الجزيرة:
2025-03-09@20:45:12 GMT

الأسباب التي تدفع الضحية للتعاطف مع المعتدي

تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT

الأسباب التي تدفع الضحية للتعاطف مع المعتدي

عقدة ستوكهولم ليست مجرد ظاهرة نفسية فردية، بل يمكن استخدامها مجازيًا لفهم العلاقة المعقدة بين الشعوب العربية وأنظمتها القمعية. في هذا التحليل، سنتناول الأسباب التاريخية والاجتماعية التي أدت إلى ظهور هذه العقدة وتأثيراتها على الشعوب العربية. سنستعرض أيضًا بعض الأمثلة من الأنظمة القمعية في العالم لفهم أعمق لهذه الظاهرة.

تُعرّف عقدة ستوكهولم (أو متلازمة ستوكهولم) بأنها تلك الظاهرة النفسية التي تحدث عندما يتعاطف الضحية مع المعتدي. في السياق العربي، يمكننا إسقاط هذا المفهوم على العلاقة بين الشعب والنظام الحاكم.

فبالرغم من القمع السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي تمارسه الأنظمة في العديد من الدول العربية، يظل الشعب متعاطفًا مع تلك الأنظمة أو حتى مدافعًا عنها. هذا التعاطف ينبع من عدة عوامل، منها الخوف من المجهول، والفوضى التي قد تلي سقوط النظام، وكذلك القناعة بأن القمع يضمن الاستقرار والأمان في ظل غياب عقد اجتماعي بين الدولة والمجتمع يضمن ذلك.

أحد الأسباب التي تفسر هذه العقدة في السياق العربي هو التاريخ السياسي للشعوب العربية. فقد مرت بفترات طويلة من الاستعمار والحكم الاستبدادي، مما ساهم في تجذر هذه العقدة. على سبيل المثال، عانت الجزائر من الاستعمار الفرنسي لأكثر من 132 عامًا، وهو ما خلّف ندوبًا نفسية واجتماعية عمّقت الشعور بالعجز والخضوع. وبعد الاستقلال، تسلّمت العديد من الأنظمة المحلية زمام السلطة، لكنها احتفظت بأساليب القمع والدكتاتورية، مما جعل العلاقة بين السلطة والشعب تتخذ نمطًا مستمرًا من التبعية والخضوع.

في ظل هذه الأنظمة، يُستخدم الإعلام كأداة للتحكم في الوعي الجماعي، وتوجيه الرأي العام بما يبرر أفعالها ويخدم مصالح النظام. في العديد من الدول العربية، تفرض الأنظمة رقابة صارمة على وسائل الإعلام وتستخدمها لبث الخوف في نفوس المواطنين، وتحريف الحقائق، وتصوير القادة على أنهم "الأبطال" الذين يحافظون على استقرار البلاد، بينما تُعرض المعارضة على أنها تهديد للوحدة الوطنية.

هذا التوجيه الإعلامي يعزز من مشاعر الخوف لدى الشعوب، ويجعلها ترى في القمع ضرورة لضمان استمرارية الاستقرار.

إلى جانب السيطرة على الإعلام، تحتكر الأنظمة القمعية الموارد الاقتصادية، وتربط استقرار الحياة اليومية للأفراد بالتبعية لها. يحصل المواطن على فرص عمل أو امتيازات مالية وخدمات اجتماعية فقط إذا كان مواليًا للنظام، ويخلق هذا نوعًا من الاعتماد المادي على النظام، بحيث يصبح الحفاظ على الوضع القائم ضروريًا لاستمرار حياته الاقتصادية.

أحد الدوافع الرئيسية التي تكرس عقدة ستوكهولم هو الخوف من الفوضى والمجهول. في العديد من الدول العربية، يصور النظام الحركات الثورية أو الإصلاحية – على السواء – على أنها غير قادرة على تقديم بديل مستقر، وتتخوف الشعوب من أن تؤدي محاولة تغيير النظام أو الأوضاع القائمة إلى الانزلاق إلى حروب أهلية، أو تدخلات خارجية، كما حدث في العراق، وسوريا، وليبيا، واليمن.

هذا الخوف يجعل الشعوب تتردد في المطالبة بالتغيير، وتفضل التعايش مع القمع على مواجهة مستقبل غير مستقر.

تشبه هذه الظاهرة ما يحدث في بعض الأنظمة القمعية الأخرى حول العالم، مثل كوريا الشمالية. فهناك، يعيش الشعب تحت سيطرة كاملة من قبل الدولة، وتستخدم وسائل الإعلام للدعاية المستمرة للزعيم. ويعيش الشعب في عزلة عن العالم الخارجي، مما يؤدي إلى تعميق شعور الاعتماد على الدولة والخوف من التغيير.

ورغم المعاناة اليومية التي يعيشها المواطنون، فإن الكثير منهم يعبرون عن تعاطفهم مع الحكومة التي تسيطر على كافة جوانب حياتهم. ورغم أن وسائل الإعلام التابعة لمراكز القرار الرأسمالي الغربي تلعب دورًا في تقديم صورة بشعة ومشوهة عن النظام في بيونغ يانغ، فإن تحول النظام إلى شكل من الأنظمة الوراثية ومركزية شخص الحاكم في القرار السياسي والاستسلام له يظهر جانبًا من الطبيعة الشمولية لمثل هذا النظام الذي يجعل الشعب يعيش إزاءه عقدة ستوكهولم.

مثال آخر يمكن الاستشهاد به هو النظام السوفياتي السابق، حيث كان يتم قمع المعارضة بوحشية، وكانت الدولة تتحكم في الإعلام والاقتصاد. وكان المواطنون الذين عاشوا في تلك الفترة يرون في الدولة الحامي الوحيد من التهديدات الخارجية، مثل الإمبريالية الغربية. وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، عانت بعض المجتمعات من فوضى اقتصادية وسياسية، مما دفع بعض الأفراد إلى الحنين إلى تلك الحقبة، رغم قمعها.

تأثيرات عقدة ستوكهولم على المجتمعات العربية تتجلى في عدة مظاهر:

أولها التسليم والخضوع للواقع القمعي، إذ حين تعيش الشعوب تحت القمع لفترات طويلة، فإنها تعتاد على العيش في ظل القهر، وتضعف قدرتها على التفكير النقدي أو السعي للتغيير. ويصبح القبول بالواقع القمعي هو الخيار الوحيد المتاح. وثانيها هو ما تؤدي إليه من تفكك اجتماعي وسياسي، فالمجتمع معها ينقسم إلى مؤيدين للنظام يرون في القمع وسيلة للحفاظ على الأمن، ومعارضين يسعون للتغيير بأي ثمن. ويؤدي هذا إلى تعميق التوترات والانقسامات داخل المجتمع، ويزيد من حدة الصراعات الداخلية. وثالثها: أنها تعزز بقاء النظام القمعي، إذ عندما يتعاطف الشعب مع ذلك النظام، يصبح من الصعب تحقيق التغيير. تفشل الحركات الإصلاحية أو الثورية في جذب الدعم الشعبي الواسع، مما يتيح للنظام فرصة البقاء واللعب على التناقضات المجتمعية.

لكن، كسر هذه العقدة ليس مستحيلًا. التعليم والتوعية هما المفتاح الأساسي لتحرير الأفراد من تأثيرات عقدة ستوكهولم. يجب تعزيز الفكر النقدي وتعليم الأفراد حقوقهم المدنية والسياسية، كما ينبغي على المؤسسات التعليمية أن تسعى لبناء جيل جديد يفهم أهمية الحرية والديمقراطية في الحياة الاجتماعية.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمجتمع المدني أن يلعب دورًا حيويًا في تغيير العقليات المجتمعية، فمنظمات حقوق الإنسان والأحزاب السياسية المستقلة والجمعيات الأهلية، يمكن أن تساهم في نشر الوعي والمطالبة بالتغيير.

وللتغلب على الخوف من التغيير والفوضى، يجب أن تنظر المجتمعات إلى تجارب دول أخرى نجحت في الانتقال من الأنظمة القمعية إلى الديمقراطية دون الوقوع في الفوضى. تعزيز الثقة في أن البديل يمكن أن يكون أفضل هو أمر أساسي لدفع المجتمعات نحو التغيير، وكسر تلك الحلقة المفرغة التي تبقيها في قبضة القمع.

في الختام، يمكن القول إن عقدة ستوكهولم لدى الشعوب العربية ليست مجرد انعكاس للعلاقة النفسية بين الضحية والجاني، بل هي نتاج لظروف اجتماعية وتاريخية وسياسية معقدة.

الأنظمة القمعية تستخدم الخوف والتحكم في الإعلام والموارد الاقتصادية؛ لتعزيز تبعية الشعوب لها. وهو ما يفسر في جوانب كثيرة منه فشل الربيع العربي، وعودة الدولة التسلطية لطبيعتها مثلما عادت حليمة لعادتها القديمة.

ورغم ذلك، فإن حل هذه العقدة ممكن من خلال التعليم والتوعية، وإعادة بناء الثقة في البدائل السياسية والاقتصادية، وفي إمكانية التغيير السلمي للأوضاع، مهما بلغ سوؤُها واشتدت قسوتها.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات هذه العقدة من الأنظمة العدید من الخوف من

إقرأ أيضاً:

في رمضان تختلف قصص الشعوب وعاداتهم.. تعرف على أبرزها

منذ الإعلان عن بدء شهر رمضان المبارك تبدأ العادات المختلفة التي يُستقبل بها الشهر الفضيل، وتختلف الممارسات من دولة لأخرى ومن مدينة لمدينة باختلاف الثقافات ولكنها تجتمع في فرحتها بحلوله.

فكيف يُستقبل رمضان وما الأناشيد التي يستقبل فيها المسلمون رمضان؟ في قطر تعتبر "رمضان جانا" من أشهر الأغاني التي يستقبل فيها، وهي أيقونة من الأيقونات في الشهر الفضيل، قام بغنائها محمد عبد المطلب لأول مرة عام 1362 هجري الموافق 1943 ميلادي ومازالت تتردد عند ثبوت رؤية هلاله.

"وحوي يا وحوي" تنتشر بخاصة في المقاهي والمحال التجارية بمصر، وعلى شاشة التلفاز أو عبر موجات الأثير بالإذاعة. وبمجرد الإعلان عن ثبوت هلال رمضان بالمغرب، يظهر على التلفزيون العمومي عازف بجلبابه التقليدي وطربوشه الأحمر وهو يعزف بآلة نفخ نحاسية حادة الصوت موسيقى مقتبسة من ابتهالات مغربية ترتبط بصلاة الفجر تسمى "تهلالت".

ارتبطت أغنية "سألتك لله" للفنان محمود الإدريسي في أذهان السعوديين بشهر رمضان المبارك لفترة طويلة منذ بداية الثمانينيات.

????كل عام وأنتم بألف خير، أعاده الله عليكم بالخير واليُمن والبركات

???? #في_بلدك فقرة تتفاعل معكم خلال شهر رمضان، شاركونا في التعليقات وأخبرونا من أين تتابعون الجزيرة #ثقافة pic.twitter.com/LH5idQcjQp

— الجزيرة نت | ثقافة (@AJA_culture) February 28, 2025

شهر الرحمة

تكثر المسميات لوصف الشهر الفضيل، ويعتبر "رمضان" الاسم الأكثر شيوعا ويُستخدم في معظم الدول العربية والإسلامية. و"رمضان المبارك" يستخدم إضافة لتأكيد الطابع المقدس لهذه المناسبة.

إعلان

"شهر الصوم" يُشير إلى وظيفة الشهر الأساسية وهي الصيام، "شهر الرحمة" يُستخدم للدلالة على الرحمة والمغفرة التي يحملها، "شهر الغفران" يُعبر عن فرصة العباد لمغفرة الذنوب. وشهر البركة يُلمّح إلى البركات التي يتم الحصول عليها. و"الشهر الفضيل" يُشير إلى فضل رمضان وأهميته الروحية.

صلاة التراويح

تزداد المساجد والمصليات التي تقيم صلاة التراويح والقيام في العالم الإسلامي، وتشتهر كل دولة بمسجد يأتي إليه المصلون من مختلف المناطق، ففي قطر مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب أشهر وأكبر المساجد ويستقطب أعدادا كبيرة من المصلين خلال رمضان.

ويعتبر مسجد الدولة الكبير من أهم المساجد لصلاة التراويح في الكويت، ويتميز بتصميمه المعماري وسعته الكبيرة وكذلك تقام فيه فعاليات دينية طوال الشهر.

وتجهز مصليات في المساحات الخارجية بالمغرب وتحضر مكبرات الصوت وتفرش بالسجادات لتتسع للأعداد الكبيرة التي تتوافد عليها، وعلى سبيل المثال: مصلى مدينة سلا يتوافد عليه الآلاف من مختلف المدن المجاورة.

وفي الأردن يعتبر مسجد الملك عبد الله الأول الذي يتميز بقبته الزرقاء الكبيرة من أبرز المساجد، وهو مكان للصلاة والفعاليات الإسلامية.

مدفع الإفطار

يعد مدفع الإفطار من أبرز ملامح رمضان بالكثير من الدول، وتبدأ مراسم الاحتفال برمضان عن طريق إطلاق مدفع الإفطار أو الإمساك في القاهرة قبل نحو 600 عام، ثم انتقلت إلى الدول العربية واحدة تلو الأخرى. ورغم اندثارها في بعض المدن، فإنها ما تزال جزءا لا يتجزأ من الفولكلور الشعبي في العديد من الدول العربية، خاصة دول الخليج.

وقد تعددت الروايات عن بداية استخدام المدفع الرمضاني في مصر، إلا أن الآراء انحصرت في ثلاث:

تعود الرواية الأولى إلى عهد الوالي المملوكي خوش قدم، حيث بدأ المدفع عمله سنة 869 هـ، فسمع المصريون دوي طلقة المدفع فظنوا أنها إيذانا لهم بالإفطار، فاستحسنوا هذا التقليد الجديد، وصار عادة شعبية.

إعلان

أما الرواية الثانية تعود إلى عصر محمد علي باشا حيث بدأت عام 1811، وحين امتلك جيشه مدافع حديثة الصُنع، وفي أحد أيام رمضان انطلقت من المدفع طلقة مع أذان المغرب، فظن الناس أنها كانت وسيلة لإعلامهم بموعد الإفطار وابتهجوا لذلك، ومنذ هذا الحين أمر الوالي بإطلاق المدفعية وقت الإفطار والإمساك.

أما الرواية الثالثة فتعود إلى عصر الخديوي إسماعيل، حيث كان جنوده يُنظفون المدافع الحربية الموجودة بالقلعة، فانطلقت بالخطأ قذيفة من المدفع وقت غروب الشمس في رمضان، فاعتقد الشعب أنه تقليد حكومي جديد واستحسنوه.

المشروب الرئيسي

لا تخلو مائدة إفطار الصائمين في دول الخليج العربي من مشروب مركز الفواكه "فيمتو" الذي يلقى رواجا موسميا يرتبط بالشهر الكريم، ويعد المشروب الشعبي في هذه الفترة مقارنة بأي مشروب آخر.

يعتبر "العرقسوس" أحد أشهر المشروبات المصرية، والرمضانية بالتحديد، وتعد شخصية بائع العرقسوس أحد الفولكلوريات المصرية بزيه المميز.

و"قمر الدين" أشهر المشروبات الرمضانية في العالم العربي، ويصنع من شرائح فاكهة المشمش عن طريق تجفيف عصير تلك الثمار، وتشتهر سوريا بإنتاج وتصدير قمر الدين.

"الجلاب" شراب سكري ينتشر في بلاد الشام، خاصة لبنان، ويعرف بفوائده الصحية الكثيرة لتعويض الجسم عما فقده من أملاح، وإمداده بالفيتامينات والمعادن. ويكثر احتساؤه في رمضان لأنه يبدد الشعور بالعطش أثناء الحر الشديد.

ويعد "السوبيا" أحد أشهر المشروبات الرمضانية التي يحرص عليها السعوديون وخاصة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة لما له من نكهة خاصة، ويصنع من الشعير، أو الخبز الناشف، أو الشوفان، أو الزبيب أو التمر الهندي، ويضاف لها السكر وحب الهيل والقرفة، بالإضافة إلى مواد ملونة.

ذكريات المسحر

المسحراتي

يتولى المسحر أو المسحراتي مهمة إيقاظ الناس لتناول وجبة السحور قبل أذان الفجر، فكان يجوب شوارع وأزقة الحارات حاملا ين يديه طبلته الصغيرة، وكان الأطفال ينتظرونه ليرافقوه مرددين معه الأناشيد قبل مطلع الفجر.

وتعود مهنة المسحراتي إلى عهد النبي محمد (عليه الصلاة والسلام) وكان الصحابي بلال بن رباح أول من قام بهذه المهمة ومعه عبد الله بن مكتوم رضي الله عنهما.

إعلان

أما المسحراتي في الشام كان يمر على البيوت ويلقي الأناشيد الدينية الخاصة برمضان، وفي اليمن كان يقرع الأبواب، وفي المغرب كان يعزف المزمار.

وفي القرن الـ19، تطور المسحراتي في مصر والسودان، فكان يجول الشوارع والأزقة ومعه طفل يحمل فانوسا لينير له الطريق.

وعام 1964 اتخذت مهنة المسحراتي بعدا فنيا على يد الشاعر فؤاد حداد والموسيقار سيد مكاوي، حيث انطلق مسحراتي الإذاعة، ومع انتشار التلفزيون أبدع مكاوي في مزج فن التسحير بالوعظ والإنشاد في حب الوطن.

أما اليوم فصوت المسحراتي بات يخبو ومهمته بدأت تندثر مع التطور التكنولوجي وقيام المنبه والهاتف بدوره، لكن رغم ذلك لا صوت يمكن أن يضاهي صوت المسحراتي وتعابيره ودقات طبلته عند ساعات الفجر الأولى.

عادات غريبة

في إندونيسيا وفي إحدى المقاطعات، يسبح المسلمون في النهر، وأخذ حمام بالماء والليمون قبل حلول رمضان اعتقادًا بتنظيف الجسد واستعدادًا لصيام الشهر الفضيل.

وفي أفغانستان يرجئ الاحتفال لنهاية شهر رمضان، إذ يجتمع الآلاف لأداء رقصة "الأتان" التقليدية احتفالا بنهاية شهر الصوم واستقبالا لعيد الفطر.

ومن أغرب عادات الشعوب في رمضان على الإطلاق تلك التي تقوم بها مدينة بيشاور الباكستانية التي تشتهر بإقامتها لحفل عرس تجمع فيه كل الأطفال الذين يقومون بالصوم لأول مرة، لتشجيعهم على أداء هذه الفريضة الدينية.

وربما يمتلك شعب موريتانيا العادة الأغرب، إذ يحلق الرجال رؤوسهم قبل الشهر الفضيل بأيام، حتى يتزامن نمو الشعر الجديد مع نهاية الشهر، وتسمى "زغبة رمضان" أو "شعر رمضان" وهي عادة تمزج بين الثقافتين العربية والأفريقية.

ويتميز شعب جزر القمر بواحدة من أجمل العادات الخاصة بشهر رمضان، ففي الليلة الأولى يخرج السكان حاملين المشاعل ويتوجهون إلى السواحل، إذ ينعكس نور المشاعل على المياه، ويقرعون الطبول إعلانًا بقدوم شهر الصوم.

إعلان

وفي أوزبكستان يتم التحضير فيها لحفلات إفطار جماعية حيث يدعى الأهل والأصدقاء والجيران، ولا بد من أن يُذبح خروف على الإفطار وتقدم مع أرغفة الخبز كبيرة الحجم.

مقالات مشابهة

  • تظاهرة في ستوكهولم احتجاجا على دعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني في قطاع غزة
  • وزارة الإعلام: ننوه إلى وسائل الإعلام العربية والغربية التعامل بدقة ومصداقية مع الأحداث الجارية وعدم الوقوع في فخاخ الشائعات التي يتم ضخها على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل متصاعد وممنهج
  • في رمضان تختلف قصص الشعوب وعاداتهم.. تعرف على أبرزها
  • البرلمان العربي ينوه بالإسهامات التي حققتها المرأة العربية على كافة الأصعدة
  • كيف يمكن احتواء المخاطر التي تتعرض لها سوريا؟.. محللون يجيبون
  • عاجل.. الشرع: بعض فلول النظام الساقط سعى لاختبار سوريا الجديدة التي يجهلونها
  • بسمة بوسيل الضحية السابعة لـ «رامز أيلون مصر»
  • بين الحقيقة والافتراء … شوّه الفاسدون رسالة السماء
  • وزارة الخارجية : المملكة تدين الجرائم التي تقوم بها مجموعات خارجة عن القانون في الجمهورية العربية السورية واستهدافها القوات الأمنية
  • وزير الخارجية الصيني: غزة ملك للفلسطينيين وندعم خطة التعافي التي أطلقتها مصر والدول العربية