توقع بنك قطر الوطني QNB زيادة نمو الاقتصاد الصيني إلي 5.5 بالمئة متجاوزة التوقعات الحالية

وبين التقرير الاسبوعي للبنك أنه بعد عملية إعادة فتح الاقتصاد الصيني في أعقاب الموجة المتأخرة من جائحة كوفيد قبل عامين، كان هناك أمل كبير في ظهور فترة أخرى من النمو العالمي القوي بقيادة الصين. 

ولكن تلاشت هذه التوقعات بعد التعافي الأولي، حيث جاءت قراءات الناتج المحلي الإجمالي باستمرار دون متوسط النمو طويل الأجل للبلاد البالغ 5.

6%. 

ويعود الأداء الضعيف في الأرباع الأخيرة جزئياً إلى نقص تدابير التحفيز المالي الرئيسية وعدم الوضوح الذي يكتنف الاتجاه العام للسياسات الاقتصادية. 

في الشهر الماضي، قررت السلطات الاقتصادية الصينية اتخاذ إجراءات أكثر حسماً لدعم النمو. 

وتم إطلاق حزمة جديدة من تدابير التحفيز الاقتصادي. 

وقد شمل ذلك إعادة رسملة البنوك الحكومية، وخفض أسعار الفائدة ونسب متطلبات الاحتياطي الإلزامي، وزيادة الإنفاق المالي، ودعم الأسواق العقارية وأسواق رأس المال. 

وسرعان ما أدى الإعلان عن حزمة التحفيز هذه إلى تجديد "الحيوية والحماس" في رغبة المستثمرين والمضاربين ورجال الأعمال في تقبل المخاطر. 

ونتيجة لذلك، كما يشير التقرير صعدت أسعار الأصول الصينية بشكل كبير، مع ارتفاع أسعار الأسهم بنسبة 38% خلال ثلاثة أسابيع، قبل أن تتراجع وتستقر عند مستوى مرتفع.

 ومع بروز مخاوف بشأن مدى كفاية تدابير التحفيز المعلن عنها في تعزيز النمو، صدرت توجيهات تفيد بأن الحكومة مستعدة لإطلاق المزيد من الإجراءات إذا لزم الأمر لتحقيق النمو أو الاستقرار المالي.

ويوضح QNB أنه على الرغم من ردود الفعل الأولية في الأسواق، لا يزال المحللون يشككون في مدى التزام الحكومة الصينية بتنفيذ عمليات تدخل كبيرة ومستدامة لدعم الاقتصاد، وما إذا كان ذلك سيؤثر بقوة على معنويات المستهلكين والنشاط الحقيقي. 

وموضحا أنه في وقت كتابة هذا التقرير، لا تزال توقعات المحللين متواضعة ولا تعكس تغيراً جوهرياً في آفاق النمو. 

ويتضح هذا الأمر في إجماع توقعات بلومبرغ، وهو أداة ترصد توقعات الاقتصاديين ومراكز الفكر وبيوت الأبحاث، وتقدم مجموعة من التوقعات بالإضافة إلى نقطة متوسطة لتوقعات السوق بشأن النمو الاقتصادي في بلد معين. 

تشير توقعات بلومبرغ حالياً إلى أن الاقتصاد الصيني سيحقق نمواً متواضعاً تبلغ نسبته 4.8% و4.5% في عامي 2024 و2025.  قال تقرير QNB أنه لا يزال هناك مجال لتعديل هذه التوقعات وزيادتها بشكل كبير إلى 5.5%، وهو ما يتوافق أكثر مع إمكانات نمو الناتج المحلي الإجمالي. وهناك عاملان رئيسيان يدعمان موقفنا.

 

أشار التقرير إلي العامل الأول وهو تدابير التحفيز حيث تشير الجولة الجديدة إلى أن صناع السياسات مهتمون بالنمو وملتزمون بدعمه. وعلاوة على ذلك، فإنها تشير أيضاً إلى أن نسبة 5% المعلنة والمستهدفة لنمو الناتج المحلي الإجمالي لا تزال مؤشر أداء رئيسي يجب تحقيقه. في الماضي القريب، كانت هناك مخاوف من أن مؤشرات الأداء الرئيسية الاقتصادية للحكومة الصينية كانت مرتبطة بخريطة الطريق التكنولوجية، أي زيادة سلسلة القيمة في القطاعات الاستراتيجية مثل الفضاء والذكاء الاصطناعي والاتصالات الكمية والحوسبة. وبما أن سن "تدابير التحفيز الضخمة" لم يعد أمراً خارج الحسابات، بل أصبح بالفعل ضرورياً لتحقيق النمو المستهدف، فإننا نتوقع المزيد من تدابير التيسير في المستقبل القريب، مما يهيئ الظروف المناسبة للتوسع الاقتصادي.

 

والعامل الثاني: تُعد بداية "دورة التيسير العالمية"، التي تخفض فيها البنوك المركزية الكبرى أسعار الفائدة، مواتية أيضاً للصين. وهذا يتيح اتخاذ إجراءات اقتصادية أكثر صرامة من قبل السلطات الصينية، وخاصة بنك الشعب الصيني. ومع قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر، سيكون لدى بنك الشعب الصيني مجال أكبر للتيسير دون التسبب في تدفق رؤوس الأموال خارج الصين. في السنوات الأخيرة، تغير الفارق في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة والصين بشكل كبير لصالح الولايات المتحدة، حيث اجتذب ارتفاع العائدات الأمريكية تدفقات رؤوس الأموال من بقية العالم، بما في ذلك الصين. وقد خلق هذا ضغوطاً على الرنمينبي، الذي انخفضت قيمته بنسبة 13% منذ ذروته الأخيرة في فبراير 2022. ومن شأن دورة التيسير النقدي من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أن تفتح الباب لمزيد من التحفيز النقدي من بنك الشعب الصيني، مما يوفر رياحاً مواتية للاقتصاد الصيني. ويؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى زيادة السيولة ونمو الائتمان، مما يشجع عودة الاستثمارات الخاصة والإقليمية. وهذا من شأنه أيضاً أن يوفر انفراجاً للكيانات المدينة ويعزز معنويات المستهلكين.

وينتهي التقرير إلي أنه بشكل عام، ينبغي لتحسن معنويات السوق، وزيادة الالتزام من جانب الحكومة الصينية بتحقيق معدلات نمو أقوى، وتوافر مساحة أكبر أمام السياسة النقدية لخفض أسعار الفائدة، أن يصب في صالح تسارع نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 5.5% في عام 2025.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بنك قطر الوطني لاقتصاد الناتج المحلی الإجمالی أسعار الفائدة

إقرأ أيضاً:

المؤشر الياباني يتراجع

طوكيو - "رويترز": أنهى المؤشر الياباني التعاملات اليوم على انخفاض بضغط من موجة جني أرباح بعد قرار بنك اليابان (البنك المركزي الياباني) بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير. وهوى المؤشر الياباني 0.5 بالمائة ليغلق عند 39081.25 نقطة. واقتفى المؤشر أثر تراجع الأسهم الأمريكية خلال الليل وفتح أيضا على تراجع نسبته 0.25 بالمائة. وتراجع المؤشر الياباني بأكثر من واحد بالمائة بعد إعلان بنك اليابان عن أحدث قرار للسياسة النقدية. ونزل المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.3 بالمائة إلى 2695.51 نقطة. وأبقى بنك اليابان على أسعار الفائدة شديدة الانخفاض اليوم وأشار إلى ضرورة مراقبة تطورات الاقتصاد العالمي. وقال تاكاماسا ايكيدا مدير المحافظ الاستثمارية لدى جي.سي.آي لإدارة الأصول "باع المستثمرون الأسهم لجني الأرباح بعد انتهاء أثر الحدث الكبير". وأضاف "المؤشر الياباني وصل لمستوى مبالغ فيه قليلا بعد صعود شهده مؤخرا. قرار بنك اليابان جاء متسقا مع التوقعات لكنه حفز عمليات بيع مكثفة".

وارتفع المؤشر الياباني إلى أعلى مستوى إغلاق في أسبوعين الأربعاء. وبعد بلوغ المؤشر الياباني ذروة في يوليو، ظل رهينة تقلبات الين المدفوعة بتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية وصعود الدولار. وارتفع المؤشر بأكثر من 17 بالمائة هذا العام. وهبط سهم فاست ريتيلينج المالكة للعلامة التجارية للملابس يونيكلو 2.21 بالمائة لتشكل الضغط الأكبر على المؤشر الياباني. وهبط سهم كيوسيرا 10.42 بالمائة بعد أن خفضت الشركة المصنعة للهواتف الذكية توقعات أرباحها التشغيلية للعام المالي 2025.

وقفز سهم أدفانتست، الشركة المصنعة لمعدات اختبار الرقائق، 6.43 بالمائة بعد رفعها توقعات الأرباح لكن تقلصت مكاسبه الأولية بسبب عمليات جني الأرباح.

مقالات مشابهة

  • أستاذ قانون: الملكية الفكرية تشجع الابتكار وتعزز النمو الاقتصادي
  • المؤشر الياباني يتراجع
  • درميش: توقعات صندوق النقد للنمو الاقتصادي الليبي غير واقعية
  • النمو الاقتصادي الأمريكي أقل من التوقعات
  • الصين ترفض فرض الاتحاد الأوروبي رسوم إضافية على المركبات الكهربائية الصينية
  • الأمم المتحدة تحذر من تداعيات الصراع في البحر الأحمر وتأثيرها على الانتعاش الاقتصادي في الشرق الأوسط
  • تحذيرات أممية من تداعيات الصراع في البحر الحمر وأثر ذلك على الانتعاش الاقتصادي
  • محمد بن حمد: ثرواتنا المعدنية تدعم النمو الاقتصادي المستدام
  • الصين تتطلع لمواصلة تعميق التعاون الاقتصادي والتجاري مع فنلندا
  • خبير: الاهتمام بالتجارة الداخلية مهم لتحفيز النمو الاقتصادي وخفض معدل البطالة