوني او اوربي او امريكي شهير بمستوى سارتر ليكتب لنا كتابا بعنوان (عارنا في غزة) او شاعر همام يكتب لنا قصيدة بمستوى (القدس عروس عروبتنا)؟
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: الاستعمار الفرنسی یمکن ان لا یمکن فی غزة
إقرأ أيضاً:
التبعية الإعلامية والهوية الإيمانية
أثبتت الأحداث الجارية أن مقولة الإعلام الحر والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ليست سوى شعارات كاذبة ومخادعة لتسويق السياسات الإجرامية وإلباسها مسوح القبول لدى الشعوب، فما هي سوى كمائن لاصطياد الرأي العام وتخدير الشعوب وهي لا تقل شأنا عن أساليب الحرب الإجرامية بصورها العسكرية والسياسية والاقتصادية، بل إنها قد تتفوق عليها في بعض الأحيان وأكثرها نظرا لقلة الخسائر التي تترتب عليها وكثرة المكاسب منها وقبل ذلك لأنها أفتك الأساليب التي يجيدها الغرب والاستعمار لقتل إرادة الشعوب وتسخيرها لخدمة مصالحة ولتحقيق الضربات الاستباقية وإحداث الهزيمة في نفوس الخصوم قبل بداية المعارك وفق ما يطلق عليها الحرب الناعمة، وإحدى أهم صورها خاصة في تعامل القوى الاستعمارية مع منظومة الدول التي يطلق عليها تسمية “الدول النامية” أو “العالم الثالث” مع أن سياسات الغرب الاستعماري هي التي حطمت تلك الدول وجعلتها عالة في كل شيء حتى يسهل له التصرف في شؤونها والاستيلاء على ثرواتها واستعبادها بواسطة العملاء الذين نصّبهم حكّاما على تلك البلدان بعد قيام حركات التحرر التي طردت الاستعمار بصورته وبذلته العسكرية، لكنها استبدلت زياً واستسلمت له ليدير شؤونها بعقول أهلها.
استعمرت الإمبراطورية الفرنسية أرض الكنانة مصر ودخلت بجيوشها العسكرية والعلمية –(أكثر من مائتين وخمسين عالما في مختلف التخصصات)، الذين أوكل إليهم الإمبراطور نابليون دراسة الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وكل الشؤون، حتى يتم تكريس الاحتلال والسيطرة لمئات السنين، وفعلا تمت صياغة توجهات ترسخ التخلف والتبعية للغرب وتكريس الانحطاط والهزيمة الداخلية لدى المجتمعات العربية، بدءاً من أرض الكنانة لأنها رائدة المجتمعات العربية والأمة الإسلامية.
رحل الاستعمار وتم اسبدال وصياغة كل شؤون المجتمع (سياسة وتعليماً واقتصاداً)، وفي كل شؤونه وفق المنهج التغريبي لا الغربي، وفرق كبير بين الاثنين، التغريبي يعمل على إلغاء خصوصيات المجتمعات ويلحقها بالغرب تتلقف ما يأتيها منه أما المنهج الغربي فهو الاستفادة من منتجات الحضارة مع المحافظة على الهوية والخصوصية، فالشعوب التي استفادت من التطور حافظت على خصوصيتها، أما الشعوب التي انسلخت من هويتها مازالت ترزح تحت وطأة التخلف والتبعية.
استفاد الاستعمار من الذين جندهم للعمل معه بعد رحيله ومغادرته في إثارة النعرات الوطنية والجهوية والشعبوية وغيرها، وواصل إكمال المهمة الاستعمار الإنجليزي الذي خلفه ولم يكن الاستقلال في جوهره سوى الرحيل العسكري باهظ التكاليف الذي استُبدل بالسيطرة على القرار الوطني بواسطة الجنود الأوفياء الذين مكنهم من الحكم والسلطة نيابة عنه بموجب خطط الاستثمار للتبعية، حتى لو لم يكن له جنود يحرسون مصالحه على الأرض بخلاف السيطرة الأمريكية التي تعتمد على القواعد العسكرية وأكبرها القاعدة الإسرائيلية التي يتحكم فيها الاحتلال الصهيوني وتخدم وترعى كل مصالح الدول الاستعمارية شرقا وغربا.
تمددت عدوى التغريب من أرض الكنانة إلى بقية الدول العربية والإسلامية، وتكاتفت جهود الاستعمار الذي سيطر على الدول العربية من المحيط إلى الخليج وأثمرت الحرب الناعمة في تحطيم إرادة النهوض والتطور والتعويل على الغرب والشرق والشمال والجنوب من أجل مواجهة الأخطار التي يتعرضون لها دون الاعتماد على النفس للنهوض بالواقع المتردي رغم الإمكانيات الرهيبة التي تمتلكها الأمة العربية والإسلامية فرادى ومجموعات.
لقد تحولت السياسات القُطرية لتحقيق ما عجز عنه الاستعمار، من الذي رسم خرائط التجزئة وترك التنفيذ للخونة والعملاء؟ فأصبح التوجه نحو التجزئة والفرقة هو الأساس الذي تدار به السياسات والأنظمة القائمة على شؤون الحكم وأصبحت المشاريع القُطرية هي الأساس بدلا عن المشروع الرسالي العظيم الذي اختاره الله منهجا لخير أمم الأرض وخير رسول وخاتمة الرسالات السماوية .
فقد سعت الأنظمة جاهدة للعودة إلى العصور الجاهلية بأبشع صورها وأمقتها في جاهلية تدعي العلم وتنشر الجهل وتحارب التوحد والتآلف وتكرس الفرقة وفق المناهج التي وضعها الغرب وألزم الخونة بالسير في تنفيذها بالقوة والغلبة والإكراه لمن لا ينصاعون لتوجيهاته، أما من يخدمونه فلا يحتاجون سوى التوجيه فقط.
وهنا تساؤل يفرض نفسه: لماذا يحاول الاستعمار تكريس هويته وسلخ المجتمعات عن هويتها ؟، الجواب واضح وهو أن احتفاظ المجتمعات بهويتها يحميها من الاستعباد والسيطرة عليها وهو ما يجاهد الغرب لتحقيقه في محاربته للهوية العربية والإسلامية، فحينما بسط الاستعمار سيطرته على أقطار الأمة، حارب الهوية الإسلامية واستبدلها بالهويات الجاهلية، في أحط وأردأ صورها، وكنتيجة لذلك وجدت الحدود والجيوش والأنظمة والاثنيات العرقية والجهوية التي هي أهم الأسلحة التي يستخدمها الاستعمار بكل أشكاله وصوره لمحاربة المشروع الإلهي الذي وجدت به الأمة ذاتها وقيمتها وقادت به الحضارة الإنسانية وتحقق للعالم به النهوض الفكري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والأخلاقي وفي كل المجالات وما يزال عطاؤه مستمرا حتى وإن انحدرت الأمة التي أوكل اليها القيام به أو أصابها الضعف والوهن.
إن التبعية الاستعمارية تعد أكبر الاشكاليات التي تواجه الأمة في سبيل تحقيق نهضتها واستعادة أمجادها وقيادة مسيرة العطاء الحضاري من جديد، ولذلك تعمل القوى الاستعمارية مجتمعة على توجيه حملاتها الإجرامية لتحطيم الهوية الإسلامية في كل المجالات، ابتداءً من تدمير الأخلاق بنشر الإباحية والرذيلة وفرض النماذج الشاذة على الحكومات والدول كأمر واقع لا مفر منه، إما بواسطة الأمم المتحدة أو بواسطة الإلزام للحكومات المطيعة لها أو بالإكراه للدول التي لا تتبع توجيهاتها، وفعلا وجدنا الأنظمة المطبعة والعميلة تفرض قوانين المثلية وتحريم الحلال لصالح تحليل المحرمات، من فسق وفجور وإباحة الربا والقمار والخمور، وفي مقابل ذلك محاربة الفضيلة والعفاف والطهارة، وأبرز مثال على ذلك ما اعتمدته الأنظمة في السعودية والإمارات والبحرين وتونس والمغرب ومصر وغيرها من الأنظمة العربية التي تسارع دائما لتلبية توجيهات الغرب، فتم تحليل الربا والمتاجرة بالخمور ولعب القمار وهو ما ستكون له تأثيرات خطيرة على تلك المجتمعات وسيشكل عقبة أمام أي محاولة للنهوض في المستقبل.
لقد كشف العدوان الصهيوني على غزة ولبنان واليمن وقبل ذلك العراق وأفغانستان وغيرها، عمق الترابط بين القوى الاستعمارية والأنظمة التي صنعها وأوجدها لخدمته، حتى أنها تفوقت عليه في كثير من الطروحات الإجرامية التي يروج لها ويبرر من خلالها عدوانه وإجرامه، وهو ما يعني انه قد كسب ما راهن عليه وحقق من خلال الخونة والعملاء ما عجزت عن تحقيقه آلته العسكرية في تدمير المجتمعات العربية والإسلامية، لكن صمود المقاومة (محور المقاومة) وتمسكها بهويتها الإسلامية هو الأساس الذي سيحطم الإجرام والاستكبار والاستعباد، حتى لو اجتمعت كل جيوش الإجرام واستعملت كل إمكانياتها المادية وأسلحتها الفتاكة، فهي لن تغير شيئا في مقابل الإيمان بالله والاعتماد عليه، ويكفي إعصار واحد لتدمير رأس الحلف الصليبي الصهيوني الذي تمرغت قواته في وحل الهزيمة في فيتنام، وتكفي بعوضة على انف نمرود ليهلك، وهو ما يفعله المجاهدون الأبطال في أرض غزة وفلسطين حتى وإن تكالب عليهم كل مجرمي الشرق والغرب، وصدق الله العظيم القائل((يريدون ان يطفئوا نورالله بأفواههم ويابي الله الا ان يتم نوره ولوكره الكافرون))التوبه-32-.