هذا العمل يديم عليك ستر الله في الدنيا والآخرة.. علي جمعة يوضح
تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT
قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر ومفتي الجمهورية الأسبق، إن سيدنا رسول الله ﷺ أوصانا بمحاسن الأخلاق.
من نفَّس عن مؤمنٍ كربةًقال رسول الله ﷺ : «من نفَّس عن مؤمنٍ كربةً نفَّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسرٍ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا يسر الله له طريقًا إلى الجنة، وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه إلا نزلت عليهم السكينة، وحفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ عليه عمله لم يُسرع به نسبه» نصائح سبع، وإن شئت فقل هي أخلاقٌ سبع، يأمرنا فيها سيدنا رسول الله ﷺ أن نربي أنفسنا عليها.
وأوضح من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: «من نفَّس عن مؤمنٍ كربةً من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة» والله لو درَّبت نفسك على هذا، ولو جعلت كل ما تفعله من تنفيس الكرب عن الناس لوجه الله تعالى مخلصًا به ربك، راجيًا ثوابه يوم القيامة لكان ذلك تخفيفًا عليك ورحمةً يوم المشهد العظيم، ولنوَّر الله به قلبك في الدنيا، ولجعلك تفهم معنى الإنسان الذي أمامك، وأنه بُنيان الرب كما ورد في الحديث فيما أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني «الإنسان بنيان الرب» لو عرف الطبيب أن الذي بين يديه ليس قطعة رخام، ولا خشب، ولا حديد، إنما هو إنسان، وأنه مكرمٌ من الرحمن لاختلفت المعاملة، واختلف الاهتمام، لو حمل الهم في قلبه عن الكربة التي فيها ذلك المريض، لو أن الموظف في دوائر الحكومة حمل هم هذا المراجع، وأراد أن يُنفِّس كربته، وأن يزيل ما فيه من همٍ، وأن يقضي حاجته، وأن يجعل ذلك لوجه الكريم لجعله الله سبحانه وتعالى له في الدنيا والآخرة؛ فإذا ما يسَّرنا على الإنسان، وعرفنا أنه ليس عددًا، وإحصاء، وإنما هو مكرمةٌ من عند رب العالمين أسجد له الملائكة، لو عرفنا أن من يسَّر على المعسر في الدنيا يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، والمعسر قد يكون مديونا؛ فإذا ما سددت عنه دينه -ولو من الزكاة- فإنك تكون قد يسرت على معسر، أو أخرت دينه الذي في ذمته لك، أو أحسنت المطالبة، أو خففت عنه وأسقطت عنه بعض دينه، أو سترت عليه فلم تفضح حاله، والدين همٌ بالليل، وذلٌ بالنهار، لو فعلت هذا لوجه الله لشعرت بحلاوة ذلك في قلبك.
وشدد علي جمعة: لو أنك سترت على الناس عثراتهم، وأقلتهم ذنوبهم لوجدت ذلك في قلبك، وفي نفسك، ولستر الله عليك في الدنيا والآخرة، ولكن كثيرًا من الناس تلوك أعراض الناس بألسنتهم في مجالسهم غيبةً، ونميمةً، وافتراءً، وبهتانًا، والنبي ﷺ يقول: «كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع» وتحت شعار حرية الرأي، وحرية التداول تحدث الغيبة والنميمة، وحرية الرأي ليس هذا مجالها، ليس مجالها الكذب، والافتراء، والغيبة والنميمة، وأعراض الناس، والتكلم بالفاحشة، إنما عرضها أن يكون الإنسان حرًا، وأن يأمر بالمعروف، وأن ينهى عن المنكر، وأن يكون قلبه على مجتمعه وناسه ومصالحهم، يريد الخير، ولا يريد الشر، و«الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه» وانظر إلى هذا الإطلاق الذي خاطب فيه النبي ﷺ البشرية جمعاء وهو رحمةٌ للعالمين إلى يوم الدين، وقال العبد، ولم يقل المسلم، ولا حتى المؤمن، ولكن قال العبد، مفهومٌ واسع، نسقٌ مفتوح، قلبٌ يسع الناس أجمعين لأننا إنما ندعو إلى رب العالمين، وإنما ندعو إلى سيد الخلق أجمعين، وإنما ندعو إلى خلقٍ قويم لا يختلف عليه اثنان من العقلاء، ولا يتناطح فيه أحدٌ من العلماء.
وفي النهاية يضع لنا رسول الله ﷺ قاعدةً ذهبية «من أبطأ به عمله لم يُسرع به نسبه» فالقضية هي قضية العمل الصالح، والعمل الصالح أن تبدأ بنفسك، ثم بمن تعول، أو أن تبدأ بنفسك، ثم بمن يليك؛ فعليك أن تبدأ بنفسك من هذه اللحظة بعد أن سمعت نصيحة رسول الله ﷺ ، جدد إيمانك، قل لا إله إلا الله، ابدأ السير في طريق الله، متخلقًا بما أراده لنا سيدنا رسول الله ﷺ .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة هيئة كبار العلماء الغيبة والنميمة الكذب فی الدنیا والآخرة رسول الله ﷺ الله فی فی عون
إقرأ أيضاً:
عيد الحب.. مظهر شاهين يوضح الحكم الشرعي للاحتفال والضوابط الشرعية
تحدث الداعية الإسلامي الدكتور مظهر شاهين عن الرأي الشرعي في الاحتفال بما يعرف بـ"عيد الحب"، موضحًا أن الأمر لا يعد مخالفًا للدين طالما كانت النية فيه التعبير عن المودّة والمشاعر الإنسانية الطيبة بين الناس، دون تجاوزٍ للضوابط الشرعية أو اعتبارٍ له كعيدٍ ديني.
وقال إن بعض العلماء المعاصرين يرون أن تبادل المشاعر الطيبة في مثل هذا اليوم لا حرج فيه، إذا اقتصر على ما أباحه الشرع ولم يصاحبه ما يُغضب الله مثل التبرّج أو الإسراف أو الانحلال الأخلاقي.
وأشار شاهين إلى أن الإسلام في جوهره لا يُعارض التعبير عن العاطفة والمحبّة، بل يشجّع على إظهار الرحمة والمودة بين الناس في كل الأوقات، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «تَهَادُوا تَحَابُّوا»، أي تبادلوا الهدايا لتزداد المحبّة بينكم. ولفت إلى أن هذه المعاني الجميلة لا ينبغي حصرها في يومٍ محدّد من العام، لأن الدين يدعو إلى نشر المحبة والاهتمام طيلة أيام الحياة، لا في مناسبة واحدة فقط.
وأوضح أن تخصيص يومٍ بعينه للاحتفال بالحب قد يجعل البعض يظنه عيدًا محدثًا، وهو ما لا يقرّه الشرع، لكن إذا نظر إليه الناس على أنه مناسبة اجتماعية لإدخال السرور على القلوب والتعبير عن المشاعر النبيلة، فذلك أمر لا بأس به.
وأضاف أن إدخال الفرح على الزوجة أو الأسرة من أحبّ الأعمال إلى الله تعالى، مستدلًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «أحبّ الأعمال إلى الله سرورٌ تُدخله على مسلم».
واختتم شاهين حديثه مؤكدًا أن الإسلام لا يعرف من الأعياد الشرعية إلا عيد الفطر وعيد الأضحى، وما عدا ذلك من المناسبات مثل عيد الأم أو عيد الحب، فهي تظل مظاهر اجتماعية لا علاقة لها بالعبادة، ويجوز المشاركة فيها إذا خلت من المحرمات والتجاوزات، وتمّت في إطار القيم والأخلاق الإسلامية.