آخر تحديث: 27 أكتوبر 2024 - 9:28 صبقلم:إبراهيم الزبيدي قبل السابع من تشرين الثاني/أكتوبر من العام الماضي كان العنصري المتطرف بنيامين نتنياهو يتحرق شوقا لإقامة مستعمرة واحدة في الضفة الغربية من فلسطين المحتلة، ويضحك من قلبه حين يرى أحد وزرائه وهو يتحدى مشاعر الفلسطينيين بقيامه مع حرّاسه بجولة استعراضية فرعونية في باحة المسجد الأقصى، ويرقص فرحا حين يفقد فلاح فلسطيني صبره فيجرح بسكين أو يدهس بسيارته مستوطنا تعدى على أرضه أو شتم أهله أو اغتصب عنزة من غنمه ليقتحم القرية ويعتقل العشرات من أقاربه أو أصدقائه، ويهدم منزله فيها.
ولكن، في حالة من هذه الحالات، كانت تهبّ عليه بيانات الاستنكار والاحتجاج من حكومات وشعوب العالم الشريف الكاره للظلم والقهر والتجني، بل حتى من دول معروفة بأنها مسجلة على قوائم رُعاة نتنياهو وحزبه، وحُماتِه، فيتوقف عن الإثم والعدوان، وهو كظيم.اليوم نتنياهو غير نتنياهو، تصول طائراته وصواريخه ودباباته وتجول في سماوات العرب الواسعة، بكامل حريته وجنونه، يحرث غزة، يدفن الآلاف من الفلسطينيين المقاتلين وغير المقاتلين تحت أنقاض منازلهم، ويُشرد الناجين، ويحاصرهم وهم هائمون على وجوههم في مساحة ضيقة متبقية من غزة التي كانت عامرة وزاهرة. ثم ينتقل إلى لبنان منتهزا فرصة إقدام حزب الله على إطلاق صاروخ على دجاجة أو عنزة في حيفا أو الجولان المحتلة أو غيرها، فلا يكتفي بمحو قرى الجنوب اللبناني الجميل، بل يقتحم الضاحية الجنوبية من العاصمة بيروت ذاتها، فيقتل من يقتل، ويُهجّر من يهجّر، ويغتال، وينسف، ويحرق، على هواه، فيهرب مليون ونصف مليون من اللبنانيين المقاتلين، وغير المقاتلين، إلى سوريا، ثم إلى العراق، وليس إلى إيران التي لا تستقبل المقاتلين لأنها تريدهم باقين هناك صامدين في مواجهة الصواريخ وقنابل الطائرات، ولا تستقبل المدنيين، حتى وهي تعرف أنهم من أبناء طائفتها المنكوبة في لبنان، وعذرُها أنهم ليسوا مقاتلين. وعلى حدود سوريا من ناحية الجولان، لا يكتفي نتنياهو بالاعتداءات المحدودة، بل يتجرأ ويقصف دمشق العاصمة ذاتها، مرات ومرات، ويهدم بنايات في حي المزة الراقي على رؤوس أهلها، لأن بينهم إيرانيين موضوعين على قائمة أعدائه. ونظامُ الرئيس المقاوم، بشار الأسد، يغرق في صمت يشبه صمت القبور، لأنه خائف من نتنياهو، وآخذ تهديده بجد بهدم القصر الجمهوري وهو وأسرته المالكة فيه.وها هم الإعلاميون والمحللون العرب (المتصهينون الجدد) لا يتوقفون عن زف بشائرهم إلينا بقرب اجتياح الثور الجريح لعاصمة الرشيد، ويُعدّدون لنا قائمة أهدافه في العراق وإيران، ويُفصلون لنا أوصاف الشرق الأوسط الجديد الذي يريده نتنياهو، ولا يخافون ولا يستحون. وهنا ينبغي أن نتوقف لنسأل، من الذي منح نتنياهو هذا الجبروت وهذا الصولجان؟ جَزَى اللهُ الشَّدَائِدَ كُلَّ خَيْرٍ وإن كانت تُغصّصُنِي بِرِيقِي وما شُكْرِي لهَا حمْداً وَلَكِنْ عرفتُ بها عدوّي من صديقي“. هل عرفتم السبب؟
المصدر: شبكة اخبار العراق
إقرأ أيضاً:
???? لا يجوز شرعاً مهاجمة قائد الدولة بين الحين والآخر في المنابر
■ قرأتُ بالأمس منشوراً شاركه الصحفي عبد الرؤوف طه علي محتواه مطالبة وزير الإعلام السوداني بالسعي لإطلاق سراح الصحفي أحمد يوسف التاي، ويبدو لي أن بعض الإخوة الصحفيين إما أنهم جهلاء بصلاحيات الوزراء وإما أنهم غفلاء ويريدون إحراج الأخ وزير الإعلام، والكل يعلم أن وزراء الدولة ليس من حقهم التدخل في عمل الأجهزة الأمنية والإستخباراتية بالبلاد، وأيضاً يعلمون أنه ليس من حقهم التوسط في هذا الشأن .. ولا داعي لإحراجهم، فإعتقال الصحقي أحمد يوسف التاي شأن يخص الاجهزة الامنية والإستخباراتية بالبلاد وحدها، وليس من حق اي جهة التدخل والإدلاء برأيها في هذا الأمر أو الحديث عن حرية التعبير وتكميم الأفواه ما شابه ذلك من العبارات التي لا تجدي نفعاً (حسب رؤيتي)، وعلينا أن نترك الأجهزة الأمنية والإستخباراتية تمارس عملها دون أي تأثير أو ضغوط، وليس هنالك كبير علي القانون حتي نفسي.
■ لا يجوز شرعاً إستغلال منابر الجمعة في البلاد للحديث عن سلبيات الحكم في البلاد، وأيضاً لا يجوز شرعاً مهاجمة قائد الدولة بين الحين والآخر في المنابر وكشف أخطائه ومهاجمة الأجهزة التنفيذية بالبلاد علي إعتبار أنهم يقدمون النصح للحاكم، لأن حديث الأئمة في هذا الشأن من المؤكد أنه يخلق نوعاً من الفتنة والتحريض الغير مباشر والغير مقصود ضد الدولة مما يجعله حراماً، والمطلوب شرعاً الدعاء للحاكم بالهداية والصلاح والتوفيق، ولا بأس من تقديم التصح له بالصيغة التي ليس فيها تحريض غير مباشر، مع العلم أن هذه التجاوزات في منابر الجمعة لا تحدث الا في السودان، وليس هنالك دول في محيطنا الإسلامي والعربي والإقليمي تهاجم حكامها في منابر الجمعة إلا في بلادنا.
■ أكثر من 60% من أئمة مساجدنا في السودان، وبعض علمائنا ودعاتنا شاركوا في ثورة ديسمبر المصنوعة، ودعوا الناس جهالةً عبر منابر الجمعة والندوات للخروج في جداول التظاهرات التي كان ينظمها ما يسمي (تجمع المهنيين) بحجة الخروج علي الحاكم الظالم لإزاحة الظلم، وكانوا يعلمون وقتها أن التظاهرات يقودها اليسار والعملاء، ثم جاءوا اليوم يتباكون ويشتمون الحرية والتغيير ويشتمون ثورة ديسمبر نفسها .. والله المستعان
أ. د. أبوبكر محمود أحمد إسماعيل