هل تنتقل اضطرابات الساحل إلى جيرانه في شمال إفريقيا؟
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
انقلابات عسكرية وجهادية ومرتزقة فاغنر ورفض فرنسا والاتحاد الأوروبي، فهل تمتد اضطرابات الساحل إلى جيرانه في شمال إفريقيا؟
110 ملايين إفريقي شمالي مقابل 87 مليون شخص في منطقة الساحل
هذا التساؤل يطرحه الكاتب بنوا ديلما في مجلة "لوبون" والذي ينقل عن أحد الدبلوماسيين قوله إنه بين "ساحلستان" ونادي الانقلابيين، تعتبر منطقة الساحل "مضلّع أزمات"، وتشكل الأحداث التي وقعت في نيامي مصدر قلق للعديد من عواصم البلدان المغاربية.
وتسود موجة متزايدة من الرفض للديمقراطية يعززها المتصيدون الروس والشعبويون على وسائل التواصل الاجتماعي، وتلفت المجلة إلى عداء متزايد تجاه باريس والمؤسسات الأوروبية.. وحتى الأمم المتحدة التوافقية لم تعد مرحباً بها مع قواتها المنتشرة محلياً.
وقدم أنجيل لوسادا، الممثل السامي السابق للاتحاد الأوروبي في منطقة الساحل وصفه للمنطقة، قائلاً: "خمسة ملايين كيلومتر مربع، بعرض 1800 كيلومتر من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر، ومعايير جغرافية واضحة.. تحاذي 11 أو 12 دولة وفقاً للمعايير.. اليوم، هناك 110 ملايين أفريقي شمالي مقابل 87 مليون شخص في منطقة الساحل.. في غضون عشرين عاماً، سيتضاعف عدد السكان في منطقة الساحل: 141 مليوناً مقابل 129 مليوناً في المغرب العربي، ونظراً لأن ما يقرب من 60٪ من سكان منطقة الساحل هم من القُصّر، فهناك قلق من استمرار زعزعة الاستقرار، فالموضوع الذي يثير الرأي العام والسلطات السياسية، أي المهاجرون، يمكن أن يتفاقم إذا انتهت المواجهة بين الانقلابيين والجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إلى صراع عسكري مع خطر تأجيج المنطقة".
Maghreb : coups d’État militaires, djihadisme, mercenaires Wagner, rejet de la France et de l’UE : le Sahel va-t-il contaminer ses voisins d'Afrique du Nord ?
Par @westernculturel ⤵️ https://t.co/Dqz2ySDHcP
وتقع النيجر على حدود مالي وبوركينا فاسو، وتحتل 40% من أراضيها حركتان تابعتان لتنظيمي "داعش" و"القاعدة"، وهي واحدة من أفقر دول العالم، تشترك في الحدود مع دولتين مغاربيتين، الجزائر وليبيا.
وتنتقد الجزائر بشكل رسمي الانقلابيين بينما تسعد بالعداء لفرنسا.. وليبيا، الدولة ذات الحكومتين، الممزقة بين الشرق والغرب، هي مركز لكل حركة التهريب إلى منطقة الساحل.. لقد أدت مخزونات الأسلحة التي تراكمت لدى القذافي بفضل دولارات النفط إلى تغذية الميليشيات والمافيا والمنظمات غير الشرعية الأخرى في العديد من الدول المجاورة.
ويلفت الكاتب إلى أن الانقلابيين الذين يريدون قطع العلاقات مع باريس وإبعاد الاتحاد الأوروبي، لا يتوقفون عن طلب المساعدة المادية من الجانبين، وتسلل مرتزقة فاغنر بصمت وهم يتقاضون رواتب شهرية وينهبون الموارد المحلية النادرة.
وترتفع هتافات الشعارات المعادية لفرنسا من باماكو إلى نيامي وتحيي سيد الكرملين في المظاهرات، وفي تجمعات معينة في تونس كما في بعض الخطب الرسمية في الجزائر العاصمة.
وإذا كانت 90٪ من الهجرة تحصل بين البلدان الإفريقية، فإن الدعوة إلى التحرك شمالاً تبدو حقيقية.. وتثير الرغبة في حياة أفضل في أوروبا غضب الشباب، حيث أن أكثر من 50٪ من سكان منطقة الساحل تقل أعمارهم عن 18 عاماً.. في عام 2022، سافر 122 ألف نيجيري إلى ليبيا، أي 20٪ من المهاجرين غير الشرعيين.
انهيار منطقة كاملةوفي ظل الحكام العسكريين تتسارع وتيرة تدمير الدول الهشة بالفعل بحسب "لوبوان"، وتزدهر الأوهام عن "روسيا الطيبة، المهتمة بسيادة الشعب، وإطعام سكان بوركينا فاسو ومالي"، على أرض مواقع التواصل الاجتماعي الاجتماعي.. وبعد أربع سنوات، تنهار منطقة بأكملها تحت ضربات الجماعات الإرهابية والانقلابيين، ما يهدد المنطقة المغاربية بعدم استقرارها، واندفاع الهجرة فيها.
نشرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين (المفوضية السامية لشؤون اللاجئين) بياناً دقيقاً للغاية عن احتياجاتها التمويلية في عام 2023 للاجئين من منطقة الساحل: 247.6 مليون دولار، تم شغل 33٪ فقط (82 مليون)، وكتب أنجيل لوسادا عام 2019: "فراغ الدولة هو أوكسجين الجهادي".. وبعد ذلك بأربع سنوات، تنهار منطقة بأكملها تحت ضربات الجماعات الإرهابية والانقلابيين، ما يهدد المنطقة المغاربية بعدم الاستقرار، واندفاع الهجرة فيها.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة فی منطقة الساحل
إقرأ أيضاً:
بوريطة ينتقد موقف الجزائر من الصحراء ويؤكد أن له تكلفة وتأثير على المنطقة المغاربية وأمن الساحل
انتقد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، موقف الجزائر من ملف الصحراء، مؤكدا أن حالة الجمود التي يتسبب فيها نظامها السياسي بات لها تأثير على أمن المنطقة وعلى مصير الشعبين المغربي والجزائري.
وقال بوريطة إن « كل الظروف متوفرة اليوم لإحراز تقدم » في ملف الصحراء المغربية، مشيرا إلى أن « مبادرة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب، باتت تحظى بدعم أكثر من 112 دولة حول العالم، بما في ذلك أكثر من عشرين دولة في الأمريكتين، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية، وما يقرب من ثلاثة أرباع الدول الإفريقية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوربي ».
وأكد بوريطة، في حوار مع مجلة (لوبوان)، نشر السبت، أن زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب دشنت فصلا جديدا في العلاقات الثنائية بين البلدين، في إشارة إلى إعلان ماكرون في البرلمان سيادة المغرب على صحرائه .
بوريطة قال أيضا، إن الدينامية الدولية الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي، تشمل كل القارات وكل منطقة، معربا عن أسفه على كون الفاعل الحقيقي في هذا النزاع الإقليمي لا يزال يفضل حالة الجمود.
واستهجن وزير الخارجية، كون هذا الجمود له تأثير على أمن المنطقة، وله كذلك تكلفة بالنسبة للمنطقة المغاربية والساحل وضفتي البحر الأبيض المتوسط، وقبل كل شيء بالنسبة للشعبين المغربي والجزائري.
ولفت بوريطة إلى أن ما يقرب من 20 دولة من أصل 27 دولة في الاتحاد الأوربي تؤيد هذا النهج، مشيرا إلى أن الموقف الفرنسي مهم لأنه صادر عن عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولكن قبل كل شيء عن بلد على دراية بواقع هذه المنطقة، وفاعل مؤثر في الاتحاد الأوربي.
وفي ما يتعلق بموقف فرنسا من الصحراء المغربية، قال الوزير، إنه يندرج في إطار دينامية شاملة أطلقها الملك محمد السادس منذ عدة سنوات، تميزت بالعديد من الاعترافات الصريحة بالسيادة المغربية على الصحراء، من خلال فتح حوالي ثلاثين قنصلية في العيون والداخلة، ودعم متزايد لمخطط الحكم الذاتي كحل لهذا النزاع الإقليمي.
كلمات دلالية الجزائر الصحراء ناصر بوريطة وزير الخارجية والتعاون